|
منهاج السيلفا للسيطرة على المخ- الفصل السابع- برمجة الأحلام
كامل السعدون
الحوار المتمدن-العدد: 987 - 2004 / 10 / 15 - 08:41
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
تخيل كم من الحرية نملك إبان النوم ، وحيث ننطلق في عالم الأحلام بلا حواجز ….! في حالة الحلم ، تختفي الحواجز المكانية والزمنية ، يختفي المنطق والقوانين المنطقية ، يختفي الضمير وقيوده المقيدة لحريتنا ، ونكون في النهاية سادة عالم الإبداع وورشة الإبداع والخلق الكامنة في العقل الباطن . يرى فرويد أن للأحلام أهمية خطيرة للغاية لأنها نتاج إبداعي خالص للذات البشرية ، وبالتالي فحيث تعرف أحلام شخصٌ ما يمكنك أن تفهم حقيقته كما يرى فرويد . في منهاج السيلفا ، ننظر نحن للأحلام بقدر كبيرٍ من الجدية ، ربما ليس بالشكل الذي يراها بها فرويد العظيم ، فهو يتعامل مع الأحلام التلقائية ويهتم بتفسيرها أما نحن فأننا ننظر لعملية إنتاج الأحلام على إنها إمكانية عقلية قابلة للسيطرة وللتحقق ، وبالتالي فنحن نسعها لإخراجها من تلقائيتها وبالتالي السيطرة عليها وتحقيق أغراض معينة ومهمة من وراء تدفقها . كيف …؟ بأن نبرمج مجرى الحدث الذي نتوق لحدوثه ، نبرمجه في المخ ونترك له ( المخ ) حرية إنتاجه إثناء النوم …!! لا شك إننا هنا نعيق التدفق الطبيعي للحلم ونقلل من خياراته ولكن بذات الآن فإننا نملك هنا فرصة واسعة للسيطرة على حياتنا وإخراجها من التلقائية المفرطة ، بما تعنيه من ضعف فرص التطور والوقوع في قدرية غير مريحة . إننا نكلف المخ بمهمة إنتاج حلول إبداعية لمشكلة أو مطلب معين لا نملك القدرة على تحقيقه في اليقظة ومن خلال الوعي المتيقظ ، وبالتالي فنحن نستعمل هنا أدوات جديدة في علاج إشكاليات حياتنا مما لم نستعمله من قبل ومما يمكن أن ينتج ما نعجز نحن في لحظة اليقظة على إنجازه ، وحين ينتج المخ حلوله المدهشة ونقوم بتفسيرها ، فإننا نوفر طاقات يمكن أن تكون هائلة ومسببة لضغط كبير على المخ فيما لو سعينا للحل من خلال الوعي ، وبذات الآن نملك فرصة التعرف على بعض كنوزنا الداخلية ونحفظ لعقولنا الحيوية والتدفق ونساعدها على التدخل باستمرار إثناء النوم لإنتاج إبداعات كثيرة ، قد يكون بعضها غير مقصود ولكنه محمود على أية حال . تقنية السيطرة على الأحلام تتألف من ثلاث خطوات ، وكافة تلك الخطوات ، تتطلب منك أن تكون في حالة تأملية أي أن يكون مخّك في ترددٍ موجيٍ على ذبذبة الألفا . الخطوة الأولى : أن تتعلم كيف تتذكر أحلامك ، وللأسف فالكثيرون منّا ينسون أحلامهم أو القسط الكبير منها والبعض يدعي أنه نادراً ما يحلم ، وهذا ليس صحيح ولكننا ننسى أحلامنا . طيب … كيف نتذكر أحلامنا ، هذا ما سنتعلمه في الصفحات القادمة ، لكن قبل ذلك لنقرأ هذه التجربة ، فقد تعني لكَ عزيزي القارئ الكثير …!
