أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد عبد اللطيف سالم - الحزن هنا .. فوق قلبي














المزيد.....

الحزن هنا .. فوق قلبي


عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث

(Imad A.salim)


الحوار المتمدن-العدد: 3320 - 2011 / 3 / 29 - 01:25
المحور: الادب والفن
    


الحزن هنا .. فوق قلبي




ليس في السماوات حزن ٌ
الحزن ُ هنا ..
على هذه الأرض
فوق قلبي .



***



طيلة ستين قرنا ً
أكلنا الكثير من الخبز
وشربنا الكثير من الشاي
وذرفنا الكثير من الدمع اليابس .




***



ثمة من يكذب علينا
فالأمور بالنسبة للروح
ليست على مايرام .




***


ثمة من يبكي
والأسبابُ كثيرة ْ .
البكاءُ أجمل ُ
حتى من القبلات ِ
الخاطفة ِ
القصيرة ْ.




***



الحزن ُ دثارْ ..
فتدّثرْ بحزنك
لتشعر َ بالدفء .

الفرح ُ بارد ..
وليس ثمة من أريكة ٍ
في البيوت – المنافي
لتدفن رأسك فيها
وتذرف الكثير من الضحك
على نفسك .




***



نحن ُ البائسون
نتزوجُ نساءا َ بائسات
وننجب أطفالا ً بائسين
ونعيش ُ في أوطان ٍ بائسة ٍ
وُندفن ُ في مقابر بائسة
فمن ْ أين َ تأتي المسرّة ْ ؟


***



ستون دهرا ً ..
وثمة من يتحدث ُ عن " التعلق ِ بأهداب الأمل " .

أين َ أذهبُ بكل هذه " المحن الوطنية "
المُعلقة ُ بأهدابي ؟



***


أنت َ تنظر ُ إلى الثلج ِ من النافذة ْ .
وذاك يبحلق ُ بكثبان الرمل ِ
بعين ٍ مسمولة ٍ بالرمل ِ
وقلب ٍ وحيد ْ .
وهذا يرى " كنغرا ً " في الحديقة .
ومن كان يلعب ُ " الدُعبل َ " في أزّقة ِ الكرخ ِ
يتسكع ُ الآن في الغابات المطيرة .
وهاربٌ من بطش ِ العشيرة ِ
في الوطن الجنوبيّ
يستجيرُ الآن َ بشيخ مشايخ " الزولو " .
وعمال ُ " المساطر ِ "
يجولون في قوارب تائهة في المحيطات .
هل هذا وطن ٌ
أم طاعون ؟



***



نحن ُ إخْترَعْنا الحرف الأول َ
والحب ّ الأول َ
وعلمْنا الآخرين سحر الكتابة .
نحن ُ إبتكرْنا المسّلات
والعجلات
والنار .
فما هذا الذي حدث بعد ذلك
ولازال يحدث ُ ...
حتىّ الأبد ْ .



***



نمضي قدُما ً
نحو َ ملاذات ٍ آمنة ِ من القهر ِ
والفقر ِ
والسلام المستحيل
فتطاردنا الشرطة في المطارات
والمرافيء ِ
والمحطات ِ
كأبناء الزنا .
هل العراق ُ وطن ٌ
أم ْ لعنة ْ ؟



***




في الستين من الضيم ِ
لازلت ُ أتوق ُ إلى لحظة ٍ
يدخل ُ فيها عاشقان ِ
إلى ميتم ِ الروح ِ
ويشيرون الى الطفل المقدّس ِ في داخلي
ويقولون ...
هذا إبننا بالتبني .



***



حين تجتاز ُ منافذ َ التسّرب ِ
الى " الخارج ِ " البهي ّ
إنزَع ْ عن الروح ِ " جرابها " الوطني ّ
وإرثها الباذخ ...
وأنفذ ْ بجلدك .
هل هذا وطن ٌ
أم حذاء ْ ؟



***



تشتاق ُ الروح ُ إلى بغداد .
بغداد ُ الروح ُ
والروح ُ تشتاق ُ
ولاشيءْ ..
ليسَ ثمة شيء ٍ أعود ُ اليه ِ
لابغداد
ولا الليل
ولا تلك الوجوه البعيدة .



***



لا دمع َ يكفي ..
لكي يصبح َ العيش ُ مُحتملا ً
والمرارات ُ أقلّ كثافة
وطعم ُ الرغيف ِ
لا يشبه الرماد كثيرا ً .

لا دمع يكفي ..
لأستعادة ِ لحظة ٍ
من ذاك الحنين القديم ِ
الذاهب ِ دون رجعة .

لا دمع َ يكفي ..
لرّي الأخاديد الغائرة في الجلد ِ
ومنح ِ الشعر الأشْيَبَ
شيئا ً من العتمة ِ المستعارة ِ
من ليل ٍ يرفض ُ أن يجيء .



***



هي َ ليست في السماوات ِ
وليست هنا على هذه الأرض ِ
ولم تعدْ غافية ً فوق قلبي .
فأين َ تطاردُها الروح ُ
ولم تعُدْ ثمة مدن ٍ في العراق
أعيدُ فيها أختراع َ النساء ِ الصغيرات ِ
طويلات ِ الأصابع ِ
كالضوء ِ
حيث تلتقي حافات ُ أجسادنا
خلسَة ً
باحثة ً عن الدفء ِ
في الشتاءات ِ الباردة ِ القديمة .



#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)       Imad_A.salim#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - فوضى هوبس - : الفرد الخائف .. والدولة التنين .
- أحزان مستلة .. من الفرح القديم
- همرات .. ورعاة .. ومسالخ
- الفساد والمناصب : ريع الفساد .. وريع الراتب
- الشرق الأوسط الجديد : من مملكة المغرب .. الى سلطنة عمان
- مختارات من الكتاب الأخضر , للرجل الأخضر , القادم من - جهنم -
- ذل ٌ بارد ٌ .. ذل ٌ حار ْ
- حمّى الوديان المتصدّعة
- عندما لاتنخفض السماوات .. في الوقت المناسب
- لماذا راحتْ .. ولم تلتفتْ ؟
- وطن من صفيح .. وطن من ابل
- الرفاهية والأمثلية في الدولة الريعية الديموقراطية ( أعادة تو ...
- الأقتصاد السياسي للفصل السابع ( صندوق التعويضات , وصندوق تنم ...
- مواسم الهجرة من النهار الى الليل
- دفاتر الحرب ( مقاطع من هذيان جندي مسن من بقايا الحرب العراقي ...
- صحراء الربع الخالي
- الحوار الممكن .. بين الظلمة والنور
- مباديء الأقتصاد السياسي
- وطن الوجع .. ووجع الأمكنة
- ميكانزم الحب الأول


المزيد.....




- مصر.. تأييد لإلزام مطرب المهرجانات حسن شاكوش بدفع نفقة لطليق ...
- مصممة زي محمد رمضان المثير للجدل في مهرجان -كوتشيلا- ترد على ...
- مخرج فيلم عالمي شارك فيه ترامب منذ أكثر من 30 عاما يخشى ترح ...
- كرّم أحمد حلمي.. إعلان جوائز الدورة الرابعة من مهرجان -هوليو ...
- ابن حزم الأندلسي.. العالم والفقيه والشاعر الذي أُحرقت كتبه
- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...
- فنان مصري يعرض عملا على رئيس فرنسا
- من مايكل جاكسون إلى مادونا.. أبرز 8 أفلام سيرة ذاتية منتظرة ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد عبد اللطيف سالم - الحزن هنا .. فوق قلبي