أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم المصري - الديوان العراقي















المزيد.....



الديوان العراقي


إبراهيم المصري

الحوار المتمدن-العدد: 995 - 2004 / 10 / 23 - 05:46
المحور: الادب والفن
    


* لم يكن باستطاعة مواطن عراقي
أنْ يضع طبقاً لاقطاً فوق بيته
كانوا .. يخافون عليه من الدعايةِ المُغرضة
وكان يأمل في التقاط ملائكة
تساعده بالدعاء
على أنْ يُعجَّل الله برفع الغمَّة .

الديوان العراقي

إلى :
أم باسم ، أم عمر ، نور ، آلاء ، فائزة ، جواد ، سهيل ، هند ، ماجد ، سبأ ، بلقيس ، فيفيان سَيَّار ، دثار ، حميد ، بتول ، عبد العظيم ، محمد ، فاروق ، ناجي ، ليلى ، هناء ، كامل ، رعد ، برهان ، بدر ، كريم ... كيف أحصي أسماءكم أيها العراقيون وأنا أحدق في الشمس .
.... .... ....
إبراهيم المصري .




1
ساحة الفردوس
في الواقع ...
أصغر ممَّا تبدو عليه
في أي صورةٍ فوتوغرافية
لكن بغداد .. أكبر
من أي صورة .

2
حفرةُ نفطٍ مشتعلة
بوميض نار تحاول أن تتنفس
تحت دخان كثيف
هل هذه .. عين بغداد التي
كان يجب أن تحرسها من الغزاة
ومن القصف بطائرات B52
العابرة للقارات .

3
على جسر الأئمة
تطلب مني سيدة مُتشحة بالسواد
أن أوجه نداءً تلفزيونياً
إلى ابنها الغائب في غربةٍ لا تعرفها
يا خالتي ...
ويا أرض السواد
نحن على جسر .

4
كأنَّ النخيلَ في بغداد
لا يعبأ بما يحدث
كأنه في اصطفافه يتهامس
بأسرار لا نعرفها
عن زمن أبيض
لم يكن فيه الدخان الأسود ...
خيمة شاسعة .


5
حينما ذهبت إلى بغداد
رافقني الجواهري
بـ .. حييتُ سفحكِ
والسياب
بـ .. عيناك غابتا نخيل
عينا بغداد كانتا من نخيل
ولكن .. بدون مطر .

6
كان رأس التمثال
بملامحهِ المشهورة
مُدحرجاً بفوضى جمهور يثأر
وبأقدام تركله
وكنت أفكر ...
إنْ كان صاحب الرأس
يشعر بالألم ؟

7
( نساءنا في العراق .. حاجة ضرورية )
المتظاهرات يهتفن سعياً
إلى لفتِ الأنظار
صوب وردهن المحترق
نعم ...
هنَّ حاجة ضرورية
ولكن في طريق مختلفٍ
عن طريق القائد الضرورة .

8
تبتسم الطبيبة .. بان
وكأن الحزن قد فاض
حتى أصبح لا لزوم له
غير أنَّه عبرَ وجهها
بجناحين من شفافية
حين قالت ...
حان وقت الأمل .


9
أحتفظ بنسبي ...
إلى أم باسم
منذ أنْ قالت لي
أنت مثل ولدي
ثم سردت ما تسرده أمي
من أوجاع جسدها .

10
كلُّ هؤلاء ماتوا ؟
نعم ...
وما تبقى منهم .. ركامٌ من عِظام
لا يدل على ملامح أصحابه الذين عاشوا بصمتٍ
في هذه المقبرة الجماعية
لكن أحداق الجماجم تومضُ
بفرح العائد من غربةٍ طويلة
إلى بيته .

11
جرِّب أن تتخيل
أنك مقطوع اليد
حتى تعرف
لماذا كان قيس
يبتسم حزيناً هكذا
وهو يمد يده اليُسرى
لمصافحتي .

12
يقرأ محمد
قصيدةً عن انطلاقهِ في الشارع
صاعداً بدراجتهِ النارية
إلى الفضاء ...
الحمد لله
لم تعد ثمة صور للقائد الضرورة
تحجب الأفق .


13
لماذا يبدو أهل العراق
عنيفين هكذا
وطيبين إلى حدِّ الوداعة
ثمة سر لا يعرفه
إلا من يقبض أنهاراً تجري
بين يديه .

14
مثل أي شعب ...
يوجد الكثير من العراقيين
من هو : وردة
وهناك من هو : رصاصة
وهناك أيضاً
من يصلح قاعدة
لرفع تمثال طاغية .

15
لن تحتاج الكثير
لكي تدمر بلداً
فقط : بيان أول لانقلاب
مليون قتيل في حروبٍ داخلية وخارجية
أربعة ملايين مشرد عن وطنه
والكثير من الأغاني الحماسية التي
تعفينا من الحاجة ...
إلى رؤية القيء .

16
حينما تشاهد صور قتلى حلبجة
لن تصدق
أنَّ هؤلاء البشر المشوهين
بالأسلحة الكيماوية
كانوا مثلك
قبل ارتطام رأسك بالفزع .


17
لقد قتلوا محمود البريكان
وماذا في ذلك ؟
ألم يقتلوا أبي الطيب المتنبي
والفرق ...
أنَّ الثاني قتل في مبارزةِ هجاء
بينما قتل البريكان
بانسحابه إلى نقاءٍ
عبأ حتى الحافة
حنجرته بالدم .

18
الجامعة العربية
مُمثلة بشعوبها
وبقمتها السامية
تنظر في أمر .. العراق
حسناً ...
ليتهم يرسلوني .. طبيباً .

19
( مَا حفـَّزونا ) ...
تقول مريم بانفعال
وعيناها الخضراوان
تحفزان حياةً
تحاول أن تنهض بها مريم
من الركام .

20
يمرُّ نهر دجلة صامتاً
تحت جسر الجمهورية
تمرُّ فوق الجسر
دبابة أمريكية صاخبة
ولا يلتفت النهر .


21
في سوق مزدحم
يتبادل العراقيون البيع والشراء والصراخ
وفي خلفية المشهد
لازالت صورة القائد في انتظارها
أنْ يصمت هؤلاء ...
حتى يلقي عليهم خطابه الماجد
لا يا سيدي ...
لقد عادوا إلى الحياة
ولن يصمتوا .

22
أمَّا وقد مرت الحرب
فقد بدأ الجميع في إحصاء غنائمها
وحدهم العراقيون
يحصون أنفاساً شاحبة للحرية
والكثير من القتلى
والمفقودين .

23
أنا وصديقي العراقي
نشاهد قصف بغداد
كانت الصواريخ تمر أمام عيني
ثم تستقر على أهدافها
وكانت الصواريخ تمر أمام عينيه
وتستقر في فؤاده
لم أكن بحاجة إلى دليل
كان وجهه يتقلص مُرتعشاً
بتوالي الانفجارات .

24
( فـَتحُ صَدر )
هذا ما يُطلقه العراقيون
على إصلاح مُوتور السيارة
وكم كانت تخيفني هذه العبارة
( فـَتحُ صَدر ) ...
وأنا أشاهد الدبابات مُنطلقة
إلى صدر بغداد .


25
العلوج هؤلاء ...
نعم ...
ما بهم العلوج هؤلاء ؟
يجب أن يرحلوا
نعم ...
يجب أن يرحلوا
ويجب أن ترحلي معهم
يا امرأة تقيم في الماضي
ولا تساعد على كشط كثافته الدموية
حتى بأظافرها .

26
من على سطح فندق أرض الزهور
تبدو بغداد
وكأنها تقف على أصابع قدميها تحت الليل
والتوجس الذي تقطعه أحياناً
طلقات الرصاص
يبدو ملموساً إلى حدِّ الخوف
من انفجار كوني .

27
حرامٌ أن نكتب المصحفَ بالدم
كلمة الله .. تتجلى في سوسنة
لكنها كانت مشيئة القائد الذي
كتب بدمه .. كلمة الله
وكتب بدماءِ شعبه .. مجداً
تقوضه صورايخ توماهوك كروز .

28
بحيرة على هيئة
خارطة الوطن العربي
يتوسطها مسجد ( أم المعارك )
الآن فهمت
لماذا يحب العرب صدام حسين
لقد كان مثلهم الأعلى
هذا الذي يمسح الدم عن سكين القاتل
في سجادة الصلاة .


29
الشاي المغلي
بمرارته الداكنة
والسكر المُذاب
بحلاوته الحادة
يمزجهما العراقي في .. استكان .. زجاجي صغير
ربما يحاول الموازنة
بين الفاجعة والأمل .

30
كربلاء صباحاً ...
الشوارع شبه خالية
وقبة مرقد الحسين الذهبية
تتوهج تحت شمس تشتدُّ حرارتها
ورؤوس مقطوعة ...
تتجول في الخفاء بحثاً عن الماء
أو الطمأنينة .

31
كبابٌ .. لإفطار العراقيين
فولٌ .. لإفطار المصريين
ثمة من يُقبل على لحم الحياة
ومن يُقبل على نباتها
لهذا ...
مصائبُ العراقيين أكبر .

32
كظاهرةٍ عامة
يُخرج العراقي ذارعه
من نافذة سيارته المسرعة
كأنه سيلتقط دبابة أمريكية
ويضعها سريعاً على رف التاريخ
ألم يفعل العراقيون هذا ...
مع التتار .