الحلم إنذار مبكر : _________
لقد بدأت في تفحص أهمية الأحلام وقراءة أسرارها في وقت باكرٍ من حياتي وبالذات منذ عام 1949 ، وكان من بعض ما يشغلني في هذا المبحث الرغبة في الانتفاع من الأحلام لغرض تحقيق تطورات وقفزات جدية في بناء الشخصية الإنسانية . لم أكن أعرف إلى أين يقودني عملي هذا ، لم تكن لدي أي تصورات ، لكنني كنت متفائلاً على أية حال . لقد سمعت الكثير ، مذ كنت لما أزل صغيراً ، عن تجارب مرّ بها الكثيرون وكان للحلم فيها دورٌ حاسم في إنقاذ حياتهم أو في دفعهم في طرقٍ أدت بهم إلى نجاحات كبيرة …! حسناً … تتذكرون يوم 15مارس الذي حلم به يوليوس قيصر مرات ومرات وكان دوماً يرى نفسه فيه وهو يقتل ، وقد حصل ، وذات الأمر تكرر مع لينكولن الرئيس الأمريكي الذي حلم بأنه سيقتل ، وقد حصل . أيمكن أن تكون تلك جميعاً وغيرها الكثير ، لا أكثر من مصادفات …؟ أيمكن أن تكون تلك السنوات التي قضيتها وأنا أنبش في كتب فرويد وآدلر ويونغ ، بلا فائدة …! لو كان الأمر كذلك ، لكان وقتي وجهدي وعملي كله سيذهب أدراج الريح ، لأنهم ( أعني المعلمين العظام الثلاثة ) ليسوا متفقين على شيء بهذا الخصوص . كان ذلك ذات مساء حين بلغ بي الأحباط أشدّه …! تملكني اليأس ، ما العمل ، ولمن أذهب يا ترى …؟ ألقيت الكتاب جانباً وارتقيت سريري عند الثانية فجرٍ بعد أن شعرت أني أوشك أن أهلك من الجهد والإعياء بعد يوم عملٍ تجاوز الخمسة عشر ساعةٍ متواصلة …! غفوت في الحال لأني كنت غاية الإجهاد ، ولكن ما هي إلا ساعتين وإذ بي أقفز من فراشي على حلمٍ غريبٍ ، لم يأتي بشكل سلسلة من الأحداث ولكن شعاعُ من الضوء الذهبي يملأ شاشة عيني الداخلية . فتحت عيني فصدمتني ظلمة الغرفة ، أغلقتهما امتلأتا مجدداً بالضوء الذهبي المشعّ ، وبين هذا الشعاع انبثقت ستة أعداد في مجموعتين منفصلتين ، مرّة تظهر أمام شاشة العين ( 4-6-5 ) ومرة تظهر 3-7-5 ) . حسناً …لم أكن منشغلاً بالأعداد بقدر انشغالي بالضوء الذهبي الدافق والذي بدأ يشحب تدريجياً ، حاولت أن أتمسك به لفترة أطول ولكني فشلت ، لم يكن لدي أدنى إحساس بأن هذا الإنذار يحمل تاريخ موتي ، فالترتيب الذي جاءت فيه الأرقام لا يوحي بشيء من هذا ، طيب ما معنى هذا …؟ بقيت يقظاً طوال الليل أقلب المسألة على كل وجوهها دون أن أصل إلى حلٍ أو تصورٍ مقنع ، رقم تلفون ما ، تاريخ معين ، عنوانٍ ما ، رقم سيارة … ، لا …. لا يمكن فالأرقام منفصلة وهي في مجموعتين في كل واحدة ثلاثة أعداد ، إنه لا يعبر عن أي شيء على الإطلاق …! . حسناً …مرّت أيامٌ عديدة وأوشكت أن أنسى المسألة بالكامل ، ولكن …ذات مساء ، تلفن لي صديقٌ قديم ورجاني أن نلتقي في مقهى يقع على مقربة من الحدود المكسيكية ( بالمناسبة كنت أسكن آنذاك في مدينة محاذية للحدود مع المكسيك ) ، قبل أن أخرج هتفت بي زوجتي على عجل راجية أن أتجاوز الحدود قليلاً لأشتري بعض بضائع المكسيك الشعبية ، لم أتردد وأخذت قائمة التسوق منها وخرجت …! لا أدري لم تذكرت الأرقام ونحن نعبر الحدود إلى المكسيك ، أخبرت صاحبي بالأمر ثم فجأة طرق ذهني طارقٌ غريب : ماذا لو إن هذا الرقم كان رقم بطاقة يانصيب …؟ فجأة ونحن نتسوق ، وكان صاحبي منشغل بتقليب بطاقات اليانصيب في ذات المحل ، وفجأةٍ هتف بي : - كم هو الرقم الذي قلته ..؟ - أجبت هما مجموعتان رقميتان ( 4-6-5) أو (-3-7-5) ، . - أنظر …مفوض بيع البطاقات هذا يحمل هذه الأرقام ( 3-7-5) ، كرمز للمحل ، حين سألنا الرجل هل هناك مفوض بيع يحمل هذه الأرقام ، وذكرت له الأرقام الأخرى ، فأجاب نعم إنه في مدينة أخرى . - حسناً ، اشتريت من هذا الرجل بطاقة من آلاف البطاقات . - بعد أسبوعٍ جاءتني رسالة بريدية تعلمني بأنني ربحت عشرون ألف دولار …! - تخيل …كنت في أمس الحاجة إلى ألف دولار حسب ، وإذ بالهاتف الغريب يدلني على ثروةٍ ذات قيمة في ذلك الزمن الباكر من القرن الماضي …!
ذكاءٌ فائق : ______ تخيل عزيزي القارئ تلك المجموعة من الأحداث التي ترافقت بشكٍ غريب والتي تبدو في الظاهر وكأنها أحداث صدفية ، أن أستلقي على فراشي وأنا مثقلٌ بالإجهاد البدني والعصبي ونفسي مثقلة بالشك من هذا الذي عكفت عليه منذ سنين دون جدوى ، ثم فجأةٍ أستيقظ بعد ساعتين على حلمٍ يحمل بشارة غريبة ، ثم أن تطلب مني زوجتي شراء شيء من البلد المحاذي ، ثم فجأةٍ وفي زاويةٍ من زقاقٍ قذر ، ينتبه صديقي بالصدفة بينما هو يقلب أوراق اليانصيب بغير اهتمام ، ينتبه إلى رقمٍ أبلغته به في الطريق بغير اهتمام وإذ به يلفت نظره فيسألني عنه مجدداً ، وإذ بالرقم هو ذاته الذي جاءني في الحلم ، ثم أندفع باللحظة لشراء بطاقة من آلاف البطاقات لمجرد أن البائع يحمل الرقم المتسلسل لباعة اليانصيب ، والذي هو ذاته أحد المجموعتين الرقميتين اللتان حلمت بهما ، ثم …بعد أسبوع يصلني خبر فوز بطاقتي بالجائزة الأولى …! لماذا أجد هذا الرقم في هذا المكان بالذات دون غيره …؟ كل هذا الكم من الأحداث يبدو وكأنه مجموعة مصادفات ، فهل هو حقاً كذلك …؟ لا …لا أعتقد هذا …! إن من يتوهم أن هذا مجرد مجموعة صُدف غريبة ، سيغدو من العسير عليه أن يبرر هذا الذي طورته لاحقاً من تقنياتٍ مكّنت أربعة من تلامذتي في دورات دراية مختلفة ، من الفوز بأربعة جوائز يانصيب ، إذ فازت إحدى تلميذاتي بجائزة قدرها ثلاثمائة ألف دولار في ولاية الينوي ، بينما فاز دافيبد من شيكاغو بجائزة قدرها خمسون ألف دولار ، وفاز ثالث في فيلادلفيا بخمسين ألف دولار ، ورابعٌ في ميسوري بثلاثمائة ألف دولار . لقد لعب هذا الحلم الذي عصف بي ذات ليلة ، لعبَ دوراً كبيراً في توجيهي بقوة صوب تلك البحوث التي كنت قد أوشكت أن أتخلى عنها بعد أن خسرت مالاً كثيراً وجهداً رهيباً على مدى سنوات من البحث والمتابعة . لقد أعاد لي هذا الحلم الثقة بهذا الحدس الذي تملكني في مرحلة باكرة من حياتي ، من أن هناك ذكاءٌ أسمى وأعظم من الذكاء البشري وأنه قادر على التواصل معنا ، وأننا قادرون على أن نستقبل ما يردنا منه من رسائل إذا ما برمجنا المخ بشكل لائق لاستقبال تلك الرسائل ، وإذا ما أحسنّا تفسيرها وأعرناها ما تستحق من اهتمام . لقد اكتشفت لاحقاً أن النوم يخلق الظروف اللائقة لاستقبال معلومات من هذا الذكاء الكوني العجيب الفائق ، لكن هل معنى هذا أننا ينبغي أن نجلس أو نرقد بتكاسل وننتظر إلى ما شاء الله أن يأتينا ذك الذكاء الكوني العجيب ، عبر هاتفٍ يهتف بنا إن أنهضوا وأذهبوا لكذا مكان لتجدوا كنزاً بانتظاركم …؟ قطعاً لا …! إنما بمقدورنا نحن ذواتنا أن نحقق هذا التواصل مع هذا الذكاء الخارق المجهول الغائب ، الذي يمكن لك أن تسميه الرّب أو الله أو يهوه أو يسوع أو أي أسم آخر ، ففي كل الأحوال تنطبق كل الأسماء عليه ، وتقصر كلها عن احتواء عظمته …!! بمقدورنا نحن أن نتواصل ، لا أن ننتظر مجيئه لنا …! كيف …؟ حسناً …بالتأمل الصادق الحار العميق ، وبأن نستنبت في أعماقنا هذا السؤال أو تلك الرغبة أو هذا الشوق الذي نتوق أن نجد من الرّب الإجابة عليه …! أستغرق بالتأمل …أسترخي بعمق …أحمل بذرة الشوق أو السؤال أو الرغبة وأزرعها في الوعي الكوني العظيم الذي ينفتح أمامك وأنت في حالة النشوة إثناء التأمل ، ثم أتركها هناك وسيأتيك الجواب لاحقاً …! أو …أقرأ التالي ففيه المزيد :
السيطرة على الأحلام : ____________
لقد أثبتت التجارب والبحوث التي قمتُ بها على أن هناك العديد من المناهج والتقنيات التي تمكن من السيطرة على الأحلام مما هي في الغالب يسيرةٌ على التعلم ، لكن ضع في بالك عزيزي القارئ أنك لن تجد دوماً ذلك الشعاع من النور الذي يشدّك بقوة إلى معلومة معينة ، بحيث أنك لن تنساها أبداً ، لا ولكن بدلاً من ذلك النور الساطع ، ستعلم كيف تبرمج ذاتك وأنت في حالة التأمل ، تبرمجها على استذكار الأحلام بمنتهى الوضوح . حين تشرع بالتأمل قبيل النوم ، قل لنفسك الإيحاء التالي " سأتذكر كل ما أحلم به هذه الليلة " ، ردد هذا الإيحاء مرات ومرات عديدة ولنقل عشر مرات على الأقل وبصوت واضح تسمعه أذناك وتراه عيناك المغلقتان المتأملتان ، ولا تنسى طبعاً أن تحتفظ على الطاولة القريبة من سريرك بورقة وقلم ، لتسجل عليهما أحلامك حالما تستيقظ في الصباح . لو إنك استيقظت في الليل فلا تضيع فرصة تسجيل أحلامك ، قبل أن تعود ثانيةٍ إلى النوم . عوّد نفسك عزيزي القارئ على هذه العادة الجميلة المفيدة ، تأملٌ قبل النوم ، إيحاءٌ لغرض استذكار الأحلام ، ثم تدوين الأحلام حالما تستيقظ ، مع مرور الزمن ( وأظنه لن يكون زمناً طويلاً ) ستتعزز مهارتك في تذكر أحلامك بحيث لا تفلت منك أي تفصيلة من تفاصيل الأحلام مهما كانت تافهة ، وسيغدو بمقدورك أن ترى الأحلام بشكلٍ أوضح وستنتفي الحاجة لاحقاً لتدوين الأحلام . طيب …هذا من جهة تذكر الأحلام وبرمجة المخ على الاستذكار ، فلننتقل إذن إلى تقنيات برمجة المخ على أن يحلم باتجاه معين نريده نحن له ، وليكن بشأن مسألة أو مشكلة أو رغبة ملحة نريد أن نحققها ولا نعرف كيف…! أختر عزيزي القارئ ، مسألة ما تشغلك بقوة أو رغبة ملحة أو مادة تود استذكارها أو معضلة لا تعرف لها حلاً ، قبل أن تنام وبينما أنت مستلق أو جالس على السرير وأمامك شمعة متوهجة ، أشرع بالتأمل حسب واحدة من تقنياته العديدة الكثيرة ، أختر أبسطها ولتكن تركيز البصر على الشمعة أو متابعة التنفس ، ثم وحين تجد نفسك وقد بلغت الصفاء الكلي وأحسست باسترخاء شديد في جسمك ورغبة بالنوم ، فكر بالمشكلة التي تريد لها حلاً أو الرغبة التي تريد لها تحقيقاً …! تذكر عزيزي القارئ أن المخ لا يجيد المرح ولا يعير التفاتا للرغبات السطحية أو الأهداف غير المنطقية أو الأسئلة غير المعقولة أو المطلقة من قبيل أنا أريد أن أغدو مليونير في بحر أيام ، كيف لي بذلك أو أنا أريد أن أعرف أين هو الله وكيف يكون …! هكذا أسئلة قد لا تجد لها جواب ، لكن الرغبات القوية التي تؤمن أنت بها بقوة والمشاكل الجدية التي تحيرك فعلاً والأسئلة الجادة التي لا تتجاوز حدود المنطق ، يمكن أن تجد لها الأجوبة والاستشارات في ذات ليلتك ، شريطة أن تتأمل بعمق ثم تستعرض المشكلة أو الرغبة بوضوح شديد في عقلٍ صافٍ رائقٍ خالٍ من أي متناقضات أو حوار داخلي أو شرود ذهني أو اضطراب . حسناً …قلنا فكر بالمسألة أو الرغبة أو المشكلة وأستعرضها في ذهنك بغاية الوضوح والفاء وحاول أن تتصورها داخلياً ، أي تتصور الأشياء المادية والأماكن والشخوص الرئيسيين الذين لهم علاقة بالمسألة ثم قم ببرمجة مخك عبر الإيحاء لنفسك بالآتي مثلاً : " أريد حلماً يحتوي على معلومات أو نصائح يمكن أن تساعدني في حلّ هذه المشكلة ( أذكر أسم المشكلة أو الرغبة ) . إنني سأنال هذا الحلم وبعد أن أستيقظ سأتذكره بمنتهى الوضوح وسأفهمه بقلبي وحدسي " . عندما تستيقظ عند منتصف الليل أو صباحاً بادر إلى تسيله إذا كنت لا زلت في مرحلة مبكرة من تعلم برمجة الأحلام أما إذا كنت قد تجاوزت مرحلة التدوين فعليك أن تستعرضه حسب لأنك ستتذكره بوضوح ، ثم قمّ بتفسيره أو البحث عن معنى له في عقلك أو ربما يأتي المعنى مباشرة من داخلك . أود أن أذكر عزيزي القارئ أن عليك أن تنسى فرويد وتفسيرات فرويد للأحلام لأنني في منه السيلفا لا أقرّ الرؤية الفرويدية للأحلام ، وحيث أنك تتعلم هنا منهاج السيلفا فعليك أن تثق بهذا المنهاج وحده