|
الثورة النبيلة 1/5
محمد نبيل الشيمي
الحوار المتمدن-العدد: 3311 - 2011 / 3 / 20 - 15:50
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
سيقف التاريخ طويلاً أمام أعظم ثورة عرفها التاريخ المعاصر ... فهي ثورة نبيلة في أهدافها وتطلعاتها وأدواتها ... هي ثورة غير مسبوقة بكل المعايير والمقاييس فهي ثورة نهضت من رحم شعب ظن الكثيرون أنه فقد إرادة التعبير ورضى بالواقع من ظلم واستبداد وطغيان ... ولكن أكد هذا الشعب أنه شعب أبي مقاوم ... وهكذا تقول الثورة التي انتصرت على نظام فاسد جند كل قواه وأسلحته لقمع الإرادة ... وتهاوى جهازه الأمني في لحظات وكأنه فص ملح وداب ... انتزع المصريون حقوقهم ويأتي على رأسها الإحساس بالعزة والكرامة وكانت دماء الشهداء الأبرار ... النور والنار لقوى هذه الثورة النبيلة... التي فجرها شعب عظيم لإحداث تغيير اجتماعي يشمل الأوضاع والبنى السياسية والاجتماعية والاقتصادية . ... حاولت منذ يوم 25 من يناير المجيد أن أكتب عن هذه الثورة ولكن جلال الموقف والذي سطرته دماء الشهداء الأبرار ...بتضحيات وصلت إلى الجود بالنفس لم تمكنني كالكثيرين من الذين بشرو بمولد هذه الثورة من القدرة على كتابة ولو سطر واحد فهذه الثورة أكبر منا جميعا وهي شهادة ميلاد جديدة لأمة لم ترتض بالذل وأبت .... وضحت ... ومما يسعدني أني بتاريخ 28/11/2010 وفي تعقيبي على نتائج الانتخابات البرلمانية المصرية كتبت في الحوار المتمدن ما يلي : أتصور أن النظام في النزع الأخير ويبذل كل ما يمكن لغلق الطريق أمام التداول السلمي للسلطة وهو بذلك يضع حبل المشنقة على رقبته والانتخابات التي شهدتها مصر هي شهادة وفاة هذا النظام القمعي المستبد وستؤدي حالة الانسداد الديموقراطي وانتشار الفساد الممنهج والتسلط السلطوي والارتفاع في الأسعار وسيطره حفنة من المنتفعين على مقدرات السواد الأعظم من الشعب إلى استنفار روح المقاومة لدى شعب مصر العظيم الذي لن يدوم صبره طويلاً فلابد للمكبوت من فيضان وكلما أوغل الظلام كان انداناً بابتلاج الغجر وبتاريخ 12 يناير 2011 بعد إشراقة فجر تونس واستشهاد البوعزيزي البطل كتبت على صفحتي بالفيس بوك أسأل ما الذي دفع بهذا البائس على الانتحار (واعتذر للبطل فهو رمز الحرية لدينا) ووجهت رسالة إلى النظام المصري ... طالبته بتدارك الأخطاء قبل فوات الأوان ويفهم المحتكرون ولصوص المال العام الذين استولوا بغير وجه حق على الأراضي المملوكة للدولة والذي يرفضون التعدد به ويختزلون العمل السياسي في تنظيم شمولي ويغلقون كل أبواب الديموقراطية وأن النار التي تدفيء تحرق أحياناً ويا ليتهم يعودوا إلى وعيهم ويتعلموا من درس بن علي ولكن هيهات ... فقد صمت الآذان وعميت البصائر وفي 17 يناير أيضاً رداً على أحد الأصدقاء المحاورين على صفحة الفيس بوك بشأن رؤية طرحها د. كمال أبو المجد مع الإعلامية منى الشاذلي ببرنامج العاشرة مساء طالب فيها المخلوع بإصلاح سياسي سلمي يتولى تنفيذه بنفسه وقد كان محاوري رافضا ويائسا ومحذراً من استمرار سياسات النظام ومن كل ما يثيره بعض المفكرين من رؤى حول التغير من خلال النظام وقلت في ردي ( ياعزيزي لا تقلق التغيير قادم ومصر حبلى بالثورة وعندما يكتمل الجنين سيتم المخاض فإرادة الشعوب لا تقهر ولابد للمكبوت من فيضان وعندما تندفع الجماهير التواقة للتغيير فستقتلع أمامها كل الأشجار النخرة التي عشش فيها السوس الذي نخر أجسادنا وسيرى المحتكرون واللصوص والذين استولوا على الأراضي بدون وجه حق وتهربوا من سداد الرسوم الجمركية والضرائب وتاجروا بصحة المواطن البسيط ورفعو الأسعار بدون ضوابط وزوروا إرادة الناخبين وباعو الوطن في سوء النخاسة ... أي منقلب ينقلبون ) ... وكان البعض يتصور أن الثورة ضرب من المستحيل ولكن خرج شعب مصر العظيم كطوفان هادر أغرق الفرعون وعصابته لتستطع شمس الحرية والديموقراطية في كل ربوع مصر لتنتهي حقبة سوداء سادها القمع والنهب والاستبداد والاستعباد والطغيان. ... وقد كان لي