أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - شاكر النابلسي - سوريا -بيضة قبّان- الثورة العربية














المزيد.....

سوريا -بيضة قبّان- الثورة العربية


شاكر النابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 3318 - 2011 / 3 / 27 - 23:25
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


-1-

الثورة العربية الكاسحة، تكاد تكون اليوم في كل مكان. منها الصامت إلى حين، ومن الثائر المتفجر الآن. والزوايا الحرجة والضيقة، التي لم تصل إليها الثورة بعد، سوف يقوم الزمن والشعب بتدويرها، لكي يكون عصف رياح الثورة فيها قوياً، وشديداً، وكاسحاً.

فالثورة قادمة لا محالة، وإن تأخرت بعض الوقت، لظروف خاصة.

-2-

سوريا الثائرة اليوم، "بيضة قبّان" العرب في كل زمان وامتحان.

والثورة السورية اليوم، هي "بيضة قبّان" الثورة العربية الكاسحة والماسحة لكل مظاهر الفساد، والاستغلال، والطغيان، وحكم الحزب الواحد.

وما تتحدث عنه كبيرة "كاهنات" المعبد السياسي السوري، من أن هناك "مؤامرة خارجية، وأن هناك مشروع فتنة طائفية تستهدف سوريا"، فهو هراء وباطل.

فكل الأنظمة السياسية العربية المهترئة التي انهارت، والتي تنهار الآن، والتي تنتظر الانهيار، والتي لم يلحقها بعد زلزال الانهيار، تقول هذا القول، وتدّعي هذا الادعاء. وهذا ما قالته الدكتاتورية في الأمس، في ليبيا واليمن.

-3-

فاليوم.. واليوم فقط، وبعد أن أمسك الشعب السوري برقبة السلطة، وكاد أن يخنقها أصبح - برأي الكاهنة - "العيش المشترك بين الشعب السوري، هو أحد الأهداف الأساسية."

أما في الأمس، فقد كان العيش، هو العيش لآل مخلوف وآل الأسد فقط، لالتهام سوريا المُلتَهمة، كما هي الآن.

اليوم .. واليوم فقط، تقف "كاهنة" المعبد السياسي السوري، تبكي على أحد أعمدة هذا المعبد، وتقول: إن الثورة الشعبية السورية "تسعى للنيل من عزة وموقف سوريا، وأن هذا التجييش الطائفي يستهدف وحدة سوريا".

وهذه كلها محاولات شيطانية خبيثة، لخطف الثورة، والهروب بها إلى بادية الشام، وذبحها، ودفنها هناك.

فألم نسمع هذا الكلام من قبل، من زين العابدين بن علي.

وألم نسمعه من حسني مبارك.

وألم نسمعه من القذافي الآن.

وألم نسمعه من علي عبد الله صالح الآن.

فماذا كانت النتيجة؟

الثورة العاصفة الكاسحة الماسحة، التي لا تليق إلا بهؤلاء الدكتاتوريين العُتاة والطُغاة، ومن ينتظر غيرهم.

وهذه هي النتيجة الحتمية في سوريا. وفي كل بلد عربي طال الزمان أو قصُر، رغم كل المُسكِّنات. فالمُسكِّن مُسكِّنٌ، يُخفف الألم إلى حين، ولكنه لا يُشفي من الألم. والثورة وحدها، هي المبضع، الذي يفتح القروح والجروح الغائرة، ويعمل بها استئصالاً وتنظيفاً.

-4-

الشعب السوري المارد ينهض، يثور، ويطالب بالحرية. أما الكهنة والكاهنات، فيقفون على منابر الصحافة، و(يدعقون) البخور، ويباركون معابد السلطة، ويطوفون بأركانها، مستغفرين، خاشعين، مستعيذين بالباطل من الشياطين (الثوار)، تائبين، ولكن بعد مضي الوقت، وفوات قطار الإصلاح، التي طالما دعا الشعب السلطة إلى الركوب فيه، فأبت، واستعلت، والآن تتمنى أن تركب في (السبنسة)، حيث تشحن العجول، فلا تجد مكاناً لها في قطار الحرية.

لم يعد مجال للإصلاح.

فماذا تفعل الشعوب بالطعام الفاسد، الذي انتهت صلاحيته منذ سنوات عديدة؟!

وما حيلة العطار (الشعوب) فيما أفسده الدهر(الأنظمة)؟!

والشعب السوري رفض اليوم طعاماً مُعلَّباً فاسداً، منذ أكثر من أربعين عاماً (1970-2011)، وانتهت صلاحيته، ولا يليق بأكل الحيوانات، حتى لا يتسمم، ويموت. فثار وطالب بطعام صحي طازج وجديد.

فالأنظمة الدكتاتورية العربية العاتية، كالمُلَّعبات الفاسدة، التي انتهت صلاحيتها، وأصبحت سموماً قاتلة لمن يتناولها. ولا مجال لإصلاحها، لأنها كالطعام الفاسد، لا حلَّ لها، إلا برميها في صندوق الزبالة.

-5-

نقول إن الثورة السورية اليوم، هي "بيضة قبّان" الثورة العربية، فلماذا؟

الثورة في سوريا، هي الثورة الوحيدة التي ستُحرر بلدين في آن واحد: سوريا، ولبنان.

فتحرير سوريا، يعني تحرير لبنان من الوصاية السورية، ومن "حزب الله" الإيراني- السوري، وسلاحه المسلط على رقاب اللبنانيين، قبل أن يكون موجهاً لصدور الإسرائيليين.

نجاح الثورة في سوريا، يعني انتصار العدالة في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، وبمقتل الحريري.

نجاح الثورة في سوريا، يعني تحرير الإرادة السياسية اللبنانية، لكي يختار لبنان الطريق، التي تحافظ على مصالحه.

نجاح الثورة في سوريا، يعني أن يعود لبنان حراً أخضر، بعد أن أحرقه الحكم السوري.



#شاكر_النابلسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا هوان لمصر في يوم الامتحان
- لماذا يتعفف الإخوان حتى الآن عن الحكم؟
- نيرون الألفية الثالثة يتحدى العالم!
- مقتل الثورة الليبية في البيت الأبيض
- شاكر النابلسي في حوار مفتوح حول: انفجار البراكين العربية
- عن جذور التنوير الفكري والديمقراطية
- عودة الروح للعرب بعد غياب طويل
- ما تكوين عقل شباب 25 يناير؟
- مصر: ثورة أم انقلاب عسكري؟
- ما تكوين عقل الانتفاضة التونسية؟
- الإخوان: من مجلس الشعب الى ميدان التحرير
- العقلانية والخرافة في الفكر السياسي العربي
- مبارك يدفع ثمن ديمقراطيته غالياً
- مخاوف من تدمير تراث بورقيبة
- هؤلاء هم أعداء ثورة بورقيبة
- مخاطر وسلبيات الهيجان الشعبي
- ثورة تونس الخضراء
- أحفاد بورقيبة ينتفضون
- دحر الإرهاب وتراجع تسييس الدين
- العراق بين حزب الدعوة وحزب البعث


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - شاكر النابلسي - سوريا -بيضة قبّان- الثورة العربية