أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدرالدين حسن قربي - الرئيس السوري بين الغيبة الصغرى والكبرى














المزيد.....

الرئيس السوري بين الغيبة الصغرى والكبرى


بدرالدين حسن قربي

الحوار المتمدن-العدد: 3321 - 2011 / 3 / 30 - 10:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الرئيس السوري بين الغيبة الصغرى والكبرى
بدرالدين حسن قربي
لايشكك أحد بحصول هزة زلزالية مزلزلة في المشهد السوري، هي أشبه ماتكون بالزلزال الياباني الأخير والذي هو في جزئه الأخطر نووي، ولكنه عند السوريين كان سياسياً. ولئن سُجّل لليابانيين تفوّق قدرتهم السابقة واللاحقة في تعاملهم مع زلزالهم الأخطر في التاريخ، فإن التعامل السوري الرسمي مع مشهده الأخطر في تاريخه المعاصر ينظمه الغموض والتنبوء لشفافية فائقة يتميز بها النظام.
طبيعة الأحداث وخطورتها فيما هو مشهود في المشهد السوري من استخدام القوة وتوحش القتل في مواجهة الاحتجاجات والتظاهرات، وفي كثرة الروايات والتنبؤات وتعدد الاتهامات والشائعات في الأسباب والمسبّبات يشير إلى بعض تخبط أو تردد، ولاسيما مع ترافق ذلك بالغيبة الصغرى للرئيس. ولئن كانت السيدة شعبان التي ليس لها من الأمر شيء تنقل بين الحين والآخر رغبات الرئيس الغائب إلى السوريين بوعود وأشباه قرارات وهي مابين عملها الرسمي الذي لايتجاوز حد الاستشارة وتجازوها كل المناصب الرسمية التنفيذية المغيّبَة، وتُطمئن الناس بابتسامتها الصفراء العاجزة عن إخفاء قلقٍ واضطرابٍ واضحين، نلتقط منها أن هناك رعباً رغم إعلامها الناس أن إطلالةً مهمة وخطاباً قادماً أهم مع عودة الغائب، وهم بهذا يتشبهون بالمصريين – رغم أن قولهم نحن لسنا مصر– عندما كان التلفزيون المصري يعلن عن كلمة أو بيان هام قريب للرئيس السابق مبارك حتى فرجها ربي على المصريين وخلصوا.
نعتقد أن هناك خلافات بغض النظر عن طبيعتها ضمن العائلة الحاكمة، ولكنه بالتأكيد خلاف على ترتيب أوراقهم وكيفية الخروج من العاصفة، وليس في وارد إنفاذ مطالب انتفاضة الياسمين الشعبية القديمة الجديدة التي قامت قيامتها المرعبة من مدينة درعا، تؤذّن بعودةٍ من غيابات اللاوعي لمن اعتقد أنهم قد غابوا وإلى الأبد، وأذانهم الحرية والكرامة. وبما أن النظام في بنيته وتركيبته الشمولية يعتمد حلولاً أمنية لاغير، شعارها البطش والقهر، باعتباره أن المطالبين على الدوام عصابات مرتبطة مأجورة، أو من المدسوسين المحتقرين والمتآمرين وعلى الطريقة القذافية فيي وصفهم جرذاناً ومهلوسين وإرهابيين ممن يديرون ظهرهم للعدو الحقيقي لينقضوا على النظام المقاوم والممانع، فإنه وإن خفّف في لهجة الخطاب فلتجنب العاصفة وشراء وقت بوعود وكلام. ومن ثم فإن مايقوم به الآن من نقل ضابط أمن وتغيير محافظ، واستقالة حكومة ليس أكثر من حركات استعراضية تدويرية لاتمس بنية النظام الحقيقية في الاسبتداد والقهر والفساد، بل كلها قضايا إجرائية روتينية لا قيمة له في تحقيق المطالب الحقيقية للسوريين في الحريات العامة وقوننة الدولة ومدنيتها. ورغم أن مطالب الانتفاضة السورية قديمة تتجدد في كل مناسبة، فإن النظام يُعرض عنها ويختلق الأعذار، وماجاء على لسان السيدة شعبان ليس أكثر من كلام لا لون له ولا طعم ول ارائحة: سندرس، ستكلّف ، سنحقق، ستشكل. كلام مما هو مكرور وعديم الفائدة، وكأنه دهان، يستعمل بدهن ماعلا الرأسَ وما تحت القدمين بحيث لايمس مكان المرض بتاتاً.
الغيبة الصغرى لرأس النظام ومحاولته البحث عن حلول خارجية لمواجهة قيامة الجماهير وندائها للحرية رغم عقود القمع المستمر، وقيام الشبيحة بمواجهة باطشة للناس بالقتل للمئات من الأحرار والحرائر، تعني فيما تعني أنه عاجز حدّ الشلل عن التغيير والتبديل لعجز بنيوي في تركيبته، وخوفه حد الفوبيا بأن التغيير والإصلاح يعني دخوله في الغيبة الكبرى، التي نعتقد أنه ورادها لأنها سنة الحياة.
نظام أثبت أنه عصي على الصلاح والإصلاح في بلد تحكمه قوانين الطوارئ، والشعب فيه مطروء على مدار الساعة، واستنفد زمناً زاد عن أربعين عاماً، لابديل لثائريه وأحراره ولاتعديل، لشعار الشعب يريد إسقاط النظام، لأنه مطلب السوريين القريب والبعيد، حتى وإن امتد الأمر إلى يوم الجلاء القادم ليدخل النظام في غيبة كبرى بلا رجعة، يرتاح السورييون من بعدها إلى الأبد - ومعهم غيرهم - من شعارات معاً إلى الأبد، من كان منهم فوق الأرض، وترتاح عظام من كان منهم تحت الأرض، وكلمتهم على سوريا المحبة والسلام، والرحمة والرضوان لكل شهدائنا الكرام، ولأرواحهم ألف ألف سلام.



