أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - النقد ابو الثورات














المزيد.....

النقد ابو الثورات


تميم منصور

الحوار المتمدن-العدد: 3326 - 2011 / 4 / 4 - 19:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الكاتب الذي يقول لا يقول "نعم" لما هو صحيح لا يمكن ان يقول "لا" لما هو باطل او زائف ، والكاتب الذي يقول "لا" مطلقة لا يختلف في اثره من الكاتب الذي لا يقول الا "نعم" .
نعترف بأن الشعوب العربية تعيش في هذه الايام في مرحلة مفصلية من حياتها ، لأن الاحداث تتغير وتنقلب بسرعة مذهلة ، تكاد ان تسبق كل التقديرات والتوقعات ، بالتأكيد بأن هذه الشعوب كانت ستقبل بقيام ثورة واحدة في قطر عربي كل سنة او سنتين ، لكن عجلة الثورات دارت بسرعة مذهلة دون إستئذان من احد ، دفعتها قوى خارقة لا احد يستطيع وقفها .
هذه الثورات المتلاحقة جعلت المواطن العربي يشعر بأنه ولد من جديد ، وانه لا يوجد هناك معجزات باستطاعتها منع تحرك الشعوب، اليوم يشعر المواطن العربي بأن هناك دماء جديدة قد ضخت في عروقه ، الشجاعة وانكسار كل حواجز الخوف .
اعتبرنا سنوات الخمسينات من القرن الماضي سنوات ومنعطفات خالدة في تاريخ هذه الأمة ، بسبب تلاحق الثورات التي عصفت بانظمة فاسدة خارج التاريخ ، بدأت بحركة السنوسيين الذين قارعوا الاستعمار الايطالي ، حتى نالت ليبيا الاستقلال سنة 1951 ، تلاها ثورة الضباط الاحرار في مصر ، فحررت هذه الثورة العرب من العبودية وفرضت واقعاً قومياً ووطنياً جديداً ، بفضل هذه الثورة ثار الشعب السوري ضد الطاغية أديب الشيشكلي وعاد الحكم الديمقراطي الى هذا القطر العربي الهام ، في سنة 1956 كسرت هذه الثورة شوكة الاستعمار بعد ان افشلت العدوان الثلاثي على مصر ، هذا الفشل حول بريطانيا وفرنسا الى دول من الدرجة الرابعة .
في سنة 1958 ثار الشعب العراقي وتخلص من التبعية ووضع حداً لنظام نوري السعيد وخلصت العراق والشرق الأوسط من حلف بغداد ، هكذا فتحت وطويت صفحات التاريخ في هذه الفترة ، لكن ما يميزها بأن عمليات تغيير الحكم صنعتها الجيوش وليس الشعوب، وهذا بدوره ابعد الشعوب عن سدة السلطة ، وبدلاً من ذلك سادت الأنظمة الدكتاتورية وحكمت تحت حجج واهية ، مثل محاربة اسرائيل وردع الأخطار الخارجية ، والحقيقة ان هذه الأخطار جاءت من الداخل اكثر منها من الخارج ، بسبب ممارسات الأنظمة العسكرية الدكتاتورية ، تجسدت هذه الأخطار بوقف عجلة التقدم والتطور ، وتفشي الفساد والترهل السياسي وغياب التعددية الفكرية والأعلامية والتبعية للعناصر والقوى الامبريالية .
هكذا صنعت الانظمة التاريخ وحددت مصير شعوبها لمدة اربعة قرون متتالية على الاقل ، خلال هذه الفترة تضاعف اتساع الهوة الحضارية والتكنولوجية بين العرب وبين العشرات من دول العالم في آسيا وفي اوروبا وامريكا .
لم تحتمل الشعوب العربية اكثر من هذه المهانة والتهميش والتغيب من قبل حكامها ، فتحولت هذه الاوضاع الى الزناد الذي قدح اذهان الشعب التونسي اولاً ، فقلب هذا الشعب موازين الأمور وحطم كل حواجز الخوف وعبد طرق جديدة لأنواع الثورات في العالم العربي ، فاستبدل الجيش وألته الحربية بملايين المواطنين الذين هبوا كالطوفان ، وقامت اول ثورة شعبية جماهيرية في العالم العربي .
لم يتأخر زناد الغضب الشعبي في مصر ، فقدح اذهانهم ومشاعرهم ، فتحولت النسائم التي هبت من تونس الى زوابع داخل مصر خلعت جذور النظام المتحجر منذ ثلاثة عقود ، ومن مصر الى اليمن والبحرين وليبيا وشرق الجزيرة العربية والاردن .
اما سوريا فلها مكانة خاصة في الزوايا الشفافة من قلوب العرب ، بسبب مخزونها التاريخي الذي لا يعرف سوى التحدي ، منذ استقلالها حتى اليوم فقد تفتحت من دمشق وقاهرة عبد الناصر اول براعم المناداة باجماع عربي قومي شعبي كادح ، من دمشق والقاهرة تلاقى التاريخ العربي من جديد ورسمت اول خارطة جغرافية وسياسية لاول دولة عربية واحدة ، بعيدة عن التمحور الاصولي الطائفي ، داخل حدود هذه الدولة اعيدت صياغة التاريخ الذي نسجه الخليفة عبدالملك والوليد وهارون الرشيد ، سوريا التي وقفت دائما في( باب البوغاز) تدافع عن حمى العرب ضد المشاريع التي حاولت الولايات المتحدة وحلفائها تصديرها الى الشرق الاوسط بعد ان ضمنت تدجين نظام مبارك وتركيع اسرة بني عنيزة في السعودية وامراء الخليج الفاسدين .
سوريا التي قدمت خيرة شبابها شهداء على مذبح وحدة لبنان ودعم مقاومته هذه المقاومة التي تعتبر أمل العرب ومفخرتهم ونداً لقوى الظلام في المنطقة .
سوريا التي دفعت ولا تزال تقدم ثمن ممانعتها ضد جميع المشاريع الامبريالية والرجعية في المنطقة ،هذا غيض من فيض مما قدمته سوريا، انتظرنا ان تكون سوريا في طليعة مواكب التغيير ورباناً يبحر للوصول الى شواطىء الحرية ، لم يتوقع احد ان تصطدم رياح التغيير بحواجز بعض المتشنجين من القيادة السورية الذين يصمون آذانهم ويغطون عيونهم حتى لا يسمعوا عن أعراس النصر في القاهرة وتونس ، وعما قريب في طرابلس وصنعاء والمنامة،الا يستحق الشعب السوري مزيدا من التعددية والحريات كالشعب اليوناني والتركي والاسباني وغيرهم .
لماذا يجب ان تفرض على الشعب قوانين الطوارىء اكثر من نصف قرن ؟ جميع الاحصائيات تؤكد ان حوالي 60 % من ابناء الشعب السوري هم من الشباب ، من يستطيع الاستمرار بتكبيل هؤلاء ومنعهم من الانطلاق ؟ من يستطيع كسر ارادتهم وخداعهم بشعارات أصبحت خارج دوائر العصر .
الحرية لا تتجزأ وهي حركة فردية داخل دائرة الجماعة ، هذه الجماعة يمكن ان تكون اسرة او قبيلة او جمعية او وطن ، حتى يعطي الشعب ويتفانى في خدمة الوطن يجب ان يرضع من ثدي الوطن لبن العزة والكرامة والحرية المطلقة .
متى يدرك القادة والزعماء العرب بأن قوة الزعيم تأتي من شعبه ودولته وليس من الخارج ، على رأي المثل الشعبي ( المي الغريبة لا تدير الطواحين )



