أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبد المجيد - .. رَدٌّ من الرئيس حسني مبارك .. لا ليس هناك غيري















المزيد.....



.. رَدٌّ من الرئيس حسني مبارك .. لا ليس هناك غيري


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 988 - 2004 / 10 / 16 - 11:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أيها الأخوة المواطنون،
اقتربت الساعات الحاسمة قبل موافقتي على تجديد البيعة لولاية خامسة وبانتهائها أكون قد أكملت ثلاثين عاما زعيما أوحد لمصر العظيمة.
لعلكم تعرفون أنني لست في حاجة لحملة دعائية أو انتخابات أو منافسة فهذه ليست الديموقراطية التي فهمتها منذ أن توليت حكمكم عام واحد وثمانين، بل إنني لن أكلف نفسي عناء طلب التجديد لسبب بسيط هو أنكم ستخرجون في مظاهرات حاشدة، عمالا وفلاحين وطلابا، تطلبون مني أن لا أترككم يتامى، ولا أغادر القصر الرئاسي في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ مصر.
قطعا ستسبق مظاهراتكم عدة مقالات افتتاحية من رؤساء تحرير الصحف والمجلات الذين بلغ أكثرهم شبابا عامه السبعين، وسيعددون إنجازاتي وعبقريتي والمعجزات التي تحققت على يدي، ثم تنتهي الافتتاحية برجاء شديد وتوسل بدموع دافئة أن أوافق على تجديد البيعة فهو مطلب جماهيري شعبي، وأن كل مكتسبات مصر منذ أن توليت الحكم معرضة للانهيار إن لم تستمر المباركية نظام حكم وعنوانا للرفاهية وتجربة رائدة لشعب مصر العظيم.
أما أعضاء مجلسي الشعب والشورى فلن يكون دورهم أقل من افتتاحيات الصحف اليومية والأسبوعية، وسيكتبون وثيقة بيعة، ويخرجون في مسيرة لا يتخلف عنها إلا ثلاثة أو أربعة من المشاغبين اليساريين أو الإخوان المسلمين أو بقايا الشيوعيين.
في الواقع، أيها الأخوة المواطنون، فإنني لم أتخيل للحظة واحدة أن هناك مصريا واحدا في طول البلاد وعرضها يمكن أن يحل محلي، ويجلس في القصر الجمهوري وأعود أنا إلى صفوفكم مواطنا لا أملك القوة والسطوة والسلطة وكل ما في أرض مصر وسمائها وبحرها ونيلها، لهذا رفضت لأكثر من أربعة وعشرين عاما أن يكون لي نائب يشاركني الحكم ويحلم في منامه أو يقظته بأنه قد يصبح رئيسا لمصر.
هذا هراء وتخيلات مريضة وأضغاث أحلام، فأنتم لا تفهمون ولا تعرفون لذة السلطة وعشق كرسي الحكم! ثم ماذا يفعل ابني جمال مبارك في حال تحقيق حلم مصري آخر أن يتولى شؤون وأمور أرض الكنانة بعدي؟ هل تنتهي المباركية ولا يتذوق حلاوة السلطة من بعدي مبارك آخر؟
ومع ذلك فأنا لم أجبر أحدا على أن يمنحني صوته أو يمتدح في عبقريتي أو يفسر حديثي، فمثقفوكم ومفكرو مصر وكتابها وإعلاميوها يصدعون رأسي في كل ساعة من ساعات الليل والنهار بمديح زائف وتملق مقزز للنفس العفيفة وتزلف يصيب بالغثيان.
حتى عيد ميلادي الأخير قالوا بأن الله اختاره ليتوافق مع عيد الفصح المجيد!
أيها الأخوة المواطنون،
أقول لكم هذا الكلام قبل وقت طويل من تجديد البيعة في استفتاء غريب وعجيب لا يترشح فيه أحد غيري، وحتى لو قاطعتم الاستفتاء فلن يؤثر هذا في
النتيجة النهائية التي ستزيد عن ستة وتسعين بالمائة، وسأترك الباقي لأفسح المجال لبضع كلمات في خطابي الأول بعد الولاية الخامسة وأقول بأن الذين
لم يوافقوا على اختياري رئيسا هم أيضا مواطنون ولهم نفس الحقوق.
ينبغي عليكم أن تستوعبوا حقيقة قائمة طالما أنا في سدة الحكم، وهي أنه لا يوجد رجل ثان أو ثالث أو حتى عاشر، فكلهم يأتمرون بأوامري، ويمسحهم وجودي، بل لا أخفي عليكم مشاعر الفرحة وهم يقفون خلفي أو يسيرون مطأطئي الرؤوس، خافضي الصوت، يراقبون تعبيرات وجهي ليماثلوها، إن غضبت غضبوا وإن ابتسمت ضحكوا، وإن عاتبت أحدا صبوا عليه حممهم، وإن أبديت رأيا اهتزت رؤوسهم حتى تكاد تقع من فوق رقابهم.