#بدرالدين_حسن_قربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الألسنة المقطوعة وعمليات الرصاص المصبوب
- حوران سورية وعمليات الرصاص المصبوب
- من درعا هلت علينا البشاير
- السيد الرئيس..!! البقاء لله
- جائزة القذافي لحقوق الإنسان
- خطوة سورية متأخرة ولكنها صحيحة
- مراسيم العفو السورية وسجناء الرأي والمدافعين عن حقوق الإنسان
- السورييون في معارك التحرير والمقاومة
- المقاومة إذ تصبح أفيون الفساد والاستبداد
- طفح الكيل يا بشار، أنقذنا من العصابة..!!
- أصحاب الجمل ولازمة الفساد والاستبداد
- من سِيدي عامود سورية إلى سِيدي بوزيد تونس، وصَلنا نداؤكم
- حقيقة الاحتجاجات والمطالبات التونسية والمصرية
- التنحنح والتنحي والتناحة ومابينهما
- التميمة أو التعويذة السورية
- من تونس إلى دمشق إلا أن سورية متميّزة
- بيان كريم، ودعوة إنسانية كريمة
- صندوق الطماطم الفاسد تونسياً وعربياً
- الأنظمة الفاسدة وصاعقة الأخذ الأليم
- لكل طاغية يوم


المزيد.....




- -خليه يقاقي- حملة شعبية في المغرب لمواجهة -ثورة- أسعار الدجا ...
- بن سلمان يتحدث عن مخاوفه من الاغتيال: تطبيع العلاقات مع إسرا ...
- هجوم بطائرة مسيرة أوكرانية على بيلغورود الروسية: تضرر مبنى س ...
- -لانسيت- الروسية تصطاد -سترايكر- الأمريكية في مقاطعة كورسك
- بنك أهداف قد يشمل استهداف طهران.. سلاح الجو الإسرائيلي يعلن ...
- ملك المغرب يوشح العداء سفيان البقالي بوسام العرش من درجة قائ ...
- وزير الخارجية المصري يبحث مع نظيره الأمريكي آخر المستجدات في ...
- نبيه بري: حصول حرب كبرى أم لا الأمر متوقف على الأيام القليلة ...
- نتنياهو يقرر إرسال وفد كامل لمحادثات قـطر
- حماس: فقدنا الثقة بقدرة واشنطن على التوسط في محادثات وقف إطل ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدرالدين حسن قربي - الرئيس السوري بين الغيبة الصغرى والكبرى