33
أصبح العراقيون في بطالةٍ مزمنة
لقد أعطتهم الحرب
الكثيرَ من الكسل
لكنها أخذت منهم ...
لقمة العيش .


34
لم أشاهد جنازةً على الواقع
في العراق
الحياة هناك ...
أوفر من الموت الذي
اختبره العراقيون طويلاً
لكن هناك .. من يتلصص بكاميرا
على تصوير موتهم .

35
شمسٌ نحاسية
ترتفع فوق النخيل
والنخيل .. ذاهلٌ في الغبار
الصمتُ أجش
والمشهد باستنادهِ
على واجهة مبنى وزارة التخطيط العراقية
تلك التي كانت مرئية
بملاسنةٍ نارية بين الرصاص والزمن
غداً يعيد العراقيون طلاءها
لا لإخفاء الحقيقة
ولكن .. لمجرد التفاؤل .

36
داخل كل عراقي
حياة كاملة
لهذا يبدو إنساناً غيرَ آيل للسقوط
والمقبرة الجماعية
ليست أكثر من حفرة
يعبرها العراقي بالكثير من الحزن
لكنه .. يعبر .

37
الحزن العراقي ...
ليس مناحة
ولا تشييع حياةٍ تنهض كل صباح
إلى حظها من الخلق
الحزن العراقي .. نبيلٌ
ضلله القتلة عن حاجته
إلى طلاء الحياة بالضوء .


38
أرض الأهوار الجرداء
كانت بلا رائحة
لكنها لم تكن ميتة
هل قطع المياه عن أرض
يمكن أنْ يحرمها من الحياة هكذا
ومن الموت أيضاً .

39
موسى الكاظم وأبو حنيفة النعمان
يتبادلان الحديث على جسر الأئمة
يبتسمان بثقة العارف ...
أنَّ هذه الغيمة من شجار دموي
سوف تنقشع عن سماء العراق
وأنَّ كليهما سوف يصعد إلى مئذنته
لكي يدعو .. حي على الصلاة
فيجاوبه صاحبه ...
حي على الفلاح .

40
أوقعني سوء الحظ المهني
في بركان غضبهم
كانوا ...
يدفعون صدري بالقبضات
ويشتمون أمي وأبي بأقذع الشتائم
كوني العربي الذي ...
تخلى عن النضال وعنهم
ووقف يسأل جندياً أمريكياً
عن روايته لحادث مقتل عراقي
برصاصةٍ خلف الرأس
كنت أعمل
ولم أكن أناضل .


41
( مالي شغل بالسوق
مريت أشوفك )
... ... ...
يغني العراقي
ربما ينتبه العرب
إلى أنَّ الحبَّ ضرورة
أكثر من .. التجارة .. التي
كانت وحدها
نشاطهم المقدس في الحياة .

42
يبدو سهيل سعيداً هذا الصباح
لقد نام الليلة الماضية جيداً كما قال
تحت .. بَنـْكَة .. تعمل
وتحرك الهواء الذي ...
لا يضخه العرب إلى العراق
رغم وفرته في صحرائهم .

43
أعطانا العراق
بدر شاكر السياب
وأعطيناه أبو مصعب الزرقاوي
أعطانا نازك الملائكة
تلك المنسية بضوئها في غرفةٍ للغياب
وأعطيناه مناضلي فضائيات
أخشى أن تتمزق أوداجهم
قبل أن يعودوا إلى النوم
في بيوتهم .

44
شعلة مصفاة الدورة
تبدو مضيئة ليلاً
ونهاراً أيضاً
العراق .. ليس محنة مُغلقة
ثمة نافذة
تبث الضوءَ .. لا كوبونات النفط
من باطن الأرض .


45
عراقية كردية
بلسان عربي
وتمزح أحياناً بالكردية التي لا أفهمها
وتجلس معي لتدخين سيجارة
وتحدثني عن بناتها اللاتي تأمل
في تزويجهن قريباً
وتسألني صباحاً
إنْ كنت قد تعشيت قبل أن أنام
يحتاج كلُّ إنسان
إلى أم كهذه ...
لكي ينجو من الغرق .

46
أول ما شاهدت
في الطريق إلى بغداد
... كان سجن أبو غريب
كان قصيَّاً بأسرار طالما
أهلكت بشراً وأحلاماً
التقطتُ له صورةً فوتوغرافية
حتى لا أنسى
كيف يقيم الموت ...
على أبواب العواصم العربية .

47
مبنى اتصالات السِنـَك
مُخرَّبٌ بالقصف الذي
مزق أحشاءه
وأتلف ذاكرته التي
طالما تبادل العراقيون عبر خطوطها
طمأنينة أنهم أحياء
يحدق المبنى ظامئاً إلى نهر دجلة
والنهر كان في هذه اللحظة
غيرَ قادر على إعطائه جرعة ماء .


48
أهملتُ عمداً
أن ألتقط لقمر بغداد
صورةً فوتوغرافية
كنتُ أخشى أن يبدو شاحباً
أكثر مما كان عليه في ليل
تسامرنا تحت كآبته معاً
لكنه كان يفهم العراق أكثر مني
باستدارته الصبورة
وبحراسته للنائمين
تحت الليل والخوف .

49
ثمة ما يحدث عصراً ...
في المساحة بين فندقي فلسطين والشيراتون
ثمة عرس ...
يزف فيه العراقيون بهجة
تتجاوز الحرب
ولا تعبأ بالكاميرات التي
لا ترى في العراق
إلا ما يؤذي الفؤاد .

50
كان الطفل العراقي
يحفظ بالترتيب
آية من كتاب الله
حديثاً نبوياً
ووصايا للقائد
وفي الكتاب ...
كان القائد وحده مرسوماً
بحبر يلوث الروح واليد .

51
لا يجب أن نكره أحداً
ولا حتى القادة
يجب فقط ...
أن نكره أنفسنا
كوننا سمحنا لكل هؤلاء القتلة
بالقبض على أعناقنا .


52
في كل بلد عربي
قائد ضرورة
إذا اختفى
فسوف ينهار كل شيء
حظوظنا هكذا ...
أنْ تكرر علينا الشاشات الفضية
مشهدَ القيامة .

53
ألا يجري دجلة والفرات
ألا يرتفع نخيل العراق
مُسبِّحاً بحمد أصابع
غرست فسائله
حين كان في العراق مَن يزرع الحياة
لكنه لم يكن يعرف
أنَّ ثمة كارهين لها
إلى حدِّ إذابةِ إنسان حي في الأسيد .

54
يبدو صباح بغداد .. مختنقاً
وأسوأ ما في الأمر
أننا نحن الغرباء
من غزاةٍ وصحفيين ومستثمري مصائب
نزاحم أهل بغداد
على حظوظهم القليلة
من الأوكسجين .

55
مَن يحب العراقيين مِن الغرباء
فليرحل عنهم
يحتاجون وقتاً
لتضميد جراحهم
وصقل كبريائهم الذي
يعطي الغريب ابتسامة
رغم قنبلةٍ غضبٍ ...
لا يعرف حتى حاملها
متى ستنفجر .


56
هل تسمُّونهم .. رعاعاً
هؤلاء الذين ارتكبوا الفوضى
وأغرقوا أجسادهم فرحاً
في طوفان من أوراق البنكنوت
لم يكونوا رعاعاً
كانوا في بهجة الذي حرَّر الفراغ يده
من سلطةٍ ...
كانت تقطع اليد .

57
حين دخلت بغداد
لأول مرة
شاهدت من يحاول متطوعاً
تنظيم حركة المرور
ثمة في العراق ...
مَن هو قادر أيضاً
على تنظيم دقات القلب .

58
حينما ذهبت إليهم
طلباً للصداقة والمحبة
في مقهى .. حوار
رأيت الأدباء والشعراء
أكثر الناس يأساً من الحياة
رغم أنهم يتظاهرون
بعكس ذلك .

59
لم يسلم أي شيءٍ من النهب
حتى المكتبة الوطنية
والمتحف
لماذا تصرخون هكذا ؟
ألا يحق للعراقي ...
بعد طول غياب
أنْ يعرَّض أحشاءه للهواء ؟


60
رغم أننا صوبنا الكاميرا
تماماً ...
على عاشقين في قبلة صباحية
على نهر دجلة ...
إلا أننا وحينما شاهدنا الشريط
لم نشاهد القبلة
الكاميرات المُتلصصة
لا تلتقط الأجمل في العراق .

61
العاشقان أيضاً ...
وقد عدنا إليهما بتحية الصباح
ابتسما لنا
وكانت الكاميرا عمياء أيضاً
عن الابتسامة
ألم أقل ...
الكاميرات المُتلصصة
لا تلتقط الأجمل في العراق .

62
حينما أشاهد ...
مناضلاً فضائياً
يصرخ مُطالباً برحيل القوات الأمريكية
عن العراق
أتمنى مثله ...
أنْ ترحل القوات الأمريكية
وأتمنى كذلك ...
أنْ تأخذه معها .

63
القائد بميزان العدالة
أمام المحكمة
وبالفأس أمام وزارة الزراعة
وبالفرشاة ...
أمام جمعية الفنون التشكيلية
ببساطة ...
في كل دور
كنت أتمنى أيضاً
أن يكون في دور إنسان عراقي
علـَّقه القائد على مشنقة .


64
هطل مطر على بغداد
والسياب ...
لم يكن حاضراً
تحت هذا المطر الثقيل الذي
تزيد الحرب من لزوجته
على أي حال ...
لن يمر عامٌ بعد الآن
والعراق ليس فيه .. خبز .

