أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا الظاهر - تأملات/ يامن يعلّمنَنا السير الى الضفاف !














المزيد.....

تأملات/ يامن يعلّمنَنا السير الى الضفاف !


رضا الظاهر

الحوار المتمدن-العدد: 3312 - 2011 / 3 / 21 - 19:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تأملات

يا من يعلّمْنَنا
السير الى الضفاف !
كأن شهرزاد عادت لتروي قصصاً، ولكنها من طراز آخر. وربما كانت هذه التي تروي هي شهرزاد أخرى غير تلك التي تقص في الليالي. فراوية بغداد الحالية تحكي قصصها في النهارات أيضاً. وقصصها التي لا تنتهي تصور معاناة نساء تبدو بلا نهاية، تبدأ من انتهاك الحقوق والعنف، وتمر بالتمييز والاستهانة والاذلال، ولا تنتهي عند الخشية من الأصوات الساخطة.
أما حكومة "الشراكة الوطنية" فمشغولة عن معاناة النساء المريرة بتفريق تظاهرات الاحتجاج السلمي بالهراوات، وقطع طرق "التحرير" بالأسلاك الشائكة، والاعتداء على مبدعي فكر وفن وصحافة، ومنع الناس من التعبير عن مطالبهم. وهذا الرعب من أصوات الناس العادلة هو الأعظم الآن، مع أنه مثيل لرعب آخر عظيم: الخوف من أصوات النساء التي تهدد امتيازات أهل السلطة وكراسيهم، وسدنة الثقافة البطرياركية المقيتة وعقل التخلف السائد، الذي يريد النساء سجينات بيوت تابعات وخانعات حتى لو جلسن على مقاعد برلمان !
والنساء اللواتي نتحدث عن معاناتهن نجدهن في كل مكان. وعلى سبيل المثال هناك نساء عند أكوام النفايات يبحثن وأطفالهن عن باقي فضلات الطعام بعد انتظار في طوابير طويلة أمام أبواب مكبات النفايات. ولكم أن تتخيلوا ما ستقوله شهرزاد، التي صدمتنا بقصة أخرى. فقد قالت إن ثمن وجبة غداء لوزير دعا اليها بعضاً من أقربائه وأصدقائه تجاوز 17 مليون دينار عراقي بالتمام والكمال، ومن ميزانية الوزارة بالطبع. وقد رفضت شهرزاد التعليق خشية من احتمال المنع في بلاد زادت فيها الممنوعات، وكانت تعني منع النساء من التوجه الى مكبات النفايات طلباً لبقايا الطعام، ومنع الشباب من التوجه الى ساحة التحرير طلبا للاحتجاج السلمي.
وعلى أية حال، وفي سياق إضاءة مصائب النساء، نشرت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور"، مؤخراً، تقريراً جاء فيه أنه "من المفاجيء أن العراق كان بين ثلاث دول تراجعت فيها أوضاع المرأة خلال الأعوام الخمسة الماضية، وفقاً لتقرير صادر عن مؤسسة فريدوم هاوس".
وتساءلت الصحيفة: "ماذا جرى للنساء المبتهجات بأصابعهن المصبوغة كناخبات ؟". وتابعت القول: "كيف يكون العراق في هذا الوضع بينما كان للأميركان هذا الدور المهيمن طيلة ثمانية أعوام ؟".
أما تراجع أوضاع النساء خلال الأعوام الخمسة الماضية فدليل آخر على إخفاق نهج المحاصصات الطائفية والاثنية في حل أزمة النساء وما يكابدنه من بلايا قلّ نظيرها، ناهيكم عن عوامل أخرى في مقدمتها سيادة الثقافة البطرياركية، وعواقب الحروب والاستبداد.
وأما ما جرى لذوات الأصابع المصبوغة فتكشف عنه صرخات النساء الغارقات في المآسي، مثلما تكشف عنه هتافات أولئك اللواتي شاركن في أيام الغضب والندم، وبينهن الكثير من الشابات.
غير أن الصحيفة أخطأت التقدير عند تقييمها للنتائج "الايجابية" المتوقعة لوجود الأميركان. والحق أن مآسي العراق هي دليل على فضائح الاحتلال وتخبط "المحررين" ودخول البلاد في نفق الأزمات المستعصية.
وأما استنتاج الصحيفة من أنه "يبدو أن العراق يسير نحو مجتمع أكثر محافظة" فأمر خطير بحاجة الى تأمل. فهناك وزيرة واحدة في حكومة "الفحول"، وهناك خمسة فقط من أصل 86 امرأة خضن الانتخابات الأخيرة، حصلن على مقاعد لأنهن فزن بها، بينما دخلت الأخريات البرلمان لأن أحزابهن عينتهن في اطار ما يسمى بالكوتا النسائية، حسب الصحيفة الأميركية. لكن الصحيفة نسيت أن هذا التعيين ينطبق على الرجال بشكل أوسع ليشكل فضيحة أخرى من الفضائح العراقية، المرتبطة، هذه المرة، بقانون الانتخابات الجائر.
ولا حاجة بنا الى أن نعيد هنا صور المعاناة التي تعاني منها نساء بلادنا، وهي التي باتت معروفة للقاصي والداني. ولعل بوسعنا أن نشير، هنا، بايجاز شديد الى العنف ضد النساء، والخوف السائد في صفوفهن، والتمييز ضدهن في كل مناحي الحياة، وتحجيم القوى الحاكمة المتنفذة دورهن واستمرار تهميشهن وإقصائهن عن مواقع صنع القرار وادارة العملية السياسية. ويصعب على المرء أن يتجاوز عملية نحر الديمقراطية على مذبح الطائفية بعد أن نحرت على مذبح العقل البطرياركي. وهذا هو العقل الذي يؤبد دونية ناقصات العقل والدين ليصل الى صمت برلمانيات عن فضيحة تغييبهن عن القرار السياسي لأنهن مرغمات على الولاء الحزبي لمحوّلي وجود النساء في البرلمان الى ديكور يؤدي غاية سياسية ضيقة.
* * *
في تظاهرات الاحتجاج تنطلق هتافات النساء بالحق المشروع، وتصدح أناشيدهن بالتحدي الذي لا تخبو جمراته.
وهن يعرفن أنه ينبغي لهن أن يحلمن. فبدون هذا الحلم لا تشتعل الشموع ولا تضيء، وبالتالي لن ينهزم ظلام التخلف.
وهن يعرفن أن دجلة سيجري وئيداً من أجلهن حتى يكملن أغنيتهن العذبة الطامحة الى التغيير، وأن الفرات سيحتضن غضبهن الساطع على الشواطيء المصغيات الى أصواتهن العادلة.
ما من أحد بوسعه إسكات أصوات المحتجين .. والحياة أعظم من أن تسمح بإسكات أصوات النساء الصادحة في البلاد، وهي تمضي بالأمل نحو المرتجى.
أولئك النساء المشتهيات اكتشاف الحقيقة هن اللواتي سيعلمننا مجد الأفق ونور المثال والمسير الى ضفاف مضيئة ..



