أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هيثم نافل والي - قصة قصيرة بعنوان / رقم 101















المزيد.....

قصة قصيرة بعنوان / رقم 101


هيثم نافل والي

الحوار المتمدن-العدد: 3321 - 2011 / 3 / 30 - 16:16
المحور: الادب والفن
    


في منتصف الثمانينات من القرن المنصرم ، وفي نهار أحد أيام نيسان الكاذبة ، من حيث تقلب الأجواء بينَ الصحو والسكرِ ، وفي غرفة مليئة بالذباب والصراصير ، شبه مظلمة ، كئيبة كالحزن بلا نوافذ كالصندوق ، في الطابق التحت الأرضي ، يقفُ ضابط المخابرات وليد الأعرج الذي له حاجبان كثيفان ، وشعره قصير مجعد وخداه مكتنزان باللحم ومن يراه يظن بأنَ في فمه حجرٌ كبير ، وشفتاه سمينتان ، وبشرته داكنة جداً وكأنها محروقة ، فيبدو كزنجي ، يبصقُ بشكل آلي كعادته في وجه ولاء ، وهو يصرخُ عالياً وكأنه يريد أن يوقظ النائمين !، فيقول : لماذا كل هذا الإصرار على الإنكار ؟.
يصفعهُ بقوة وهو يدمدم ، هذه الأساليب التمويهية التي تقوم باصطناعها لن تنفعك ولن تجعل منك شخصاً بريئاً ، وما عليك سوى الاعتراف بالحقيقة ، وبأعصاب باردة وهادئة ، وأنا أقسم لكَ بشرفي المهني ( بعدَ أن يضع يده اليمنى على صدره من جهة اليسار وكأنه يقسم كالجندي ) ويشرع ، سأجعل منك شاهداً ، وستخرجُ من هنا معززاً مكرماً ، بل شخصاً آخر !، أسوةً ببقية الضيوف الذين ساعدوا أنفسهم والعدالة !، ها ............. ما رأيك ؟.
يبكي ولاء متوجعاً ، وينظر له من خلال دموعه ويقول : أنكَ تؤلمني جداً !، وأنا أرفض ما توقعهُ عليّ من ضربٍ وإهانات ، ثم يعلن بشكل صارم كالقاضي بعدَ أن لوحَ بسبابته عالياً : لنجعل المنطق هو الفيصل بيننا ، وهو الذي يحكم فيما اختلفنا عليه !.
يدقُ وليد الأرض بقدمه بقوة ، وكأنه ينوي تحطيم شيئاً ما تحتَ قدمه ، ويصرخ بصوتٍ عالي كهزيم الرعد : أنكم جميعاً من صنفٍ واحد ، جبناء ، خبثاء ، حقودين ، ضعفاء وتعضون الأيادي التي تمد لكم ، ويصفعه بيده فيترنح رأس ولاء الثقيل ، فينكمش على نفسه كورقة الزهرة عندَ تعرضها للهب ، وهو يرتعش من الخوف أكثر من الألم !، فيقول مدمدماً ، سأعترف ، سأقول كل ما أعرفه ، ومن قال خلافَ ذلك ؟!، أعوذُ بالله ، سأقرّ عليهم جميعاً ، لا يهمني شيئاً أبداً ، لا شيء ، ألم تقول بأنهم جبناء وحقودين ومجرمين !، إذن سأعترف لك بكل شيء ، ولكن يا عزيزي ، فيرتسمُ تعبير غريب على وجه ولاء كمن يعرفُ شيئاً ويخفيه ، أو كمن تذكرَ شيئاً يريد قوله منذ مدة ، فقال : إلا تعلم بأنَ الأصحاء والأقوياء أمثالك هم من فئة الناس العاديين ، أقصد من سواد الناس ، لا يفكرون ولا يرهقون أنفسهم أبداً ، يعني عفواً لصراحتي أقصد كالبهائم ، تراها قوية وبدينة لكنها تبقى عجماء لا تفهم ولا تفكر!، بينما أصحاب الهوس كما يقال علينا ، هم من فئة المميزين ، العباقرة ، فالشخص منا يا عزيزي يعيش الحياة بجنون ، لا يفقها المرء العادي مثلك !، أنا أكلمك بصراحة قد تثير حنقك ، لكنك طلبت مني أن أكون واضحاً وصريحاً ، وها أنا أقول ذلك في وجهك ، فأنا أحترم نفسي جيداً وأقدر علمها ، ولا أبصق على الآخرين كما يفعل البعض ، لكنني أوجه كلامي لهم ( وهو يشير بأصبعه نحو وليد مباشرةً ) ويقول هكذا ....... ويحاول أن يهرب بنظره كالذي يهاب ضوء الشمس ويتجنبها !، ثمَ يهمس كالخجلان ، أنا متعبٌ جداً الآن ، وأشعر بالجوع والعطش ، أرجوك أعطني شيئاً آكله وسأعترفُ لكَ بكل ما تريده ، أقسمُ لكَ بشرفي ، حتى أن هناك مقولة لماركيز يقول فيها ( الإنسان لا يموت متى يريد ، بل يموت متى يستطيع ) !.

ينظر له وليد بغباء ، ولم يفهم شيئاً مما سمعه ، فيصرخ فجأة كالذي لدغ من عقرب لتوه ، فقالَ للحراس آمراً ، أعطوه سماً يلتهمه ولنرى ما سيقوله !!.
تمرُ عشرة دقائق سريعة تقريباً ، فيتنحنح ولاء بفرح كالأطفال الرضع بعدَ الشبع ، لكنهُ يبدو عليه الاضطراب قليلاً ، ثم سرت في أطرافه برودة أثلجت بدنه كله ، فحاولَ الكلام محموماً فيهتزَ جسمه كما تتراقص أشعة الشمس على صفحة الماء ، ووليد ينظر له بسخرية وكأن الذي يقرفصُ أمامه لا ينتمي إلى حظيرة البشر !، ثمَ تشجعَ ولاء رويداً فقالَ باستكانة كمن يتحدث معَ نفسه ، وبدأ وكأنه يهذي فقال : يحسن لك بأن لا تفكر في حياتك القادمة كثيراً ، ثمَ أردف مباشرةً ، لا ، أنا غير مقتنع تماماً بما قلته ، ولكن عليك أن تعرف بأنَ الكلام الطيب الرحيم معَ الآخرين أجلّ وأكرم وأفضل من الصدقة !، لا ، لا تشغل بالك بمثل هذهِ الأمور ، سأقول لك شيئاً ذو بال ، دلني على دار لا يئنُ فيها العراقي ؟، وعندما يكون الإنسان في وطنه غريباً فهو لأجئ في بلده !، ثمَ بدا عليه الجد فجأة وهو يبتسم : أنا أمقتكم لأنانيتكم المفرطة حتى النخاع ، بل أكثر شيء أكرهه فيكم هو معدكم الممتلئة والشيطان وحده يعلم لماذا هي هكذا دائماً شبعى !.
يضحكُ وليد كالمجنون بصوت مجلجل ، ويهتز جسمه كله وكأنه يركض وهو يقول : مستخفاً بما سمعه ، أراك كالقرد التائه يا ولاء لا تعرف كيفَ ترجع إلى حديقتك ، ثمَ يردف بصوت شبه مبحوح ، متهدج : عليك أن تعلم يا صعلوك بأنَ الصراخ والعويل بجانب الميت لن يوقظه ، ولا يرجع الروح له مجدداً ، ويتغير سلوكه فجأة فيدق الطاولة التي أمامه بقبضة يده بقوة فتطير الأوراق ثم تهبط باستسلام ويقول معلناً سأقلع لكَ عينيك ، وأضع بدلاً عنهما حجرين ، لتبدو كالهر المحنط !، ثمَ يشرع قائلاً ، هل تعلم بأنك تثير حنقي وتتجاوز على كبريائي ، وما أراك إلا حشرة بلا إرادة ، ضعيف كمدمن مورفين ، هيا ....... أعترف ولا تجعلنا نقوم معك بالواجب الذي تعرفه وحسب الأصول المتبعة ......... .
يقضم ولاء أظافره بسرعة وبشكل ملفت للنظر كالحيران الذي لا يستطيع أن يقرر ، فيقول باكياً ، لقد سئمت الجلوس هنا ، أريد أن أخرج حالاً ، لا شيء هنا يبعث على الهدوء والسكينة ، ثم أن يدك قوية وهي توجعني ، أسئلتك مبهمة وكلامك غريب ، فيتقدم منه وليد وهو يزأر كالأسد ، لقد وعدتني يا وضيع بأنك ستعترف بكل شيء بعد أن تأكل السم وها أنت قد التهمته كالكلب الجائع ، أعترف الآن وأنا كلي آذنٌ صاغية ، ولكن كن حذراً ولا تفكر بخداعي ....... .
ينظر ولاء له ببراءة شديدة وكأنَ الشر قد اختفى فجأة من الأرض !، ثمَ يرفع رأسه إلى السقف وكأنَ السقف سينزل على رأسه ، فيقول مدمدماً كصخب الريح ، أنكَ ممل جداً !، وأنا لم أرى في حياتي شخص غليظ مثلك !، أنكَ تبدو كاللعبة التي يلهو بها المرء عندما يشعر بالضجر !، ثم يسترسل بالحديث بعفوية كبيرة : تبدو لي بأنك عشت حياتك كلها سجين في حبس انفرادي ...... وتتصرف هكذا ..... تصرخ ، تهين ، تضحك بلا تردد ، ماذا ، يصرخ به فجأة وبحده جازماً ، ماذا تعتقدُ نفسك ؟!، ومن تكون ؟!، ثمَ أردفَ بعدَ أن التقطَ أنفاسه فقال أن من يقرأ تقاسيم وجهك الخالية ، لا يرى فيها أي تعبير آدمي !، ومن يركز في النظر إليك خمسة دقائق فقط ، سيهجره النوم في العشرة أعوام القادمة !، ثمَ يشرع دونَ تردد فيقول بحزم : وهل رأيتَ صورتك في المرآة من قبل ؟!. أعوذُ بالله ، ما هذا !، شيءٌ فظيع ، مقرف ومقزز ، الله يساعد عائلتك عليك ، أيّ والله

