أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - توفيق أبو شومر - اغتيالات تكنلوجية














المزيد.....

اغتيالات تكنلوجية


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 3326 - 2011 / 4 / 4 - 23:28
المحور: حقوق الانسان
    


ما تزال إسرائيل تمارس دوربلطجي العالم، بدون حسيب أو رقيب، وما تزال تستخدم تكنيكا فائق القدرة، تسوِّقه في دول العالم، مستفيدة من خبراتها الإعلامية الطويلة ، ومن ضغط لوبياتها في كل أنحاء العالم، وهذا التكنيك جعل العالم يعتاد إدمانه، وقد عزَّز عجزُنا وتقصيرنا الإعلامي والقانوني والأرشيفي مخطََطها.
فمنذ أيام اغتالت إسرائيل ثلاثة أبرياء صباح الأول من إبريل في سيارتهم، وقدّمت بسرعة البرق تبريرها للاغتيال:
" الثلاثة كانوا يستعدون لاختطاف إسرائيليين في منطقة شرم الشيخ المصرية ، أثناء أعياد البيسح التي ستحُلُّ في الشهر القادم"
حاولت أن أتابع ردود أفعالنا على هذا الادعاء، فقد اعتاد كثيرون أن يصدقوا الرواية الإسرائيلية باعتبار أن إسرائيل هي الوحيدة التي تملك الحقيقة فهي القوية المنيعة صاحبة أطول ذراع استخباراتي في العالم، وصاحبة أكفأ منظومة جاسوسية أيضا ، وفق المقولة العربية التقليدية:
إذا قالت حَذَامِ فصدِّقوها... فإن القولَ ما قالتْ حذام!!!
ومنا من نظر للأمر وكأن الموت والاغتيال هو الطبق الشعبي المُعتاد في غزة، غزة التي أدمنتْ بيوت العزاء .
ومنا من ردد وهو يسير بصوتٍ عالٍ أكثر الآيات القرانية شيوعا على ألسنتنا:
" حسبي الله ونعم الوكيل"!
وكأننا قد قدمنا كل ما نملكه من جهد وطاقة، ونفَّسنا عن أنفسنا من ضائقة الاغتيال والموت!
وبمتابعتي للأحداث ، فقد تحول الضحايا الثلاثة بسرعة، كما تحوَّل من سبقوهم، إلى بوسترات وأرقام وتمر وقهوة سادة وصواني من الأرز الأصفر!
ولم أعثر في النطاق الإخباري الذي قرأته عن متابعين لملف الاغتيال الإسرائيلي من نوع ( اغتيال بتهمة النوايا)
وهذ الاغتيال الإسرائيلي الحصري فريدٌ من نوعه، فهو لا يحتوي على ملف إجرامي كعادة المتهمين، ولا يشمل أيضا تقديم شهود على أفعال الضحايا، ولا يحتاج إلى محامين أو قضاة، أوأصحاب حقوق !
وهذا القتل (الطائر) من قاذفة بلا طيار لسيارة يقودها حالمون بغدٍ مشرق بمستقبلهم ومستقبل أبنائهم، هو نمطٌ حديث ، وصرعة إسرائيلية جديدة.
هذا النمط كان في بدايته مخصصا لقتل من نفذوا عمليات قتل إسرائيليين، كما يدعي المحتلون أنفسُهُم، فهم القضاة والجلادون، وليس مسموحا لغيرهم أن يتدخل في قضاياهم!
هذا القتل الطائر انتقل لطورٍ آخر مُلائمٍ لصمتنا وعجزنا وعدم قدرتنا على التصدي له ، حتى بأبسط الاجراءات، فصار قتلا على النوايا، أو قتلا للردع ، أو قتلا للإحباط، وكلها تكنلوجيا اغتيالات إسرائيلية حديثة !
وقد يسأل أحدهم: هل نُطاردُ الطائرة القاتلة بطائراتنا، أم نُمطرها بالحجارة؟