وكما قلت لكم بأن وجودي يلغي بالتبعية الآخرين ومناصبهم وألقابهم وحساسية مراكزهم، حتى وزير الدفاع جعلته يسير خلفي بين آثار الأقصر لدى زيارتي لتحية السياح بناء على طلب من وزير السياحة في وقت يحتاجه كل جندي وثكنة عسكرية وخطوط أمامية في مواجهة قوة صهيونية قد تكون لها حساباتها الخاصة المتفجرة من رأس إرهابي كان مسؤولا عن ذبح الأسرى المصريين عامي ستة وخمسين، وسبعة وستين.
الآن بعد أكثر من عقدين في ظل قيادتي الرشيدة لم يعد هناك من يستطيع أن يشير بسبابته إلى خطأ ارتكبته أو اختيار لم أوفق فيه أو رأي غير صائب، فلن يسمعه أحد، ومن يستمع إليه لن يردد حديثه، فكل الناس تبحث عن لقمة العيش، والإعلاميون والمثقفون والمفكرون وهم ضمير الأمة، تنتظرهم أيضا عائلاتهم، ثم أنهم يتمتعون بامتيازات لم تدر بذهن أحدهم قط.
تقول الدراسات بأن أربعة وأربعين في المائة من المصريين فقراء، وأن أربعة وثمانين تحت خط الفقر المتعارف عليه دوليا، وأنه لا توجد دراسات كافية وجادة عن التفاوت الطبقي المذهل في عهدي. لكنني لا أكترث كثيرا لهذا الأمر فالصحافة والتلفزيون ووسائل الإعلام الأخرى وبيانات رئيس الوزراء تؤكد لي بأن فكري في العبقرية الاقتصادية وتوجيهاتي لمنح الأولوية للطبقة الكادحة، قد جعلت مصر محط إعجاب الاقتصاديين في الدول الصناعية الكبرى، وأن مدارس اقتصادية عالمية تدرس باهتمام بالغ توجيهاتي التي جعلت مصر بموارد قليلة تتجنب مصير دول أوروبا الشرقية والأرجنتين.
ألم أقل لكم أن الإعلام المصري قام بصناعتي كما قمت أنا بصناعته؟ حتى عندما أكد وزير خارجيتي بأنني سأقوم بحضور مؤتمر قمة بيروت لأن نجاحه مرتبط بحضوري، ابتلع كلامه وقال بعد يومين بأن عدم حضور الرئيس مبارك أنقذ مؤتمر القمة!
لو أنني قلت لكم بأن الشمس تشرق من المغرب فلن تمر لحظات قبل أن تتلقى وسائل الإعلام تعليمات ملزمة بالحديث عن الرأي الصائب للرئيس، وسينشر رئيس تحرير صحيفة يومية في افتتاحيتة تحليلا لشروق الشمس من المغرب وبأن الرئيس مبارك يعني أن الوضع الدولي سيء، أو أن العدوان الإسرائيلي بلغ حدا غير مقبول!
عندما استضافني التلفزيون اللبناني وسألتني المذيعة الجميلة المتألقة عن رأيي في نتينياهو، قلت بأنه كان رئيس وزراء خفيف الظل. ولم يكن في الحديث جديد أو تحليل أو رؤية عميقة من رئيس أكبر دولة عربية، وفي اليوم التالي تسابق الصحفيون والإعلاميون ومفكرو هذا الوطن المسكين يستخرجون عنوة من حديثي كل جوانب الحكمة والخبرة والدهاء والوطنية، ماذا أفعل لكم؟ لم أضرب أحدا على يديه أو ركبتيه ليجعل مني ملكا يمشي على الأرض أو رسولا يغير رسالة سماوية أو ظاهرة لم تنجب مثلها مصر في تاريخها كله، ولكنني أجد الملايين يتبرعون من تلقاء أنفسهم بالمديح والثناء والابتهال إلى الله بالشكر على نعمة وجودي رئيسا لكم.
من حسن حظكم أن بمصر جهازا وطنيا لم تتسلل إليه قيم الفساد والرشوة والمحسوبية وهو المخابرات ومباحث أمن الدولة، وهو مشغول بالوطن والخطر المحدق به من سفارات أجنبية، وأجهزة تنصت، وعملاء إسرائيليين ومصريين يعملون لدى العدو الصهيوني، ورجال أعمال لا يتقون الله في الوطن، ولصوص المال العام، وناهبي مصر، والجماعات الدينية المتطرفة، وخصوم الوحدة الوطنية بين المسلمين والمسيحيين، ونواب الكيف والمخدرات، ومزوري الانتخابات.
ولعمق وصدق وطنية رجال المخابرات ومباحث أمن الدولة، فإنهم لا يطاردون مصريا ينتقدني، أو مواطنا غاضبا على طريقة حكمي، إلا في حالات نادرة، من ضباط لا ينتمون تربية وتعليما وخلقا لهذا الجهاز الأمني الوطني.
وبالرغم من كل ذلك، فإن انتقادي منطقة محرمة وحمراء يصعب الاقتراب منها، لأنني أوحيت إلى الجميع بأن أمني من أمن مصر وأن لقمة العيش التي يلهث خلفها رعاياي مرتبطة برضائي واسترضائي وحمل أوزاري بعيدا تماما عن هذا الاسم المبارك الذي سيبقى معكم ربع قرن آخر أو يزيد!