65
باعة الثلج
أكثر ما يُلفت النظر
في صيف العراق الحارق
هؤلاء يرطبون الأفواه
ولا يتآمر أحدهم
لكي يصبح يوماً
نائباً للرئيس .

66
أخيراً ...
يتشاجر العراقيون بحدِّة
على مواقع الإنترنت
لكن الأجمل ...
أنهم يفتحون النوافذ
بدون خوفٍ من رجال الأمن
متى .. يا إلهي
يحين وقتُ شجارنا ؟

67
إذا تأملنا أعناقنا
فسوف نراها مقيدة بقيودٍ
على اختلاف أطوالها
العراقيون قطعوا قيدهم
بأسنانهم
أو بدبابةٍ أمريكية
لا يهم ...
ثمة حرب وتنقضي
ثمة محنة وتمر .


68
الغياب
أكثر ما يعيش في البيت العراقي
على هيئةِ مفقودٍ
أو قتيل
أو مغترب ...
الآن ينسحب الغياب بطيئاً
بعودة القتلى والمفقودين
من مقابرهم الجماعية
وبعودة المغتربين
إلى يقظة الحياة في وطنهم .

69
حينما شاهدته مقطوع الأذن
تحسست أذني
وأدركت لماذا
كفَّ الغناء العراقي
عن أن يكون حاضراً
قريباً من المنطق ...
لقد توارى الغناء احتجاجاً
على قطع الآذان .

70
الله نفسه
لا يدَّعي أنه قائد ضرورة
فقد أعطى لعباده ومن الرحمة
حقَّ الكفر به
وحقَّ الحياة .

71
ما إنْ يشاهد العراقيون كاميرا في الشارع
حتى يهبُّوا للصراخ في وجهها
وعليك حينها
أن تصمت
دعهم ...
أليس من حقهم البصق
في وجه العالم الذي أهملهم
ثلاثين عاماً .


72
يعيش العراقيون
فضول أنْ يعرفوا الأسرار
هل ثمة أسرار ؟
وقد كان الرعب موصولاً
حتى بصنابير المياه .

73
النساء في العراق أكثرَ أملاً
والرجال أشدَّ صراخاً
والجميع يحلم بأن ينضو العراق
عن جسده ...
الحروبَ والحرائق .

74
بيدي ...
لا بيد الجندي الأمريكي
هذا ما كان يأمل فيه العراقيون
حمدا لله على السلامة
بيد الحياة .

75
صواريخ سكود
مصفوفة بعنايةِ مَن أهملوها بين النخيل
جاهزة للانطلاق ...
والنخيل ينتظر
منَ يأتي لنزع أهوالها
حتى يتنفس بارتياح .

76
الطرق الخارجية
تبدو مرئية على الجانبين
بدباباتٍ وآلياتٍ عسكرية محترقة
ثمة بشر كانوا فيها
يتقاتلون على مَن يمكنه البقاء
مدةً أطول
على قيد الحياة .


77
المصرف المركزي العراقي
محروساً بالجنود الأمريكيين
حيث كانت صورة القائد
مصفوفة بالمليارات
الآن يحرس الأمريكيون .. الأصل
بعد أن تركوا للعراقيين
فرصة الفتك بالصورة .

78
كانوا يسخطون دائماً
على انقطاع الكهرباء
وكنت أقول لهم ...
غداً لن تنقطع الكهرباء
ولن ينقطع الأمل .

79
اسمها .. الوطنية
تلك الشركة التي تزود العراقيين
بالكهرباء
وما أجمله من اسم
بشرط أن يستمر في بث الضوء
لا الحروب العبثية والدم .

80
زملاؤنا من العراقيين
كانوا دائماً ...
الأكثرَ بهجة وثرثرة
وكنا نحن .. الطارئين
الأكثرَ تحفزاً وركضاً
خلف الأخبار المفزعة
كانوا قد شبعوا من الفزع
وجئنا لهم ...
بفظاظة من يظن أنَّ كشفَ الجروح
مهمة مقدسة .


81
نهر دجلة في الليل
سكـِّير تمد له المصابيح القليلة المُضاءة
كؤوساً مرتعشة
يتناولها بيد المُتعب الذي
كفَّ عن الصخب .

82
في ليل بغداد
كانت صليات الرصاص
تدوي بما يمكن اعتباره ...
رفضاً للصمت
حتى وإنْ اعتبر الأمريكيون ذلك
إطلاقَ نار يقتضي
حرثَ جسدِ الليل بالدبابات .

83
في صحة عودتك
وشربنا معاً
أول كأس له في بغداد
بعد غربةِ عشرين عاماً
كنت أشعر أنني العائد
من غربةٍ ...
حلمت فيها طويلاً
أنْ أرى بغداد
... من شرفتين
راح ينأى عنهما القمر .

84
استدعاء صور المجد
لا الحياة
هو ما يزيد في عذابنا
يتقن الثوريون هذا
بالحديث عن الإمبريالية والصهيونية
بالحديث عن الأهرامات وحدائق بابل
وبالتخلي ...
عن بناء البيوت الواسعة
وشق الطرق .


85
لم يكن هذا الفلاح العراقي
يملك كما قال .. بيتاً
رغم أنه يراكم الحنطة تلالاً ذهبية
حظ الفلاح المصري ليس أفضل
إنه يعيش منذ آلاف السنين
في بيتٍ من طين وفقر
رغم معجزةِ الأهرامات .

86
كأنما الدم ...
لم يعد جرعة إنقاذٍ
من فصيلة الحب
وإنما سفكُ بلاغةٍ للدفاع
عن الوطن أو القائد
حتى آخر رجل
هل يكون القائد آخرَ رجل ؟
حتى تمسكُ النساءُ بأقدارنا
ربما كنَّ أكثر قدرةً على الحياة
وعلى الشفقة .

87
ما يحتاجه العراقيون
أكثر من أي شيءٍ آخر
هو الحب ...
وتفعلون خيراً
إنْ توقفتم قليلاً
عن دسِّ ثوابتِ الأمة
في وجباتهم اليومية .

88
أتعجبُ من عربي
يُملي على العراقي
أجندة أحلامه
بدءاً من حثـِّهِ .. على المقاومة
وها أنا أرتكبُ نفس الخطيئة
حتى وإنْ كنتُ أمْلي على العراقي
أجندةً للأمل .



89
يريدون العراقَ .. مُستنقعاً
ويتذكرون بشماتةِ العاجز
أمثولة فيتنام
ألا يكف الخرابُ في عقولهم
عن التناسل العظائي .

90
بغداد تحت الجحيم
صورة ساذجة
لما يُمكن أن يرويه أهلها
عن استضافتهم للصواريخ
والقنابل الذكية
بينما القائد يعظ
بحفر خنادق في البيوت .

91
لو كنتُ عراقياً
لأعطيت المناضل الفضائي
عنوان البيت الأبيض
ليذهب ويُقاتل الأمريكيين
في عقر دارهم
ألم يفعل أشقاؤه هذا
في نيويورك ؟

92
لو كنتُ عراقياً
لقلت للمناضل الفضائي
لا تعذب نفسك بالصراخ
للبيت .. عراقيٌ يحميه .

93
لا يعني كلُّ هذا
أنَّ العراقيين ملائكة
لكنهم أيضاً ...
ليسوا شياطين
إنهم بشر ...
والبشر كما نعلم
يعيشون على الخبز والماء والحب
لا على السيوف والرماح .


94
لم أكن أعرف
من هو السني ومن هو الشيعي
وربما كان بينهم صابئ مندائي
أو كردي ...
كانوا يتعاملون معي
ويبتسمون في وجهي كعراقيين
أقول هذا ...
عن خبرةٍ أو عن وهم
لا عن غرام عربي
بملوك الطوائف .

95
حينما تصبح البيولوجيا .. قدراً
يمكن لرجل حينها
أن يفتك بحياةِ الماجدات
يسوق أولاً أولادهن وأشقاءهن وأزواجهن إلى الموت
ثم يمدحهن في خطابٍ ...
لا يساوي قيمة الورقة التي
كتب عليها .

96
أستخدم كلماتٍ من اللهجة العراقية
مثل : استكان .. بنكـَه ..
وكأنني أستخدم عملاتٍ نادرة
يبذرها العراقيون بشراهة
في حياتهم اليومية
يفعل أصدقائي العراقيون هذا
حين يمازحونني بكلماتٍ مثل :
صباح الفل .. إيه يا عم
نكون بشراً
حين نكون في الاعتراف المتبادل
بعملة الإنسان النادرة .


97
أفكر كيف يبتسم العراقيون
وتلك الحروب
بكلِّ ركامها حولهم
حتى أنه من المستبعد
أنْ تجد عراقياً لم تصبه رصاصة
أو على الأقل ...
لم تمر إلى جانبه
إنهم في انتظار أنْ ...
تأخذ الحرب متاعها وترحل
بعد أن أخذت ما يكفي
من أرواحهم .

98
لا يدَّعي إلا معتوه
أنه يفهم مصلحة العراقيين
أكثر منهم
وإنْ كان مِن ادعاءٍ كهذا
فليذهب صاحبه ويبني
بيوتاً دمرتها الحرب في العراق
وليترك المقاومة
للعراقيين الذين خبروا الحرب
ربع قرن على الأقل .

99
لماذا لا نتذكر العراق
إلا مقروناً بالحجاج
أو بالجناس ...
بين كلمتي العراق والنفاق
ألا يمكن أنْ نقول مثلا :
القاهرة من القهر
ونكف قليلاً عن التضحية بالعراقيين
حتى في إسرافنا اللغوي
وفي غرائزنا التي تربت
على القمع والدم .


