أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين علوان حسين - خَلَفْ















المزيد.....


خَلَفْ


حسين علوان حسين
أديب و أستاذ جامعي

(Hussain Alwan Hussain)


الحوار المتمدن-العدد: 3316 - 2011 / 3 / 25 - 16:17
المحور: الادب والفن
    


كان "خلف" مزارعاً يعمل في زراعة الشلب في أرض أجداده التي إستولى عليها الشيخ الإقطاعي "صيهود" بفضل قوانين الإحتلال البريطاني ، و هو يسكن هو و زوجته و أبناءه الثمانية صريفة من قصب البردي نسجتها زوجته و أقامها بيديه في نفس المزرعة ، و لديه خمسة جواميس و كلب حراسة . و كان يمكن أن يواصل عيشته الراضية تلك في مكانه ذاك إلى يومنا هذا لو لم ينقطع حبل كلبه الأسود "سعيد" في ذلك النهار الحزيراني الأغبر .
بدأ نهار ذلك اليوم مثل غيره من الأيام الأخرى : أيقظته زوجته أم مشكور فجراً ، فتوضأ بماء الجدول و هو يتنسَّم أريج الخبز الحار الذي تعده أم مشكور على التنور المنسدل دخانه في أرجاء المكان ، و صلّى ركعتي الفجر في ساحة الدار ، و ربط كلبه "سعيد" بحبل الليف إلى جذع نخلة الدار ، ثم صبّ فطور الكلب من نقيع كسر الخبز بالماء و القليل من السمن في صحنه الفخاري القديم ، و الكلب يلحس قدميه . بعدها ، جلس يتشمم عَبَقَ شواء العجين في التنّور حتى جلبت أم مشكور صينية الفطور و قوري الشاي ، و جلست إزاءه في صحن الدار ، و أكلا من رزق الرحمن ، ثم شربا الشاي ، و الأبناء نيام . بعد فراغهما من شرب الشاي ، همهم "سعيد" همهمته المعهودة كلما أراد المطالبة بحصته من الشاي ، فصبَّت له أم مشكور بعض الشاي في صحنه الممسوح . بعدها إعتمر "خلف" شماغه ، و تناول مسحاته ، و إتجه إلى حقل سيده لشتل الشلب .
قبل الظهر ، دخل "سعود" - الكلب الطليق للشيخ صيهود - ساحة دار "خلف" ، ربما بسبب إنتشار رائحة القشطة التي كانت تعدها أم مشكور مع جارتين لها في قدر واسع على الوجاغ ، و راح يتنابح مع "سعيد" المربوط و الذي هاله تجاوز الكلب الدخيل على حماه ، و نباحه عليه في عقر داره ، فراح يتقافز و يتراكض عند تخوم قوس وتر الحبل المربوط به يريد الإشتباك بغريمه ، الذي إكتفى بالنباح عليه قريباً جداً منه ، و إن بمسافة تكفي لجعله بمنأى عن متناول غريمه . خفّت أم شكر لتهدئة "سعيد" و هي تحمل مكيال الطعام ، و آثرت أن تتجنب ضرب الكلب الدخيل خوفاً من صاحبه الشيخ الذي يسكنون في أرضه و يزرعونها أباً عن جد . و يبدو أن "سعيداً" إكتسب جرعة مضاعفة من البسالة بمقدم ولية نعمته قريباً منه ، فأراد إثبات جدارته أمامها على نحو مؤثر ، فوثب وثبة جبارة إنقطع على أثرها حبل الليف المربوط به ، و هجم على "مسعود" الذي لاذ بالفرار ، فطارده كاللبوة حتى أدركه عند مضيف الشيخ ، فبطحه ، و نهشه عدة مرات في عنقه و صدره أمام أهل السلف صغاراً و كباراً ، ثم تركه و هو يزمجر ، و عاد متبختراً إلى مكانه في دار خلف ، و قعد باسطاً ذراعيه ، و راح يلحس جراحه الخفيفة . أما غريمه "سعود" ، فقد قبع يولول في مكانه بنشيج حزين جرّاء هزيمته النكراء و جراحه الثخينة .
شاهد "مَنْهل" - إبن الشيخ صيهود - كلب أبيه الأثير يئن بعوائه و هو مثخن بالجراح ، و عرف هوية المعتدي الجسور عن طريق سؤال أهل السلف ، فذهب إلى والده ، و أبلغه نبأ عدوان كلب "خلف" على كلبهم أمام مضيفه .
خرج الشيخ "صيهود" مهرولاً لتفقد "سعود" ، فجزع لمرأى حال كلبه الذي أهداه إياه صديقه الكولونيل الإنگليزي ، فنادى على ثلاثة من "تفّاگته" العبيد ، و أمرهم بجلب "خلف" من المزرعة إلى ديوانيته في التو و الساعة ، و استدعى على الفور ثلاثة من شيوخ السَلَفْ إلى ديوانه ، ومعهما سيّد خضر .
حضر "خلف" أمام رجال السلف على عجل ، و وقف أمامهم حافي القدمين الملطختين بالطين ، محزّماً بشماغه ، و بيده مسحاته ، و سلّم على القوم ، فقال له صيهود و هو يتفرّس بوجهه :
- لا سلام و لا كلام ! وصّلتها للرﮔبة ! إسمع خلف ، خللي ألله إبّين عيونك ، ترى و الله هاي ما صايره و لا دايره ! ما تـﮔللي بويا آنا أبّيش مطلوب يتنكَّس عـﮔـالي جدّام كل أهل السلف ، ها ؟
لم يستطع خلف فهم الموضوع إذ لم يكن قد سمع بخبر عراك كلبه مع كلب الشيخ صيهود ، و لكنه كان يعرف أن إستدعاءه إلى مضيف السلف أمام الشيخ و مستشاريه يعني أن أمراً خطيراً قد حصل ، فرد قائلاً :
- خير يا طويل العمر ، ما عاش من ينكِّس عـﮔـالك ، و آنا رﮔبتي جدّامك ، تفداك يا محفوظ .
- هاي شنهو بعد ؟ تغشِّم نفسك ، ها ؟ شوف خلف ، ترا حتّينا الله ما يقبل بالواحد اللي جاعد نزل يدبـّﭻ على الروس ، و إنت موش بس ﮔـاعد نزل و تدبّـﭻ ، إنت عضّيت الإيد اللي صار لها خمسة و عشرين سنة توكلك خبز إنت وعائلتك ، و لا آنا و لا شيّاب أهل السلف ذولا جدّامك ما راضين أبدن على عملة ﭽلبك المـﭽلوب السودا بمسعود اليوم . إجا يركض وراه عنّاي من صريفتك لمضيفي ، و مزّعة تمزّع ، و خلّه دمه يتجارى بطوله ، و الله أعلم يمكن ما يصبّح الصبح ! إي ليش كل هذه الأذيّة و إنت و أهلك جاعدين تاكلون و تشربون و تنامون بــﮕـاعي ، ها ؟ هوا هذا حگ جزاك إلي ؟ زين أنت عندك ثمانية مـﮕمِّعين و حرمتك ، ما يعرف واحد منهم يركض و يكضّه للـﭽلب المـﭽلوب مالتك ، و يكفي أرواح عباد الله الصالحين من شرّه ، ها ؟!
فهم خلف القضية ، و أدرك أبعادها الخطيرة عليه و على مستقبل عائلته ، فعزم على التحرّك بكل سرعة و حزم لجبر الضرر الحاصل ، و تلافي عقابيله المجهولة.
- سودا بوجهي على هاي الطرﮔـاعة يا محفوظ ، الشاهد الله يا طويل العمر آني رابطه للحيوان بالنخلة بهاي إيديّا اليوم الفجر . و بس هسّاع سمعت منك بعملته السودا هاي . الله شاهد ، هسّع رايحلك إﭽتله لسعيد و ألعنلك سلفه سلفاه ، و ما يصير خاطرك إلا طيّب يا طويل العمر .
