الاء حامد
الحوار المتمدن-العدد: 3326 - 2011 / 4 / 4 - 22:38
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
ان من حق كل إنسان إن يعبر عن رأيه بكل حرية وان يعمل ما يشاء بحريه أيضا لكن من دون التجاوز على معنويات وتأريخ ومبادئ وعقائد ومقدسات إنسان أخر نظيرا له في الخلق, لان ذلك يدفع نحو التعصب والتطرف . لذا فأن ما قام به القس الأميركي بحرق القران .. عمل لا مبرر له ولا يقبله العقل والمنطق مهما كان دوافعه وأسبابه ومبرراته وعلى العالم ان يستنكر هذا العمل المشين والقبيح .
لاشك أيضا أن إقدام هذا القس على هذا العمل المشين جاء عقب عوامل متعددة أولاها ان هنالك الكثيرين قد أخفقوا فعلا في وصف الحقيقة التي يقوم عليها الإسلام وكتابه المقدس ( القران ) واخفق معهم العرب والمسلمون في إظهارها مما أسهم ذلك في تعميق الهوة بين شعوب العالم والخطورة من ذلك أصبح الجميع مستهدفين ولا تنجوا من ذلك حتى الكتب المقدسة .لان الوضع والتحدي الذي وضع فيه الإرهابيين الإسلام لا يحمد ذكره وعقباه وها هي نتائجه " ولكن ليس لأحد إي حق في ان يبرر ما قام به هذا المتطرف الذي حرق القران لأننا في صدد رفض كل دعوات الهدامة لنستعيد وعينا وعدالتنا وطريقنا بالانطلاق نحو تحقيق السلام والمحبة والوئام بين كل طوائف العالم وأديانه.
كما ان شحنة الدعاية الغربية ضد العرب بشكل خاص والمسلمين عامة ساهمت في ذلك العمل المشين وأعطت مبررا واضحا له لأنها كانت عنيفة ومبالغ فيها كثيرا .وإنها فائقة التنظيم والتوجيه مبنية على أسس علمية ذكية قامت بتنفيذها مؤسسات كثيرة , حكومية وغير حكومية, دينية وغير دينية , منها أجهزة الدعاية بمختلف إشكالها ومن ضمنها الجامعات والمدارس وغيرها من الجهات الأخرى وغالبا ما كانت تلك الجهات تشوه الحقائق وتنقل صوره بشعة عن المسلمين جسدت فيها العنف والإرهاب الذي يمارسه المتطرفين الذين لا ينتمون بصلة للإسلام فالإسلام منهم بريء , ومن خلال هذه القراءة المغلوطة للإسلام جعلت من هذا العمل المشين مبررا لصاحبه. مع ان تعاليم جميع الأديان ترفض المساس بالكتب المقدسة وتدعو الى احترامها وتقديسها لا حرقها وأهانه معتنقيها.
وان هذه التعبئة ساهمت أيضا في جعل من العرب والمسلمين مخربين وإرهابيين وخصوصا بعد إحداث أيلول في أميركا وان هذه الإعمال أيضا لا تعزز منهج الحوار الحضاري بين شعوب العالم قاطبة ولا تقلص من منهج التصادم والاحتراب .بل هي خطوة خطيرة نحو استفحال العنف والإرهاب في العالم ولاشك إن تنامي هذه الحالة ورد أفعالها ستنعكس سلبا على المنطقة نفسها وتمكن المتطرفين الإسلاميين بأن ينشبوا مخالبهم في جسد الحرية الناشئة لتوها في الوطن العربي الإسلامي وكذلك تقطع جسور التواصل بين شعوب المنطقة الاسلاميه والعالم الغربي كذريعة في المقاطعة والاحتراب .
#الاء_حامد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