أيها الأخوة المواطنون،
لقد قمت خلال سنوات حكمي بصناعة نوع من الديموقراطية لم يشهد له تاريخ العرب الحديث مثيلا، فأنا أدعكم تتكلمون وتصرخون وتضربون رؤوسكم في الحائط وتبكون دما، لأن هذا تنفيس عن مكبوتات، لكنني لا أستجيب لكم، ولا أكترث لعشرات الآلاف من القضايا الحياتية اليومية، وخلاصة القول أنه
ليس لديّ وقت للاهتمام بكم.
تطلبون مني مشروعا قوميا لمحو الأمية التي تمثل عارا وكارثة بكل المقاييس لكن هذا الأمر كان بعيدا تماما عن اهتماماتي، ونفس المطالب الغريبة منكم تنسحب على الأمراض الوبائية الخطيرة التي تعصف بالوطن والمواطن، وتستحق أن أتعامل معها كما نتعامل مع زلزال يضرب أرض مصر الطيبة أو إعصار أو هزيمة عسكرية، وأعني هنا البلهارسيا والكبد، ولكنني تركت هذه القضية غير الهامة لي بين يدي وزير الصحة وبإمكانيات متواضعة، ولن أتابع نتائجها ما حييت.
غضبت غضبا شديدا عندما تناهت إلى سمعي أحاديث وهمسات وتمتمات عن سوء اختياري لرجال حكومتي، وهذا غير صحيح بالمرة. لقد اعتكفت شهرا كاملا في برج العرب للتأمل والتفكر والاستخارة والاستشارة، وعرضت علىّ مصر العظيمة آلافا من العباقرة والشرفاء والمخلصين القادرين على صناعة مستقبل مشرق في كل المجالات، لكنني رفضت رفضا قاطعا، فأنا أريد رجالي الذين يفهمونني قبل أن أتكلم، ويطيعونني طاعة عمياء، ويتعرفون على رغباتي قبل أن تخرج للعلن، ويمتدحون مقدرتي في كل شيء، ويعتبرون كل كلمة أتفوه بها كأنها رأس الحكمة أو بيان من التنزيل أو قبس من النبوة السياسية.
واحتفظت بأكثرالفاشلين الذين سلخت جلودهم مقالات صحف المعارضة، وفضحتهم ونشرت وثائق تدينهم، وأثيرت حولهم شبهات هائلة تستحق أصغرها محاكمة علنية. ولم ينبس أحد ببنت شفة، وحتى الذين يعترضون منكم نشروا في الصحافة المعارضة نقدا وعتابا لرئيس الوزراء الذي اختارهم، وكأنهم يسخرون من أنفسهم.
إن كل فرد في هذا الشعب يعلم جيدا أنني الوحيد الذي أختار وزراء حكومتي، فرئيس الوزراء لا يفعل أكثر من تلبية رغباتي والالتزام بتوجيهاتي .
. لم أعد أهتم كثيرا بصعود أو انهيار شعبيتي، فأنا باق في القصر الجمهوري رئيسا عليكم ما تبقى من ولايتي الرابعة، ثم تعقبها ولاية خامسة، سواء رغبتم أم أبيتم.
هل يتجرأ أحدكم مهما بلغ من العلم والقدرة والثقافة والخبرة في العمل السياسي ويعلن أنه سيترشح أمامي منافسا لي على رئاسة الجمهورية؟
لن أكون بحاجة للرد عليه، أو شد أذنه، أو الموافقة على انتخابات نزيهة وحرة يتنافس فيها ثلاثة أو أربعة مرشحين، فرجالي سيتكفلون بتأديبه في كل وسائل الإعلام، وسيعلنون تمسكهم بي وبنهجي وبالطريق الذي سلكته وبإنجازات عصر مبارك!
أعود لقضية الملفات الأمنية والمالية والشخصية وأرفضها جملة وتفصيلا، ولن أسمح لأي جهة في مصر كلها أن تكشف تاريخ واتصالات وخصوصيات وممتلكات وأموال أي من رجالي، من كمال الشاذلي إلى صفوت الشريف ومن فهيم الريان إلى ممدوح البلتاجي ومن فتحي سرور إلى يوسف والي وعشرات غيرهم تماما كما قمت من قبل بحماية المستشار طلعت حماد والمستشار اسماعيل الجوسقي، ولم أعر اهتماما للتقارير التي وصلتني عن محافظ الجيزة أو مستشار وزير الثقافة، فالكلمة الأولى والأخيرة والفصل لي أنا وحدي، وعليكم الطاعة والشكر.
لم أكن أريد التطرق إلى قضية أزعجني كثيرا طرحها وهي قوانين الطوارئ التي أحكم بها، وأنا أعلم أن الدول المتقدمة ترفضها كلية، وأن الحد الأقصى قد يكون شهرا أو اثنين، لكنني الحاكم العسكري في هذا البلد، وأعتبر القوانين العرفية الاستثنائية التي تستخدمها الدول الأخرى في حالات الحرب والاضطرابات والقلاقل هي بمثابة صمام الأمن لي وتتناغم مع رفضي المطلق لمشاركة نائب لي الحكم، فقد قلت لكم من قبل بأن لذة كرسي السلطة لا تعادلها نشوة أخرى خاصة إذا صحبها إحساس بالاستعلاء وبدونية الآخرين وبأنهم أصفار متراصة لا تساوي أي قيمة تذكر.
عندما هبطت طائرة وزير الصحة السابق إسماعيل سلام مطار العاصمة السويدية ستوكهولم، تلقى خبرا عاجلا من القاهرة بأنه قد تمت إقالته فورا. وعاد الرجل تسبقه دموعه، فقد تعلم درسا يجب أن يستوعبه الآخرون، وهو أنني كبير ماداموا صغارا، وأستطيع بتوقيع صغير على ورقة واحدة إقالة من لا أرغب في بقائه لحظة واحدة دون ذكر الأسباب،حتى لو كان وزيرا في مهمة رسمية كإسماعيل سلام، أو وزيرة للبيئة كنادية عبيد، أو وزيرا للتموين كأحمد الجويلي، أو غيره.
عندما استضافتني القناة التلفزيونية الأمريكية سي إن إن، وسألتني المعلقة عن سبب عدم تعيين نائب رئيس، وأنا بنفسي كنت نائبا للرئيس الراحل أنور السادات،قلت لها بأن السادات كان محظوظا لأنه عثر علي، أما أنا فلم أجد أحدا بعد! وكان ردي أكبر من استيعاب أي شخص أمامي، فهو ازدراء شديد ونظرة فوقية لا ترى مصر قادرة على إنجاب من يستحق أن يكون خليفة لي أو أمينا على البلد في غيابي.
البطالة في مصر مفزعة وتحتاج هي أيضا كالبلهارسيا والأمية والكبد الوبائي إلى مشروع قومي وطني، لكنني لم أدرك خطرها بعد، أو ربما لدي قناعة بأن مفهومي للبطالة يختلف عما يراه المحللون والمتخصصون والأكاديميون. وقد قلت في إحدى خطبي بأن مشروعا سياحيا يعمل على تشغيل عدد من العاطلين يمثل النجاح كما أراه، ولم أعرف أن البطالة ليست فقط البحث عن عمل، لكنها البحث عن عمل منتج. ولا يزال هناك- وفقا لأدنى تقدير- ستة
ملايين عاطل عن العمل، وليست لدي أدنى فكرة عن كيفية دمجهم في القوى العاملة، والحمد لله أن شماعة الانفجار السكاني تتحمل كل وزر وخطأ.
في اجتماع مع المثقفين والمفكرين على هامش معرض القاهرة الدولي للكتاب في يناير الماضي قلت بأنني أشاهد التلفزيون، وعندما لا يروق لي برنامج أتصل فورا بوزير الإعلام. بهذا المنطق تحدثت مع نخبة المجتمع وصفوة مفكريه ونقاده ومثقفيه الذين كادوا يجمعون علي أن إعلامنا المصري فقد الريادة وأن ماسبيرو مرتع للفساد والمحسوبية، وأن برامج التلفزيون المصري تعكس مدى تخلف القائمين عليها، بل إن عشرات الآلاف من المصريين في الخارج يخجلون من قناتهم الفضائية التي تذيع كما هائلا من الغث والانحدار مثل(لعب عيال) و(عالم أطفال) و(أول خطوة) و(نجم على الهوا) و(ما يطلبه المشاهدون)و(فيلم كليب) وعشرات غيرها من برامج وضعها هواة أقرباء ومعارف المسؤولين، بل إن مقدم برنامج(دنيا ودين)ومقدمة برنامج( لحظة صدق)لا يستطيع أي منهما قراءة جملة واحدة عربية سليمة. وصمت الحاضرون وليس من بينهم أي مثقف أو ناقد يتفق معي في رؤيتي عن تفوق قنواتنا التلفزيونية، وابتسم وزير الإعلام فمصر كلها في جانب وأنا وهو في جانب آخر.
هكذا تصدر القرارات في عهدي، في الاقتصاد وفي السياسة وفي معظم مناحي الحياة، ولعلكم تتذكرون حيرة كل المصريين منذ بدء الانتفاضة الفلسطينية المباركة، فلا يعرف أحد أين يقف رئيس الجمهورية، محايدا بين العرب ومغتصبي ارض فلسطين، وهذا ما تشير إليه كل محادثاتي وخطاباتي تقريبا ومنها الدعوة إلى وقف العنف بين الطرفين وكأن القاتل يتساوى مع القتيل، محايدا بين أمريكا العرب، وأزعم أنكم جميعا لاحظتم عدم مطالبتي أصدقائي في أمريكا بتسليم المصريين وعائلاتهم المختبئين في جبال أفغانستان قبل أن تحرقهم أمريكا أو تسد عليهم كهوف الجبال أو تقطع أصابعهم لإجراء تجارب عليها، فليس من عادتي الاهتمام بالمصريين في الداخل أو في الخارج، أن تسكنوا في المقابر، أو في عشش الصفيح، أو تحرقكم شمس السلوم الملتهبة إذا ألقى بكم العقيد معمر القذافي فيها وهي تمور، أو يصفي صدام حسين عدة آلاف منكم ويرسلهم في نعوش خشبية مشمعة إلى مطار القاهرة الدولي، أو يأكل حقوقكم وأموالكم الكفيل في دول الخليج العربية، أو تقوم الاستخبارات الأردنية بضربكم بالسياط ونهب أموالكم وأنتم في الطريق من الكويت أو من مكة المكرمة، أو يتعرض الكثيرون منكم للإهانة والضرب والجلد والتعليق كالخراف في أقسام الشرطة المصرية في عهدي الرشيد، فكلها أمور لا تلفت انتباهي ولا أكترث لها.