100
حينما ذهب الأدباء العراقيون
إلى مؤتمر اتحاد الكتاب العرب
تخلى الجميع ...
عن لمسهم بالورود
كونهم لا يمثلون .. سلطة شرعية
الحق على الأدباء العراقيين
كان عليهم
أنْ يأخذوا صدام حسين معهم
ألم يكن .. روائياً ؟

101
حينما زرت بغداد
لم أتمكن كما حلمت
من كتابة قصيدة
بغداد وحدها
كانت قصيدة
يحاول أهلها بأنفاسهم
لملمة قوافيها التي ...
بعثرتها الحرب .

102
لأول مرةٍ في بغداد
أعرف ماذا يعني .. حظر التجول
ببساطة ...
إنه الخوف من أنْ يعتبرك الجندي
هدفاً مُتحركاً
ويُطلق النار
لا لقتلك .. رغم أن هذا ما سوف يحدث
وإنما لكي يتسلى
باصطيادِ طيور الليل .

103
فتوى عن .. مرجعيةِ الأمل
إلى جميع محبي ومناصري ومؤيدي
صدام حسين وأمثاله
لكم أن تحبوا هؤلاء
إلى درجةِ رفع صورهم على صدروكم
ولكن استنساخهم .. محظور شرعاً
ومحظور كذلك .. تزوير ختم الشمس
أو تاريخ سطوعها .


104
في الأيام التي تلت
التاسع من إبريل نيسان عام 2003
كانت شوارع بغداد
شبه خالية
ثم بدأ الناس في الخروج
إلى الحياة التي كانت تنتظرهم
خارج الخوف والبيوت .

105
ضع شطيرةَ الهامبورجر هذه
ثم اشتم أمريكا
ضع هذا السيف
ثم تحدث كما تشاء
عن أمجادنا .

106
لا أكره العرب
وإلا كرهت نفسي
فأنا عربي ...
لكنني أرى صحراءنا
مرشوقة بالإشارات الضوئية الحمراء
وكنت أتمنى أن أراها ...
مرشوقة بالنخيل .

107
سوف تمرُّ أعوامٌ طويلة
قبل أن يسأل طفلٌ
والده العراقي
عن عمِّه أو خاله
فلا يجيب الوالد ...
لقد استشهد في حرب إيران
أو في أم المعارك .


108
لا أعرف لماذا كان .. هؤلاء
مغرمين هكذا بالأمهات
رغم أنَّ أم باسم ...
لم تجد من أم المعارك أو من أم الحواسم
غيرَ جلستها في السوق
لمدة عشرين عاماً
تبيع تفاحاً عراقياً صغيراً
حتى ركدت روحها
وأصيبَ جسدها بأمراض أقلها
دوالي الساقين .

109
يلفظ المصريون كلمة .. حكومة
كمن يفر من شر مستطير
ويلفظها العراقيون
ممطوطة قليلاً
كمن ينزع مسماراً من يده
والأمل الآن ...
أن يلفظ العراقيون كلمة .. حكومة
كمن يفتح النافذة سعيداً
في الصباح .

110
لا يمزح العراقي
حينما يقول لك :
( على كيفك )
إنه يحذرك
ويكون في المزاج
حينما يقول لك :
( على مودك )
وأنت وحظك في المزاج الذي
قد يكون نارياً .

111
تسأل فيفيان صليوا
( هل يموت الإنسان .. مرتين ؟ )
نعم ...
في العالم العربي
ولا يسمحوا له حتى
بالذهاب إلى القبر .


112
العراقي الذي يلاحقني بالشتائم
عبر البريد الإلكتروني
وجد سبباً آخر لشتيمتي
غير ظنه أنني أؤيد أمريكا
إنه لا يعرف كما قال ساخراً
إنْ كنتُ من خمسةِ ملايين مصري
عاشوا في العراق
لن ألاسنه بإحصاء العراقيين المغتربين
عن بلدهم
لكنني سأقول ....
من الأفضل دائماً
أنْ ينام كلُّ إنسان في بيته .

113
العراقي الذي يلاحقني بالشتائم
عبر البريد الإلكتروني
كون حنجرتي ...
أضعف من رغبته في الصراخ
يعرف بالطبع
أنَّ مصريين عادوا قتلى من العراق
على الأقل عادوا
لكن هل يعرف ...
كم من الأمهات العراقيات
ينتظرن أمام الأبواب عودة أبنائهن الغائبين
أنا أعرف ...
حتى لو كانت أم واحدة
فالعراق كله ينتظر .

114
السيدة العراقية
التي ظهرت على فضائية كي تتحدث
عن محنة تعذيبها
كانت في طلاقةِ من دربوها
على إلقاء البيان الأول
لم تنسَ أي شيء
بما في ذلك
صلابة الوجه .


115
بيان القمة العربية
تحدث عن رئيسين
أحدهما مُحاصر
والآخر سجين
ولم يتحدث على الأقل
من باب البلاغة
عن سجننا الكبير .

116
لا أدري ...
لماذا كنت أشعر
أنَّ نصير الجادرجي
رئيس وفد العراق إلى القمة العربية
كان وحده مطمئناً
ربما كان وحده الذي سيخرج من القمة
إلى مهمة تنظيفِ بلده
من البيانات .

117
لن يختلفوا ...
على تسميته جهاداً
إن كانوا إرهابيين
أو تسميته نضالاً
إن كانوا قوميين
لكن ماذا تعني التسمية
بالنسبة لعراقي
كان يحصي في يوم عاشوراء
قتلى ومصابين .

118
قد لا يكون .. شِعراً
هذا الذي كتبته في الديوان العراقي
ما باليد حيلة ...
فقد استنفد شعراؤنا الشعرَ والخراب
بوصفهما خُلاصة العالم
ولم يتركوا غير مهمة البكاء على القبر
ربما تنبتُ .. زهرة .


119
بأكثر من طريقة
يمكن القول
العراق أسد جريح
وبأكثر من طريقة
يمكن القول أيضاً
لا تعمقوا الجراح .

120
يحلم المناضل العربي
بدبابةٍ أمريكية .. تمر فوق ظهره
استيقظ يا سيدي
هذا كابوس
وقد مرت الدبابة في العراق
وأخرجته من كابوس .

121
أليس شعباً مُبهجاً
هذا الذي يقول عن مباراة في كرة القدم
إنها .. لعبة
بينما نقول نحنُ .. إنها مباراة
ونستعير لها عتادنا العسكري
من رؤوس الحراب
إلى ... أوووووووووووه
لقد أطلق قذيفة ... كالصاروخ .

122
يبدو نهر الفرات
أكثر صفاءً وغزارة
من نهر دجلة
ربما لأن دجلة يمر في العاصمة
حيث رجال الأمن أشد وطأة
في ضبط الحياة على إيقاع أحذيتهم .

123
ينتظر دجلة
كما ينتظر الفرات ...
أن تصفو سماء العراق
حتى يتسابقا ركضاً
بينما الأسماك ...
تمسك بصعوبة ضحكاتها .


124
لم أتناول في العراق
السمكَ المسكوف
ربما لأنني .. أبحث عن الإنسان
قبل التقاليد
ولهذا أيضاً
لا يهمني الكشري
كأعجوبةٍ مصرية !!!
بقدر ما يهمني ...
أن يجد الفلاح المصري
وجبة ساخنة .

125
حينما يحدثني أصدقائي
من غير المصريين
عن الفول المدمس
أشعر بضيق شديد
ليس خجلاً من الفلكلور أو الفقر
وإنما لأن الفول وحده لا يكفي
لكي أقول بمتعة ...
إنني عشت حياتي .

126
يُسمِّيه العراقيون .. تشريب
هذا الخبز ممزوجاً مع الحساء
ويُسمِّيه المصريون .. فتـَّة
تأملوا اللفظين ...
ثمة إنسان يتشرب الحياة
ويعطيها بُعداً شاعرياً
وثمة إنسان يمزج الحياة سريعاً
هرباً من الجوع .

127
يُذكـِّرني نخيلُ العراق
بنخيل قريةٍ ولدت فيها
كان شاهقاً ويأبى ...
إلا أن تصعد إليه
حتى يعطيك من لؤلؤ أعماقه
ومن ترفعهِ السماوي
ربما لهذا السبب .. أحبُّ العراق .


128
ولدت على نهر النيل
وأعرف عنه ...
ما يعرف الإنسان عن شريانه الأبهر
ولهذا أعرف عن نهر دجلة
ما أعرفه عن شرياني
حينما تحرث شاطئه الدبابات .

129
لن يقنعني أحد
بأنَّ بغداد مُحتلة
ما يمر أمام الشمس
حتى وإنْ كان غازياً
يبدو في ضوئها
بقعة صغيرةً سوداء .

130
العراقُ .. بأعراقهِ
ليس أحجاراً مُلونة
نحاول إقناعها بالحياة هادئة
على الرف
وإنما النسيج يعني
أن الحياة في ثرائها .

131
لم أشاهد زهوراً في بغداد
وهذا لا يعني ...
أنَّ بغداد حقلٌ من صواريخ
وإنما الأجمل يختفي
حماية للروح
من طلقةٍ طائشة .

132
ثمة من العراقيين
في الداخل والخارج
من ينتظر
حتى ينظفوا له شوارع بغداد
من الآليات العسكرية والركام
كي يضع يديه في جيبيه
ويمشي مُصفراً
أو مُتغنياً .


