نارت اسماعيل
الحوار المتمدن-العدد: 3307 - 2011 / 3 / 16 - 08:51
المحور:
الادب والفن
سورية ليست سورية الأسد، ولا أي واحد أحد
لاأحد اشتراها ولم يبعها أحد
هي ليست جارية تباع وتشترى
وهي ليست مزرعة لأي إنسان، هي ملك كل مواطنيها
نحن 22 مليون سوري ولدنا أحرارآ وسنموت أحرارآ وسوريا ملكنا كلنا، هي وطننا جميعآ
لن نقبل أن يأتي رجل ويقول سورية أنا، وأنا سورية
أية جريمة أن يختزل الوطن بإسم شخص واحد
نريد أن يعود إسمها سورية، فقط سورية، بدون أية إضافات عنصرية، دينية أو شعبوية أو أية إضافات أخرى
يكفيها ويكفينا هذا الإسم الجميل
أية إضافة أخرى ستكون شائبة، ستكون لطخة، ستكون عارآ وخيانة لتاريخها وحضاراتها وشهدائها وتنوعها وموزاييكها الجميل
سورية هي عربية وغير عربية
سورية هي وطن كل الناس، مسلمين ومسيحيين ويهود، سنة وعلويين واسماعيليين ودروز
عرب وأكراد وسريان وأرمن وشركس وتركمان
هي مسلمة ومسيحية ويهودية وكافرة
جمالها في تنوعها وألوانها واختلافها
هكذا هي سورية، هكذا كانت دائمآ مهدآ للحضارات المختلفة المتنوعة منذ أقدم العصور
حضارات تأتي وحضارات تزول بعد أن تترك أثرها وبصمتها
سورية مركز لأقدم الحضارات البشرية منذ عصور الآراميين والآشورييين والفينيقيين
هي بلد حضارات ايبلا وماري واوغاريت وأفاميا، انظروا ما أجمل هذه الأسماء
سورية كانت ممرآ أومستقرآ لحضارات عظيمة تركت أثرها كالمقدونيين والسلوقيين والرومانيين والبيزنطيين
وبعدهم جاء المسلمون وصارت دمشق عاصمة الخلفاء الأمويين ثم جاء العثمانيون وبعدهم جاء الانكليز والفرنسيون
كل هؤلاء تركوا أثرآ لهم لينتج هذا المزيج الجميل متعدد الألوان، وهذا الثراء في مظاهر الحياة من فولكلور وطرب أصيل
وموشحات وقدود حلبية وشعراء وفنون وأدب وكل مناحي الحياة الأخرى
عندنا من أنواع الثمار ما يرضي كل الأذواق، وعندنا من الياسمين والجوري والريحان والفل والزنبق ما يثير العجب
وعندنا من الأطباق والسلطات والمازات والمشروبات ما يحير أكبر المختصين بفنون الطعام
سورية هي بلد المعري والحمداني وديك الجن الحمصي، هي بلد عمر أبو ريشة ونزار قباني وأدونيس والماغوط وسليمان العيسى
وهي بلد غادة السمان وكوليت خوري وعبد السلام عجيلي وحنا مينة وغيرهم الكثير
لا يمكن اختزال كل هذا التنوع وهذا الثراء بشخص واحد
لا يمكن اختزال سورية بهضابها وجبالها وأنهارها وغاباتها وأغوارها وصحرائها وكل أهلها بشخص واحد كائنآ من كان حتى لو كان نبيآ
حتى لو كان إلهآ
ارحموا سورية، ارحموا تاريخها ومجدها
ارفعوا عنها بنادقكم وجزمكم العسكرية
#نارت_اسماعيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