خرج "خلف" من ديوان الشيخ مهيض الجناح ثقيل الصدر و هو يفور فوران المرجل . دخل داره ، فشاهد "سعيدا" مربوطاً من جديد و هو يتبسّم له ، فبصق عليه ، و إتجه إلى أم مشكور يهم بضربها ، و لكنها تعلقت برقبته ، و إنهالت عليه بالقبل ، و هدّأته ، ثم أفهمته حقيقة ما جرى . قعد "خلف" في ساحة الدار و هو يزفر مبرطماً و يتصبَّب عرقاً ، و أم شكر تهفّي له بعصبتها . ثم قام ، و دخل الصريفة ، و تناول بندقيته ألـ "كـﭽك" التي إشتراها الشهر الماضي بالدَّين المقسَّط ، و خرج متجهاً نحو كلبه "سعيد" الذي هشّ له و بشّ ، و راح يلحس قدميه و هو يلوِّح بذيله . صوّب "خلف" ماسورة بندقيته نحو رأس "سعيد" ، فأدخلها الكلب في فمه ظانّاً أنها نوع من الطعام الجديد اللذيذ الذي يستحق التذوّق. فجأة ، أحسّ "خلف" بوابل من الماء المثلّج يغمر كل جسده ، و وجد نفسه و هو يتمتم دون إرادته : "أستغفر الله العظيم ! لا حول و لا قوة إلا بالله !" فوضع البندقية جانباً ، و قعد على الأرض جنب الكلب الذي راح يلحس يديه اللتين إمتدتا تمسّدان له فروة رأسه .
و قف فجأةً ، و توجّه نحو ديوانيّة الشيخ . دخل و سلّم ، و قال لصيهود دون أن يسمع رداً على سلامه :
- محفوظ ، ﭽلبكم طلع هو العايل : طب بنص داري ، و تحارش بسعود اللي ﭽـان مربوط بالنخلة ، و عندي تلث نسوان شهود ، و الله شاهد . و بعدين ﭽـلبكم صار يقاهره لسعيد ، فشب سعيد عليه ، و انـﮔطع الحبل ، و صار اللي صار . آنا هوايا متحسف يا طويل العمر ، و إحنا ولاد عم ، و دم و لحم ، و الـﭽـلاب هواي ، و السالفة ما تسوا . إي و الله ، يا طويل العمر !
- السالفة مخالفة ، يا خلف . طبّ بنص داري ؟ شنهو إنت بعدك لسّا ما تْعَرِفْ صريفتك المَهَجومة أنت بانيها بـﮔـاعي آنا ، موش ﮔـاعك ؟ ها ! طبّ بنص داري ! و الله هوايا تْعَرِفْ الأصول ! عيش و شوف يا صيهود ! و فوﮔـاها تلث نسوان شهود ! تالي عمرك يا صيهود و النثاية يشهدن عليك و يسنَّن على الزلم سانية ! با لله ما إستحيت من روحك و إنت زْلِمة خشن تخلّي النثايه ياكلن بعقلك حلاوة بنص الظهر ؟ أولاد عَم ، و دم و لحم ؟ هيچ ، ها ؟ لو ﭽنت تقدّر الدّم و اللحم من صدﮒ ، ﭽـان جْبَرِت بخاطر شيخ عشيرتك و أهل السلف كلهم ، و سوّيت اللي لازم كل زلمه يسوّيه ، و ﭽتلت ﭽلبك المـﭽلوب ، و انت تـﮔول الـﭽـلاب هوايا . و ﭽـان ما سلِّمت لحيتك للنساوين ، و إجيتني إيد من ورا و إيد من جدّام ، و أنت تـﮔول : آنا زلمه خشن ، و أعرف الأصول ، و تفديني برگبتك !
هنا دخل "منهل" عليهم ، و قال لأبيه :
- شيخنا ، "مسعود" إنطاك روحه ، يا طويل العمر ، و دفنّاه ؛ و العبيد راحوا ﭽتلوا بالمساحي و المناجل "سعيد" بيه ، و زتّوا لشته بالزبالة .
أطرق صيهود لحظة ، ثم وجّه كلامه لـ "خلف" :
- إسمعني زين يا خلف ، مادام صار إبّيني و أبينك فجران دم ، هاي لازم يصير بيها فصل دم ! و فصلها جَلْوا من هاي الديرة إنت وعائلتك ! إفتهمت ، يو لا ؟
- إفتهمت ، و لا حول و لا قوة إلا بالله .
