أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - احمد عائل فقيهي - مع التغيير .. ضد الفوضى














المزيد.....

مع التغيير .. ضد الفوضى


احمد عائل فقيهي

الحوار المتمدن-العدد: 3320 - 2011 / 3 / 29 - 13:21
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


كل إنسان في الأرض لديه الرغبة الأكيدة في إحداث حالة من التحول والتبدل في حياته وفي حياة الأوطان والمجتمعات وكل فرد يتوق إلى فعل التغيير باتجاه بناء مستقبل قائم على المعرفة والديمقراطية وبناء الدولة الحديثة واحترام حقوق الإنسان ولا توجد عقول راكدة متكلسة لا تفكر ولا تضيء بالإبداع لا تحلم بالتغيير ولا تنشد الحرية إلا المجتمعات التي لا تحرض على الإبداع ولا تدعو إلى فريضة التفكير فتلك هي المجتمعات البليدة.
وما يحدث في بعض دول العالم العربي اليوم والذي تجري فيه الأحداث جارفة .. هو زلزال لا تدري إلى أين سوف يتجه .. ومتى سوف يهدأ، ومتى سوف يثور، عالم عربي يبحث عن خارطة سياسية جديدة، وعن فكر جديد، وذهنية جديدة، عالم لا علاقة له بالعالم القديم، عالم عربي يتشكل بفعل ثقافة التغيير وفلسفة التغيير وبفعل سلطة خفية هي سلطة استخدام التقنية وأمام صعود لفكر الجماهير الخارجة من الزوايا والخفايا والعشوائيات والطبقة الشابة المتعلمة، وها هي لحظة تونس تمثل لحظة زمنية وتاريخية فاصلة ومفصلية والتي شكلت فاتحة لزمن عربي جديد، فيما شكلت لحظة مصر اللحظة الأكثر انفعالا وفعلا عنفا وعنفوانا لما لمصر من موقع استراتيجي وإرث حضاري عريق وعميق وتاريخ مضيء وخلاق منذ الفراعنة مرورا بالتاريخ الإسلامي والدولة الفاطمية وما تلاها وحتى الآن إضافة إلى المكونات الفكرية والثقافية والفنية والسياسية وصولا إلى ما يحدث في ليبيا واليمن وسورية ودول عربية أخرى.
وأمام هذه اللحظة التاريخية يجد العرب أنفسهم أمام تحولات ضخمة وجذرية ينبغي الوقوف عندها وقراءتها والوعي بما تحمله من رسائل واستيعابها وإلا سوف يكون هناك واقع تفرضه إرادة التغيير بأجندة خارجية، إنها سلطة الثقافة الجديدة للأجيال الجديدة بإرادة وإدارة هذه الأجيال التي هي بفكرها وتفكيرها متجاوزة في القول والعمل على الأجيال العربية التقليدية.
ولا بد لهذه الأجيال أن يكون لها مواقفها ومواقعها في المشهد السياسي والاجتماعي وفي صياغة وصناعة المتغير في الأمة العربية للخروج من هذا الفضاء المغلق والأفق المسدود والانسداد السياسي والاجتماعي.
إن التغيير أمر ضروري وملح، ذلك أن التغيير هو فاتحة الأمل الذي يبحث عنه المجتمع أي مجتمع وحتمية التغيير التي هي حتمية تاريخية.. مرتبطة جذريا بضرورة التطوير لكن ينبغي بالمقابل ألا يتحول هذا التغيير إلى فوضى تشوه المعنى الحضاري للتغيير وتتجه إلى إحداث حالة من الرعب والهلع وجعل الأمور تتجه إلى غير مساراتها ونحو ما هو مرسوم ومخطط لها. وينبغي ألا يصبح التغيير الجذري فاتحة لخراب جذري فبدلا من إشاعة البناء يتحول هذا التغيير إلى إشاعة عامة من الفناء وبدلا من تكريس مشروع التعمير تتكرس مشروعية التدمير، إن ما يحدث في مصر تحديدا هو تأكيد لعبقرية المكان التي عبر عنها بقراءة عميقة المفكر الراحل جمال حمدان إنه تعبير عن انهيار ذاتي وهزيمة نفسية تذهب بعيدا في العمق، وتفسر حالة لتمزق اجتماعي داخلي نتيجة الفقر والحاجة والاحتياج إلى الحرية والتعددية والإعلاء من كرامة المواطن العربي في عصر لم يعد للصوت الواحد فيه قيمة ولا للفكر الواحد معنى ولا مكان لاحتكار الحق والحقيقة في عالم سقطت فيه كل المسلمات السياسية والثقافية المسكوت عنها وخاصة أننا نمر بمرحلة تاريخية انتقل فيها العالم إلى مرحلة الجماهير الغفيرة التي تتحرك بفعل ثقافة الكمبيوتر والإنترنت والصورة وأصبحت هذه الثقافة متجاوزة للثقافة التقليدية الحزبية والاجتماعية الراكدة وأن ثمة وعيا مختلفا بدأ يتشكل في ذاكرة الأجيال الجديدة ينبغي الاهتمام به والالتفات له والإصغاء إلى ما يحتويه ويحمله هذا الوعي من رؤى وأفكار وضرورة الإنصات إلى الأصوات الغاضبة من الأجيال العربية الصاعدة وإعطاء دور حقيقي للمرأة، وبدون ذلك لا يمكن أن يتحقق بناء أمة عربية جديدة إذ لا بد من الرهان على العقول الشابة لا العقول الكسولة والمترهلة والعاطلة عن التفكير والعمل.
وفيما أحاول قراءة المشهد العربي بعامة والمشهد المصري بخاصة استنادا على معطيات ومقدمات سابقة وفيما أعيد في المقابل قراءة كتاب «ماذا حدث للمصريين» للمفكر المصري جلال أمين، الصادر منذ عدة سنوات في أكثر من جزء وكأنه يقرأ المستقبل مع قراءات لمثقفين ومفكرين مصريين آخرين من أمثال أنور عبدالملك في كتابه المهم «الوطنية هي الحل» يتجلى أن ما يحدث في مصر الآن هو نتيجة لمقدمات كان ينبغي قراءتها على ضوء ما كان يجري في الحياة المصرية وفي القاع الاجتماعي قبل السفح، إذن لا بد من التغيير الذي لا يؤدي إلى فوضى وحتى لا تتحول هذه الفوضى إلى خلل في المؤسسات وشلل في التفكير وضياع في الرؤية.
[email protected]



