أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - مطلوب طبالين














المزيد.....

مطلوب طبالين


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3308 - 2011 / 3 / 17 - 21:02
المحور: كتابات ساخرة
    


أولا وقبل كل شيء من الممكن أن تطلب الحكومة مزغردات أردنيات يزغردن لكل رئيس حكومة فالتي ترى في نفسها القدرة على الزغردة والمهاها كما يقولون فلتتقدم لعضوية مجلس النواب الأردني وذلك ليس على نظام الكوتا بل على نظام الراقصة والطبال...وأنا شخصيا مشكلتي الأولى تنحصر في أن صوتي لا يطرب له أحدٌ غيري أنا,فلا الملوك ولا رؤساء الجمهوريات العربية يطربون له ولا أحد يقول لي وأنا أرقص وأغني (رقصني يا جدع) حين يستمع إلى صوتي, ولم يقل لي أي رئيس حكومة في أي يوم من الأيام (هزي يا نواعم) وأنا أرقص له , ذلك أن مشكلتي مثل مشكلة الشاعر الأموي (عمر بن أبي ربيعة) حين طلب منه الخليفة أن يمتدحه في قصيدة شعرية فأجابه قائلا: أنا أمدح النساء ولا أمدح الملوك, إن النشاز واضح في قفلة كل مقام أغني عليه, والطبلة التي يبحث عنها الملوك العرب ورؤساء الجمهوريات لتطبل خلفهم ليست معي وليست بحوزتي , فمقام البورصة أواجه في تقليده صعوبة ومقام القمع والارهاب لا استطيع أداءه على الإطلاق ومشكلتي الثانية أن تخصصي الثقافي عير مطلوب فأنا لا أملك مهارة كافية للعزف على الطبلة كلما خطب رئيس الحكومة أو كلما أصدر قرارا وزاريا, ولا أملك في بيتي ملابس للرقص لكي أرقص لرئيس الحكومة كلما أصدر قرارا أو كلما ألقى خطابا سياسيا , ولا حتى استطيع أن أُغني له لكي ينام نوما هادئا بعد كل وجبة دم يمتصها من عروقي , فأنا لم أدرس علم موسيقا العزف على أنغام لحن الصمود الأخير في وجه الحرية والتعددية الحزبية , والمشكلة الثالثة أن النظام الأردني لا يطرب إلا لصوته هو ولا يرقص إلا على إيقاعاته هو , ولم أكن أعلم في أي يوم من الأيام بأن مهنة الطبال مطلوبة في كافة الحكومات العربية وخصوصا مجلس النواب الأردني الذي كنت أعتقد بأن مهنة السياسي أو المثقف أو المُحاور هي التي تجعل من الناس نوابا ووزراء وكنت أعتقد بأن مهنة المثقف هي التي توصل صاحبها إلى السلطة لذلك أضعت عُمري وأنا في أحلام اليقظة أقرأ وأثقف نفسي عن فنون الحكم وكيف لي أن أبني نظاما حاكما يجعل المواطن يعيش في دولة الرخاء والرفاهية,وأكثر من سنتين وأنا أقرا في فلسفة هيغل وكانط وفي كتب النحو والصرف العربية وكذلك خمس سنوات من عمري ذهبت هكذا سُدا وأنا أقرأ في الفكر العربي, لقد أحسستُ اليوم بأن عمري كله ذهب هباء منثورا وبصراحة أعترف بأنني كنت مجنونا مثل (دون كيشوت) وكنت مثل نزار قباني أطارد طوال العمر خيط دخان ولو قالوا لي في المدرسة بأن التطبيل والتزمير هو وحده الذي يحقق مع الأنظمة العربية النتائج لتدربت على التطبيل ولأصبحت (أخو امطبله) فلو كنت فعلا أعرف ذلك لاشتريت طبلة بدل أن أشتري كتابا اقرأه , وفعلا لو كنت أعلم بكل ذلك لتدربت للعزف على مزمار كل رئيس حكومة أردني بدءا من أول رئيس حكومة وانتهاء بآخر رئيس حكومة ,والآن فات بي الفوت كما يقولون وتعليمي أصبح صعبا جدا للعزف على كل تلك الآلات بدءا من الطبلة وانتهاء بالمزمار وبالأورج .