كيف بالله عليكم اهتم بها وأنا أكاد أصدق أنني رسول هذا العصر من كثرة ما تخترق أذني كلمات الثناء والمديح في كل ساعة من ساعات الليل والنهار.
كل ضيوف برنامج صباح الخير يا مصر يجبرون على أن يثنوا على توجيهاتي الحكيمة، أو يتبرعوا هم أنفسهم بالنفاق والتزلف.... ثم تكر برامج كل حلقة
من كل صباح مصري جميل، وكلها تقريبا لا ترى في العالم كله غير استرضائي. ثم افتح الصحف المصرية ولا أجد في الكون كله غيري . ثم يأتيني وزرائي تباعا ويتبلل كل منهم خجلا وخوفا، لأكتشف أنه يريد أن يسمع كلمة إطراء مني أو أضعف الأيمان، أي أن يضمن منصبه حتى إشعار آخر.
أيها الأخوة المواطنون،
ثمة أنماط شديدة الوضوح لا تخفى عليكم في تعاملي مع بعض القضايا وفي مقدمتها الشكاوى الُمرة التي قرأت عنها وسمعتها وتكدس مكتبي بمئات منها وكلها تطالبني بالتدخل لوقف إهانة المصريين في أقسام الشرطة، واحترام القضاء، والإفراج الفوري بعد البراءة في المحكمة، ومنع كل أنواع التعذيب والضرب والركل والتحفظ في التخشيبة ليوم أو اثنين أو أكثر.
وأنا أكرر أمامكم الآن وبعد أربعة وعشرين عاما من حكمي بقانون الطوارئ بأنني لن أحسم هذا الأمر لصالحكم، ولن تخرج توجيهات من مكتبي الفاخر بالقصر الجمهوري تطالب ضباط الشرطة باحترام المواطنين، فماذا أنتم فاعلون؟
ستخرجون رغم ذلك بعشرات الآلاف في كل موكب لي، وترفعون أكفكم وأيديكم، وتهتفون بحياتي وباسمى، أليس كذلك؟
يتساءل البعض عن صمتي تجاه قضايا تعويضات المصريين المادية والأدبية من جراء الإعدامات الإجرامية والقذرة التي قام بها جيش العدو الصهيوني وخاصة آريل شارون عامي ستة وخمسين وسبعة وستين، وأيضا تريدون أن تعرفوا مصير سرقة بترول مصر وخيراتها في باطن سيناء خلال فترة الاحتلال، وأنا لا أريد أن أغضب إسرائيل وأمريكا خشية توقف المعونات التي تسند ظهر اقتصادنا. أما بيع البترول المصري لإسرائيل واستخدامه في تسيير عجلة الحرب الإسرائيلية الوحشية وارتكاب المجازر، فأنا لست مضطرا للحديث معكم حول هذا الشأن!
ثم منذ متى يحق لأحد منكم ولو كان بعضكم لبعض ظهيرا أن يطرح سؤالا على رئيس الجمهورية؟ هل سمعتم عن رئيس وزراء أو وزير أو وكيل وزارة أو محافظ أو حتى مثقف كبير ومفكر وكاتب ورئيس تحرير صحيفة كبرى يتجرأ ويسألني وهو يعرف مسبقا أن هذا السؤال قد يغضبني؟
أيها الأخوة المصريون،
لقد ضقت ذرعا بقضايا النهب والسرقة وغياب القواعد الرشيدة في منح القروض وتهريب الأموال بالمليارات، ففي عهدي الرشيد ظهرت طبقة طفيلية تسحقكم وتمتص كل نقطة دم تسري في عروق مصري، فوزير المالية يسرق، ورئيس الجمارك ينهب، ومحافظون يختلسون، ونواب الأمة الذين احتل أكثرهم أماكنهم تحت القبة بالتزوير والتزييف والرشوة، غائبون عن الوعي، ومثقفوكم ومفكرو الوطن يغمضون أعينهم ويضعون أصابعهم في آذانهم خشية افتضاح الحقيقة، وهي أنني بعيد تماما عنكم، وهذا لا يعني على الإطلاق أنني لن أجدد لولاية خامسة.
أنا أعرف الحل السحري السريع للقضاء على الجزء الأكبر من الفساد والتهريب والنهب والذي تمنيتموه من قبل، وهو عرض كامل لملف كل وزير ومحافظ وموظف كبير وأقرباء المسئولين وحتى أقرب الناس لي، على المخابرات المصرية ومباحث أمن الدولة ومباحث الأموال العامة، وأن أستمع أنا رئيس الجمهورية إلى نصائحهم وأثق في شرفهم ووطنيتهم وعشقهم لمصر، وأن أحاكم أو أستبعد كل من تضع المخابرات ومباحث أمن الدولة والأموال علامة استفهام عليه أو تدور حوله الشبهات، وهذا الحل سيضع مصر على الطريق الصحيح، لكنني لن ألجأ إليه مطلقا، فأنا الحاكم الأوحد وصاحب الرأي الصائب، وأنا لا أخطئ في قراراتي أو اختياراتي.