#رضا_الظاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رضا الظاهر في حوار مفتوح حول: موقع الحزب الشيوعي العراقي في ...
- تأملات: غضب عادل أضاء نصب الحرية !
- عودي الى ينابيعك يا بلاد الأحزان !
- تأملات: لن نصمت .. وبغداد ليست قندهار !
- في بلاغات النساء (2)
- تأملات - شراكة الفحول !
- أمقدمة لاستبداد جديد !؟
- ... ولنا مقام الاحتجاج والأمل !
- تأملات - شبح طلفاح يجول في بغداد !
- تأملات - ليست معركة بين أصلعين على مشط !
- تأملات - أغرقوا تراتيل -سيدة النجاة- بالدماء !
- تأملات - أيَّ عار يغسلون !؟
- ما صمتكم أيها الجياع !؟
- تأملات - بعيداً عن الأوهام !
- تأملات - ينابيع السخط ورايات الاحتجاج
- تأملات - نخبة الى نعيم وملايين الى جحيم !
- تأملات - أفجر جديد حقاً !؟ من يخدعون !؟
- تأملات - شوارع -خضراء- وأخرى تسيل فيها الدماء !
- تأملات - كل هذه الكوابيس .. وينامون رغدا !
- تأملات - هذه الأوهام المغرضة !


المزيد.....




- بـ-ضمادة على الأذن-.. شاهد ترامب في أول ظهور علني له منذ محا ...
- الشرطة العمانية: مقتل 4 أشخاص وإصابة آخرين في إطلاق نار قرب ...
- مقتل أربعة أشخاص على الأقل وإصابة آخرين في إطلاق نار في العا ...
- 4 قتلى على الأقل بإطلاق نار في محيط مسجد بسلطنة عمان
- بضمادة في أذنه.. فيديو لأول ظهور علني لترامب
- بايدن: أنا صهيوني وفعلت للفلسطينيين أكثر من أي شخص آخر
- الحوثيون يعلنون مسؤوليتهم عن مهاجمة سفينتين قبالة سواحل اليم ...
- إطلاق نار في مسقط يؤدي لمقتل أربعة أشخاص وإصابة آخرين
- قد تسكن البيت الأبيض إذا فاز ترامب.. من هي أوشا فانس؟
- أمريكا.. مديرة -الخدمة السرية- تكشف عن رد فعلها عندما علمت ب ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا الظاهر - تأملات/ يامن يعلّمنَنا السير الى الضفاف !