نبيل عبد الأمير الربيعي
كاتب. وباحث
(Nabeel Abd Al- Ameer Alrubaiy)
الحوار المتمدن-العدد: 3308 - 2011 / 3 / 17 - 22:55
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
احتفال الشيوعي ابن الحلة الفيحاء( احمد يحيى بربن )في زنزانة الإعدام
بابل/ نبيل عبد الأمير الربيعي
قدر لنا أ نواكب عن قرب أناس نالوا مجد الشهادة لشعبهم ووطنهم ولا شك انه لشرف عظيم حين نستعيد ذاكرتنا عنهم ونردد مع الجواهري الخالد أبياته الشعرية بحق المناضل الشهيد سلام عادل:
سلاما على جاعلين الحّتوف جسرا الى الموكب العابري
لأولئك الشهداء القناديل الذين أضاءوا العراق وسيبقون أغنيه خالدة للأجيال القادمة. أنهم أبطال حقيقيون نذروا أنفسهم لشعبهم ووطنهم.. كافحوا كفاحا عنيدا في زمن صعب في ظل أعتى الأنظمة قسوة وجورا.
من هؤلاء الشهداء أبن الحلة الفيحاء النصير أحمد يحيى بًّربن تولد1949 الذي قاتل مع رفاقه في كردستان العراق ضمن فصائل أنصار الحزب الشيوعي العراقي وهو من أوائل من حمل ا لسلاح بوجه النظام وقد ذكره النصير الشيوعي فيصل عبد السادة الفؤادي في(مذكرات نصير.مسيرة الجمال والنضال ص7)اذ قال: أول دورة غير رسمية كانت في الشهر الأول (كانون الثاني) من عام 1979 في منطقتي الداموك والناعمة في لبنان , اشتركت فيها مجموعة رفاق من الكوادر الحزبية, تدربوا على
السلاح الخفيف بأنواعه ,أما الدورة الرسمية الأولى فكانت في أواخر شباط وبداية آذار من نفس السنة.كان من بين الرفاق آنذاك: أبو روزا ,أبو مازن ,أبو سراج,أبو حازم ,أبو سلمى(أحمد يحيى بربن),أبوسلام(محمد دوس/ناصرية),أبو رضية, أبو وفاء,أبو وجدان,أبو يوسف(سليم إسماعيل البصري),أبو ثائر,وأبو هند ¸كان أكثر الرفاق قد وصلو من بلغاريا. وكانت تلك الدورة بأشراف من الحزب , انتهت الدورة الأولى وتخرج الرفاق يوم السادس عشر من آيار عام1979.كل ذلك كان متعبا للغاية بالنسبة لنا, رغم ان البعض منا كان قد أنهى الخدمة العسكرية الإلزامية).
أيها الشهيد العزيز أبو سلمى بالأمس شاهدت رسمك من ضمن الخالدين من شهداء حزبنا الشيوعي العراقي ـمحلية بابل, نجما من نجوم العراق وعلى درب الخالدين تنال مرتبة العطاء الأكبر الذي لا عطاء بعده... وذلك ان الحياة توهب لنا مره واحده وأن يجود بها المرء وهو عرف انه لن يوهب هذه الفرصة مرة اخرى.
