نداءٌ بلسان عربي مبين

محمد شفيق

الحوار المتمدن-العدد: 3308 - 2011 / 3 / 17 - 22:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

اتهمت الطائفة الشيعية على مر العصور والازمنة بأنها الطائفة المبتدعة اي التي ابتدعت احكاما وشرائع لم ينص عليها الكتاب الكريم ولا السنة النبوية , مما جعل علماء المدارس الاسلامية المتطرفة يفتون جهارا نهارا بضلالة المذهب الشيعي وبطلان عبادة الشيعة , حتى وصل الامر الى الافتاء بجواز قتلهم واخذ اموالهم ( الشيعي حلال الدم والمال ) كما قرأت لاحدهم . ومما يؤسف له ان اغلب المشاكل والازمات والفتن في الوطن العربي يُتهم الشيعة بتأجيجها والوقوف خلفها . رغم ان الطائفة الشيعية سطرت اروع الصور في اللحمة الوطنية والاسلامية ولها المواقف المشرفة في البلدان التي تشكل فيها الغالبية او الاقلية .
ما لفت الانظار خلال الايام البيض للعرب واقصد بها ايام ثورة تونس ومصر وليبيا لم نسمع كلمات كنا تعودنا على سماعها منذ ان فتحنا اعيننا على الدنيا ورضعناه مع اللبن وهي ( العمالة , الخيانة , الجاسوسية ) لكل من يطالب بحقوقه المشروعة , بل على العكس صدرت خطابات وبيانات ومقالات تساند تلك الثورات وتؤيدها وتشد على ايدي المتظاهرين وتهللت الصحف والفضائيات فرحا بسقوط بن علي ومبارك . لاول مرة اتفقت كلمة العرب على شرعية التظاهرات وتأييد الانتفاضات. حتى وصل الامر الى البحرين التي هي الاخرى تأثرت برياح التغيير وخرج شعبها ينشد الاصلاح وتغيير نظام الحكم لتنفتح شهية العرب من جديد للخيانة والعمالة . حيث اُتهم المتظاهرين في البحرين بالعمالة لنظام الملالي وان تظاهراتهم هذه هي محاولة لتفكيك الدول العربية وتمكين الفرس من السيطرة على الخليج العربي , وكأن الدول العربية بعد كل ما حل بها لم تفكك بعد والسيطرة الفارسية لم تتم الا بتظاهرات البحرين . فأستسلم مايسمى بمجلس التعاون الخليجي الى تلك الارهاصات وصدق الاكاذيب نفسها ولم يتعظ بما حصل ويحصل في الامة العربية الخالدة فأمر بأرسال قوات عسكرية لمساندة نظام ال خليفة لقمع التظاهرات بحجة الحفاظ على الامن , والتدخل في الشؤون الداخلية بحجة مساعدة البحرين , وهي تعلم علم اليقين ان الشعب البحريني بجميع مكوناته يرفض نظام ال خليفة ويطالبه بالرحيل وتأسيس جمهورية ديمقراطية بدل الملكية المستبدة . لا اجد تحليلا مناسبا لما قامت به دول مجلس التعاون الخليجي غير القول بأنه تحالفا يائسا لمساندة الانظمة الدكتاتورية . ودليلا آخر على ان الانظمة العربية انظمة طائفية سعت من خلال المؤسسة الدينية الفاسدة لتكريس هذا المفهوم بين ابناء المذاهب الاسلامية وكانت طيلة السنوات تعزف على وتر الطائفية لخلق حالة من التناحر والبغضاء بين ابناء البلد الواحد لانها بذلك تغذي شجرة الاسرة المالكة في البقاء والديمومة .
حزني واسفي على حماقة هذه الشعوب والانظمة التي لم تتعظ بالدرس الى هذه اللحظة ورجعت للاساليب التقلدية ظنا منها ان ذلك ينطلي على شباب الفيس بوك وتويتر واليوتوب وابناء التكنلوجيا الحديثة وبودي ان انادي هذه الانظمة بلسان عربي مبين لاقول لهم . ان الارض تتكلم عربي كما يقولون وان التغيير واقع لامحاله , مهما نصبتم من مصدات الهوائية فأن السونامي العربي سينسفها . اذا كان غضب الطبيعة حول اليابان العظيمة الى ركام فكيف بغضب الشعوب والاحرار والجائعين , غضب عقودٌ من الالم والحرمان والقمع والسجن ؟ لذا افضل طريقة لمواجهة السونامي العربي او الحد من اضراره سحب كافة قواتكم من البحرين واعتذروا لاشقائكم هناك من التدخل الذي حصل في شأنهم ومما تلطخت به ايدي جنودكم بقمعهم , ودعوا الشعوب تقرر مصيرها وتقول كلمتها . والاولى بكم ان تلتفتوا الى شأنكم الداخلي واصلاح انظمتكم , واعطاء كل ذي حق حقه , والحذر كل الحذر من تهميش اي مكون في بلادكم وخصوصا طائفة عريضة وكبيرة من المسلمين والعرب الاصلاء فأنكم بذلك تحكمون على بلادكم بعدم الاستقرار وعلى شعبكم بأنهر من الدم وعلى انفسكم بقرب الزوال . تداركوا انفسكم قبل حلول يومٌ لاينفع فيه الاصلاح مهما كانت النوايا صادقة ومهما تظرعتم للشعب , ومبارك خير شاهد . اتمنى ان يصل كلامي الى العقول قبل القلوب

[email protected]

#محمد_شفيق (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات