لا اريد لهذي القصيدة أن تنتهي ... اُمسية شعرية في نابلس في يوم الثقافة الفلسطيني

أبو زيد حموضة

الحوار المتمدن-العدد: 3304 - 2011 / 3 / 13 - 00:43
المحور: الادب والفن
    

( من يزرع الامتيازات يحصد الثورات ) كلود تيليه ..كان عنوان الدعوة الثقافية من منتديا العتيق في بلدة حوارة والتنويري الثقافي الفلسطيني ( تنوير ) في نابلس بمناسبة يوم الثقافة الفلسطيني وعلى شرف الشاعر الراحل محمود درويش وآخر قصائده التي كتب ( لا اريد لهذي القصيدة أن تنتهي ) وهي عدة وصايا وحِكمْ ثرية تركها درويش الى كل الشعراء الشباب لمن يرغبون الاقتراب من تخوم الشعر وبحوره وقوافيه، مختارا لها عنوانا ( الى شاعر شاب ) وأهم ما جاء فيها ( إن أردت مبارزة النسر حلق معه .. وعلى قدر حلمك تمشي وتتبعك الزنبقة او المشنقة .. كن قويا كثور اذا ماغضبت .. وضعيفا كنوار لوز اذا ما عشقت ... لا نصيحة في الحب لكنها التجربة ... لا نصيحة في الشعر لكنها الوهبة... القصيدة ناقصة والفراشات تكملها .. واخيرا عليك السلام ) .
الامسية كانت مزيجا من الشعر والموسيقى حيث استضيف ُثلة من الشعراء الشباب ذوي الطاقات الشعرية الابداعية الواعدة، وهم حنان زيادة وعمر زيادة ورافت الصفدي وايمان بدران، وصاحبهم في العزف على العود الموسيقي الفنان نضال التكروري الذي افتتح اللقاء باغنية مرسيل خليفة ( جواز السفر ) وتبعها باخرى للشيخ امام بعنوان ( َهمْ هَمْ )
الاستاذ بلال حموضة،منسق الاعلام في المنتدى التنويري، رحب بالحضور والضيوف، واعتبر الفن وخاصة الشعر الجاد ليس محايدا عن معارك الامة والوطن الاجتماعية والسياسية، و أن فلسطين العظيمة انجبت الكثير من الشعراء المبدعين كبسيسو والكرمي وابراهيم وفدوى طوقان وراشد حسين وغيرهم الكثير من الشعراء الذين نعتز بهم، بيد ان الشاعر درويش نفض الغبار عن الشعر العربي، وأيقن مبكرا أن للقصيدة سلطة وقوة، فوظفها باقتداروجمال وعبقرية لقضيته، فأقضت مضاجع المحتل وساسته، الذين قرأوه وتابعوه حتى في الكنيست، وتمنى البعض منهم أن ينجب كيانهم شعراء بعظمة درويش الذي سما بانسانية شعره الى العالمية، فلم نجد دولة في العالم لم تترجم شعر درويش أو تقرأه أوتلحنه أوتغنيه، وهذا ما سمعناه وما شاهدناه في الافلام الوثائقية التي عرضت عن حياته كفلم نصري الحاج > كما قال الشا عر >
كما ادار الامسية الاستاذ رائد الحواري أمين السر لمنتدى العتيق الذي أثنى على ادارة المنتدى التنويري الذي يفتح الباب على مصراعيه للطاقات الابداعية الشابة في مختلف الفنون ثم عرف على الشعراء الشباب، وقال سنقدم لكم في هذه الامسية مفاجئة .
الكاتبة حنان زيادة،الطالبة في كلية الاقتصاد، ألقت قصيدة بعنوان ( ثورة بالحرف ) و( ملك الظهيرة ) وقطع نثرية بصور قصيرة بليغة نالت اعجاب الحضور.
أما شقيقها، مدرس اللغة الانجليزية، عمر زيادة، فالقى على مسامعنا بصوته الأجش، قصائد بعنوان ( التانجو )، و ( رقص أقل ) وقصيدة ( خيبة ) و ( هوامش أخيرة )
في شوارع قريتي
حيث الكلاب تمارس بثقة حريتها
لا استطيع حتى
النباح
...
كل شيئ يتجه غربا
الا الحروب والهزائم
...
رأسي مليئة بالفراغ
كنافذة تطل على مشهد
لا تملك منه غير الاطلالة

الشاعرة الفلسطينية الشابة إيمان رمزي بدران، من مخيم عسكر الجديد، والحاصلة على ماجستير في الفقه والتشريع، قرات من ديوانها ( ترانيم على وتر الألم ) قصيدة بعنوان ( صرخة ألم )
والشاعر الواعد، رافت الصفدي قرا قصيدة بعنوان ( سهير واليل لي )
مفاجئة الامسية كانت استضافة الحاج صالح الخندقجي حاملا معه دمعته وديوان شعر ولده باسم المحكوم عليه بالسجن المؤبد ثلاث مرات. هّلَ علينا الحاج بالديوان الاول في أدب السجون المهربة قصائده بالامعاء من وراء القضبان بعنوان ( طقوس المرة الأولى ) ومحتوياته في منثورات خمس متسلسلة، لكل منها عنوان خاص مبوبا الى عدة قصائد. كتب مقدمة الديوان الشاعر والاعلامي التقدمي اللبناني زاهي وهبه مقدم برنامج > خليك في البيت <.
تحدث الخندقجي عن طباعة الديوان وتوزيعه في بيروت، وعن ظروف الاسرى الصعبة والقاسية، وحيا كل سجين وسجينة وصمودهم في العزل، معتبرا أن الفلسطيني يستطيع المقاومة والابداع في اي مكان، حاثا الجميع على كتابة تجاربهم ولملمة ابداعاتهم باعتبارها ثروة وطنية لا تقدر بثمن ومكون اساسي من تاريخ شعبنا النضالي ووثائق ادانة للمحتل.
وأهدى الخندقجي ديوان ولده باسم لكل الاسرى الفلسطينيين في كافة السجون وتمنى لهم ولاخوتهم العرب الحرية قريبا واستشهد بمقولة فولتير ( ليس المصير الطبيعي للانسان أن يقيد، أو يذبح )
وقرأ على مسامعنا قصيدتين بعنوان
( أنثر في النثر جسدي الى محمود درويش ) وأخرى بعنوان ( لملمة طفل من أجل العيد ).
تقولين ليك
" أنثر في النثر جسدي
والمكان أرض قصيدتي .. "
واقول لك:
كيف أصعد السلم الموسيقي
وارضك سماء صوتي
وكلك موسيقى ..

فلسطين نابلس 9 آذار 2011

تقرير أبو زيد حموضة
منسق الاعلام في تنوير
التنوير طريق التنمية نحو الحرية

#أبو_زيد_حموضة (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات