أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام محمود فهمى - ليسوا جيلاً فاشلاً ...














المزيد.....

ليسوا جيلاً فاشلاً ...


حسام محمود فهمى

الحوار المتمدن-العدد: 3306 - 2011 / 3 / 15 - 20:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فى لحظةٍ من لحظاتِ التجلى قالَ أحدُ المصريين المُقيمين خارجَ مصر منذ عقودٍ أنه يعتبرُ جيلَه فاشلاً لأنه لم يفعلْ ما يُغيرُ به ظلمَ السنين واخفاقاتِها، سرعان ما انتشَرَت هذه المقولةُ لتصبحُ حكمةً يُردِدُها كلُ من يريدُ أن يُظهرَ تأييدَه للشبابِ بينما عينُه على تصفيقِ الجالسينِ وتعاطفهِم وتأييدِهم، فهو شديدُ الصراحةِ والتواضعِ والعرفانِ، كما يتصورُ ويتخيلُ أنهم يتصورون.

لم يُثبتْ التاريخُ لأى شعبٍ من الشعوبِ أن صفاتِه تغيرَت من جيلٍ لجيلٍ، لكلِ شعبٍ أبطالُه من أصحابِ رأىٍ ومفكرين ومناضلين، وما افتقَرَتهم مصرُ فى أى زمنٍ، كيف قامَت الثورةُ العرابية، كيف ظهَرَ مصطفى كامل، كيف تَحَمَلَ سعد زغلول، كيف ثارَ جمال عبد الناصر ورفاقُه، كيف ثأرَ أبطالُ وشعبُ 1973، كيف انتفَضَ طلابُ الستينات والسعبينات، وغيرُهم وغيرُهم؟ من ينسى مفكرين وأدباءً دخلوا السجونَ أو اِضطُهِدوا عبر مئات السنين دفاعاً عن معتقداتِهم وأفكارِهم، العز بن عبد السلام، محمد كُرَيِم، الشيخ إمام، عباس محمود العقاد، طه حسين، أحمد لطفى السيد، وغيرُهم وغيرُهم؟

لكلِ جيلٍ أدواتُه، ولكلِ فورةٍ وثورةٍ ظروفُها وشرارتُها، لم يكن الإنترنت بهذه السطوةِ منذ خمسةِ أعوامٍ فقط، لكن التطورَ الرهيبَ فى عالمِ الحاسباتِ والمعلوماتِ جعلَ السرعةَ طابعَ زمنٍ، وكذلك التغلغلَ المعلوماتى. اختلَفَت وسائلُ هذا الجيلِ وتفوقَت وتشاركَت مع الكمِ الفظيعِ من الاحباطاتِ والمظالمِ فى إحداثِ شرارةِ الخامسِ والعشرين من يناير. من عَلمَ هذا الجيلَ الإنترنت وأدخَلَهم إليه؟ أليسوا هذا الجيلَ الفاشلَ كما تنعتُه هذه المقولةُ المذمومةُ؟ ألم يُشاركَ هذا الجيلُ الفاشلُ بفكرِه وكتاباتِه ويضئ وينيرُ ويوضحُ ويشرحُ ويفسرُ؟ هل يكون البعدُ عن الوطنِ لعقودٍ دافعاً للتطاولِ على من بذلوا الكثيرَ والكثيرَ؟

مع كلِ الأسفِ أصبحَ هناك من سارقى الفرحِ من لا يخجلون فى جامعاتِهم من ترديدُ أن على الأساتذةِ الاعتذارِ للطلاب؟! يعتذرون عن ماذا؟ عن العملِ فى أسوء ظروفٍ وبأدنى مرتباتٍ؟! هل من يُبغبِغون مقولةَ الفشلِ تلك قرأوا صحفاً بها من المقالاتِ الناقدةِ الثائرةِ ما مهَدَ للخامسِ والعشرين من يناير؟! هل غامَت عن أعينِهم جماعاتٌ مثل 9 مارس وكفاية وغيرِها؟ هل إلى هذه الدرجةِ نسوا قواعدَ التربيةِ والتعليمِ التى تقومُ على اِحترامِ الأكبرِ علماً، إن لم يكن سناً؟! هل إلى هذا الحدِ يريدون بأى ثمنٍ ركوبَ موجةٍ قبل أن تفوتَهم؟! الجيلُ الفاشلُ، كما ردَدَ المغتربُ، هو الذى أضاءَ الطريقَ لمن خرجوا فى التحرير بأدواتِ عصرِهم، وإن كان غيابُه عقوداً قد غيبَه، فما عذرُهم؟

اتهامُ جيلٍ بعينِه بالفشلِ والإمعانُ فى التباهى ليس إلا تجنياً على جهودٍ ودماءٍ وأفكارٍ بُذِلَت مُخلِصةً؛ لكلِ شخصٍ رأيُه، صحيح، لكن أمامَ الإعلامِ الحذرُ لازمٌ، فهناك من يعوزُهم المنطقُ وتضعفُ لديهم الحجةُ وتُلزِمُهم اللحظةُ بأى تمحيكةٍ للظهورِ، وخصوصاً حكايةُ الجيلِ الفاشلِ تلك، ما فيها ظرافةٌ ولا لطافةٌ، ما أسخفهُا وأثقلُها عندما يلوكُها بعضُ من ينتسبون للجامعاتِ بحكمِ بطاقةِ الرقمِ القومى.

لم يعرفْ التاريخُ جيلاً فاشلاً إنما بعضِ العقولِ،،

مدونتى: ع البحرى
www.albahary.blogspot.com

Twitter: @albahary



#حسام_محمود_فهمى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سارقو الفرح ...
- الحَذَرُ من هؤلاءِ ...
- لنا وعلينا ... فى الجامعاتِ
- كلُ هذه الفوضى فى مصر؟
- حتى لا تَسقطُ مصر فى الدائرةُ الجُهنميةُ
- مصر الجديدة ...
- كلُنا عملاءٌ ...
- لا تَكسِروا أُنوفَهم ...
- كل من هَبَ ودَبَ يا مصر!!
- آوان التعقل ...
- المُكابرةُ ...
- ماذا جري للأسكندرية؟!
- وطنٌ قبل أن نبكى عليه
- لنحافظ على الأقباط حتى تسلم مصر
- شارعُ المكعباتِ وميدانُ امنحُتُب ...
- نفقاتُ الجودةِ ...
- أنهم يجلدون المرأة ...
- عودةُ القرشِ الندلِ ...
- إن لم تستح فاصنع ما شئت ...
- لو كنت خواجة ...


المزيد.....




- ليندسي غراهام: من المرجح أن تحل هاريس محل بايدن كمرشح رئاسي ...
- -أسراب مسيّرات متتالية وعشرات الصواريخ وغيرها-..9 عمليات نوع ...
- إعلام أوكراني: دوي انفجارات في خاركوف
- الكرملين: رئيس الوزراء الهندي يزور موسكو ويلتقي الرئيس بوتين ...
- -إكواس- تحذر من -التفكك- بعد إنفصال مالي والنيجر وبوركينا فا ...
- لجنة الدفاع والأمن القومي بالبرلمان الليبي: الشارع الليبي ير ...
- الولايات المتحدة.. قتيلان و19 جريحا في إطلاق نار في مدينة دي ...
- علم فلسطين يرفرف فوق جسر تاريخي في البوسنة والهرسك
- تصرفات بايدن تحرج حملته الانتخابية
- بايدن يحاول تهدئة مخاوف الناخبين ويواجه تصدعات داخل حزبه تهد ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام محمود فهمى - ليسوا جيلاً فاشلاً ...