يتوهم بعضكم بسذاجة منقطعة النظير إن مهمة الحاكم هي خدمة الشعب والمواطنين، وأنني أتلقى أجري منكم نظير عملي كرئيس للجمهورية تحدد اختصاصه القوانين والدستور، لكنني لم أفهم سبب وجودي في هذا المنصب من خلال ما تطلقون عليه قواعد وقوانين ودستور الوطن، لأنني وجدت فجأة كل ما على أرض مصر وفوقها وتحت ترابها ومائها وسمائها في خدمتي، ولو طلبت من الشرطة مثلا أن تضرب بيد من حديد شبابا غاضبين في الحرم الجامعي، فستكسر الهراوات رؤوسا غضة لشباب مصر وأمل مستقبلها. ولو أجريت حديثا خالفت فيه كل قواعد المنطق والموضوعية والحقائق، فسيتحول إلى ورقة عمل يمتدح عبقريتها كل وزرائي ورجالي والمستشارين من حولي، ثم تسألونني من الذي يخدم الآخر؟
يا شعب مصر العظيم،
هذه هي ديموقراطيتي رغم أنف الجميع، وعليكم السمع والطاعة مادمت رئيسا للدولة، ويجب أيضا تجنب الثرثرة الفارغة عن احتمال رفض شعب مصر جمال مبارك رئيسا عليكم عندما يأذن الوقت، فأنا لم أجعل منصب نائبي شاغرا طوال تلك السنوات إلا تهيئة واستعدادا لاستمرار الملكية الجمهورية، هل هناك من يعترض؟ إنني أقترح عليكم عدم رفع أي شكوى لي لأن وقتي لن يسمح بالنظر فيها، ثم إنها على كل حال لن تثير اهتمامي مهما كانت أهميتها.
تلقيت حتى الآن أكثر من مائة وخمسين شكوى تتعلق برئيس جامعة الإسكندرية ويظن صاحب كل شكوى أن اللجوء إليّ سيضع حدا للمشكلة أو القضية أو يقيم قواعد العدل فيها، لكنني أصارحكم بأنني أزحتها كلها من أمامي، كما فعلت طوال أكثر فترة حكمي في آلاف القضايا والمشاكل وعذابات المصريين وأوجاع أبناء شعبي.
عندما ظل لصوص شركات توظيف الأموال يخدعونكم ويحتالون عليكم وتوظفون لديهم مليارات من أموالكم، كان من الممكن أن تكون فوق مكتبي ملفات كاملة للرياض والسعد والبركة وغيرهم، ولم أفعل، وكاد اقتصاد مصر يهتز هزة أرجنتينية تعصف بالوطن.
لن أتحدث مرة أخرى عن سكان المقابر الذين بلغ عددهم مليوني نسمة أو أكثر أو أقل، فليست لدي خطة مستقبلية لوضع حل لهذه المأساة، وربما تتضاعف أعدادهم في السنوات القادمة، ولكن مادام إعلام ماسبيرو لا يعرض قضيتهم، ولا تقترب منهم كاميرا تليفزيونية، ولا يستطيع مصري واحد في أرض الكنانة كلها من حلايب إلى الإسكندرية أن يحاسبني، أو يوجه اللوم إليّ، أو يحملني المسؤولية أو يشكك في عبقرية توجيهاتي، فسيظل الوضع كما هو عليه، وليس أمامكم غير الصمت.
أيها الأخوة المواطنون،
تتعجبون من الأرباح المليارية التي يحققها الطفيليون الجدد وهو نوع من الاقتصاد لا يوجد في أي مكان على وجه الأرض. فيتقدم مثلا رجل أعمال ورأسمالي ماريني بمشروع الهاتف المحمول، ويقول بأنه سيدفع للحكومة مبالغ طائلة، فضلا عن تسديده للقرض الذي يبلغ أكثر من مليار جنيه. وتوافق الحكومة، فتلك هي عبقرية الاقتصاد في عهدي، ويحصل الحوت الجديد على تسهيلات وقروض وأرض ويستورد أجهزة استقبال وستالايت، ويغطي سماء مصر وأرضها. وفي غياب تام لجمعية حماية المستهلك يحدد الحوت قيمة المكالمات وفتح الخط والاشتراكات ويسيطر على سوق يبتلع أي مشروع. وأنا أعرف، أيها الأخوة المواطنون، أن المكالمات الهاتفية في مصر تعادل أضعاف مثيلاتها في أوروبا، بل إنها تكاد تصبح مجانية في أمريكا وكندا. ويعيد الرجل للبنك قيمة القرض من أرباح العام الأول، ثم يدفع لخزانة الدولة بضع عشرات من ملايين الجنيهات، وينضم لقافلة أصحاب المليارات في مواجهة ملايين المصريين الذين لا يجدون قوت يومهم.
