زوووم 3

خضر محجز

الحوار المتمدن-العدد: 3319 - 2011 / 3 / 28 - 18:39
المحور: كتابات ساخرة
    

الصداقة
يتحد الأصدقاء في ثلاثة أشياء: أخوة أمام البؤس، متساوون أمام العدو، أحرار أمام الموت. الكلام لنيتشه.
دودة
العرفان الواقي هو صياغة مخطط دفاعي متبصر، يقوم به الضعيف، احترازاً من هجوم محتمل، فيعلن انتماءه ودعمه للقساة المتوحشين. إنه كالدودة التي تنطوي على نفسها، خشية أن ترى نفسها مدوسة مجدداً. قرأت عن شخص (من جواتيمالا) قتلت فرق الموت أخاه، وكان الدور عليه، لولا أنه استبق ذلك بقضاء المتبقي من عمره في الإخلاص للقتلة.
لؤم
الكرامة ثورة على واقع مخزٍ. لذا فلا يستطيع من امتلك الخزيُ كيانَه أن يكون كريماً. إن باستطاعته أن يكون لئيماً فحسب. واللئيم ـ للتعريف ـ هو من جمع إلى الضعة بخلاً ومكراً.
الكرامة والمصلحة
إن حكمة الشخص الوضيع نابعة من سيطرة مصلحته على غرائزه، بطريقة لا تسمح لاندفاعات الغرائز أن تقوده إلى أفعال، لا منفعة من ورائها، سوى الكرامة.
مشروعية الخضوع
إن الوجوه التي تجبرها العبودية على ارتداء القناع، سرعان ما تكتشف أنها قد نمت، بحيث صارت توائم قناعها. في هذه الحالة ينتج الخضوع مشروعيته الخاصة، ويكتشف المنافقون في داخلهم رغبة ملحة في السجود، خمس مرات في اليوم، كما يقول باسكال.
غيتو للحمير النافقة
بعض القرى المتواضعة، كانت تتقيأ فقرها على المدن الكبرى، مهاجرين يسكنون بيوت الصفيح، ويعملون في الأشغال السوداء. بعد نكبة 1948 رحل الفريقان، لكن شيئاً عنصرياً ما زال يحكم العلاقة بينهما: فأهل سكنات الصفيح ظلوا مصرين على الانتساب إلى مدن لا تعترف بهم، فيما ظل المدنيون يمحضونهم احتقاراً غير مسبوق. ولأن غزة ـ وهي مهاجر الطرفين ـ لا تقبل بالاختلاط بهؤلاء الذين أنكروا أصلهم، فلقد تراهم يقطنون (غيتوهات) مغلقة، ملأى بالحمير النافقة، والأولاد ذوي المؤخرات العارية، الذين يشتغل آباؤهم عسساً لكل حاكم.
خسيسة
الطفل الموهوب ـ الذي يصعد سريعاً في تنظيم عصي على الإصلاح ـ لا يزال يستصغر اسمه حين يوقع على بيانات الاستنكار، فيستعين بوضع اسمي إلى جانب اسمه!. كنت مستعداً للموافقة على (أن أرفع من خسيسته) لو أنه استشارني، قبل ذلك.
ارتباط
الشاعر الذي مدح أمير قطر، صمت طوال أيام الثورة المصرية، ثم مدحها بعد انتصارها. والآن هو يراقب الثورة السورية بصمت وعن كثب. ما اسم هذا؟.
نكيون
الكاتب الوحيد ـ الذي يملكه تنظيم لا يزيد عدد أعضائه عن رواد حانة ـ ظل طوال الوقت يصدع رأسي بأن نظاماً عربياً قمعياً قد اعتقله ذات يوم. أخيراً علمت بأنه كان يشتغل طوال فترة سجنه، ضابط اتصال بين المعتقلين وإدارة التحقيق. إذا أردتم أن تعرفوا طبيعة عمل النكيون في الزنازين، فاسألوا المعتقلين السياسيين.
بروزاك للشاعر المذعور
الشاعر المذعور الذي يشبه ماري منيب، يمر الآن بمرحلة تحول؛ يرجو أن تؤهله ليشتغل عبد الحليم حافظ. المسكين لا يعرف أن جرعة الـ(بروزاك) التي يتناولها لا تكفي لأن تجعله أكثر من توفيق الدقن!.
نطاح
السحاقي الهرم الذي يصر على أنه كاتب ـ مثل كل السياسيين الذين تفرزهم التنظيمات لقيادة التجمعات الثقافية ـ ركّبت له زوجته قرنين صغيرين جميلين، ولكنها نسيت أن تحذره من استخدامهما. لا جرم أن اعتقد التعس بأن القرنين، المختفيين وراء الشعر المدهون، صالحان للنطاح!.
نوستالجيا
الوزير السابق ـ الذي كانت تسحبه عشيقته من ياقته أمام أعضاء البرلمان ـ يحاول في هذه الأيام أن يشتغل مثقفاً. لقد أسأت الاختيار يا صديقي: فليس الدكتور محمود عباس فقط من يحتقر المثقفين، بل الدكتور سلام فياض كذلك. ربما يمكنك بحث الأمر مع الدكتور إسماعيل هنية، بشرط أن تقنعه بأنك شريك من المعسكر الآخر. فأنا وأنت نعلم بأنك فعلت ما يشبه هذا مع ياسر عرفات بشروطه. حقيقة المشكلة اليوم تكمن في أنه مطلوب منك أن تؤدي اختباراً أمام ثلاثة دكاترة!.
نقد ثقافي
لمعرفة مدى عشق العرب للطغيان، يمكنك أن تجرب الوصفة التالية: قل أمامهم إن علياً ـ عليه السلام ـ لم يكن سياسياً ناجحاً، فسوف يصمتون. ثم قل: إن معاوية اقتنص السلطة بالقوة والخداع، فسيهاجمونك فوراً، باعتبارك تنتقص من صحابي جليل!. ليس هذا على المستوى السياسي فحسب، بل على المستوى الثقافي كذلك. اقرأ إن شئت أشعار أدونيس ـ الشامي الذي ينحدر من أصول شيعية ـ في مديح بني مروان!.
شائعة
أسلم معاوية في عام الفتح وظل في مكة، لأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ نهى عن الهجرة بعد الفتح. فليت شعري، متى كتب معاوية الوحي!.
طلب فتوى
طائرات قطر تقصف كتائب القذافي مع دول التحالف. قطر تؤيد حماس التي تتهمها دول التحالف بالإرهاب. قطر تقيم علاقات مميزة مع إسرائيل، وتصدر لها الغاز. قطر فيها أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط. أفتنا يا قرضاوي في هذه التناقضات، فقد علمتك مبادراً في غير هذه الأمور.

#خضر_محجز (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات