عبدالله الداخل
الحوار المتمدن-العدد: 3324 - 2011 / 4 / 2 - 21:45
المحور:
الادب والفن
13
يا بُنـَيَّ، لقد قالوا
"إذا الشعبُ يوماً أراد الحياة
فلا بد أن يستجيب القدر!"
فأيّ ُ شَعْبٍ لا يُريدُ الحياة ْ
كلَّ يوم ٍ،
بل كلَّ ساعةٍ وثانيةٍ؟
14
وهل من قدَرْ؟!
15
وكيف "يريد" الحياة
إذا افترضنا موتـَهُ؟!
16
أيّ ُ قدَرْ؟
إنْ كانَ موتـُهُ يعشـَقهُ
فيعشـَقُ موتـَهُ ؟
وإنْ كانت الأقدارُ غاشمة ً
تقتل في الليالي الأبرياء
أو نائمة ً لا تستجيبُ مئاتِ السنين،
فكيف لا يُفضِّلُ العاقلُ قبْرا ً
على وقوع ٍفي كمينْ
أو السير ِفي منحدَرْ ؟
17
وكيف يعي الجياعُ في مدن الرذيلة ْ
(كما وَعَى جياعُ العقل)
أن الحياة َمُلكٌ
لمُدَلـَّلينْ
والدينَ شريعة ٌُ للجاهلين؟
ألم يُطعموهمْ من خـرافاتِ الأوَّلين
أحاديثَ الرعاة الخاملين؟
فهل من خبز ٍ وحُبٍّ
من "كائن ٍ" غاضبٍ غامض ٍ ،
أم هذا هراءٌ
وحشيشٌ وخـَدَرْ ؟
18
فهل من عدل ٍ وسِلم ٍ
ونور ٍ وعِلم ٍ؟
أم الإله ُ خيمة ٌ
غائمة ٌ مظلمة ٌ
تضمّ الضَّيْمَ
تسومُ الآمنين
رُعباً وكدَرْ ؟
19
أما علـَّمَتـْنا الحياة ْ
أنهمْ كتبوه
على الراية
آية ً للحربْ
لكلِّ جيش ٍجنـّدوه
يلمّ ُ المجرمين؟
لمن يئنّ ُاليمامُ إذن
حزناً على الزيتونْ
وحسرة ً في السَّدَرْ ؟
20
وكم طال لسانٌ لدجّال ٍ!
وكم ضحِكتْ صَلـَفا ً
على عيون العاقلينْ
ملامحٌ من حكمةٍ
في وجه مجنونْ!
أما انتفختْ هيبة ٌ كاذبة ٌ
ألفَ مرةٍ
بصدر مخرّبٍ مغتصِبٍ
ذي لحيةٍ
وعباءةٍ تختبي
خلفها سكين ؟
(وكم غدَرْ !)
وكم من خامل ٍأو فاشل ٍ
أو قاتل ٍ، عاطل ٍ
يرتدي مسوحَ الدين !
وكم سُلـَّتْ سيوفٌ
في وجوهِ مُسالمين،
وكم سياط ٌ هسْهَسَتْ
بأيدي السافلين!
أما زالتِ الأرضُ رازحة ً
يركبُها ويُرهِبُها
نفرٌ هَدَرْ*؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* هدر: عديمو النفع
#عبدالله_الداخل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