أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حيدر محمد الوائلي - أرواح الشهداء ... وأرباح المسؤولين















المزيد.....

أرواح الشهداء ... وأرباح المسؤولين


حيدر محمد الوائلي

الحوار المتمدن-العدد: 3326 - 2011 / 4 / 4 - 20:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



شهداء العراق ليسوا ككل الشهداء ، وهل مثل العراق شيء حتى في شهداءه وفساده أيضاً ...
فهم شهداء النضال والحرية ومرارة التعذيب وغياهب السجون وقطع الأعناق والأرزاق أيام أخرست فيه الألسن وجفت الصحف وكممت الأفواه إلا أفواه شهداء العراق الذين صرخوا بالحق فطارت أرواحهم مزهوقة على مذابح الحرية ...
يومها كان فرعون العراق وحزب بعثه يعيثون في الأرض فساداً ولا من مستنكر ولا من مغيث ونصير لا من إخوة ولا من أعراب ولا أجانب ولا دول ولا منظمات ولا حقوق إنسان ولا أمم متحدة ...

شهداء العراق تميزوا بعدم تبعيتهم لحزب ولا لدين ولا لطائفة ولا لقومية فهم قاتلوا من أجل الحرية والوطن والعدالة ، صحيح أن بعضهم منظم حزبياً وقاتل ضمن تنظيم حزبي معارض ، ولكن قاتل لا للحزب ولا لسمعة الحزب ولا لنصرة الحزب بل قاتل لله والوطن والشعب والحرية والكرامة ...

طارت لبارئها كحمامات الصباح تصرخ بهديل الأصوات أي رب ما خرجنا بشر ولا بباطل ولكنا طلبنا الحرية والعدالة والكرامة فرفضوا أن يعطوننا إياها ، ولم يكتفوا بالرفض فقتلونا جزاء ما طلبنا ...
مضت تلك الأرواح الأبية والنفوس الحمية ولم تقل نعم للظلم والدكتاتورية ...
صرخت بـ (لا) للظلم حتى من داخل السجون والمعتقلات وناشوطات الأعدام وزنازين التعذيب ، كما صرخت بـ (لا) اله إلا الله في الآذان والصلاة .
ولا فرق بين هذي الـ(لا) وتلك الـ(لا) ...
بذلوا تلك الأرواح مجاناً لنيل الحرية والعدالة والكرامة والأنصاف للشعب المظلوم ، ولم يبذلوها لمنافع إجتماعية ورواتب خيالية ومحاصصة حزبية وصراعات سياسية ، ومشتهيات طائفية ، وبرلمان لا يحقق مطالب الشعب ولا يشرع قوانين وبالسرعة المطلوبة بما يكفل ويحمي ويحق حقوق الشعب ...
ولم يبذلوها للحكومة ومسمياتها ، فحكومة وحدة وطنية ... بل حكومة مشاركة وطنية .. بل حكومة إستحصال إنتخابي ... بل حكومة تكنوقراط ... بل حكومة وحكومة وحكومة ...
يجتهدون بالتسميات والعناوين ، وينسون التنفيذ والتطبيق ...
مضت علينا لحد الآن سنين ثمان يابسات أكلهن عجول عجاف فصارت سمان جداً ...

مسؤولين وأحزاب وجهات سياسية وحكومية توزع دماء الشهداء كأسهم محاصصة ، ويهدرون تلك الدماء الزكية لنيل مكاسب سياسية وحكومية ...

شهداء العراق الذين تميزوا عن كل الشهداء ، فهم أول من أسس لحرب الحكام الظالمين بعدما إنتهت حربهم مع الأحتلال الأنكليزي للعراق وثورة العشرين المجيدة التي زعزعت بريطانيا العظمى ... ليواصل الثوار والأحرار والشهداء ثورتهم ضد من ركب كرسي الحكم ركوباً وعده مغنماً وإرثاً وصادر حقوق الشعب لتتابع الثورات والأنتفاضات ضد كل حاكم ومسئول ظالم ...
ولا خير في حكومة ومناصب تصبح غاية لا وسيلة ...
ولا خير في حكومة ولا مناصب تصبح غنيمة لا مسؤولية ...

ثاروا أيام كانت جميع الدول خاضعة وخانعة لحكامها سنين الخمسينيات والستينيات والسبعينيات والثمانينيات والتسعينيات وحتى سقوط الصنم بالألفية ، وقد حاربوا الفساد والظلم مع قلة الدعم وخذلان الناصر وعدم مساندة أغلب دول الجوار والدول العربية والإسلامية لتلك الدماء التي نزفت سنين وسنين في حربها الطويلة المباركة للظلم والظالمين ...
بل يباركون الظالمين ويساندونهم ويدعموهم على حساب المظلومين ، فلعنة الله على الظالمين ومن كان لهم ظهيرا باليد واللسان والرضا ...

ليأتي خبر جديد في يومنا وساعتنا التي لا تنقضي إلا عن مفاجأة ، كالكثير من أخبارنا الجديدة التي تنبؤنا بشرور ومفاسد جديدة وعاجلة وقليل منها الخير والصلاح .
جاءنا الخبر القديم بحلته الجديدة ...
فقد ورّط المسئولون والسياسيون ورؤوس السلطة حتى الشهداء بفسادهم ورشاواهم وإهمالهم ولا مسئوليتهم وعدم أجدريتهم وأحقيتهم بالمسؤولية والسياسة والسلطة ...
جاء الخبر وسأتلي عليكم من نصه ذكرا ...
فهل تستطيع معي صبرا ...

الخبر :
((أعلنت هيئة النزاهة حلول (مؤسسة الشهداء) بالمرتبة الثالثة في تعاطي الرشوة في شهر كانون الأول عام 2010 بعد حلول (وزارة النفط) بالمركز الأول و (وزارة العدل) بالمركز الثاني و (مؤسسة الشهداء) بالمركز الثالث في الأستبيان المنشور)) !!
إنتهى الخبر ...
وعساه لم يبدأ وما كان ولم يكن ...

مؤسسة الشهداء بالمرتبة الثالثة في الفساد ... أي تغض الطرف عن ظالمين ويصادر حق شهداء وأيتام الشهداء وذوي الشهداء ، وأن يحسب على الشهداء وذويهم كل من هب ودب !!
طبعاً مبروك !! لوزارة النفط وحظ أوفر لوزارة العدل ومؤسسة الشهداء ، وبقية الوزارات والدوائر في سعي دائم للوصول للمركز الأول ما دامت هيئة النزاهة ضعيفة ولا يوجد لديها صلاحيات مفتوحة وعامة !!
ومن أمن العقوبة أساء الأدب ...وستستمر الإساءات ما لم تصبح هيئة النزاهة في العراق من أعلى وأقوى السلطات ، وأنت كون مستقلة وحيادية وبكادر قضائي مهني وبميزانية مستقلة وبصلاحيات مفتوحة وبتشريع فقرة في الدستور يكفل كل تلك الواجبات ...
هي مسؤولية من يدعي أنه نزيهاً من رئاسة وحكومة وبرلمان وأحزاب وهيئات ومنظمات وجماهير حتى يحققوا ذلك وبأسرع وقت ...

أعيد ذكر طرفي المعادلة (فساد) و (شهداء) ، جمعهم المسئولون والسياسيون ورؤوس السلطة معاً رغماً عن أنف الفلاسفة القائلين (النقيضان لا يجتمعان) .
جمعوهما رغماً عن أنوف الشهداء التي لم تطأطئ للظالمين والفاسدين من سياسيين ورؤوس سلطة حتى نالوا الشهادة على مذبح الحرية ...
تلك الأنوف الأبية التي لم تهن ولم تنكل ولم تجيب الظالمين يومها ولم تطاوعهم ولم تتذلل لهم ورفضت فسادهم وطغيانهم طوال سنين المر واللوعة والحصار والسجون والتعذيب وحكم الحزب الواحد وللكرسي رب يسمى صدام عَبَدَه من دون الله من لا يعرف الله ولا يخاف الله ...
فأذا بتلك الأنوف الأبية ، والرؤوس الحمية ، يذلوها بكرسي الحكم والمسؤولية ، أناس حكموا البلاد بدماء اولئك الشهداء من إسلاميين وعلمانيين ...
وشهداء العراق لا تجمعهم لا هوية ، ولا طائفية ، ولا قومية ، ولا فئوية ، فهم شهداء الحق والحرية .

تلك الأنوف التي رفضت الظالمين وحاربتهم وبذلت الغالي والنفيس للتخلص من الفساد والرشوة والظلم وسوء الخدمات ومن ظلم الظالمين الحاكمين ... ليأتي اليوم البعض ممن رفعوا تلك الأنوف الشامخة شعاراً لتغطية سواد ونتانة فسادهم وظلمهم ...
رحمك الله يا شهيد وكم بأسمك اليوم تقترف الآثام وتملأ الخزانات والجيوب والبيوت ...
يتاجرون اليوم بأسمك اليوم يا باقر الصدر ويا صادق الصدر ويا حكيم ويا صاحب ويا سلام ويا فهد ويا عبد الكريم وعبد العزيز ويا بنت الهدى ويا ميسون ويا انتفاضة رجبية وشعبانية وساعة الصفر ويا حصار ويا سجون ويا تعذيب ويا مقابر جماعية ويا ضربات كمياوية ويا حلبجة ويا مقاومة ويا جبال ويا أهوار ...
إشهدوا عليهم جميعاً فالبعض اليوم يتاجر بتلك المسميات ...