لكي لا تظل أو تتعثر . حسناً …تصور كيف يمكن لفرويد أن يفسر الحلم التالي : " رجلٌ يجد نفسه في الغابة وفجأة يخرج عليه جمعٌ من سكان الغابة وفي يد كل واحد منهم رمحاً طويلاً ، الغريب أنهم يشرعون برفع الرماح وتحفيظها في استعراض غريب ولا يقتربون منه ، ثم ينتبه إلى أن في قمة نصل الرمح ثقبٌ صغير ، يدهش الرجل لهذا الثقب …حين يستيقظ صباحاً يكتشف أن هذا الثقب هو الحل الذي أجهده طويلاً وهو يفكر في بناء ماكينة الخياطة الكهربائية ، هذا الرجل الحالم هو ( Elias Howe ) مخترع ماكينة الخياطة الكهربية ، وكانت المشكلة المحيرة له ، ليس في رفع الإبرة وخفظها ، بل كيف يمكن للماكينة أن تخيط وأين يمكن أن يستقر الخيط ، لغاية ما جاءه الحل عبر هذا الحلم الذي رأى فيه الزنوج وهم يرفعون رماحهم ويخفظوها في إيقاعٍ منتظم وكيف كان في نصل الرمح ثقبٌ بارزْ . كيف يمكن لفرويد أن يفسر مثل هذا الحلم لو إن الرجل لم يعرف الجواب وود أن يستعلم من هذا العالم العظيم …؟ قطعاً سيعطيه تفسيراً جنسياً للحلم ، أليس كذلك …؟ بعد سنوات من تخرجه من الفصل الدراسي ، أرسل لي أحد تلامذتي الشباب ، برسالةٍ يشكرني فيها ويقول أن دروس السيطرة على الأحلام التي تعلمها في معهدنا ، كان لها الفضل في استمراره على قيد الحياة لحد الآن …!! كيف ..؟ في المساء الذي سبق اليوم المقرر لقيامه برحلة لسبعة أيام على الدراجة البخارية ، قام ببرمجة مخّه ليعطيه ما يمكن من أحلامٍ تعنى بتلك السفرة والمخاطر المتوقعة فيها . يقول في رسالته " …لقد سبق لي أن عشت مع دراجتي البخارية الكثير من المواقف الصعبة ولكنها لم تكن من النوع الخطر ، إنما هذه المرّة وددت أن أختبر ما تعلمت في المعهد ، فجلست لأتأمل وأحلم …! الغريب أني رأيت نفسي في الحلم تلك الليلة وأنا في زيارة لأحد الأصدقاء وحين حل موعد الغداء ، جاءت زوجته بطبق كبير من الفاصولياء …؟ حين استيقظت صباحاً ، تذكرت الحلم وشرعت بمحاولة تفسيره …! ماذا يعني هذا ، فاصولياء …؟ هل يعني مثلاً أنه لم يكن مرتاح لزيارته ولهذا قدوا ليس الفاصولياء التي لا أحبها أصلاً …لا …لا يمكن هذا لأني كنت سعيداً مع صديقي وكنا نثرثر طوال الوقت وكانت زوجته لطيفة جداً معي …! طيب ما الأمر أذن …؟ في اليوم التالي وبينما أنا أقود دراجتي بسرعة عالية اقتربت من سيارة شحن كبيرة …كانت تملأ الشارع تقريباً وكان من الصعب تجاوزها …فجأة انتبهت إلى تساقط حبات فاصولياء من أحد الأكياس غير المحكمة الإغلاق …في ذات اللحظة تذكرت الحلم فخفضت سرعتي إلى أقصى حد وتركت الشاحنة تسبقني بأميال عديدة ومع ذلك وفي المنعطف التالي ، وبسرعة لا تتجاوز الخمسة وعشرون كيلو متر في الساعة ، تزحلق إطار دراجتي ببضع حبات فاصولياء وكدت أنقلب لولا أنني تداركت الموقف ، تخيل كيف كان يمكن أن يكون حالي الآن لو إنني حافظت على سرعة مائة كيلومتر في الساعة وتجاهلت حبات الفاصولياء القاتلة …؟؟ حسناً …أنتَ وأنت وحد عزيزي القارئ من يحسن برمجة الأحلام التي تريد ، ومع نجاحك وتقدمك في عملية البرمجة ، سيغدو بإمكانك أن تتحسس المعنى في داخلك …سيأتيك المعنى بشكل داخلي ، مع اطراد تقدمك في مضمار البرمجة . هناك أعراض داخلية عديدة يمكن أن تحمل لك المعنى الذي يناسب فعلاً أحلامك ، من قبيل إحساس داخلي أو حدس ما . إن العقل الباطن يتواصل معنا عبر لغة الحدس أو الإحساس الداخلي بمعنى معين ، فمتى شعرت بالرضا عن تفسير ما لأحلامك ومتى جاءك المعنى بشكل باطني فأنه قطعاً المعنى الصحيح .
#كامل_السعدون (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قوة بلا حدود- الجزء الأول - الفصل السابع - كيف تسيطر على فعا
...
-
ماذا لو أغلقت دور الوعظ أو أقصيت من ساحة السياسة والتربية وا
...
-
المثلث الذي أبتلع البيضة ...بل السلة كلها ...ولا يزال يطالب
...
-
باركر 51 - قصة مترجمة من الأدب الإيرلندي
-
كيف تصنع إرهابياً ..؟
-
مرثية لشهدائنا صغار حي العامل - شعر
-
زائر الكنيسة - قصة مترجمة عن النرويجية - تأليف تور بريكفيند
-
تضامناً مع الحوار المتمدن …تضامناً مع شعبنا العربي في نجد وا
...
-
قالت أنها تعرف أسرار روعتها ...
-
نظرة الإسلام للمرأة - قراءة في بعض أحاديث الرسول
-
الأسئلة القديمة المتجددة ...!!
-
المزيد من متناقضات الكتاب العتيد
-
ليتنا نغلق الكتاب فإنه مثقلٌ بالإضطراب ...!
-
لا ليست إسرائيل عدونا الأول
-
يمكنك أن تطيل عمرك البيولوجي وتجدد شبابك من خلال المحافظة عل
...
-
قوة بلا حدود - الجزء الأول -الفصل السادس
-
أحاديث محمد ...هل تصلح أن تكون مرجعاً سلوكياً أو دينياً ...؟
-
لماذا نتأمل ...؟ - دراسة في التأمل وتقنياته - الفصل الرابع
-
قوانين النجاح الروحية السبع - القانون السابع والأخير
-
تجوالٌ في عوالم أخرى خفية - قراءات باراسيكولوجية
المزيد.....
-
الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص
...
-
ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
-
مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
-
إيران متهمة بنشاط نووي سري
-
ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟
...
-
هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟
-
عاجل | مراسل الجزيرة: 17 شهيدا في قصف إسرائيلي متواصل على قط
...
-
روبرت كينيدي في تصريحات سابقة: ترامب يشبه هتلر لكن بدون خطة.
...
-
مجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية يصدر قرارا ضد إيران
-
مشروع قرار في مجلس الشيوخ الأمريكي لتعليق مبيعات الأسلحة للإ
...
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|