#تميم_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى سيخرج عمرو موسى من اسواق المزايدات السياسية
- ايهود براك ينتظر حكم روبسبير في مصر
- مواكب الأحرار القادمة من مصر وتونس تلتقي مع أحرار ليبيا
- نظلم مبارك أسد على حزب الله ونعامة أمام الموساد
- معايير الوطنية لا تقاس سوى بالممارسة وليس بالزي الفلكلوري
- العرب لن يكونوا أكثر من رماد في حرائق ويكليكس
- مدينة راهط تسبق تل ابيب
- هل الجياع في أمريكا أحق من جياع العرب بأموال النفط؟
- الأيام تجري والتاريخ الفلسطيني يعيد نفسه
- اسرائيل في عيدين
- ولائم النفاق في شهر رمضان
- اوباما ... سيف المراجل حكم
- العلاقة التاريخية بين ثورة يوليو وعرب (48)
- شرم الشيخ عاصمة التواطؤ لنظام مبارك
- القمم العربية تجتر فشلها
- كلنا في النكبة سواءُ
- انا مًقاطع
- العودة للمفاوضات كالنفخ في قربه مثقوبة
- تغريبة عرب اسرائيل
- صفحات من وجع النكبة


المزيد.....




- محاكمة مؤسس ويكيليكس: أسانج ينهي الأزمة مع أمريكا بعد الإقرا ...
- عيد الغدير.. منشور نوري المالكي وتعليق مقتدى الصدر وتهنئة مح ...
- مصر.. تقرير رسمي يكشف ملابسات قتل طفل وقطع كفيه بأسيوط
- السعودية تقبض على سوري دخل بتأشيرة زيارة لانتحال صفة غير صحي ...
- القضاء الأمريكي يخلي سبيل أسانج -رجلا حرا-
- القضاء الأمريكي يعلن أسانج -رجلا حرا- بعد اتفاق الإقرار بالذ ...
- رئيس ناسا: الأمريكيون سيهبطون على القمر قبل الصينيين
- في حالة غريبة.. نمو شعر في حلق مدخّن شره!
- مادة غذائية تعزز صحة الدماغ والعين
- نصائح لمرضى القلب في الطقس الحار


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - النقد ابو الثورات