دينا الطائي
الحوار المتمدن-العدد: 3317 - 2011 / 3 / 26 - 12:43
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
السيد نوري المالكي أصر على شتمه للشعب والشباب الحر والمتظاهرين بالبعثية .. لكن سرعان ما تنبه لفعلته .. فجاء اعتذاره للبعثيين عمليا وليس لفظيا , أولا بإعادة البعثيين الى السلطة والتخلي عن قرارات اجتثاث البعث .. واخرا بأغلاق مقرات الشيوعيين العراقيين والانتقام منهم , مرة على تجرأهم على رفع السلاح بوجه نظام الفاشست البائد واخرى, على تجرأهم على المطالبة بمحاسبة الفاسدين وسراق قوت الفقراء ومصادري حرياتهم , ودعوتهم ...الى اعتماد الديمقراطية الحقة.
لقد اثبت نوري المالكي وسياساته القاصرة بأن 7 آذار/2010 يوم الانتخابات البرلمانية كان بالفعل تأريخ خيبتنا جميعا.
فقد انبرى المالكي يسوق لكلامه .. عندما تحدث عن حق المواطن وحرية التنظيم والرأي والتعبير .. وبأنه سيكون الحاجز الامثل لعدم عودة البعثيين والمحاصصات الطائفية , لكن سرعان ما اصبح الكرسي الذي يجلس عليه اصبح ربا معبودا , فابتلع ما ردده.
ان اصوات متظاهري ساحة التحرير وشبابه الحر وميادين العراق الاخرى , المطالبة بالخبز والديمقراطية تؤرقه لابل تقض مضاجعه ومضاجع من يحميهم .. لذا فعل فعلته هذه في ليلة من ليالي قلقه التي ستطول.
فعليه يا نوري المالكي لاتدعي تطبيق القانون بفعلتك هذه , فأنت الذي تجاوزت على الحق الدستوري الحر بالتظاهر , اضافة الى ان تطبيقك الانتقائي والنزوي
للقانون , هو استغلال غير شرعي للسلطة وخرق فاضح للقانون ذاته.
انك بخنقك للحريات وسلبك للحقوق وصممك عن سماع آهات المحرومين, كمن قفز من المقلاة الى النار.
أسفا راح قلمي يوما يكتب ليدافع عنك ويدعو لاعطاءك مهلة لعل في جعبتك خيرا لهذا البلد .. لكن سرعان ماخذلتني وخذلت قلمي .. فلا أنكر بأني اخطأت اليوم بتقييمك .. وبات جليا أنكم ورثة شرعيين لسلوكيات البعث المنحل .. فأصبحت أراك لأتذكر المقبور صدام حسين .. فبالامس خرج من احدى معتقلاتك احد شبابنا الثائر .. بعد ان طلب جلاوزتك منه التوقيع على عدم المشاركة في أي تظاهرات .. واستحدثت بذات اللحظة الاجراءات التي كان يقوم بها جلاوزة صدام حسين بإجبار المعتقلين على الامضاء والتعهد بعدم الانضمام للحزب الشيوعي والا يروحون ( ورا الشمس ) .. دمتم مغرورين على نهج صدام المقبور .. ودمنا ودام الشرف لنا أن نقارع الظلم في كل زمان ومكان ...
فبراير 2011
دينا الطائي
#دينا_الطائي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