133
الجزيرة التي ...
تفصل الاتجاهين
في شارع بغدادي
كانت قبرهم المؤقت
كانوا قتلى معارك لم يجدوا
غير أصابع متطوعين
دفنوا القتلى على عجل
خشية أن يسحبهم القتلى
إلى الغياب .

134
الجزيرة التي ...
تفصل الاتجاهين
في شارع بغدادي
كانت قبرهم المؤقت
وكانت السيارات تمر أحياناً
فوق الجزيرة
أتخيل قتيلاً يقول لصاحبه
ليس بمرور السيارات فوقنا
يمكن أن نغوص أكثر
في أرض العراق .

135
الجزيرة التي ...
تفصل الاتجاهين
في شارع بغدادي
كانت قبرهم المؤقت
هؤلاء الذين أوقعهم سوء الحظ
في مقاومة الغزاة
لا شك أن بريد أحدهم الإلكتروني
قد تم إغلاقه
بعد مرور عام على انقطاع صاحبهِ
عن الحياة .


136
الجزيرة التي ...
تفصل الاتجاهين
في شارع بغدادي
كانت قبرهم المؤقت
إنهم ينتظرون هناك
أن يعطيهم أحد
عنوان مقبرةٍ دائمة
يمضون فيها بقية موتهم .

137
الجزيرة التي ...
تفصل الاتجاهين
في شارع بغدادي
كانت قبرهم المؤقت
وكانوا يخرجون ليلاً أو نهاراً
لعلَّ سيارة تقف
وتنقل أحدهم إلى بيته
على طريقة الأوتوستوب .

138
الجزيرة التي ...
تفصل الاتجاهين
في شارع بغدادي
كانت قبرهم المؤقت
ربما لو شقوا الجزيرة
لمدِّ خطوط الهاتف
سيتمكن أحد القتلى
من مخابرة أهله قائلاً
أنا هنا .. على قيد الموت .

139
الجزيرة التي ...
تفصل الاتجاهين
في شارع بغدادي
كانت قبرهم المؤقت
لقد التقطتُ للجزيرة صورة فوتوغرافية
وحينما أظهرتها
كانت وجهاً حزيناً
بحجم خارطة العراق .


140
الجزيرة التي ...
تفصل الاتجاهين
في شارع بغدادي
كانت قبرهم المؤقت
لقد دخلوه في ريعان الشباب
والآن يمضون فيه
ريعان موتهم .

141
الجزيرة التي ...
تفصل الاتجاهين
في شارع بغدادي
كانت قبرهم المؤقت
هؤلاء الذين لا يستطيعون
بث رسائل قصيرة إلى حبيباتهم
رغم أن خدمة الهواتف المتحركة
تعمل الآن في العراق .

142
الجزيرة التي ...
تفصل الاتجاهين
في شارع بغدادي
كانت قبرهم المؤقت الذي
يوجع القلب ...
الإنسان بدون عنوان بيت
ضائع في الحياة
وضائع في الموت .

143
الجزيرة التي ...
تفصل الاتجاهين
في شارع بغدادي
كانت قبرهم المؤقت
وغدا ...
حينما لا تنقطع الكهرباء
سوف يصعد القتلى على أعمدة الإنارة
لرؤية الطريق إلى بيوتهم .


144
الجزيرة التي ...
تفصل الاتجاهين
في شارع بغدادي
كانت قبرهم المؤقت
هؤلاء الشهداء الذين لا حظ لهم
غير صور تمسحها الأمهات من الغبار
وعيونهن على الأبواب .

145
صباح الخير يا بغداد
وأنتِ تستيقظين على انفجار
يراه .. مقاومة
هؤلاء المصابون بالغرغرينا في عيونهم
وأراه أنا ...
رشا للملح على الجراح .

146
ثمة ما ترسب
في قلب العراق
اليورانيوم المستنفد
غبار المعارك
هشاشة الزمن وعظام الأطفال
والقدرة أيضاً
على ابتكار الحياة في الجحيم .

147
ماذا تعني الكرة الأرضية
مجسمة أمام المقر العام للاستخبارات العراقية
غير أن هؤلاء ...
الذين أطلوا عليها من نوافذ مكاتبهم
كانوا خائفين من كل شيء
فقرروا التجسس
على الكرة الأرضية كلها .


148
يمكن أن تمشي
إلى جوار سور معسكر الرشيد
إلى ما لا نهاية
غير أن الدولة العسكرية
تنتهي دائما في حفرة
ألم يتلقطوا قائدها
من حفرة .

149
يمكن للعرب الآن
أن يراكموا مجداً جديداً
بإدخال العراق
إلى موسوعة جينيس للأرقام القياسية
إنَّ كان يسر العرب بالطبع
أنَّ العراق يتفوق الآن
بالمقابر الرسمية
والمقابر الجماعية
والمؤقتة .

150
بالله عليكم ...
لا توقفوا الجواهري على الحدود
وهو في طريق عودته إلى بيته
بحجة أنه لا يملك جواز سفر
كان قد سحبه صدام حسين
الجواهري لا يحتاج
لكي يمر في قلوبنا
إلى جواز سفر .

151
لو كان البيت الأبيض
قد استشارني قبل غزو العراق
لأعطيته درساً يجنبه الكثير من المزالق في أرض الرافدين
كانت المسألة بسيطة للغاية
أنْ تفهم كوندليزا رايس على الأقل
ماذا تعني .. أنشودة المطر .


152
حينما تمر الحرب في بلدٍ
يعرف شعبه أكثر
ماذا تعني الحياة
فماذا لو مرت الحرب في بلدٍ كالعراق
يصنع الحياة .

153
غداً يتحدث العراقيون عن الحرب
كما لو كانوا يتحدثون
عن إصابة بالزكام .

154
جدار النار والحديد
الذي امتد من أم قصر إلى بغداد
أسقط صدام حسين
لكنه لن يتمكن ...
مهما كانت أهدافه
من إسقاط جدارية جواد سليم
تلك المرفوعة بوجه الشمس
في الباب الشرقي .

155
يقول المحللون
بكل ضلال ممكن
إن العراق قد لا يتعافى من أزمته
لا يتمنى إلا طبيبٌ حاقد
أن يستمر مريضه في العذاب .

156
يبدو العراق
كمن سقط في هاوية
أمدُّ يدي ...
على ضعفها وقلة حيلتها
ربما كنت قادرا على المساعدة
على لمس حافة الهاوية .


157
لن يكلفكم شيئاً
أنْ تتمنوا الخير للعراق
بشرط صفاء القلب
وإن كنتم غير قادرين على الصفاء
أخبروني وسوف أخبر أمي
كانت تضع .. الشبَّة ..
في جرةٍ ماءٍ تجلبه من الترعة
لكي يصفو ويصبح صالحاً للشرب .

158
كل شيءٍ يمكن تبريره
إلا الحقد
وشخصياً
لستُ حاقداً على صدام حسين
وإن كنتُ أكرهه
على الأقل .. كان إنساناً حالماً
وإن كانت أحلامه دموية .

159
وحتى أمريكا
لا يجوز الحقد عليها
إنها ليست فقط بوش الصغير
وريتشارد بيرل أمير الظلام
إنها أيضاً والت ويتمان بأوراق عشبه
وهنري ميلر في الصلب الوردي .

160
هل كان يتوقع سعدي يوسف
حينما ترجم أوراق العشب لوالت ويتمان
أن بلد الأخير
لن تتقدم بالعشب
وإنما بأسنانها
لغرسها في جسد العراق .

161
أقول له .. يا سعدي ...
سوف تتحطم أسنان أمريكا
ولكنها قد تترك جرحاً سطحياً
على الجسد النبيل .


162
بين أوراق العشب
وحاجي عمران
قصيدة ضوءٍ مشتركة
يقرأها سعدي يوسف ووالت ويتمان
وهما يسكران معاً
في صحة الإنسان .

163
رغم أنَّ الشعر ديوان العرب
إلا أنهم أبعد أمةٍ عن الشعر
بوصفه ضمادةً نظيفة
نضعها على جرح
أو زهرةً نضعها كل صباح
على باب الحبيبة
عنترة بن شداد .. لن يفهم هذا
لأنه يبحث عن شفاهِ عبلة
بين دماءِ القتلى ...
ألم يقل .. فوددتُ تقبيلَ السيوف .

164
دفعوه إلى حراسةِ البوابة الشرقية
حيث قتل مئات الآلاف من العراقيين والإيرانيين
في الشجار على بوابة
وحينما غزا الكويت
انقسموا على أنفسهم
وفي قمتهم الأخيرة ...
اعتبروه ضميرَ الغائب
هؤلاء الذين لا ترفع بياناتهم
ضميراً أو إنساناً .

165
لو يصف أحدهم لنا
شعوره حين رأى .. زميله
مُقلـَّباً مثل شيء
بين أصابع الجندي الأمريكي
الجزاء من جنس العمل
وطالما قلـَّبنا هؤلاء
مثل أشياء .


166
حينما ارتدى وزراؤه البزات العسكرية
تأكدت أنَّ هزيمته
واقعة لا محالة
كان الأمر بسيطاً ...
لا يرتدي القادة بزاتهم العسكرية
لكي يذهبوا للقتال على الفضائيات .

167
حينما كان يحشو خطاباته
بالآيات القرآنية
وكأنه استيقظ فجأة
على حاجته إلى الله
كدتُ أقول له ...
الله .. ليس الصليبَ الأحمر الكوني
لكي تستدعيه في كلِّ مصيبة
جلبتها يداك .