سيطرح أحدكم السئوال السخيف المعهود: لماذا يا ريس لا تتدخل لصالح المواطن؟ كأنكم لا تعرفونني! هل استنجدتم بي من قبل ووجدتموني حاضرا؟ هل تدخلت أنا من قبل لحمايتكم من مافيا المستشفيات الاستثمارية التي تتعامل مع أجسادكم كما يتعامل ميكانيكي السيارات مع سيارة قديمة متهالكة، فيأخذ منها ويضيف إليها كما يشاء؟ هل تدخلت أنا لحمايتكم من مافيا الدواء أو من الأمراض الوبائية أو من المياه الملوثة أو من عشش الصفيح وآلاف المساكن التي لا تليق بإنسان قط؟ هل سمع أحدكم أنني انتفضت غضبا لأن مواطنا مصريا هضمت حقوقه أو سرقت شركة أمواله أو تم طرده وآلاف معه من أي بلد آخر دون وجه حق؟
إن رجالي من مديري المكاتب والمستشارين ورجال الأمن والموظفين الكبار في ديوان الرئاسة يعلمون جيدا ماذا أريد أن أقرأ، لهذا لا يرهقونني بكتابات مليئة بالنقد أو العتاب أو الشكاوى، فأنا أظن أن لكم ربا يحميكم.
قرأت مصادفة حديث أحدهم عن توجيهاتي الكريمة واهتمامي منذ سنوات بتسهيل استيراد البضائع، وتوسعة القرية، وتجاوز البيروقراطية، والحقيقة أن هذا لم يحدث قط، فأنا أعلم أن قرية البضائع تحتفظ بنفس مساحتها منذ عام ثمانين، ولا يوجد في مخازنها أماكن لحفظ الرسائل والطرود.
لا يزال البريد في عهدي الرشيد بدائيا وبطيئا، والرقابة شديدة على الكلمة المكتوبة القادمة من الخارج رغم الانترنيت والبريد الإلكتروني والمحادثات، وأنه لم يعد يخفى على أحد الغث من السمين.
الاحتكار في عهدي بلغ مداه، لذا فإن شخصا واحدا قد يحدد نوع الطعام من فاكهة وخضروات ومعلبات وغيرها ليسيطر على السوق ويضع السعر الذي يحول التجارة إلى احتيال، والربح إلى ما تطلقون أنتم عليه: هبرة واحدة، ثم ينطلق صاحبنا إلى عالم الأسياد الأثرياء.
في عهدي ارتفع عدد مدمني المخدرات إلى أكثر من ربع مليون، وكان من المفترض أن أقوم بعمل حملة وطنية وإعلامية ذكية تتحد فيها المدرسة والكنيسة والمسجد والكتاب والإعلام والمستشفى والفنون والآداب لخدمة أبنائكم وإنقاذكم من براثن أعداء البشرية، تجار المخدرات.
في عهدي ارتفع ضحايا الحوادث المرورية إلى خمسة آلاف مواطن وعشرات الآلاف من الجرحى والمعوقين، لكنني لم أجد سببا واحدا لاعتبار الأمر كارثة وطنية،لأن هذا سيضطرني للاستعانة بالخبراء والأكاديميين وعشرات الكفاءات المصرية التي يمكن أن توجه إلىّ النصيحة للقضاء على هذه المأساة، وأنا أرفض النصيحة والنقد، ولا أريد أحدا ينتقد اختياري العبقري لوزرائي. ثم إنني أرفض فكرة تولي الشباب مسئوليات ونفخ روح جديدة في العمل الوطني، لهذا تجدونني احتفظ بمسئولين كبار لا يريدون من الدنيا إلا الستر ورضائي.
هل شاهدتم الحاضرين في إحدى المناسبات الوطنية أو الدينية أو غيرها، الذين يجلسون كأن على رؤوسهم الطير ويحاول كل منهم أن يستخرج من خطابي مالم يدر بذهني قط؟ إنهم الجدار الذي يحمي السلطة، وأكثرهم بلغ من العمر عتيا، ومنهم وزرائي الذين لا أستبدل بأحدهم ملء الأرض ذهبا ولو قدمتم آلاف الوثائق التي تدينهم فلن أكلف نفسي عناء إلقاء نظرة خاطفة عليها.
إنني لم أولي اهتماما لفشل أي وزير أو محافظ، ولعلكم تلاحظون أن الوزراء القدامى الذين تحنطوا في مقاعدهم هم الأكثر فشلا والذين أحيطت بهم شبهات وتساؤلات ومئات من علامات الاستفهام، حتى لو تعدى أي منهم السن القانونية للعمل، فسأجدد له كما فعلت مع المهندس فهيم الريان.