بينما يستمع إليه وليد والشرر يتطاير من عيونه كنار من فم تنين ، فيصبح للحظة كالأعمى ، لا يرى ما أمامه ، فيتقدم برعب هائل نحوَ ولاء ، وهو يقول : منْ يتدخل في شؤوني الخاصة أبعث به إلى الشيطان ، فيطوقه بيدٍ واحدة ، كمن يعانق شخص لا يحبه !، ويقول متهالكاً سأقتلك إلا تصدقني ، ثمَ يقربُ رأسه الكبير والثقيل ، كرأس زنجي من رأس ولاء وكأنه يريد توديعه فيرتطم به بقوة ، فتسقط ثلاثة أسنان شابة من فم ولاء ، فتتدفق منه الدماء ، ليسقط على الأرض كخرقة مبللة بالدماء ، وهو يئن ويتوجع ويدمدم فيقول متذرعاً : أريد رؤية أمي حالاً ، أرجوك ، أو أن ترجعوني من أين أتيتم بي ، فأنا لا أعلم أينَ أنا الآن !، ثمَ تغيرت لهجته فأصبحت صارمة وفيها شيء من الجد فأردف ، أنا لا أخافُ أحداً ، فيقاطعه وليد ، ليأمر الحراس بصب الماء الساخن عليه ، ليأخذ ولاء دوشاً إجبارياً ساخناً ، فينسلخ جلده وهو يصرخ ويتألم وفي حالة من الهلع والخوف ، ثمَ يصرخ مجدداً كالذي يغرق ويطلب النجدة : أنا أعترض على معاملتكم إلا إنسانية معي ، إنها معاملة قاسية ويرفضها القانون المدني ، وحسب تجاربي السابقة وخبرتي الكبيرة كنتُ دائماً أندد بالعنف وخاصة ضد العزل ، وأنا كما ترون عارياً كما ولدتني أمي ، فيردف جاداً ، أسمعوا لما سأقوله ، سأحملكم المسئولية كاملة ، بينما يتقدم وليد منه وهو يصرخ كمن غرزت في قلبه للتو شوكة ، ففاضت في الغرفة الصرخات العالية فبدت وكأنها جاءت من تحت الأرض ، فيقول : إذا أردت قتل الأفعى فأبدأ برأسها ...، ثمَ يرفعه من شعره المبلل عالياً كمن يرفع نخباً وهو يدمدم : منْ أنت يا صعلوك كي تتجرأ وتخطبُ فينا ، ها ..... ؟، قل منْ تكون ......؟، لتأخذك مصيبة إذن ......
يطأطئ ولاء رأسه بخنوع فينبحُ كالكلب ، أترك شعري أولاً ، وأنا سأقول لكَ منْ أكون ، أنكَ تؤلمني يا هذا .... ، أرجوك ، أتوسل إليك ، أترك شعري ...... . فيمسكه وليد بقوة أكبر ويشده بقسوة ، فيصرخ ولاء معذبا ، أنا شخصية معروفة ، عامة ، والجميع كانوا يعاملونني بكل كرم وإخاء ، إلا أنتم ، تضربونني دونَ رحمة ، أنكم قساة القلوب ، تضربونني بكل حنق وحقد ، لذلك أريدُ أن أخرج من هنا ، ثمَ يشير بسبابته نحو وليد بالتحديد فيقول غاضباً : هل تفهم ؟، أريد الخروج ........... .
لم يعد الضابط وليد يطيق الصبر ، فهجمَ عليه وهو في حالة من الهياج ويقول يا مطعون أنكَ تبدو كشخص مصاب بالطاعون ، وهو يطوق عنقه بكلتا يديه ، وقد أحمرَ وجه فأصبحَ بلون سرطان البحر ويدمدم بحنق أنكَ تجعلني كالثور الهائج ، بل جعلتني أجن ، سأقتلك ، أنا من يقرر ما عليك أن تفعله ، لقد كنت كريماً جداً معك ، لكنك شخص سفيه ، ممل وغريب الأطوار ......، بينما يحاول ولاء الإفلات من قبضته الحديدية ، لكنَ وليد يزيد الخناق عليه وهو كالمجنون ، فيرتجف ولاء بقوة ثمَ تستسلم قواه ، لينهار فيصبح وجهه أزرق شاحب وفي عالم العدم .............. .
يصرخُ وليد بالحراس آمراً ، خذوه ، أحرقوه ، أدفنوه ، بل أرموه للكلاب ، لقد كانَ دونَ فائدة كما هو الآن !، خسارة فيه شكله !، فيصرخُ مجدداً بكل قوة كالغربان ...... قلت أبعدوه عني ....... . فيسحب ولاء إلى خارج الغرفة كما تسحب الأشياء .......!، وفي هذه اللحظة تسمع أصوات عالية يرددها الضابط أحمد وهو يتقدم نحوهم بسرعة : توقفوا ، أرجوكم ، أوقفوا الاستجواب ، أنه رجل بريء ، وهارب من مستشفى الأمراض العقلية ، وما نبحث عنه شخصٌ آخر ، وها هي البرقية من الوزارة في يدي ، فيلوح بها عالياً كالبيرق !، بينما يبقى وليد جامداً كالحجر بلا حراك ، يشعر بأنَ قواه قد خارت ،


