عدنان زيدان
الحوار المتمدن-العدد: 3312 - 2011 / 3 / 21 - 08:55
المحور:
الادب والفن
إلى أمّي
إلى كُلِّ أمَّهاتِ العالَمْ
وَرِثْتُ عَنكِ زُرّْقَةَ عَيْنَيكِ وفي صَفائِحِ دَمي بَعضَ السُكَّرْ.
كَمْ أنْتِ جَميلَةٌ أُمّي وقدْ عَلَتْ وَجْهَكِ إبْتِسامَةٌ خَجولَةٌ صارَتْ ذَخيرَتي
في الحَربِ والسَلامِ وفي البَينِ حَبَيْتُ ثُمَّ صِرّْتُ الآنَ أكبَرْ
رَحَلتِ إلى ما وراءَ الشَمسِ، وتَرَكْتِ الهواءَ ورائَكِ كَيّْ تَتَنَفَسَّ الحُقولُ الآنَ أكْثَرْ،
ثُمّ تَخّْلَعُ في رُبوعِها عَباءَةً تَتَغَنّى بِلَوْنٍ صّوفِيٍّ أخْضرْ،
تَرَكْتِ الماءَ ورائَكِ كَيّْ تَرْتَوِي أزْهارُ النَرّجسِ وتَلِدُ البراعِمُ لونَها البَرِّيَ الأصْفَرْ،
تَرَكْتِ عَبّادَ الشَمسِ يُصَلّي نَحّوَ قِبْلَةٍ أخْرى وألْوانُ طَيْفٍ جميلٍ فيها رائحَةُ الزَعّتَرْ.
الْمَسُ روحَكِ تَطوفُ حَولي كَتَوْأَمٍ لا يَنامُ ولا يَكَلُّ ولا يَرّْحَلْ،
قَلْبُكِ ما زالَ يُظَلِّلُني أيْنَما حَلَلْتُ في هذا العالَمِ الشَقِيِّ وَقَدْ إحْمَرَّ ثُمَّ أزْهَرْ.
أمّي، أُحِبُّكِ الآنَ أكْثَرْ
عدنان زيدان
#عدنان_زيدان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