حاربت نظام الطاغية في جبال كردستان وبعد قتال مع أزلام النظام وانتهاء عنادك مع رفيقك أبو زياد (جمال سهلو مثنى/بغداد المولد) اقتادوكم الى أقبيتهم التي لا ترحم وحكم عليكم بالأعدام ونفذ بتاريخ 17/1/1985 ولكن الذي أثار حزننا عليك موقفك الصلب في سجن الموصل بعد صدور حكم الأعدام عليك وأنت تنتظر ... لقد أقامت محلية بابل للحزب معرضها السنوي بمناسبة تأسيس حزبك المناضل ولاحظت من ضمن المعروضات لوحتك التي تحمل اسمك وعند استفساري عن عملك وقصته التي تمثل روح الإبداع والتطلع للمستقبل كانت هذه الحكاية:
عند صدور حكم الإعدام على المناضلين الشيوعيين في عهد النظام البائد يستلم المحكوم بالأعدام بدلتين خاكيّتين ليتناوب على لبسهما لحين موعد تنفيذ الإعدام وأنت تنتظر هذا الموعد أردت أن تقدم هدية لحزبك بمناسبة مرور الذكرى التاسعة والأربعين على تأسيس حزبك ومن سجن الموصل يوم 31/آذار/1983 الذي تعتبره يوم ميلادك الحقيقي هذا ما قلته لوالدتك يوم زيارتها لك في السجن قمت بتطريز قماش إحدى البدلتين الخاكيتين لعمل الورود والزنايق والأغصان الخضراء التي تدل على نبض الحياة واستمرارها ,هذه الورود تشيع في الأرض الخضرة وتنبت بين الصخور زنابق ورود حمراء تمنح الأرض زهوا وخصوبة , انه مع كل روح تزهق ظلما تنبت ورده حمراء, لقد طرزتها على شكل مزهرية تحمل هذه الورود وطرزت الذكرى التاسعة والأربعين رقما على القماش بين الزهور لكي لا يعرف محتواها الجلاد وليهدى هذا العمل مستقبلا لحزبك المناضل بعد سقوط النظام...أيها الشهيد نحب أن نعلمك إن بعد إعدامك واستلام والدتك لجثمانك الطاهر استلمت حاجياتك معها من إدارة سجن الموصل ومن ضمنها هذا العمل المهداة لحزبك ورفاقك ...لقد سلمت والدتك الأمانة إلى رفاقك في الحزب وهي تتكىء على أبنتي ولدها جعفر وتتوسطهما, تحمل بيدها لافتة صغيرة تشبه العلم دخلت مقر حزبك وهي تهلهل وتوزع الحلوى وفاءا" لوعدها لكٌّ ونذرا" لوصيتك بتسليم هذه الأمانة بعد سقوط النظام لرفاقك في مقر حزبك,تسلمها منها رفق الدرب د.علي إبراهيم وأبو سنا , وقد عرضت مع اللوحات في بيت حزبك, احتفل رفاقك بهذه اللوحة الثمينة التي عبرت لهم مدى صمودك وحبك لحزبك ...يهديك صديق الدرب حميد الجنابي تحياته الحارة , وعند لقائي به يقول عنك: أشعر بالمرارة لفقدان الشهيد أحمد ولكنني أشعر بالفخر الكبير كوني عاشرته ووقفت معه بقدر ما استطعت وأعتز بكل لحظه قضيتها معه انها لحظات من عمر التأريخ التي تقظي الى الخلود.
لقد زرت قبل أيام أخيك إسماعيل يحيى وهو يخصك بالسلام ويقول لك: على مدى أكثر من عشرين عاما" وأنا أرنوإلى أفق البعيد لعلني أرى سفينتك قادمة ... وأسأل جبال كردستان عن قتالك .. لقد حال بيني وبينك بعّد السنين.. وفرّقتنا عواصف الزمن ..كنت أبحث عنك في آلامنا وأحلامنا..لقد ملكت كل الذكريات.. منذ رحيلك عنا ونحن نرنوا بحزن عميق ,وآلامنا وجراحنا كثيرة .. هل أحلم اذا قلت.. أريد أن أحضن جسدك الطاهر ,أريد أن أتعطر بقطرة من دمك الندي.. أريد أن أشم قطعة من ثيابك .. أريد دمك حناء لكل عروسة عراقية.
نم قرير العين أيها الشهيد ... لقد أصبح باب الشهادة العراقية مفتوحة على مصراعيها طوال العقود السبعة الماضية وكأننا شعب منذور للشهادة من أجل الشهادة .. من أجل الحرية التي تعني فهم طبيعة لصراعات السياسية شروطها والعوامل التي تتحكم بها..
نم قرير العين يا أبى سلمى بجوار رفاقك اللأبطال فالسفينة تسير حيث أنت تريد , ونحن على ثقة بأن دمك ودم رفاقك جميعا" لن يذهب هدرا, والغد لنا والخلود لك يا عطر الرجولة, سوف نبكيك دما نحن المفجوعون كلما نسمع ونرى حجم ضحايا الدكتاتور التي اكتوى بها وطننا وازداد إصرارا على محاربة
كل أشكالها حتى ينعم عراقنا بالديمقراطية والسلام, ولنشعل شمعة على قبرك الطاهر, ونضع زهرة حمراء على ترابه المعطر .. لننشد للوطن الحر والشعب السعيد .. المجد والخلود لك.
#نبيل_عبد_الأمير_الربيعي (هاشتاغ)
Nabeel_Abd_Al-_Ameer_Alrubaiy#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