- خوش ! و إذا وذّن علينا وذان الفجر باﭽـر و إنت بعدك مصبّح بـﮔـاعي ، فآنا بعد ما مسؤول إذا ذولا العبيد ذبحوك إنت و عيالك كلهم بالمناجل ، مثل ما ذبحوا ﭽـلبك المـﭽـلوب ، إفتهمت ، يو لا لا ؟
- لا حول ولا قوة إلا بالله ! إفتهمت .
إلتفت صيهود نحو شيوخ السلف و قال :
- بويا إنتم إحـﭽـوا ، خو مو آنا العايل ؟
فأجابه إبنه :
- حيشاكم من العيلة يا طويل العمر .
و أمّن السيّد خضر على ذلك بالقول :
- عدّاك العيب ، يا بو منهل !
- الله ويّاك ، خلف . روح شوف شغلك بالعَجَلْ ﮔبل ما تغيب الشمس و يجي الليل . كلكم إجْلوا إبطَرِﮒ رواحكم و هِدْمَتْكم و فليساتكم و بس ، و عوفوا كل شي أبمـﭽـانه ، إفتهمت ؟
- إفتهمت المريود ، الله كريم .
- و ها ، بالك و إيّاك تاخذ الجمس لو المسحاة و الكـﭽـك ويّاك ! عوفهن كلهن إبمـﭽـانهن ، إفتهمت يو لا ؟ هذنّي صارن فصل دم !
- محفوظ ، الله ما يقبل بالظلم ! ما يصير هيچ : هم چتلة واحد بواحد ، و هم جَلْوا ، و هَمْ فصليّة فجران دم ! الله و أكبر . بويا انتو زلمنا الكبار ، ما تحچون ؟ يصير دَنْ موتة الچلب مثلّث ؟
كان الشيخ صيهود يدرك أن الأعراف العشائرية لا تُجيز القصاصَ عن الضرر إلا بمثله ، لا أكثر ؛ فالعين الواحدة بالعين الواحدة و ليس بعين و أنف و سن . و لكنه إهتبل ميتة كلبه فرصةً سانحةً لا تتكرر للإستيلاء على جواميس "خلف" الخمسة لعلمه بكونهن أسمن جمس الديرة و أكثرهن حليباً ، و معهن بندقيته "الكچك" الطويلة السبطانة ، و التي سبق و أن أعجبه صوت لعلعة الرصاص منها في حفل زفاف إبنه "منهل" قبل شهر ! كيف يتصرف لحفظ ماء وجهه أمام أهل السلف فلا يتراجع عن الحكم الجائر الذي أصدره ؟ حان الآن دور السيّد "خضر" في إظهار عرفانه بالجميل ! نعم ، لمثل هذا اليوم يُراد أمثاله ! هذا هو يومه لكي يثبت فيه له جدارته ، فيُعِينه على نيل مبتغاه ! إنه ثعلبٌ عجوزٌ واسع الحيلة ، و ناعم اللسان ، و كلمته مسموعة ، و عليه الآن أن يرد إليه فضلَ إيوائه له مجّاناً في مضيفه الذي لبث فيه معززاً مكرماً منذ حفل زواج إبنه ، و أن يرد فضلَ حرصه الدائم على جعله يستأثر بأطايب لحوم السُفرة : هبيط أفخاذ الغنم و الدجاج كل يوم في الغداء و العشاء ، و صينيّات القشطة في الفطور ، ناهيك عن تجهيزه بأوثر الأفرشة و أوسعها ، و أنعَم اللحف و الطنافس و الزرابي ! الوضع حرج ، و عليه أن يتصرف بسرعة و لباقة قبل أن يتدّخل أحدهم برأي مغاير يمكن أن يُفسد عليه كل الطبخة الدسمة التي إقترب أوان الإستمراء بحلاوتها ! تنحنح "صيهود" ، و قال لخلف :
- زين خلف ، شتگول نستفتي سيّد "خضر" هذا الجدامك بهاي الحسبة إللي بيني ويبنك ، ها ؟ هذا سيّد مبجل و أبن رسول الله ، و رجّال معمم و صايم مصلّي و يخاف الله ، و ما يحكم إلّا بالقرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من أمامه و لا خلفه ! و آنا بويا جدّام إنت و جدّامكم إنتم كلكم شهود عليّا ، آنا شلت إيدي من هاي القضيّة . و هذا السيّد الشايل على راسه تاج الرسول جدّامكم هنا ، شنهو يحكُم حسب الشرع ، آنا قابل بيه ، و لو على گص ركبتي هاي ! ها ، خلف ، شگلت ؟ تقبل بحكم السيّد ، جدّام أهل السلف ، لو إنت عاصي على إرادة الله عزّ وجل ، و عندك غير راي ؟
- أستغفر الله ! بويا ، جدّام أهل السلف ذولا ، آنا همّاتين شنهو يحكُم السيّد آنا قابل بيه ! گول سيّدنا : يصير موتة چلب يصير دَنْها چتلة چلب بيه ، و ويّاها جَلْوا من الديرة ، و فوگاها خمس جمس ، و بندقية كچك طويلة ، و مسحاة جديدة ، ها ؟ سيّد ، دخيل جدّك الرسول : حكّم ضميرك ، و أحكم !