168
يجادلون بأن الولايات المتحدة
لم تجد أسلحة دمار شامل في العراق
لا شك أنهم عميان
ألم يشاهدوا
لائحة الخمسة والخمسين .

169
حينما صعد منتخب الشباب العراقي
إلى أولمبياد أثينا
كنت سعيداً
ليس لأنني من مدمني كرة القدم
ولكن لأن العالم سوف يرى ...
جواداً أصيلاً
يعود إلى الركض في ملاعبه الخضراء .

170
يفعل العربُ .. خيراً
إنْ اعترفوا بالهزيمة
الهزيمة ليست نقضاً للكرامة
إنها خروج شامخ
من الهلاك .


171
ألم يكن قائداً .. مهيباً
هذا الذي يبني قصوراً
ويدِّعي أنها لمواطنيه
بينما أفواههم مُقيدة
بالحصص التموينية .

172
حين يتحدث القائد
باسم الله
أو باسم الشعب
أو باسم الجماهير
فقل على الدنيا السلام
يمكننا فقط أن نصفق
لمن يتحدث
ولو لمرةٍ واحدة
باسم الإنسان .

173
يبدو باتريك سيل
مَلكياً أكثر من الملك
حين يدافع عن العرب باستماتة
في وجه الولايات المتحدة وبريطانيا
حسناً يا سيدي
أعطنا وطناً مثل وطنك
تنتقد فيه الملكة
ولا تتعرض للذبح
أمام زوجتك .

174
سوف أكون ساذجاً
إذا قلت ...
إن الولايات المتحدة هي .. الأم تريزا
أو أنها سوف تقايض نفط العراق
بالحليب ...
ولكن ألم تساعد على الأقل
في إخراج العراق
من أن يكون للأبد
غرفة للنحيب .


175
كانت سبأ .. المهندسة العراقية
تصلح مع عمالها
خطوط الكهرباء الداخلية
بينما كان اليمنيون
يصرخون شأن بقية العرب
في أبواق العروبة والاحتلال
ماذا لو عرف اليمنيون
أنَّ .. سبأ ...
لا تهتم بأكثر من إنارة بغداد .

176
بينَ العراقيات
مَنْ اسمها .. سبأ
بلقيس
أو أسماء
لكن هل بينَ العربيات
من اسمها .. بابل
بان
أو كربلاء .

177
جاء إبراهيم من العراق
كي يعطي العرب ديناً حنيفاً
ويرفع القواعد من البيت الذي
يأتيه الناس من كل فج عميق
هل كان الأمين العام للجامعة العربية
يعرف هذا ...
وهو يُلقي بيانَ قمتهِ الخائبة
عن العراق الغريق .

178
كانت هاجر المصرية
أمَّ العرب
ولا أعرف لماذا لم تطلع أولادها
على صور الأهرام الفوتوغرافية
أو على صورةِ أبو الهول
في صمته الشاهق ...
ربما كانوا أقلَّ صراخاً كلما سمعوا
أنَّ ثمة محنة في الرافدين أو النيل .


179
كان العراقيون مُجبرين
على رفع صور القائد
في المؤسساتِ الرسميةِ والدكاكين
الحمد لله ...
لم يكن القائد في صوره هذه
يدخن .. السيجار ...
فلا شك أنَّ بين العراقيين
مصابينَ بالربو
أو بالحساسية من التدخين .

180
لم أشاهد صورةً للقائد
في عمامةٍ شيعية أو سنـَّية
ربما كان ينتظر
يوم القيامة ...
لكي يقول للجميع
هذه صورتي في يوم .. البعث
أو في يوم الدين .

181
كنتُ أرى صورته أحياناً
في قلبق روسي
وكانت تذكـِّرني بصورة ستالين
أعرف أنني مُصابٌ بعمى الألوان
فلا أرى إلا اللون الأسود
حين أشاهد ...
صورَ الطغاة و.. الزعماء الخالدين .

182
وحدها .. صورة زينب
ما يسكن ذاكرتي
هل تعرفون زينب ؟
إنها طفلة عراقية
لم تجد في الحصار علاجاً
من شلل الأطفال .


183
يناديها شقيقها
زينب .. زينب
فتبتسم ...
وأكاد أبكي ...
أنا الذي لا أعرف
كيف أمدها بأسباب النطق
تلك التي غابت بصوتها
وتوقفت عند ابتسامةٍ
تشبه في لونها ...
فراشة من حنين .

184
قال والدها ...
إنه لا يعرف ماذا يفعل
لكي تعود زينب
من المسافة
بين الحياة والموت ؟

185
عودي .. يا زينب
فقد انتهى الحصار .. رسميَّاً
وتم رفع العقوبات المفروضة على العراق
بما في ذلك ...
أنْ تظلي هكذا .. على كرسي مُتحرك .

186
كان مقطوع اللسان
وهذه مأساة تمنعه
من الحديث بطلاقة
عن فرارهِ من الجندية
تلك التي كانت تعطيه حذاءً ثقيلاً
وتثقل روحه
بـ .. أمرك سيدي !!!


187
كان مقطوع اللسان
وهذه مأساة
بوجه آخر طيب
ألا يكون مضطراً
رغماً عن ضميره
للهتاف في مظاهرة
بحياة القائد الضرورة .

188
يقول كامل السعدون
إنه كان يشفق على جلاده
شخصياً أصدق ...
لأنَّ جَلد الروح الصلبة
يصيب الجلاد بالشلل .

189
من قال إن الحكومات العربية
ليست متفوقة !!!
على الأقل ...
في وسائل التعذيب .

190
حينما ظهرت ...
صور فضائح التعذيب في سجن أبو غريب
انفقأت جروح الكرامة العربية
وأصبحت باتساع صراخ الفضائيات
لم يكن الأمر هكذا ...
مع صور مقابر العراق الجماعية
كان ثمة من يحدق ببلاهة
وذيله بين ساقيه .


191
لم يجد أحدهم ...
في ضميره المثقوب إلا أن يقول
إن المقابر الجماعية
كانت طريقة للدفن
نافياً أن يكون صدام حسين
قاسياً إلى حدَّ طمر العراقيين أحياء
نعم .. المقابر الجماعية
طريقة في الدفن
مثل تلك التي يعيشها ملايين العرب
مطمورين في غمِّهم .

192
لا أحبُّ أن أشتمَ أحداً
ولا تسمح أحزاني بذلك
لكنني لو قابلت هذا الذي
قال إن مقابر العراق الجماعية
طريقة في الدفن
لما ترددتُ في صفعه .

193
ثمة جمجمتان .. لرجل وامرأة
في مقبرة كربلاء الجماعية
وكانت خصلة شعر لا زالت عالقة
بجمجمة السيدة
وكان يبحث عن أصابعه
كي يلمسَ خصلة الشعر
وكانت الأصابع ...
سلامياتٍ مفككة في ألم
يشبه نوبة القلب .

194
رفع أحدهم بنطلون طفل عراقي
في مقبرة كربلاء الجماعية
وكانت روحه عند بارئها
حيث لا يمكن لوالدة الطفل
أنْ تعطيه مصروفه اليومي
أرجو أنْ يتذكر الله ...
أن يعطي الطفل في ملكوته
مصروفه اليومي .


195
بين العربي والعراقي
قوسان ...
يفتح أولهما العربي مُتسائلاً
... شـَكو ؟
حسنا لو يغلق العراقي بيته على نفسه
ويغلق القوس قائلاً
... ماكو .

196
يوم تشكيل الحكومة العراقية الجديدة
واختيار رئيس عراقي يفهم في الهندسة
عبرت عصفورة نهرَ دجلة
وأخبرت مبنى اتصالات السِنَك
مع أنه كان يرى المشهد
من تحديقه في المنطقة الخضراء
لكنها البهجة .

197
ربما يُهدم مبنى اتصالات السِنَك
أو يُعاد ترميمه
لكنه سيبقى في ذاكرتي شاهداً
على أن الحرب
لا تفقأ العيون فقط
وإنما تمزق الأحشاء
وتمنع الخطوط أن تتلاقى
على كلمة الطمأنينة .

198
لم يعجب سعدي يوسف
اختيار غازي الياور رئيساً
ولا إياد علاوي رئيساً للحكومة
الشعراء هكذا
وخاصة الكبار منهم
لا يجيدون الأمل
ولا العمل .


199
قد أفهم صراخ مناضل فضائي
ولكنني لا أفهم صراخ سعدي يوسف
كونه في الرؤيا التي تعني
أنَّ حياة الشعوب
ليست مقطوعة النسب
بالأبد
سوف يَمُرُّ اليوم يا سيدي
وغدا يمشط العراق نخيله
بأمطار غزيرة .

200
يرتكب سعدي يوسف
نفس الأخطاء
مُتحدثاً عن الاحتلال والجماهير والعمالة والدمى
هل يروق له
أنْ يبقى عراقه مشجوج الرأس
حتى يجد ما يكفي من الدموع
لبكاء المنافي .

201
لا أتهم سعدي يوسف
وأعلم أنَّ ثمة طريقاً آخر
لكل شيء
ولكن ماذا نفعل
إذا كان الأمر هكذا ...
أنْ نَمُرَّ في النفق
حتى بانحناء الأجساد
ربما حافظنا على رحم
ينمو فيه الضوء .

