صبري يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 3323 - 2011 / 4 / 1 - 18:36
المحور:
الادب والفن
أعرض قراءاتي بشكلٍ موجز مكثَّف مما التقطته العين وحلّق به الخيال، خيال وتأملات شاعر يعشق التشكيل، ويرسم لوحته على إيقاع تلاوين القصيدة، لأنه يرى: أنَّ الشعر والفن وجهان لعشقٍ واحد هو الإبداع.
(يخضع ترتيب أسماء الفنانين والفنانات بحسب ورود أسمائهم في لائحة توزيع اللوحات في الغاليري).
23 ـ سعود قيس، استهوتني تناغمات ألوان الفنان سعود قيس، ويبدو واضحاً تركيزه على الفن السومري، مركِّزاً على المثلثات والعيون الكبيرة الواسعة الجميلة، ولكنه يرسم لوحته بأسلوبه الخاص، موزّعاً ألوانه الشفيفة بفرشاته الهائمة فوق حفيف الأشجار، تضحك لنا تشكيلاته اللونية وتجذبنا نحوها وكأننا إزاء حوار مع تناغماتها الموزونة، هل يرسم الفنان لوحته وهو يسمع موسيقى منير وجميل بشير، ويحلم بأبراج بابل ومرتفعات الهلال الخصيب، حتى تنضح ألوانه بهجة وأصالة وشوقاً إلى أعماق حضارة مابين النهرين التي يغرف منها أزهى الألوان، أم أنه يترجم مشاعره المتدفقة من ربوع الطفولة العشطى إلى الماضي البعيد، أم أنه يرسم وكأنه يناجي أطفال من لون الربيع؟!
الفنان سعود قيس أشبه ما يكون طفل يبحث عن أزاهير وأعشاب برية في سهول الشرق كي ينثرها عبر ألوانه فوق ارتعاشات بياض اللوحة، كم تشبه لوحاته وجهه الغامر بالحنين والشوق إلى صفاء الفن السومري الراقي حيث بكورة الأرض كانت سيدة العطاء في دنيا من وفاء، يتساءل من خلال لوحاته هل ثمة أمل في عودة الصفاء في أرجاء شرقنا التائه في خضمِّ العراك، عراك الإنسان مع أخيه الإنسان، تائه وسط أخطبوط جنون الصولجان، أسئلة كثيرة تراوده فيهرب منها كي يحافظ على طزاجة أحلامه البكر، موجّهاً أنظارة إلى صباحٍ ربيعي كي يغفو على مقربة من ألوانه المتماهية مع بوح الأزاهير.
صبري يوسف
#صبري_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