في عهدي أصبح الغلاء في مصر عذابا يوميا، بل إن هناك سائحين كثيرين يعتبرون مصر من أغلى بلاد الدنيا، وبعضهم يجلس في غرفته بالفندق في شرم الشيخ أو الغردقة ويرفض تناول الطعام في مطعم الفندق، فماذا عن المواطن العادي الذى يكفي مرتبه الأسرة عدة أيام، مع افتراض أنه يعمل؟
أشاهد في عيونكم أسئلة تتراقص وتكاد تقفز إلى أذني وفي مقدمتها علامات الاستفهام عن مئات الملايين التي تدخل الدولة من تحويلات المصريين بالخارج، وبيع البترول، وقناة السويس، والتصدير، والدعم الأوروبي والأمريكي، والمبالغ الطائلة التي تصلنا لمشروعات من الدول الغنية المانحة ومن السياحة.أكثر من خمسة ملايين مصري في الخارج يساهمون في رفع مستوى الدخل لدى نصف عدد السكان، والباقي تكفيه الدخول التي أشرت إليها من قبل، فلماذا الفقر والمرض والأمية والبلهارسيا وسكان المقابر وعشش الصفيح والنسبة المئوية المخيفة لرعايا الرئيس حسني مبارك الذين يتألمون تحت خط الفقر؟
ألمح من بعيد ابتسامة ساخرة تلخص كل ما في نفوس وعقول وأفئدة أبناء الشعب، أين تذهب أموال هذا الوطن المسكين؟ لا يتسع المجال هنا للحديث عن القضايا والمشاكل المستعصية فهي تناطح السحاب طولا، وتؤلم الأرض ثقلا، وتجرح القلب حزنا، وتوجع النفس كمدا. ولن يثنيني هذا عن عزمي الذي لم أحد عنه طوال مسيرتي قيد شعرة، ولن أقدم تنازلا واحدا عن لاءاتي العشرة.
لا للتفريط في كرسي السلطة قبل نهاية الولاية الخامسة وتولي جمال مبارك رئاسة الجمهورية. لا لكشف سوءات وعيوب وخصوصيات وممتلكات وأموال رجالي من الوزراء والمحافظين، فهم باقون معي مدى الحياة. لا لعرض ملفات كبار الدولة على المخابرات ومباحث أمن الدولة ومباحث الأموال، فأنا وحدي الذي يأمر فيطيع الآخرون دون تردد.
لا لإشغالي بعشرات الآلاف من القضايا والمشاكل والشكاوى فللمصريين رب يحميهم. لا للحفاظ على كرامة المصريين في الداخل أو في الخارج، ومن حق ضابط الشرطة أن يضرب ويركل ويعلق أي مواطن من قدميه. لا لمعرفة عدد المعتقلين من سجناء الرأي والتهم الموجهة إليهم وأحكام القضاء وحقوقهم الإنسانية الأخرى. لا لتعيين نائب لي. لا لرفع الأحكام العرفية وقانون الطوارئ. لا لاستبدال كفاءات مصرية بوزارئي الفاشلين والذين أمضوا سنوات طويلة دون أن يمسهم التغيير.
لا أحد يحاسبني أو يشكك في اختياراتي، فأنا لست في خدمتكم، إنما أنتم جميعا تحتاجون رضائي
فأنا السيد الذي يأمر، وأنت عبيد تطيعونني في مذلة واستكانة ومهانة وخنوع
محمد عبد المجيد
رئيس تحرير طائر الشمال
أوسلو النرويج
http://www.tearalshmal1984.com
[email protected]
[email protected]
Fax: 0047+ 22492563



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الخليجيون متخلفون؟
- رسالة مفتوحة إلى الرئيس حسني مبارك .. وهل هناك غيرك؟
- المخابرات النرويجية تراقب المخابرات النرويجية
- لماذا يحكم ياسر عرفات شعب الجبارين؟
- تركيب الصور تزييف إعلامي
- أيها الصحفيون العرب: تمردوا
- هموم المغتربين
- وستفيض دموعهم لنصف قرن قادم ... رسالة شكر من مبارك الثاني إل ...
- دموع المصريين تفيض على ضفتي النيل .. رسالة مطوية من مبارك ال ...
- المغتربون العرب والإيدز العصبي
- الموت البطيء بالأمر السامي .. مخالب أمير المؤمنين
- أمريكا .. شيكا بيكا
- صناعة العبودية .. لماذا يحتقرنا الرئيس حسني مبارك؟
- لماذا يحتقر الرئيس الأمريكي الزعماء العرب؟
- البشرة البيضاء للعنصرية
- السلطات السعودية تحارب في المكان الخطأ .. تفريخ الارهاب صناع ...
- هل الخوف والصمت والبلادة صناعة عربية؟
- من الذي يسرق البحر في مصر؟ .. بكائية على أوجاع وطن
- اعترافات جاهل بالشعر العربي الحديث
- كل الجزائريين يبكون، فمن القاتل؟


المزيد.....




- هل يمكن أن يعتقل فعلا؟ غالانت يزور واشنطن بعد إصدار -الجنائي ...
- هيت .. إحدى أقدم المدن المأهولة في العالم
- ما هي حركة -حباد- التي قتل مبعوثها في الإمارات؟
- محمد صلاح -محبط- بسبب عدم تلقي عرض من ليفربول ويعلن أن -الرح ...
- إيران تنفي مسؤوليتها عن مقتل حاخام إسرائيلي في الإمارات
- سيدة من بين 10 نساء تتعرض للعنف في بلجيكا
- الدوري الإنكليزي: ثنائية محمد صلاح تبعد ليفربول في الصدارة
- تجدد الغارات الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية وقتال عنيف ...
- هل باتت الحكومة الفرنسية على وشك السقوط؟
- نتنياهو يوافق مبدئيا على وقف إطلاق النار مع لبنان.. هل تصعيد ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبد المجيد - .. رَدٌّ من الرئيس حسني مبارك .. لا ليس هناك غيري