202
سوف أكون كاذباً
إذا قلتُ إنني حريص على العراق
أكثر من سعدي يوسف
ولكن ربما أكون كإنسان
لا كشاعر كبير
حريصاً على الإنسان الذي
أخشى عليه من القومية والأممية
وأخشى عليه أكثر
من الشعراء .


203
حينما بدأ الغزو الأمريكي للعراق
كتب سعدي مُخاطباً جنرالاً أمريكياً
وقال إن ثمة لائحة من أسماء
من بينها اسم الشاعر الكبير
ممنوعة من دخول العراق
لا أظن يا سيدي
أنَّ أحداً بإمكانه
منعك من دخول المستقبل
برفقة النخيل العراقي .

204
كن جريئاً يا سعدي
وقل على الحزن السلام
وضع الدبابة الأمريكية
على رف الذاكرة
بغداد تنتظر
أن تمشي فيها بقميص ملون
مفتوح الصدر .

205
مهمة سهلة للغاية
أنْ تقنع أحداً باليأس
أمَّا إقناع الناس بالأمل
فمهمة صعبة
لا يستطيعها إلا الله
وليت الناس اقتنعوا
ألم يحاول الله معهم
بكتبٍ مقدسة
وأنبياء
ولآلاف السنين .

206
كلُّ عراقي
سوف يضع صوته
في صندوق الاقتراع
عليه من الآن أنْ يدرك
أنه يسكب جرعة ماء
تحت جذع نخلةٍ ظامئة .


207
كل عراقي
لا يصطف إلى جوار شقيقه
لرفع الركام والألم
عليه من الآن أن يعرف
أنه يُطيل
أمدَ حزني .

208
لو كانت يدي فأساً
لأهديتها إليكم
لا للقتل
فهي لا تجيد هذا النوع من الأعمال
وإنما لتقليب تربةٍ تنتظر
أن تتبخر الغازات السامة
واليورانيوم المستنفد
حتى تنمو الزهور بما يعني
أنَّ الحياة ما زالت بخير .

209
لو كانت يدي كتاباً
لأهديته إليكم
إنه ليس مُصنفاً في الجغرافية السياسية
إنما مصنفٌ من كلمة واحدة
تتكرر في صفحات بلا عدد
وتعني .. الحب .

210
ليكن العراق .. عنصرياً
ماذا في ذلك ؟
ألا يحق للعناصر أن تتميز
وأن يتميز العراق
بعنصره الأبهى .


211
كل بلد عربي
أصبح موعوداً بالأمل
بشرط أن يُصدِّر لنا العراق
الكثيرَ من منتجاته
مثل الديموقراطية
حقوق المرأة
وحقوق الإنسان
والأهم هذا المنتج الذي يعني
أنَّ العراق ...
بلد صالح أولا لأبنائه .

212
كفـِّي عن المرض يا نور
لن ينتظر العراق هكذا
على بابك
حتى تأخذيه
في نزهةٍ عاطفية .

213
قبل أشهر يا نور
كان صوتك في اليأس
والآن صوتك في المرض
كلاهما سوف يمر
وسوف أخاطبكِ في الهاتف قائلا :
... يا هلا بهـَا الصوت ...

214
أتعلمين لماذا أنتِ
متوعكة يا نور
ليس لأنك مريضة
كما تتوهمين
ولكن لأن الطريق أمام المستقبل
وقد أصبح شاسعاً بالضوء
يصيب العراقيين بالدوار .


215
لم أشاهدك يا نور
حتى لحظة كتابة هذه الكلمات
التقينا على الإنترنت
هذا الواقع الافتراضي الذي
سمح لنا باللقاء كبشر
يحلمون بالضوء
العراق ليس واقعاً افتراضياً
إنه يتناول الطعام معك
وتشتد حرارته
لا من المرض مثلك
وإنما .. لأنه ينتظرك .

216
هيَّا إلى عملك يا نور
وسلـِّمي على آلاء
على أم عمر وسهيل
على ماجد وضفاف
وسلـِّمي بشكل خاص على زملائك
هؤلاء الذين لا يعطون لكِ جهاز الكمبيوتر
لكي تكتبي رسالة أتلقاها سعيداً
لأنهم منهمكون في العمل
إنهم يفهمونني أكثر .

217
يجيد البعض إلقاء الحجارة
ويُطلق البعض الرصاص
وآخرون يملكون ابتسامة
ربما تشفي جرحاً
أنا من هذا النوع الأخير .

218
( إن شاء الله تصير حكومة )
صارت يا أم باسم
كما كنتِ تتمنين
وغدا يصير عراق
لا تجلسين فيه هكذا
متخمة بالألم
ولا يعيش فيه زوجك على راتبٍ تقاعدي
بالكاد يكفي .. للعرس والفاتحة .


219
حينما كنتِ تتحدثين
كان طفل يحمل شقيقه الرضيع
وكلاهما يبتسمان
كنتِ تبتسمين أيضاً
يا أم باسم
وحدكِ كنتِ تعرفين
أنَّ الدبابة الأمريكية
حتى وإنَّ مرت أمام بابك
فإنها لن تمر في قلبك .

220
لا أنكر بالطبع
أنَّ الدبابة الأمريكية
مرت في قلوب العراقيين
لكن من قال ...
إنَّ القلوب التي تضخ الحياة
يمكن أن تنفجر
لقد وضعوا خياماً على الحدود
انتظاراً للاجئين
ولم يحدث أنَّ العراق
هربَ هروباً جماعياً .

221
أتعلمون لماذا
لم يستقبل العراقيون
الدبابة الأمريكية بالورود
ولم يطلقوا الرصاص كثيفاً عليها
ثمة يقظة في الوعي
وكأن العراقي يقول ...
ساعد الأمريكيون في زرع صدام
وعليهم أنْ يقتلعوه .

222
في هذا الزمن البعيد
كان البيت الأبيض يحلم
بأن يضرب بعث صدام قومية عبد الناصر
لكن الباب انغلق على أصابعنا
نحن الذين لا ناقة لهم ولا جمل
نأمل أنَّ صراخنا من الألم
يصل الآن .. إلى من يهمه الأمر .


223
مَن .. يهمه أمرنا ؟
نحن الذين دفعوا
فواتير المناضلين في البارات
والآن على الفضائيات
مَن .. يهمه أمرنا ؟
نحن الذين دفعوا من قوت يومهم
ثمن تحرير القدس
بالمرور أولاً ...
في كل كذبةٍ عربية .

224
كان صوت عبد الناصر طليقاً
وكان صوت صدام ثقيلاً
لا أقارن بينهما
ولكن لا أعرف
لماذا كان علينا
أن نمشي خلفهما ...
إلى كل هزيمةٍ ممكنة .

225
أخاف من كل فكرة
مثل القومية
لا تنظر للإنسان
بوصفه فماً للابتسام
وليس للهتاف .

226
الجنة أيضاً فكرة
وإن كانت رائعة
لكن هل يمكن للإنسان
أن يرى الطريق إليها
إذا كان مُصاباً بالعشى الليلي
من نقص الفيتامينات
في طعامه .


227
الأفكار العظيمة
خفافيش
تمتص دماءنا بقسوة
ولا تسمح حتى
بالتعبير عن الألم .

228
فكرة عظيمة
أنْ يحيا شعب في الطمأنينة
كيف يمكن ذلك ؟
والفلاسفة من كل نوع
لا يهتمون بعمال البناء .

229
يكفي أن تقول
إنك تدافع عن الطبقة العاملة
أو الشعب
حتى تحصل على غرفة
في فندق خمس نجوم
هذا هو النضال العربي .

230
ثمة أحرار بالتأكيد
دافعوا عن الطبقة العاملة
بوصفها كل يد
ترفع من كرامة الإنسان
هؤلاء .. لا نعرف عناوينهم
فالسجون العربية
صيغة يتم بناؤها دائماً
... في المجهول .

231
إنْ رأيت مناضلاً عربياً
في كامل أناقته
فاطلب منه اسم هذا الضابط
الذي يسكر معه
ربما يكون لك جدار
تستند عليه بظهرك
هرباً من .. الخوف والجوع .


232
لم يكن باستطاعة مواطن عراقي
أنْ يضع طبقاً لاقطاً فوق بيته
كانوا .. يخافون عليه من الدعاية المُغرضة
وكان يأمل في التقاط ملائكة
تساعده بالدعاء
على أن يعجَّل الله برفع الغمَّة .

233
لا تقبل السلطات العربية
أيَّ نوع من النقد
إلا أن يكون .. مماحكة
المثقفون أخطر
وهؤلاء أيضاً .. لا يقبلون النقد
خوفاً من أن يؤخر دورهم
في القبض على أعناقنا .

234
يُقال ...
والعهدة على من رأي عينيها
إنَّ ممثلة مصرية
بكت يوم سقوط صدام حسين
أشفق عليها بالطبع
فقد سقط مصدر إلهامها .

235
يعتبرونه .. سجينَ حرب
ويجندون فرقة من محامين
للدفاع عن حقه في العدالة
يا إلهي ...
لا أعرف كيف سيقف هؤلاء
في محكمة
يقف فيها الشعبُ العراقي
خِصماً لهم .


236
يخطئ العراقيون كثيراً
إنْ بحثوا عن المهدي المُنتظر
سوف يكون موجوداً
أمام كل لجنةٍ انتخابية
ليصافح بالأمل
كل داخل إليها .

237
ستُ وزيرات
في الحكومة العراقية الجديدة
يا إلهي
أخيراً سوف نرى أحمرَ الشفاه
حاضراً في حكومة عربية
لنشر الجمال والعمل .

