أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن خضر - دعوة للانخراط في المؤامرة ومبايعة للمتآمرين..!!














المزيد.....

دعوة للانخراط في المؤامرة ومبايعة للمتآمرين..!!


حسن خضر
كاتب وباحث

(Hassan Khader)


الحوار المتمدن-العدد: 3320 - 2011 / 3 / 29 - 14:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتمفصل خطابات الأنظمة في العالم العربي حول فكرة المؤامرة الخارجية. تكرر الأمر في مصر وتونس وليبيا واليمن والبحرين وأخيرا في سوريا. وعندما يتكرر أمر بالطريقة نفسها في أكثر من مكان، وفي ظل ظروف متشابهة، يجوز الكلام عن ظاهرة تحتمل التحليل والتأويل.
وأوّل ما يتبادر إلى الذهن، في هذا الصدد، كالعادة، ليس ما تقوله الخطابات، بل ما سكتت عنه. فما معنى وجود مؤامرة خارجية تستهدف النظام في القاهرة، أو طرابلس، أو صنعاء، ودمشق؟
معنى ذلك عدم الاعتراف بوجود معارضة داخلية، أو ما يستحق أن يعترض عليه الناس أولا، والتشكيك في صدقية المعترضين (طالما لا يمكن إخفاء المظاهرات في زمن الإنترنت والفضائيات) باعتبار أن هؤلاء حفنة ضئيلة من المخدوعين ثانيا، وتعزيز جدوى وجدارة النظام القائم باعتباره الحارس الأمين للشعب والوطن ثالثا.
بيد أن المسكوت عنه سرعان ما يصبح مسموعاً، عندما يشرع النظام في التفاوض مع شعبه، وفي لعبة المساومة، وتقديم مختلف أنواع الرشوة المادية والمعنوية. ففي تونس، مثلا، لم يقل الحاكم لشعبه "فهمتكم" إلا في الفصل الختامي. وفي القاهرة لم يتذكّر أن يعين نائبا للرئيس، وأن يعيد النظر في قانون الطوارئ إلا بعد خروج الملايين إلى الشوارع. وفي صنعاء قال لا توريث بعد اليوم كخطوة احترازية.
وفي طرابلس قال الحاكم وابنه: كل ما تريدونه يمكن التفاهم عليه في المؤتمرات الشعبية. ولكن جاء ذلك بعد خراب مالطا. وفي دمشق تعهّد الحاكم بإصلاحات "خدمية وسياسية" بعدما أطلق النار على المتظاهرين. معنى كل ما تقدّم أن ثمة معارضة، وما يستحق أن يعترض عليه الناس، وأن ما يحدث لم ينجم عن خديعة، ولا عن مؤامرة.
وطالما كان الأمر كذلك، لماذا يصر الناطقون باسم الأنظمة العربية على فكرة المؤامرة؟
لأن الأنظمة العربية شمولية. والنظام الشمولي نظام أبوي في الجوهر. صحيح أن الحاكم يحكم باسم الشعب، ولكنه يفكر نيابة عنه، طالما أن من غير المتوقع، ولا المطلوب، أو حتى الضروري، أن يبلغ الشعب سن الرشد. وبالتالي، يقوم العقد الضمني المُبرم بين الحاكم والمحكوم على مبدأ العطف والحماية والقسوة إذا اقتضى الأمر، تماما كما يفعل الأب مع أبنائه.
ثمة دلالة إضافية، وهي غير سياسية، وإن كانت ذات تداعيات سياسية بامتياز. وهي الفرق بين الداخل والخارج. هنا يمكن أن نستعيد التحليل المدهش لغاستون باشلار حول فكرتي الداخل والخارج. فالداخل (البيت) يعني الأمن والطمأنينة والسكينة والحماية والهدوء، بينما يُنذر الخارج بالخطر، والبرد، والضواري، والمجهول.
الأنظمة الشمولية عموما مفتونة بالفرق الوجودي (والسياسي كلما اقتضت الحاجة) بين الداخل والخارج. وبقدر ما يتعلّق الأمر بالأنظمة الشمولية في العالم العربي فإن تمييز الداخل عن الخارج تعززه قوانين عنصرية تحول دون اندماج القادمين من الخارج. في جماهيرية العقيد، مثلا، كانت لوحات سيّارات الأجانب (غير الليبيين) تختلف في ألوانها عن اللوحات المخصصة لسيّارات الليبيين.
ولعل هذا أهون الشرور، ثمة ما هو أسوأ: ففي البلدان العربية قوانين عنصرية تحول دون حق المرأة في تمكين أبنائها من حمل جنسيتها إذا كانت متزوجة من أجنبي، حتى وإن كان من بلد عربي آخر. هذا، رغم الكلام الذي يصم الآذان عن العروبة، ووحدة الدم والمصير.
الحدود هي خط الدفاع الأوّل. وفي حين يتجوّل العربي بتأشيرة شينغن في كل دول الاتحاد الأوروبي الموقعة على الاتفاقية المذكورة، يحتاج إلى تأشيرة لدخول كل دولة عربية على حده، هذا إذا كان سعيد الحظ وحصل عليها. بينما في مطار القاهرة يُعتقل الفلسطينيون القادمون إلى غزة في المطار، ويرحّلون إلى رفح، ولا يُسمح لهم بدخول القاهرة، حتى وإن حملوا وثائق للسفر صدرت عن السلطات المصرية.
قبل أيام بثت فضائية "العربية" خبرا مصوّرا عن طفلة أصابها مرض عضال، فأمر الملك السعودي بعلاجها على نفقة الدولة، علماً بأن الأم سعودية، والأب غير سعودي (وهذا ما اهتم الخبر بتوضيحه للمشاهدين) وقد ظهر الأب السعيد على الشاشة مرتديا الدشداشة، وغطاء الرأس، وليس في ملامحه ما يدل على أنه جاء من المريخ. فهو على الأرجح عربي من بلد آخر. فهل يحتاج الذهاب إلى المستشفى، إلى أوامر ملكية عندما يكون الأب من بلد آخر؟
الانقسام، إذاً، بين الداخل والخارج ذكوري، أيضا. فهذه بلاد الذكور حكّاما ومحكومين. وهذا ما فشلت أيديولوجيا القومية العربية، على اختلاف اتجاهاتها الراديكالية، الاشتراكية، والمساواتية، في تحويله إلى موضوع للنقاش: الهويات السائدة في مختلف الدول العربية باعتبارها هويات عنصرية مغلقة، شوفينية وذكورية.
وإلى هذه وتلك، ثمة مسألة يصعب تجاهلها في سياق الكلام عن الحد الفاصل بين الداخل والخارج، في النسق الشمولي العربي. المقصود، هنا، مسألة الفلسطيني. فهو الخارجي بامتياز في العالم العربي، بامتياز، كما كان اليهودي في زمن صعود الحركات القومية الأوروبية، وبناء الدول القومية. فالفلسطيني موجود في الداخل العربي، يشبه أهل الداخل إلى حد بعيد، لكنه أجنبي وغريب. لذا، كلما نشبت أزمة اجتماعية أو سياسية أصبح كبشا مثاليا للتضحية. فهو ليس في الخارج ولا في الداخل تماما.
وفي هذا السياق، لم تنس السيدة، الأنيقة الرشيقة الرقيقة الرفيقة، الناطقة باسم الحكومة السورية في معرض الكلام عن الاحتجاجات في المدن السورية، تذكير مستمعيها بأن أحداث العنف في إحدى تلك المدن، على الأقل، وقعت عندما خرجت جماعات مسلحة من مخيّم قريب، وأطلقت النار على مؤسسات الدولة والحزب.
أخيرا: في العالم العربي متآمرون أشداء على الأنظمة، وربما رحماء بالشعوب. رسل مؤامرة شيطانية لا تبقي ولا تذر. أطاحوا بأنظمة تبدو، للوهلة الأولى، كالبنيان المرصوص، وأشاعوا الذعر في قلوب حكّام كانوا حتى وقت قريب أشطر من بروس لي، وأكثر حكمة من أثينا، وأقوى من هرقل.
وإذا كان لدى الأخوة المتآمرين، ما يكفي من الوقت لقراءة الجرائد، في هذه الأيام العصيبة والعجيبة والغريبة، فهذا طلب غير مشروط للانضمام إلى المؤامرة، والانخراط في صفوف المتآمرين. لعل وعسى.