#احمد_عائل_فقيهي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبدالله الغذامي وأخلاقية المثقف
- العراق.. بعيداً عن تجاذبات المذهب وحسابات الطائفة
- العرب وقراءة التنوير الأوروبي
- ظاهرة الهرم المقلوب في المجتمع
- محمد أركون .. وتفكيك اللا مفكر فيه
- هكذا تكلم نصر حامد أبوزيد
- ((القيمة)) .. في مواجهة «الجهل المؤسس»
- سواد مدجّج بالتآويل
- الانتصار على ذهنية المنع.. وثقافة الممانعة
- المجتمع .. وإرادة التغيير
- الجابري: مفكر النخبة.. ومثقف الجماهير
- المثقف العربي والمنفى
- القصيمي .. هل هو مفكر أم رجل غاضب ؟
- «التخلف» .. هل هو ظاهرة عربية ؟
- فؤاد زكريا..( العقلانية ) طريق لبناء المجتمع
- ليكن حوار المجتمع لا حوار النخبة
- الواحدة
- ثنائية الفساد والاستبداد
- تسطيح المعرفة ..وتسليع الإنسان
- بالمعرفة وحدها .. نواجه المستقبل


المزيد.....




- أمريكا: قبل 16 أسبوعًا من انطلاق التصويت.. نظرة على توقعات ا ...
- أمريكا.. تحذيرات من أعمال عنف انتقامية محتملة بعد محاولة اغت ...
- -يتعرض لضغوط متزايدة ولا يخشى الموت-.. مصدر مطلع يكشف تقييم ...
- ترامب جونيور يطرد مراسلا: -لم يكن بوسعك الانتظار بأكاذيبك وه ...
- -50 طلقة وجهاز تفجير عن بعد-.. تقرير: سلاح مطلق النار على تر ...
- أفغانستان.. 40 قتيلا جراء الأمطار الغزيرة و17 قتيلا في حادث ...
- سجن مؤثرة على انستغرام بتهمة الاتجار والعبودية
- مراسلتنا: الاشتباه بعملية تسلل في مدينة إيلات والشرطة الإسرا ...
- رغم محاولة اغتيال الضيف.. المفاوضون الإسرائيليون يتجهون لمتا ...
- العثور على دليل يؤكد وجود الماء في الغلاف الجوي لـ-إله الحرب ...


المزيد.....

- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج
- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - احمد عائل فقيهي - مع التغيير .. ضد الفوضى