والحمد لله العديد من المقالات التي نشرت على الحوار المتمدن قبل الثورة فاضحاً الظلم والاستبداد الذي عاشه الشعب المصري ويمكن الرجوع إليها. سوف يسجل التاريخ أن هناك ثورة نبيلة فكانت فجرها شعب عظيم وأن عصراً جديداً قد بدأ وأن عهداً ظالماً مستبدا ثم تشييعه باللعنات إلى مزبلة التاريخ ... لقد أشرق فجر جديد ترجم أحلامنا وتطلعاتنا الي غد ننعم فيه بنسمات الحرية وبحقنا في الاختيار غد تسوده معايير العدل والمساواه . سوف تكون ثورة مصر هي مرجعية الشعوب المستضعفة... فهي ثورة الحرية والإرادة ثورة ضد الظلم والطغيان حررت مصر شعباً وارضاً من قبضة نظام فاشل وحاكم طاغية مستبد وزمرة من المحيطين خانت آمال وطموحات الشعب المصري هذه الثورة بكل المقاييس تعد تجسيداً لحالة القطيعة بين الشعب المصري المقاوم ونظام ادمن الاستعلاء ورفض الاخر وكسر ارادة المواطنين وعمل علي تغييب وعيهم حتي يستقيم له الامر في حكم مطلق فاسد مستبد . أثبتت هذه الثورة أنه ليس في التاريخ صدف ولكن هناك ملاحم بطولة وكفاح وتلاقي ارادات وأن انقلاب المصائر حيث تريد الشعوب. كان تلاحم شعب مصر تلاحما اسطوريا فذاً انصهرت من خلاله رغبات طوائفه واطيافه في بوتقة صنعت سبيكة متماسكة قوية غير قابلة للصهر أعود لأكرر أن الثورة النبيلة ودماء الشهداء أكبر من أي رؤية أي كاتب أو مؤرخ فهي حلم جميل وقد تحقق ... سوف يتم تناول هذه الثورة بالدراسة والتحليل والتنقيب ولكن الآن لنا أن نفرح ونزهوا .. لقد انزاحت الغمة وتحقق شعار كل المصريين (الشعب يريد اسقاط النظام) وها هو النظام قد تهاولى وسقط اما لماذا وكيف ؟ فهذا محور قراءاتنا في هذه الثورة النبيلة ..
#محمد_نبيل_الشيمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تونس الخضراء مشهد تاريخي ... ورسالة إلي الطغاه
-
قراءة في احداث تونس
-
دا سيلفا ... في مصاف االعظماء
-
لماذا تخلف العرب؟
-
اسرائيل ومياه النيل
-
الاكراد وحق تقرير المصير
-
جنوب السودان ..جذور المشكلة ..وتداعيات الانفصال
-
القوة المتغطرسه .. والمصداقيه المفقودة
-
نظرية المؤامرة ومحنة الفكر العربى
-
ويكيليكس عربية
-
خطاب ديني يغدق تخلفاً
-
النخبة في العالم العربي دراسة وصفية نقدية
-
نعم للدين .... لا للدولة الدينية
-
مفيش فايدة
-
هل يكفي الفصل بين السلطات في العالم العربي ؟
-
العنف السياسي في العالم العربي...دواعية وتداعياته
-
تطور الحياة السياسية في مصر منذ نشأة الدولة الحديثة
-
المعارضة السياسية في العالم العربي تأصيل وتقييم
-
ماذا بعد رشوة مرسيدس ؟
-
الشركات المتعددة الجنسيةوالدول النامية منافع ...... ومآخذ
المزيد.....
-
-لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د
...
-
كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
-
بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه
...
-
هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
-
أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال
...
-
السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا
...
-
-يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على
...
-
نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
-
مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
-
نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟
المزيد.....
-
قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند
/ زهير الخويلدي
-
مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م
...
/ دلير زنكنة
-
عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب
...
/ اسحق قومي
-
الديمقراطية الغربية من الداخل
/ دلير زنكنة
-
يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال
...
/ رشيد غويلب
-
من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها
...
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار *
/ رشيد غويلب
المزيد.....
|