#حسن_خضر (هاشتاغ)       Hassan_Khader#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كم من الكيلومترات يمشي نداء الحرية في اليوم..!!
- ربيع الشعوب العربية: 1- السنوات العجاف..!!
- ما الذي سيبقى من العقيد..!!
- الله، ومعمّر، وليبيا وبس..!!
- مصر قامت والقيامة الآن..!!
- عَمَارْ يا مصر..!!
- الشعب يريد إسقاط الرئيس..!!
- تحيا تونس..!!
- لا أحد يحب العرب هناك..!!
- إذا نجت مصر نجونا..!!
- مجرد سؤال في مشهد يطل على كارثة..!!
- نعم، الجواب: نعم..!!
- الفشل في استثمار الفوز..!!
- قبل تأشيرة الدخول إلى دبي وبعدها..!!
- الثقافة والسياسة والسلطة..!!
- فكر الحداثة في فلسطين..!!
- من المفيد الكلام عن أشياء أخرى..!!
- دولة إسماعيل..!!
- يوسا وحرب نهاية العالم..!!
- مديح الأدب القاسي ..!!


المزيد.....




- تحقيق CNN يكشف ما وجد داخل صواريخ روسية استهدفت أوكرانيا
- ثعبان سافر مئات الأميال يُفاجئ عمال متجر في هاواي.. شاهد ما ...
- الصحة اللبنانية تكشف عدد قتلى الغارات الإسرائيلية على وسط بي ...
- غارة إسرائيلية -ضخمة- وسط بيروت، ووسائل إعلام تشير إلى أن ال ...
- مصادر لبنانية: غارات إسرائيلية جديدة استهدفت وسط وجنوب بيروت ...
- بالفيديو.. الغارة الإسرائيلية على البسطة الفوقا خلفت حفرة بع ...
- مشاهد جديدة توثق الدمار الهائل الذي لحق بمنطقة البسطة الفوقا ...
- كندا.. مظاهرات حاشدة تزامنا مع انعقاد الدروة الـ70 للجمعية ا ...
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في ...
- مصر.. ضبط شبكة دولية للاختراق الإلكتروني والاحتيال


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن خضر - دعوة للانخراط في المؤامرة ومبايعة للمتآمرين..!!