عهود عدنان نايلة
الحوار المتمدن-العدد: 3311 - 2011 / 3 / 20 - 15:49
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
الثورةُ هي تلك الطفرة الحادثة عن تراكمات أخطاء السلطة وانهيار قوى تحمّل الشعب لذلك الضغط الناجم عن تلك الأخطاء... إذن لابدَّ من أن يخشى هؤلاء جرائرَ طغيانهم... فالشعوب لن تتحمّل حتى الأزل ... إنها قادرةٌ على كسر تابوهات الخوف والتجبّر والقوت معاً للخروج من رحم شقائها، ولكن كي تكلل ثوراتها بالنجاح يجبُ أن تكونَ واعيةً تجاه ما تريد، فالثورةُ – على سبيل المثال – إرادةٌ، غيرَ أنَّ الوعي بالحقوق المُغتَصَبة والملكيّات المستباحة من قِبَلِ أصحاب النظام المستبدّ هو ما يُذكي نيرانها ويملي على الشعب خياره بها لا أقلّ.
إذن فلا نستطيع أن نجد وجهاً شرعيّاً ولا مقارنةً أو قبولاً لما تقوم به أو تطرحه الأنظمة على الساحة الإعلاميّة من مهرجانات تأييديه لها مخرجيها ومؤلفيها وممثليها – وأغلبهم معروفي الوجوه والصفات – بهرجةً لوضعها وتغطيةً لحقيقةِ ما يحدثُ، تحتَ مسمّى ((العرس الوطنيّ))!! هذا لا يمكن أن يُسمّى سوى بغاء فكري وإعلامي مكشوف من قبل الشعوب المعنيّة والمجاورة والغير مجاورة أبداً، ولن يساهم في سدّ أفواه لم تعد ترضى بالذلّ والهوان، بل على النقيض تماماً نجد أنَّ استطالة الوقت هي خيار غبيٌّ للنظام لن يجديه سوى في كسب المزيد من جامّ الغضب الشعبيّ لصالح الإصلاح والتغيير، لصالح الثورة بوصفها تطوّراً ديالكتيكيّا حقيقيّا وليس غضباً مفاجئا أو حادثاً.
وإن كانت الثورة في مفهومها التقليدي تعنى بقيادات النخب والطلائع المثقفة من أفراد الشعب الكادح - أو البروليتاريا كما أسماها الماركسيون - أي تعتمد عليهم في عمليات التنظيم والانتشار والفعل، فعلى مرِّ العصور السياسية هذا ما يفسّر عمليات اغتيال واعتقال الأفراد المؤثّرين في قواعدهم المجتمعيّة، وهذا أضعف الإيمان لدى القيادات المحتضرة كافّة على ما أرى، فأول اعتقال يقوم به حاكم في حقّ أحد هو تلك الشرارة التي تحرقه وتنهي حكمه، فلا يُنصَر بالرّعب أو بالرّدع.. إنّما ينتصر الشعب بقوّة القهر التي طحنت سنيّ عمره وكدحه المقدّس..
#عهود_عدنان_نايلة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