وكل من يعارضهم فهو مسيس ومسيسة وهم على الدوام (صحيح) ، فهم اليوم حاكمين ...
وهم الذين كانوا يكرهون أن يطلق عليهم ذلك أيام كانوا معارضين ، فما حدا مما بدا أم هي دواليك الردى ...
رحمك الله يا شهيد ... وأسأل الله بحقك وبدمك الطاهر أن تشكو هذا (البعض) الى الله وأن يذلهم ويفضحهم في الدنيا قبل الآخرة التي سيفتضحون بها أكيداً .

كما لم تخف يا شهيد وبذلت الدم الطاهر على مذبح الحرية وحاربت الظالمين باليد واللسان والقلم والروح ، فها نحن قادمون ... فلقد علمتنا أن لا نخاف .

قال من لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء ، ناصر المظلومين على الظالمين وأرجو التمعن والتفكر بمعنى الآيات ففيها القصد والمضمون ولا خير في قراءة لا تفكر فيها ولا تدبر :

(إِنما ذلكمُ الشيطانُ يُخَوِّف أوليَاءه فلا تخافوهُم وخافونِ إِن كنتم مؤمنين *
ولا يَحزُنكَ الذينَ يُسارعُونَ في الكفرِ إِنهُم لن يَضرواْ الله شيئاً يُريد الله ألاّ يَجْعَل لهُم حَظاً في الآخرة وَلهُمْ عَذابٌ عَظيمٌ *
إِنَّ الذينَ اشتروا الكفرَ بالإيمان لن يَضُرواْ الله شَيئا ولهُمْ عذابٌ أليمٌ *
ولا يَحسبَنَّ الذِينَ كفروا أنما نُملِي لهُم خيرٌ لأنفسِهم إِنَّما نُملي لهُمْ ليزدَادُواْ إِثماً ولهُمُ عَذابٌ مهينٌ *
مّا كانَ الله لِيَذرَ المُؤمنينَ عَلى مَا أنتمْ عَليهِ حَتىَ يَميزَ الْخَبِيث مِنَ الطيِّب وَمَا كان اللهُ لِيُطلِعَكم عَلَى الْغَيبِ وَلَكِنَّ اللهَ يَجتبي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاء فآمنواْ باللهِ ورُسُلِهِ وإن تؤمنواْ وَتتقواْ فلكم أَجرٌ عَظِيمٌ *
وَلا يَحْسَبَنَّ الذِينَ يَبْخَلونَ بمَا آتاهُمُ اللهُ مِن فَضلِهِ هُوَ خَيْراً لَّهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُم سَيُطوَّقونَ مَا بَخِلُواْ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلونَ خَبِير) . صدق الله العظيم ... آل عمران الآيات 175-180 .

خبر عاجل آخر وهو انهيار سقف مرقد سيد شهداء عراق الحرية السيد محمد باقر الصدر ... فبعد فترة قليلة من بناءه بسبب فساد وخلل في التنفيذ من قبل الشركة المنفذة للمشروع !! وهذا رابط الخبر :

http://www.iraqcenter.net/vb/62102.html



#حيدر_محمد_الوائلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثار العراق قبل عشرين سنة من موضة ثورات اليوم فأين كنتم يومها ...
- رموها برأس نوري المالكي وأخفوا رؤوسهم
- ليست المسألة إقالة وكيل إداري لوزير التربية العراقي وإنما .. ...
- يا من تظاهر ولم يتظاهر ... وماذا بعد ؟!! وسأخبركم بوسيلة لتح ...
- كم بأسمك يا قانون تقترف الآثام
- احلام مظفر النواب
- إهمال .. استهزاء .. حرب .. انتصار


المزيد.....




- الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص ...
- ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
- مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
- إيران متهمة بنشاط نووي سري
- ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟ ...
- هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟
- عاجل | مراسل الجزيرة: 17 شهيدا في قصف إسرائيلي متواصل على قط ...
- روبرت كينيدي في تصريحات سابقة: ترامب يشبه هتلر لكن بدون خطة. ...
- مجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية يصدر قرارا ضد إيران
- مشروع قرار في مجلس الشيوخ الأمريكي لتعليق مبيعات الأسلحة للإ ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حيدر محمد الوائلي - أرواح الشهداء ... وأرباح المسؤولين