تنحنح السيّد و قال :
- بسم الله الرحمن الرحيم ، و الصلاة و السلام على نبيِّه محمد أفضل المرسلين ، و على آله و صحبه الطيبين الطاهرين . أما بعد ، فقد قال الله في محكم كتابه العزيز : و إذا حكمتم بين الناس ، فأحكموا بالعدل ! شوف خويا خلف : حُكْم الشرع بهاي المسألة واضح وضوح الشمس ، و لا لبس و لا إبهام فيه ! و لا ينكر آيات الله إلّا الظالمون ! شوف أبني : چتلة چلبك بچلب الشيخ : نفس بنفس ، صحيح ، يو لا ؟
- صحيح !
- و دوسة چلبك لمَحْرَم مضيف الشيخ عليها جَلوا ، صحيح ، يو لا لا ؟
- لا حول و لا قوة بالله ! زين هاي همّاتين قبلنا بيها ! جَلوا : جَلوا ؛ أرض الله واسعة ، و إنا لله و إنا إليه راجعون ! زين ، بعد آنا إبّيش مطلوب تنوخذ فوگ كل هذا حواويني و بندقيتي و مسحاتي ، ها ؟ شلون أگدر أعيش بطرگ روحي ، و زعاطيطي ثمانية كلهم بعدهم زغار دِگدگ ، ها ؟
- خويا خلف : صلّي على محمد و آل محمد !
- اللهم صلي على محمد و آل محمد !
- شوف خويا ، إنت زلمة ما شاء الله تفتهم ، و هوايا تخاف من عذاب ربك العظيم ، و أكيد إنت موش من هذولا اللي يخالفون حكم الله و يصيرون حطب جهنم و اللي الله – سبحانه و تعالى – يگول عنهم : و أكثرهم للحق كارهون ، صح ، يو لا ؟
- أستغفر الله ! صح سيّدنا ، صح ! آمنت بالله ! زين شنهو حكم الشرع بالجمس و البندقية و المسحاة ؟
- حكم الشرع بالجمس و البندقية و المسحاة يصيرن لصاحب السلف الموجودات بيه لأنك - و أنت صاحبهن - ما إحترمته لصاحب السلف ، و لا إحترمت چلمتك جدّامي و جدّام عمامك شيوخ أهل السلف لمّن تعهدت تچتل چلبك العايل ، و جبنت ، و ما أديت الواجب ! و الله يگول : الساكت عن الحق شيطان أخرس . من چلبك غزا دار الشيخ ، و چتل چلبه بداره ، هذا يعني مثل واحد يسطي على دارك بالنهار ، و يچتل نَفِسْ من دارك . بويا ، الچلب نَفِس ، لو موش نَفِسْ ؟
- أي ، سيّدنا ، نَفِسْ !
- و الله يگول : ومن قتل نفساً بغير حق ، فكأنما قتل الناس جميعاً ؛ تمام ، لو مو تمام ؟
- تمام ، مولانا ، تمام !
- يعني كأنما چلبك چتل كل نَفِسْ بعشيرة الشيخ ! زين ، و چلبك منهو صاحبه المسؤول عليه ، أنت لو أكو واحد غيرك ؟
- معلوم مولانا ، آني !
- و نبينا محمد عليه أفضل الصلاة و السلام يگول : كلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته ؛ تمام ، لو مو تمام ؟
- تمام !
