عمر الفاتحي
الحوار المتمدن-العدد: 3315 - 2011 / 3 / 24 - 19:02
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عرفت أكثر من ستين مدينة وقرية في المغرب ، يوم 20مارس ـ مسيرات إحتجاجية
دعت إليها حركة 20فبراير من المطالبة بمجموعة من الاصلاحات السياسية والاجتماعية .
هده المسيرات ،أكتست طابعا سلميا ولم تشهد أي تدخل من القوى الامنية ، اللهم إلا أجهزة
المخابرات وبكل فروعها ، التي إكتفت بتصوير المتظاهرين وإلتقاء أسماء المؤطرين
للمسيرات ، خاصة شباب الحزب الاشتراكي الموحد وشباب حزب النهج الديمقراطي
وكذلك بعض الفاعلين من شبيبة العدل والاحسان . ورغم الدعوات التي وجهها بعض الشباب
على المواقع الاجتماعية كا لفيس بوك وتوتير ـ لتخوين حركة 20فبراير وإعتبارها معادية للملك ، والتي وحسب إعتقاد العديد من شباب هذه الحركة ، دعوات موجهة من طرف أحزاب مشاركة في الحكومة أو لوبيات مناهضة لخطاب ملك البلاد يوم 9 مارس ، فإن الحركة إستطاعت حشد الالوف من المشاركين على إمتداد كل مدن وأقاليم المغرب ، لتظاهرات 20مارس ، التي شهدت حتى مشاركات رمزية من أحزاب ، سواء داخل الحكومة
أو خارجها ، في سياق الالتفاف والركوب على مطالب الحركة ، والسعي إلى إرجاع نوعا
من المصداقية لها في الشارع المغربي ، الذي فقد ثقته في العمل السياسي الحزبي ، وإعتبار
غالبية الاحزاب في المغرب ، مسؤولة عن الفساد السياسي والاقتصادي والاجتماعي ، الذي
عرفه المغرب ، طيلة أكثر من ثلاتين سنة .
خلال مسيرات 20مارس 2011 ، رفعت عدة شعارات ـ ترواحت بين المطالبة برحيل
مجموعة من الاشخاص المتنفيدين في الدولة ـ الذين إستغلوا قربهم من المربع الملكي
للاغتناء غير المشروع وإفساد الحياة السياسية ، وبين مطالب أخرى ، تنادي ـ بتنحي
مجموعة من المسؤولين عن مجموعة من القطاعات كالاعلام والتعليم والصحة والتشغيل
والمجالس المنتخبة .
مسيرات 20مارس ـ فيما يتعلق بالجانب السياسي ، وعكس التظاهرات السابقة ، رفعت
من سقف مطالبها ، التي لم تعد تقتصر على تعديل الدستور ومحاربة الفساد المستشري
في كل مرافق الدولة ، بل طالبت بإعادة النظر في اللجنة المكلفة بتخديل الدستور
وتعويضها بلجنة تأسيسية ، تشارك فيها كل الفعاليات السياسية والحقوقية ، لصياغة
دستور جديد ، حتى يكون في مستوى المرحلة التاريخية التي يعرفها المغرب ، وحل
الحكومة ومجلس النواب والمستشارين ، وتشكيل حكومة إنتقالية ـ يكون من بين مهامها
الاشراف على الاستفتاء على الدستور الجديد والاعداد للاستحقاقات المقبلة ، بشقيها
التشريعي والجماعي .
#عمر_الفاتحي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