وأعترف بأنني كنت طوال عمري مخطئا جدا , فالسياسي غير مرغوب به في بلادي والمثقف غير مرغوب به وكل الذين يصلون إلى الدولة والنظام معظمهم من فئة المطبلين والمزمرين والراقصين والراقصات على الكوتا , زد على ذلك لو كنت مثلا (أخو وحده امطبله ) كما يقولون لشبعت على الأقل من الخبز..
وفي ظل هذه الظروف العصيبة لا يستطيع النظام الأردني الحاكم أن يطرب على صوت مقالاتي أو أغنياتي أو كلماتي, فأنا كلماتي تسبب له وجع في الرأس وصداع الشقيقة وأنا مقالاتي تسبب للنظام الأردني الحاكم ارتفاعا في ضغط الدم وتسبب السكتة القلبية أو الدماغية لذلك في هذا الوقت بالذات أنا غير مرغوب به وتخصصي غير مطلوب إلا في الدول التي تحترم أنظمة الحكم فيها الإنسان المثقف والإنسان الشاعر والإنسان الفنان أما في الأردن فلا أحد يحترم الكتاب ولا أحد يحترم الثقافة ولا أحد يحترم الأحرار لذلك مطلوب لمجلس النواب الأردني طبّال يطبل للحكومة أينما ذهبت أو كلما اتخذت قرارا يضر بمصلحة الوطن والمواطن الأردني, ومطلوب لمجلس النواب الأردني زمّار يزمر لكل رئيس حكومة يأتي لنيل الثقة, ومطلوب لمجلس النواب الأردني رقاصات يرقصن على صوت إيقاعات الطبلة والمزمار, ومطلوب لمجلس النواب الأردني عازف يعزف لرئيس الحكومة إذا دخل المجلس ويعزف له إذا خرج من المجلس, ومطلوب مع كل ذلك فرقة تزف رئيس الحكومة كلما دخل الوزارة وتزفه كلما خرج منها إلى بيته وليغنوا له (طلع الزين من الحمام بعيط بده شمام) ومطلوب لمجلس النواب الأردني مصفقين يصفقون للحكومة ولكل القرارات التي تضر بمصلحة الوطن والمواطن الأردني, ولو كنتُ طبالا أو رقاصة لتقدمت بطلب رسمي لرئيس الحكومة لكي يتم تعييني في انتخابات مزيفة وغير نزيهة في مجلس النواب, فإن رأيتَ في نفسك يا عزيزي القارئ طبالا جيدا فأنا أنصحك منذ هذه الساعة للذهاب إلى مجلس النواب الأردني فهنالك رئيس الحكومة الأردنية يطرب على أصوات المطبلين والمزمرين والراقصين والمصفقين, وبالنسبة للشهادات ما عليك إلا إحضار شهادة الطبلة.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جاسوس حارتنا
- مطلوب مرتزقة
- وأخيرا أصبحت خطيرا
- أنا أمام المرآة
- فطرني جبنه وزيتونه وعشيني بطاطه
- من فوق فوق فوق فوق
- انحرافي
- طعم الحرية
- تحرير العبيد2
- الرأسمال الإسلامي
- سياسة التشليح
- الجمعة القادمة
- يدك منذ اليوم
- الأردن وطن الأحرار
- المرأة دائما مريضة
- الرجل العربي الليبرالي
- وين مكاني؟
- رجل مهم
- أنت السبب
- أنا شغلة من ليس لديه شغلة


المزيد.....




- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - مطلوب طبالين