أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان حمود - درعا تريد الإصلاح وليس التعازي أيها الرئيس














المزيد.....


درعا تريد الإصلاح وليس التعازي أيها الرئيس


مروان حمود

الحوار المتمدن-العدد: 3312 - 2011 / 3 / 21 - 00:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قـرر الرئيس السـوري إيفـاد ممـثلين لـه بقيادة نائبه السيد فاروق الشرع لتقـديم التعـازي لـذوي قـتلى إحـتجـاجـات درعـا!!!! الامـر كان يمكن ان يكون "لفـتة" إنسـانية لو أن هـؤلاء قـتلوا في حـادث ما, ولكـن أولئك قـتلـوا برصاص أجهـزة امـن (النظــام), فـلماذا توجـه أجهـزة الرئيس بنـادقـهـا إلى صدور السوريين؟ ولماذا إضطـر السوريون أساسا إلى النزول إلى الشارع لقـول آرائهـم و ليعـبرون عـن عـدم رضاهـم وإمتعـاضهـم من اداء النظـام ومؤسسـاتـه وأجهـزته؟. إنني أرى أن صبر السوريين قــد نفـــذ وأنهـم ضاقـوا ذرعـا بتجـاهـل الرئيـس وطاقـمــه لمطالبهـم ومصالحهـم وطمـوحـاتهـم, فـهــم منحـوه فـرصا عـديدة وتوسمـوا بـه خـيرا, لكنـه قـابلهـم بـإهـمـال لامـثيـل لـه (اللهـم في ليبيـا وزمبابوي), ومـا نـراه الآن لايخـرج عـن منطـق الفـعـل وورد الفـعـل, فـالشـعـب السـوري سـواء في درعـا أو غـيرهـــا بـدأ يتـأكد أن هـذه القـيادة لاتأبــه بمصالحـه وطمـوحاتـه, وأن تحسين ظروف معـيشـته (الشـعـب) وأحوالـه الماديــة والحـضاريـة لـم ولا تـوجـد أساسا عـلى جـدول أعـمالــه, أو فـي وعـيــه وأجـنـدتــه, وأن الصمـت والسـكوت لـن يوصل أيـة رسـالة, ولـن "يحـلحـل" أي شـئ نحـو الأفـضل والطمـوح, لـذا أصبـح التحـرك عـبـر الشـارع هـو الإمكـانيــة الـوحـيـدة, ومـا يحـدث الآن ليـس سـوى تمـلمــل نحــو التحـرك, وكـرة الثـلــج عـنـدمـا تتـدحـرج تتـغـير في الحجـم والتـأثيـر.
الرئيس أوفـد السـيد فـاروق الشـرع (إبـن حـوران) لمـلاقـاة ذوي القـتلى ومحـاولـة إحـتـواء غـضبهـم وأصدرا أمـرا بتـشـكـيل لجـنة بمهـمـة التحـقـيق فـي (مـلابسـات) الحـادث, تفـاعـل طبيعـي وإعـتـيادي وإيجـابـي, فـالتهـدئـة مطـلوبـة ومهـمـة فـي حـلات كهـذه, ولكن مألغـى طبـيعـيـة وإيجـابيـة هــذا التفـاعـل هـو إقـدام الرئيـس عـلى (كقـائـد عـام للجـيش والقـوات المسـلحـة) إرســال ســـربا مــن طـائـرات الميـغ لتحـلـق فـوق المقـبرة والمـشـيعـين!!, فهـو, بـهـذه الفـعـلــة (إرسـال الطائرات) إنمـا خـلـع القـنـاع وأظهـر الجـوهـر والحـقـيقـة, مـؤكـدا أنــه لايضمــر لهـذا الشـعـب ومشـاعـره أي إحـترام أو إهـتمـام, وأنــه سـيـستمـر في إحـتكــار السـلطـة وإدارة البـلاد بإسـتعـمال كافـة وسـائل القـوة بما فيهـا الطائـرات.
إن سلوكيات الرئيس تـؤكـد أنـه لايـزال أسـير مـدرسـة حـافـظ الأسـد وعـقـليـة البلطجـة والتشـبيح, أي منطـق ونهـج فـرض الأمـر الواقـع بالتهـديـد والوعـيد وبإسـتـعـمال القـوة, ومـن هـنـا أجـد دوافـــع إسـتـنجـاده (وفـقـا لمصادر مطلعـة) بـ "حمــاة" نظـام الأســد الأب كعــلـي دوبـا ومحـمـد ناصيف ورفـعـت الأسـد وغـيرهـم, متجـاهـلا أو ربمـا هـو فـعـلا جـاهـلا لإخـتـلاف المـرحـلـة والجـيـل, وهــذا يـؤكـد أيضا أنــه جــزء مـن فـريـق محـدد مسـبقـا لتـأديـة واجـبات ومهـام محـددة بغـض النظـر عـن تـغـير الظروف, وبغـض النظـر عـن مطـالـب وطمـوحـات الحـوارنـة والسـوريين عـامـة.
الامــر وفـقـا لمـا أراه لايبـشـر بـأي خـيـر, ولكـن لحـسـن الحـظ فـإن شــبـاب درعـا وعـمـوم ســوريـا أدركـوا أن النـظـام القـائـم لايتبنـى المـشـروع التنمـوي الوطنـي, إنمـا هـو يسعـى إلى عـرقـلتــه بإتجـاه إبقـاء ســوريا ضعـيفـة وأسـيرة لشـتى الأزمـات, كأزمـات البنيـة التحـتيـة والفـقـر والبطالـة وشــلل المـؤسسـات وصولا إلى ترسـيخ الطائفـيـة وضرب الوحـدة الوطـنيـة ورمـيهـا (سـوريا) فـي انفــاق ومتـاهـات العـزلـة دوليـا وإقـليـمـيــا, إنهـم (شـباب سـوريا) تحـركـوا مـن أجـل تحـريـر وطـنهـم وإنقـاذه, ومـن أجــل حـمـايــة مـاحـقـقــه وبنــاه أجـدادهـم, فـسـوريا لكـل السـوريين وليـست ملكــــا لعـائلــة أو بضعــة عـائــلات, وثـرواتهـا هـي أيضـا لكـل السـوريين بغـض النظـر عـن إنتـماءاتهــم الثـانـويـة (القـوميـة والمـذهـبيـة والطائـفـيـة وغـيرهـا). تلك الإنتمـاءات التـي يحـاول النظـام أن يحـولهـا مـن عـامـل إثـراء وإغـنــاء إلى عـوامـل إفـقـار ودمــار, أي مـن نعـمــة إلى نقمــــة.
الشــعــوب تـــريــد التحـرر والإصــلاح وهــي ســتـحـقـقــه, ودرعــا أيضـا تــريـد الإصــلاح وليس التعـازي, والسـوريـون يـريـدون الحـيــاة ولـن يسـتطـع أحــد أن يصادر إرادتهـم بعـد اليـوم, فـالـدماء ســالـت وإيفـاد فـاروق الشـرع وغـيـره هـنـا وهـنـاك لـن يفــي بالمطـلوب.
مــروان حمــود العـلـو آل خـابـور