- لعد شلون إنت ولي أمره و مسؤول عليه بشرع الله ، و ما تتقبل تتحمل مسؤوليتك ، و تسكت عن الحق ، و ما تچتله بچلب الشيخ ، و تكسر كلام الله ، و تكسر كلامك أنت هنا جدّامنا كليتنا ، و ما تكفّر عن جريمته بحق كل عشيرتك ؟ ها ؟ تقبل إنت : ينكسر شرف عشيرتك و عمامك كلهم على مود چلب إنت مسؤول عنه ، و تفضل الإبقاء على حياته على صيانة شرف كل العشيرة ؟
- لا مولانا ، ما أقبل !
- لا عاب حلگك ! هذا هو الحَچي الزين مال الزلم الخشنة اللي تعرف الأصول و تخاف من رب العالمين ! و عليهِ ، لا يَحفظ شرف العشيرة إلا فصل الدم . ولمعلومك أجدادنا من أهل العلم يگولون : لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى يُراق على جوانبه الدم ! صح ، لو مو صح ؟
- صح ، مولانا ، صح !
- و عمّك الشيخ صيهود رجّال هَمْ يحبّك و يخاف الله هواي ! و هوا ما راد يذبحك أنت وأهلك حتى يحفظ شرف العشيرة ، اللي هوا هم شرفك أنت يا أبن العم ، فاكتفى بدفع الديّة : الجمس و التفگة و المسحاة ، لأن نبينا محمد عليه أفضل الصلاة و السلام أوصانا : أن إدرأوا الحدود بالشبهاة ! و هذنّي الجمس و التفگه و المسحاة كلهن وسخ دنيا ، حاشا گَدْرك ، موش أكثر ؛ و الله يرزق ما يشاء من عباده بغير حساب ! و إنشاء الله أنت أول المرزوقين بغير حساب و بمشيئة الله العلي الكريم ، آمين ، يا رب العالمين ! هسّا إفتهمت ، يو لا ؟
- إفتهمت ، و العوض على الله ! أودعناكم .
بعد خروج خلف ، كلّم صيهود إبنه "منهل" قائلا :
- شوف مَنْهَل ، خلّي العِبيد يشيِّلونهم كلهم بلعجل هسّاع ، و يركّبونهم بمشحوفهم ، و يزتّونهم لـ "العمارة" ، و يردّونه للمشحوف ويّاهم لهنا . و خلّي الصِبي "ناشور" يـﮔـعد عليهم ناطور ، و أول ما يولّون ، يجيب مسحاتهم و الكـﭽـك لدارنا . و يسوﮒ جمسهم ، و يربطهن وَيْ خواتهن بطولتنا ، و بعدين يروح يحرﮒ صريفتهم ، إفتهمت ؟
- يجرا لك ، يا طويل العمر .
بابل 25/3/2011



#حسين_علوان_حسين (هاشتاغ)       Hussain_Alwan_Hussain#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دِشَرْ
- ستراتيجيات سلطة الاحتلال الأمريكي للعراق خلال الفترة 2003-20 ...
- قصة الخنزير البهلوان -نجم-
- رسالة قصيرة


المزيد.....




- مجلس أمناء المتحف الوطني العماني يناقش إنشاء فرع لمتحف الإرم ...
- هوليوود تجتاح سباقات فورمولا1.. وهاميلتون يكشف عن مشاهد -غير ...
- ميغان ماركل تثير اشمئزاز المشاهدين بخطأ فادح في المطبخ: -هذا ...
- بالألوان الزاهية وعلى أنغام الموسيقى.. الآلاف يحتفلون في كات ...
- تنوع ثقافي وإبداعي في مكان واحد.. افتتاح الأسبوع الرابع لموض ...
- “معاوية” يكشف عن الهشاشة الفكرية والسياسية للطائفيين في العر ...
- ترجمة جديدة لـ-الردع الاستباقي-: العدو يضرب في دمشق
- أبل تخطط لإضافة الترجمة الفورية للمحادثات عبر سماعات إيربودز ...
- الأديب والكاتب دريد عوده يوقع -يسوع الأسيني: حياة المسيح الس ...
- تعرّف على ثقافة الصوم لدى بعض أديان الشرق الأوسط وحضاراته


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين علوان حسين - خَلَفْ