داود السلمان
الحوار المتمدن-العدد: 3320 - 2011 / 3 / 29 - 10:42
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من الصعوبة بمكان أن نخلق او نصنع مثقفاً يمتاز بكل المعايير والقيم التي يمتاز بها المثقف، مالم تكن هناك قابليات وارض خصبة تساعد على انبات هذه البذرة المخصبة. ولكن من اليسر والسهولة أن نخلق سياسي يجلس على كرسي السياسة ويصدر الأوامر والأحكام التي يراها تنسجم مع الواقع وتضرب بالصميم. فهل بعد المقدمة هذه القول بان السياسي مثقف؟ والجواب بالنفي قطعاً وربما يسأل سائل هل: ان المثقف يمتاز بمميزات خاصة لا تنطبق عن سواه؟ والجواب نعم لان المثقف (حيوان قارئ) وان تسعة وتسعين بالمئة من السياسيين، ولاسيما العراقيين لا يقرءون وان كتابا في كل عام .والمثقف نهم متعطش دائما للقراءة والاطلاع على مختلف العلوم والآداب والفنون، وينطبق عليه الحديث القائل: منهومان لا يشبعان طالب علم وطالب دنيا، فالجاحظ مثلاً هذا الاديب العالم المثقف كان يمتكل مكتبة ملأت الخافقين! وكل هذه الكتب قد قرأها، وانتج من خلالها فكراً ثرا لازالت المكتبات العربية تغص بهذه الكتب وقد استفاد منها الشارد والوارد، كذلك المرحوم عباس العقاد الذي قيل عنه بانه قد قرأ ثلاثون الف كتابا، وغير هذان الأديبان من الذين استفادت الناس من ثقافتهما وفكرهما، ولازالت تستفيد واوضح دليل نتعكز عليه أن السياسي لازال يبغض المثقف ويحقد عليه وهو له بالمرصاد اينما ذهب، فيقصيه تارة ويقتله أخرى، ويشدد عليه ثالثة فكم من مثقف قبع في قعر السجون،وكم من مثقف حكم عليه بالإعدام او بالنفي من وطنه، وكم من مثقف صودرت امواله وعاش فقيراً معدماً لأنه لم يخضع لهذا السياسي ولم يبع ضميره في تزوير او تزييف الحقائق .المثقف يحسب الف حساب حينما يريد أن يدلو بقول او يصرح برأي، لكن السياسي يقول القول ثم يناقضه او ينفيه في يوم آخر او مكان آخر، فهو يعيش على الكذب وتزييف القول، ولا يطلب من الدنيا سوى الجري وراء المناصب وكرسي السلطة، مهما دفع من ثمن وان كان هذا الثمن حياته او سمعته. وشتان مابين الأول والثاني.
#داود_السلمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