#مروان_حمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مبادرة اصلاح سورية
- سورية بين بلطجية النظام ودكاكين السياسة
- نار البوعزيزي بردا وسلاما على 160 مليون مشرقي.
- السعودية: التظاهر ممنوع لمخالفته الشريعة!!!
- الليبيون من -خرقة- القذافي إلى علم الإستقلال
- (الشعب السوري ما بينذل) إنذار..أم رسالة..أم كلاهما؟!
- إلى فارسنا الاسود في البيت الابيض طالما ان ظلام المشرق انجلى
- إلى فارسنا الأسود في البيت الأبيض طالما أن ليل المشرق إنجلى
- وإذا سورية سئلت بأي ذنب قتلت!!
- خامنئي يقول ان ثورة المصريين هي هزيمة لأمريكا!! فماذا سيقول ...
- في سوريا...الرفاق حائرون ويتساءلون
- لايعتقد أن الشعب السوري بهذه السذاجة يافخامة الرئيس
- هل تستوعب نخب المشرق أخطائها؟؟!!
- ثورة تونس هي عبرة ياسيد اوباما
- ليس ضد ناطحتات سحاب الخليج... ولكن بعد ناطحات الفقر والفساد
- نداء الى خادم الحرمين ان يستضيف بقية الرؤساء العرب
- تعليق بسيط على مقالة الخنوع ام التمرد للاستاذ اكرم شلغين
- الى حكماء الحارة... عل وعسى!
- المضحك المبكي في الشان السوري العام
- الاسلام هو الحل... ام هو المشكلة


المزيد.....




- جوائز غرامي الـ67.. قائمة بأبرز الفائزين
- الشرع يغادر المملكة العربية السعودية.. ماذا دار في حديثه مع ...
- تصعيد عسكري في جنين ومجموع القتلى بغزة يصل 61 ألفا ونتنياهو ...
- مهرجان -بامبلونادا ريمنسي- يحاكي سباق الثيران الإسباني في لي ...
- إجلاء أطفال مرضى من غزة بعد إعادة فتح معبر رفح
- مذيعة سورية تجهش بالبكاء وتناشد الشرع المساعدة في الكشف عن م ...
- القوات الروسية تواصل تقدمها وتكبّد قوات كييف خسائر فادحة
- قادة الاتحاد الأوروبي يجتمعون مع ستارمر وروته لبحث تحديات ال ...
- بيسكوف: الرئيس الأوكراني المنتهية ولايته فلاديمير زيلينسكي ...
- السعودية.. تنفيذ حكم القتل تعزيرا في مواطن بتهمة -تهريب المخ ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان حمود - درعا تريد الإصلاح وليس التعازي أيها الرئيس