وساقاه لم تعد قادرة على حملة ، فيقول مدمدماً وبصوت باكِ : كم أنا غبيّ ، يا لي من حمار مارق ، ماذا فعلت ؟، كيفَ لم يتسنى لي من تمييزه ، فيضربُ رأسه بقبضة يده ويدقُ صدره بقوة وجسمه كله يرتجف وكأنه يقف في قارب صغير وسط البحر !، لأذهب إلى داهية ، لقد قتلته للتو ، ويرفع رأسه نحو زميله الضابط أحمد فيقول بصوت مخذول : لماذا تأخرت ؟، لو كنت قبل دقيقة واحدة هنا ، لتغير كل شيء ، فيهذي كالمجنون لقد قتلته تواً ........ أنه الآن جثة هامدة ، لكنه إنسان بريء .....
يتقدم أحمد منه ويمسك ذراعه بقوة ، وهو يسخر من منظره ، فيقول ببرود كالشخص المخدر : يا صاحبي ، منْ يراك هكذا مصعوقاً ، سيقول بأنك قد قتلت إنساناً للتو ؟!، أعوذُ بالله ، ولو شاهدك رؤساءك وأنت على هذا الحال حتماً سيفصلونك من وظيفتك !،ثمَ يشرع بالقول دونَ تباطأ ، ما هذا القلب الذي تحمله ؟، لم أكن أعرف بأنك رقيق وعاطفي إلى هذه الدرجة كالعذراء !، أرجوك ، ماذا يعني كل هذا ، ها ..... أنك كنت تقوم بواجبك ، بعملك وبكل أخلاص وتفاني ، فيردف مسترسلاً وكأنه يبشر بدينٍ جديد ، فيقول : أهم ما في الأمر هو أن ولاء كانَ شخصاً مجنوناً ، يعني إنسان غير عاقل ، حاله حال أي قطة أو كلب أو بالكثير يمكن اعتباره قرداً .....!!، لماذا تعملها قصة إذن ؟!. ثمَ يردف ، ومن يراك الآن وأنت هكذا ، يقول بأنك لم تقتل غيره من قبل !، أستغفر الله ، يا رجل ..... ، لقد قتلت قبله مئة شخص ، وليكن هذا مجرد رقم جديد في حياتك المهنية العريقة ، رقم 101 .
ماذا يعني ؟!، لن يضر أحداً ، أنه كان مجرد بهيمة ، هل يعقل بأن تتألم لقتله ، ويفرك يدٍ بيد وكأنه يصفق ؟!. بينما يسمعه وليد وهو ينحني على الطاولة كمن يعاني من قصر النظر ، فيردد دونَ توقف ومنظره يدل على أنه منهك كالمهان ، فيقول لكنه بريء ، إنسان ، لم يفعل شيئاً ، نحن الذين أخطأنا في حضوره ، وبمعاملته بشكل سيء ومن ثم قتله .................. .
يقاطعه ضابط المخابرات أحمد وبصوت بدا صلباً ، لهُ رنة الذهب ، فيقول وهو يبتسم ابتسامة بلا تعبير ، خرقاء : أذهب يا وليد وأشرب قهوة عربية مرة ، لتعود كي تباشر عملك وبكل ثقلك معَ متهم جديد ، أرجوك وأنسى رقم 101 نهائياً ولا تشغل بالك بتوافه الأمور والأرقام أبداً ، ثمَ يردف ، أنظر حولك أنه لم يعد هنا ، ولا أثر له يا صاحبي ، لقد اختفى كما يختفي الدخان ............
يهدأ الضجيج ويعم المكان الهدوء والسكون من جديد ، لتبدو بإضاءته الباهتة الحزينة كقبر ، وبعدَ دقائق يدبُ النشاط ثانياً في الغرفة التحت الأرضية ، بذبابها وصراصيرها ، الشبة مظلمة والتي يعوزها النور والهواء والنوافذ ، فيستعيد وليد حيويته فيصرخ وهو يبصق آلياً بوجه المتهم الجديد ، ويقول باستهتار الساقطين ، سأقلع عيونك يا صعلوك وأركب مكانها حجرين ، لتبدو مضحكاً ، كالهر المحنط ، هيا أعترف.......... ، فيدمدم بهوس كالمصاب بالحمى ، كلكم من صنفٍ واحد ، جبناء ، صعاليك ، خبثاء وتعضون الأيادي التي تمتد لكم ......... ، ثمَ يسمع وليد طنين قوي في آذنيه ، فيه حزن الأنين وألمه ، تزداد الأصوات قوة كضربات السندان ، فتتزاحم الأصوات شيئاً فشيئاً لتردد جملة واحدة :
دلني يا وليد على دار لا يئن فيها العراقي ....... !.
فيضع يده على آذنيه وكأنه يريد سدها ، ولكن هيهات له أن يخنق كل الأصوات أو أن يخفيها .




#هيثم_نافل_والي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين وعلماء العصر الحديث
- قصة قصيرة بعنوان / مبارزة
- قصة قصيرة بعنوان / السر
- قصة قصيرة بعنوان / جنون الحزن
- قصة قصيرة - بعنوان قرار
- السحر وعلاقته بالدين
- قصة قصيرة بعنوان لا مبالاة
- مشهد بعنوان مصير الشيطان
- قصة قصيرة بعنوان الصرخة
- قصة قصيرة


المزيد.....




- “بجودة hd” استقبل حالا تردد قناة ميكي كيدز الجديد 2024 على ا ...
- المعايدات تنهال على -جارة القمر- في عيدها الـ90
- رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل ...
- -هاري-الأمير المفقود-.. وثائقي جديد يثير الجدل قبل عرضه في أ ...
- -جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هيثم نافل والي - قصة قصيرة بعنوان / رقم 101