أتمنى أن نتفق نحن الفلسطينيين جميعنا على تأسيس هيئة قضائية قانونية مستقلة غير حزبية أو حكومية، مكونة من خبراء قانونيين فلسطينيين وعرب وأجانب، تتولى التحقيق القضائي المستقل في كل جريمة اغتيال، بأن تُؤرشفها في ملف قضائي خاص بها، حسب الأصول القانونية المتبعة في حالة [القاتل الهارب] تمهيدا لتقديمها كملفٍ قضائي لمحاكم العالم!
أنا أعلم بأن هناك جمعياتٍ ومؤسسات أهلية عديدة تقوم بالأرشفة، ومع تقديري لجهود هذه المؤسسات والجمعيات غير الحكومية، فإنني أرى أن تأسيس هيئة قضائية كفؤه ومستقلة، هو جهدٌ آخر يُؤازر مجموع الجهود المبذولة، ويدعم حقوق الأهل والوارثين من (ضحايا النوايا)!
كما أتمنى أن تقوم الجهات الإعلامية والفنية بعمل تحقيقات وريبورتاجات عن أسر هؤلاء الضحايا، عن أبنائهم وزوجاتهم وآبائهم وأمهاتهم ، تحقيقات ليست إخبارية تنتهي بانتهاء أيام العزاء الثلاثة، بل تحقيقات تأخذ في اعتبارها عواطف الضحايا، وهمومهم وعواطفهم من وجهة نظر أصدقائهم الأحياء، لأن لكل فردٍ قصةً طريفة تستحق أن تكون موضوعا لفيلم سينمائي، أو عمل إبداعي جميل!
فما تزال الفتاة اليهودية الصغيرة مثلا( أنَّا فرانك) تُلهم الأجيال الإسرائيلية بما كتبته في مذكراتها زمن الحرب العالمية الثانية، حتى أن البيت الذي اختبأت فيه من النازيين ما يزال مزارا، ومصدرا من مصادر الشحن الوطني!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يوميات مكتوم
- ما سرُّ عبقرية محمود درويش؟
- مرض القهر التراكمي
- المستبدون في كتاب محظور
- كاوبوي إسرائيل
- هل سيصمد مفاعل ديمونا للزلازل؟
- ألفية صراع الأعراق
- من مقامات الحاكم بأمره
- ذكرياتي مع العقيد
- قانون حنين زعبي وعزمي بشارة
- حكام بعقود
- تحليل إسرائيلي 2011/2/12
- أركاننا وأركانهم
- بكائية على أطلال الإعلام
- أمراء التطهير العرقي
- وداعا مائير داغان
- هههههه
- ترسانة التربية والتعليم
- الموت لكل العرب
- فضائيات الدمار الشامل


المزيد.....




- كاميرا العالم توثّق تفاقم معاناة النازحين جرّاء أمطار وبرد ا ...
- أمستردام تحتفل بمرور 750 عاماً: فعاليات ثقافية تبرز دور المه ...
- أوبزرفر: اعتقال نتنياهو وغالانت اختبار خطير للمجتمع الدولي
- -وقف الاعتقال الإداري ضد المستوطنين: فصل عنصري رسمي- - هآرتس ...
- الأردن.. مقتل شخص واعتقال 6 في إحباط محاولتي تسلل
- بورل: أندد بالقرار الذي اعتمده الكنيست الاسرائيلي حول وكالة ...
- بوريل: اعتقال نتنياهو وغالانت ليس اختياريا
- قصف الاحتلال يقتل 4 آلاف جنين وألف عينة إخصاب
- المجلس النرويجي للاجئين يحذر أوروبا من تجاهل الوضع في السودا ...
- المجلس النرويجي للاجئين يحذر أوروبا من تجاهل الوضع في السودا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - توفيق أبو شومر - اغتيالات تكنلوجية