أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدرالدين حسن قربي - السورييون ، خمسون عاماً تحت قانون الطوارئ














المزيد.....

السورييون ، خمسون عاماً تحت قانون الطوارئ


بدرالدين حسن قربي

الحوار المتمدن-العدد: 3327 - 2011 / 4 / 5 - 09:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إعلان حالة الطوارئ تعني تفعيل قوانين استثنائية اسمها قانون الطوارئ عندما يتعرض الوطن للخطر، للعمل بها لفترات قصيرة تقدر بالضرورة، لأنها بطبيعتها تتّسم بالتضييق على حريات الناس العامة مقابل مساحات تحركٍ كبيرة وسريعة تعطى للحاكم بأمره للتعامل مع هذه الأخطار.
خطورة إعلان حالة الطوارئ تكمن في استمراء الحاكم هذه الصلاحيات الواسعة من اعتقالات تعسفية ومحاكم أمنية وعسكرية، يتبعها تكميم الأفواه ومراقبة الصحف والاعلام، وامتناع المحاسبة والمساءلة، ومن ثم إدمانه عليها، فيقيم بصيغةٍ ما دولة قمع واستبداد، تنشأ في كنفها عادة طبقة من الفاسدين واللصوص. وإذا علمنا أنّ الطرَّائين في الدولة العربية يضيفون لهذا الداء العضال بعداً ثورياً ونضالياً، فيُدَثِّرُونَهُ بأغطيةٍ شعاراتية وإعلاميةٍ لاحصر لها من الصمود والتصدي والمقاومة والممانعة، مما يزيد في استعصاء النظام الحاكم على الخروج منها، واستمراره في إدارة الدولة بطريقةٍ بعيدة جداً عن المساءلة والمحاسبة. لذا تكون المطالبة في دول العالم الثالث بتعليق حالة الطوارئ أو إلغائها من بعد العمل بها عمليةً تستدعي مواجهةً حقيقيةً قاسيةً، ومكلفةً لجماهير المطالبين بها وهو الراجح، لأنها تواجه جهةً - ولاسيما مع طول فترة الطرء - ربطت وجودها ومصيرها استراتيجياً باستمرار القمع والنهب لثروة البلاد والاستحواذ عليها. ولكن مما لاريب فيه أن استمرار إعلان حالة الطوارئ وإن تمترست بضرورات أمن المواطن وأمان الوطن، يعتبر انتقاصاً معيباً من حريات المواطنين أينما كانوا، وازدراءً حقيقياً لكرامتهم، ومصدراً رئيساً لكافة انتهاكات حقوقهم الإنسانية. وعليه، فإذا علمنا أن سوريا تعيش إعلان حالة الطوارئ منذ اليوم الأول لمجيء حزب البعث بانقلاب عسكري إلى السلطة عام 1963 وتحكم بقانون الطوارئ، مع ما لحقه مثل المرسوم التشريعي رقم 14 لعام 1969 بعدم جواز ملاحقة أي من العاملين في إدارت أمن الدولة عن الجرائم التي يرتكبونها أثناء تنفيذ المهمات المحددة الموكلة إليهم إلا بموجب أمر ملاحقة يصدر عن مدير الإدارة، ثم المرسوم التشريعي رقم 69 لعام 2008 ، الذي ضمّ عناصر الشرطة والجمارك إلى المشمولين بالمرسوم السابق ليصبح جميع أجهزة الأمن والمخابرات والشرطة والجمارك في عصمةٍ عن المساءلة القانونية مهما عملوا ومهما ارتكبوا من جرائم، ومن ثم لاتستطيع أي جهة متضررة مقاضاتهم في مقابل جرائمهم مهما عملت لامتناع ذلك بقوانين ومراسيم فصّلوها ورسموها، هذا فضلاً عن القانون 49 لعام 1980 القاضي بإعدام أي شخص ينتمي إلى الإخوان المسلمين.
إن المطالبة الشعبية بالإلغاء الفوري وتعليق حالة الطوارئ هي دعوة للخروج من نصف قرن من سطوة الاستبداد وانتشار النهب والفساد، وعودة بسورية إلى أن تكون دولة مدنية ديمقراطية، تصان فيها حريات المواطن الإنسانية وتحفظ فيها كرامته، ويحاسب فيها لصوص المال العام ومصاصو دماء الفقراء وآكلو لقمة عيشهم.



#بدرالدين_حسن_قربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظام السوري بين الرحمة والشدة
- النظام السوري والمسيرات المزوّرة
- النظام السوري ومسيراته المليونية
- الرئيس السوري بين الغيبة الصغرى والكبرى
- الألسنة المقطوعة وعمليات الرصاص المصبوب
- حوران سورية وعمليات الرصاص المصبوب
- من درعا هلت علينا البشاير
- السيد الرئيس..!! البقاء لله
- جائزة القذافي لحقوق الإنسان
- خطوة سورية متأخرة ولكنها صحيحة
- مراسيم العفو السورية وسجناء الرأي والمدافعين عن حقوق الإنسان
- السورييون في معارك التحرير والمقاومة
- المقاومة إذ تصبح أفيون الفساد والاستبداد
- طفح الكيل يا بشار، أنقذنا من العصابة..!!
- أصحاب الجمل ولازمة الفساد والاستبداد
- من سِيدي عامود سورية إلى سِيدي بوزيد تونس، وصَلنا نداؤكم
- حقيقة الاحتجاجات والمطالبات التونسية والمصرية
- التنحنح والتنحي والتناحة ومابينهما
- التميمة أو التعويذة السورية
- من تونس إلى دمشق إلا أن سورية متميّزة


المزيد.....




- بضمادة على أذنه.. شاهد أول ظهور لترامب بعد محاولة اغتياله وس ...
- بلينكن يعرب لمسؤولين إسرائيليين عن -قلق بلاده العميق- بعد غا ...
- الجيش الأمريكي: الحوثيون هاجموا سفينة تملكها إسرائيل في البح ...
- نتنياهو أمر الجيش بعدم تسجيل مناقشات جرت -تحت الأرض- في الأي ...
- فرنسا دخلت في مأزق سياسي
- القوات الجوية الأمريكية ستحصل على مقاتلات -خام-
- 7 أطعمة غنية بالألياف تعزز فقدان الوزن
- مرشح ترامب لمنصب نائب الرئيس.. كيف ينظر إلى الحرب بغزة؟
- ناسا تنشر صورة لجسم فضائي غير عادي
- الدفاع الروسية: إسقاط 13 مسيرة أوكرانية خلال 24 ساعة في عدة ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدرالدين حسن قربي - السورييون ، خمسون عاماً تحت قانون الطوارئ