238
تخفف الأنوثة
من فظاظةِ الشوارب
وتمنع أصحابها من اليأس
أتعلمون لماذا خلق الله حواء
لقد كان آدم على وشك الانتحار
من طول شاربه الذي ...
لم يجد رقة تهذب قوسيه .

239
قد تعمل امرأة بالطبع
في حكومات الطغاة
والأرجح أن امرأةً كهذه
منزوعة الأنوثة
وثمة شارب ينمو
على قلبها .

240
ليس بالأنوثة وحدها
أو بالذكورة
يحيا الإنسان
وإنما بكلتيهما
بشرط أن يكونا في انسكاب الحليب
من فؤادٍ واحد .


241
صيف العراق عام 2003
كان شديد الحرارة
وصيف هذا العام 2004
يبدو أقل حرارة
ليس لأنَّ الطقس قد تغير
ولكن لأنَّ العراق
يفتح النوافذ .

242
كنـَّا جمعياً
على خيطٍ مشدود
منذ أن وجه الرئيس الأمريكي
إنذاره الشهير إلى صدام وولديه
وحده الإنسان العراقي
عرف كيف يتوازن
رغم قصفِ قدميه
وإطلاق السيارات المفخخة والفضائيات
على فؤاده .

243
يمكن للمناضلين
والمجاهدين
والمحللين
أن يعودوا الآن إلى قضية فلسطين
فقد انتهت قضية العراق
أو أوشكت
بإصرار العراقيين
على ألا يكون بلدهم
مجرةً للدم .

244
أخذت الحرب
الكثير من الشهداء
وما زالت ...
لا توجد جراحة
بدون نزيف
وها هو صاحبها
يتعافى .


245
بعد عشرين عاماً
سوف يكتب المؤرخون
عن حرب تقويض صدام حسين
وسوف يكتبون أيضاً
عن تقاعد المناضلين سريعاً
عن العمل .

246
يُعتق النخيل العراقي
أنفاسه ...
ويُنضج البهجة في تمور
تفيض بالعَرَق
حتى يسكر العراقيون احتفالاً
ليس .. بالقادسية
ولكن باصطفاف العصافير
للخروج أخيراً
من ملجأ العامرية .

247
لن تكون بغداد بعد الآن
عاصمة لهارون الرشيد
حتى لا يدخلها أحد
من ألفِ ليلةٍ وليلة
ولن تكون بغداد بعد الآن
عاصمة الصمود والتصدي
حتى لا يدخلها أحد
من كوبونات النفط
بغداد ....
.... عاصمة للعراق
وهذا يكفي
لكي تتلاقى شمسان في عناق .


248
البساتين التي ...
هيَّجت أنفاسها الحروب
وأصابتها الحساسية
من القنابل
تستعد الآن
لإخراج أنوالها
كي تنسج تحت الشمس
كروماً وفساتين .

249
المأمون الذي ...
سرقوا دارَ حكمته
يستعد الآن
لإعادة افتتاحها
لا لكي يوزع .. رواية لمؤلفها
وإنما ليعيد للعراقيين دورهم
في تأليف
أو ترجمة الحضارة .

250
سيدي عبد القادر الجيلاني
يحتضن صدام حسين
في صورةٍ رفعها الباكستانيون
في مظاهرات كانت ضد الحرب
الآن يستعد الجيلاني
للاعتذار للشعب العراقي
عن جريمة لم يرتكبها .

251
الجامعة العربية
سوف ترحب
بكل تقدم يحدث في العراق
لكن موظفيها
يستعدون منذ الآن
واليتم في أعينهم
إلى إعادة ملفات الأزمة العراقية
إلى الأرشيف .


252
( أمة عربية واحدة
ذات رسالة خالدة )
شعار لن نراه بعد الآن
في العراق
ثمة شعار آخر
أمة عراقية واحدة
ذات رسالة بسيطة
... بناء العراق .

253
سوف تصبح غابة
من رافعات البناء
تغطي العراق
يرتدي تحتها العراقيون الخوذات
لا خوفاً من الرصاص
وإنما لأن البناء يقتضي
حماية العقل .

254
لن تكون مهمة سهلة
أن يعيد العراقيون
وصل شرايينهم بالرافدين
فقد أجبروا
ولربع قرن على الأقل
على وصل شرايينهم بالحروب .

255
لن يذهب محمد بعد الآن
إلى شارع المتنبي
لكي يبحث عن نسخة مُصورة
من كتاب جمهورية الخوف
وإنما عن كتبٍ في الصيدلة
التي قرر بعد الحرب أن يدرسها .

256
أمرٌ ذو مغزى
أن يدرس محمد الصيدلة
بعد الحرب
حتى يكون خبيراً في الأدوية التي
تشفي الجروح .


257
يهرِّبون الخردة من العراق
هكذا يفعل دائماً ...
مستثمرو المصائب
ولكنهم لن يتمكنوا
من تهريب النخيل العراقي .

258
كم أشتاقك يا بغداد
لا لكي ألتقط لكِ ألبوم صور آخر
وإنما لكي أرى في الواقع
كيف ينظم رجال الشرطة
حركة المرور
في ملابسهم الزرقاء
بلون السماء .

259
ما زلت أحتفظ بألبوم صورك
هذا الذي لا توجد فيه
صورة واحدة
تبعث على البهجة
لم أكن قاسياً
وإنما التقطتُ صورك في الحرب
حتى أقارن يوماً
بين النور والظلام .

260
بعد الآن
لن يضطر المراسل التلفزيوني
إلى الصراخ ...
قصف .. قصف
سوف تدخلين يا بغداد
في المثل الإنجليزي :
NO NEWS
GOOD NEWS .


261
يا عراق ...
حين تحصي شهداءك
لا تنسى أن تدرج بينهم
نيك بيرج
هذا الشاب الأمريكي الذي
ذبحه القتلة
وكان يحلم مثلي
بعراق من عمل .

262
يا عراق ...
حينما تلتقط صوراً فوتوغرافية
لشهدائك
حتى يحتفظ كلُّ عراقي
بالألبوم في قلبه
لا تنسى
أن تكون عقيلة الهاشمي وعزالدين سليم
في صورة واحدة
فهما امرأة ورجل
ذهبا ضحية الحلم
حتى يشعر الجميع بالمساواة .

263
يا عراق ...
حينما تلتقط صوراً فوتوغرافية
لشهدائك
أرسل لي نسخة من الألبوم
ثمة مكان في قلبي .

264
يا عراق ...
لا تقسو على أبنائك
هؤلاء الذين رفضوا الحرب
طريقاً للحرية
إنهم يحبونك
بطريقة أخرى .


265
يا عراق ...
لن أملي عليكَ وصايا
أعرف أنني أحتاجها
لكي أقف على باب مصر قائلاً :
صح النوم .

266
صدقني
أحدثك يا عراق ...
ومصر في قلبي
ليس على هيئة أهرام ثلاثة
وإنما على هيئة
العدل .. الحرية .. العمل .

267
يُلح عليَّ صوت أم كلثوم
ليس في نشيدها :
... بغداد يا قلعة الأسودِ
يا كعبة المجد والخلودِ ...
وإنما بأغنية :
قوم بايمان وبروح وضمير
دوس على كل الصعب وسير .

268
لا تحتاج بغداد
ولا القاهرة
إلى أنْ تكون قلعة للأسود
فهذا .. نشيد الغابة
تحتاج كلُّ عاصمةٍ عربية
أنْ تكون قلعة لحماية أطفالها
من الإدمان رغم أنفهم
على الزحام والتسول .


269
غدا ...
يمكن للرافدين والنيل
ومن يرغب من الأنهار
والينابيع العربية
أنْ يعقدوا قمة ...
لتوزيع المياه الصحية
على المواطنين الذين يعانون
من نقص المياه الصالحة للشرب .

270
حينما أفكر في العالم العربي
يجنح الخيال إلى قطار
ينطلق من بغداد إلى طنجة
أو العكس ...
ثمة قطار رصاصة
يمكن الاستعانة به
لا للقتل
وإنما لنقل الأمل
بسرعة الضوء .




الديوان العراقي
2004
إبراهيم المصري
[email protected]



#إبراهيم_المصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الواعظ الأنيق .. على البيسين
- فن الباه .. بالعربي الفصيح
- الاعتداليون .. محمد سليم العوا نموذجاً
- شرفة البيت .. كريم عبد في كتابه - الدولة المأزومة والعنف الث ...
- اقتصاد .. الخنزيرة .. وثقافتها
- البيانولا
- ومن يأتي .. للفحول .. بحقوقهم
- سلامٌ عليك
- مَجَـرَّة الرمَّان
- ماذا فعل بنا .. هؤلاء .
- قفا .. نضحك
- ليحفظنا الله .. من يوم الجمعة
- جنود السيد .. أحلى جنود !!
- لماذا أنا .. المصري .. أكتب عن العراق ؟
- ما هي حكاية .. الأطفال والنساء والشيوخ ؟
- رسالة خاصة .. إلى صديق عراقي
- حديقة الأرواح
- صلاح السعدني .. خيالٌ واسع .. ومعطوب
- END OF VIDEO CLIP
- هل أنا .. عميلٌ .. للموساد والسي آي إيه ؟


المزيد.....




- رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل ...
- -هاري-الأمير المفقود-.. وثائقي جديد يثير الجدل قبل عرضه في أ ...
- -جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم المصري - الديوان العراقي