أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - لماذا لا يتشبه لصوص العرب الكبار بالكفار؟















المزيد.....

لماذا لا يتشبه لصوص العرب الكبار بالكفار؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 3300 - 2011 / 3 / 9 - 11:41
المحور: كتابات ساخرة
    


تعوم هذه الأوطان المنكوبة على ثروات خرافية طائلة ومع ذلك يعيش سكانها، بأردأ وأسوأ وأرث وأحط المستويات البشرية في كل المجالات الإنسانية، وهناك عشرات الملايين من سكان المنطقة يعيشون تحت خطوط الفقر المعترف بها دولياً، والسبب هو عملية النهب المنظم الواسعة التي تتعرض لها شعوب المنطقة على أيدي لصوص لا يشبعون ولا يرتوون ومصابون بنهم وهوس غريبين لمراكمة وجمع الثروات.

اللصوص العرب الكبار مقرفون ومقذعون حد التقيؤ والاشمئزاز، وأعتقد أنهم يتنافسون فيما بينهم فيمن هو أقدر على سلب ونهب أكبر مبلغ من المال من الآخر، ليتباهى به أمام زملائه بأنه الأبرع والأكثر لصوصية من غيره. إذ لا يدري المرء سر ولعهم ونهمهم وجشعهم للمال والنهب ومراكمة الثروات، وما هي هذه الغاية من هذا السعي المحموم لمراكمة كل هذه الأرقام المليارية الخرافية من الأموال، ومتى وأين، وكيف سيصرفونها وعلى من سينفقونها، لأنهم لا يفكرون طبعاً بإنفاقها على مشاريع إنسانية وصحية وتعليمية، كلا وألف حاشاهم، والدليل هذه الرثاثة والرداءة والبؤس والفقر التي تعيشها ما تسمى بالمجتمعات العربية؟

تخصص عادة الدول والحكومات "المحترمة" طبعاً، مبلغاً متواضعاً للمتقاعد كي يقضي به بقية عمره، ويستر نفسه، وفي الغالب يكون هذا المبلغ كافياً للإنسان، بعد التقاعد حيث تقل احتياجاته، واهتماماته، وحركته أيضاً ويكبر أولاد ويستقلون مادياً، أما اللص العربي، الذين لن يتقاعد، على الأرجح، ولن يحل عن رقاب الشعوب إلا بالموت، أو بالسحل، والكنس، فلا يعلم لماذا يراكم كل تلك الثروات ويهربها إلى الغرب حيث ستجمد وتستقر هناك إلى الأبد.

وعادة ما يحلم الإنسان السوي، والمستقر نفسياً، ببيت صغير، وربما سيارة إن كان طموحاً، والعياذ بالله، ومبلغاً يقيه ذل السؤال والاحتياج، يقضي به بقية عمره بعد تقاعده وخروجه من الحياة العامة، أما هؤلاء اللصوص فهم لا يشبعون، ويعتقدون، نظراً، لمرض جنون العظمة الذي تلبسهم وفتك بهم وأوحى لهم بأنهم خالدون ومخلدون ولن يموتوا، ولن يتقاعدوا، وسيمكثون فوق رقاب البلاد والعباد إلى أبد الآبدين. وأعتقد أن الأمر أكثر من مجرد نهم وطمع أو مرض نفسي متأصل أو حب للمال على نحو جنوني، إنها نزعة إجرامية وعدوانية سادية مطلقة تتلبس اللص العربي الكبير الذي يتلذذ بحرمان الناس من ثرواتهم ومراكمتها باسمه الشخصي رغم أنه يعلم تماماً، أنه لن يأتي اليوم الذي سينفقها فيه، وتمييز نفسه عن باقي خلق الله لا بالأخلاق، أو بالسيرة الحسنة، والعمل الطيب، وخدمة الناس وإسعادهم، كلا وألف حاشاه فهذه بعيدة عن "بوزه"، بل بالمال المسروق الحرام، ولاشيء سوى المال الحرام.

فالدجال الثوري القومجي الفذافي، مثلاً، الذي قام بثورته ليقضي على الملكية، فحولها إلى "ألترا ملكية"، إذ مكث في حكم ليبيا، اثنتين وأربعين سنة، وهي رقم قياسي وأكثر من أي ملك آخر حكم ليبيا، أو ربما في المنطقة، ونهب وتصرف بثروة ليبيا على نحو كامل، وكأنها ملك شخصي له ولعائلته الملكية وأولاده، جاثماً بكل صلف واستخفاف ولا مبالة وعنجهية وغطرسة حمقاء فوق رقاب الليبيين يسلبهم ويسرقهم وينكل بهم ويعيش على عذاباتهم وآمالهم وجماجمهم وآلامهم ثم يبيعهم الدجل الثوري والقومي والاشتراكي في نهاية النهار ويقرعهم بفقرات مملة من "العذاب الأخضر"؟ وهرّب هذا المجرم الأزعر السفاح عشرات مليارات الدولارات ووضعها باسمه في بنوك غربية وأمريكية، وهو يعلم أنه لن يأتي اليوم الذي سيتمكن من صرفها، ولكن فقط بسبب نزعته الدموية والإجرامية، والعدوانية لحرمان الشعب الليبي منها وللتمتع برؤية الشعب الليبي وهو يئن ويتلوى، والتلذذ به وهو يجوع، ويتألم، فيما ثروته مكدسة ومجمدة في بنوك غربية، ولا تصرف عليه، وعلى تعليم، أبنائه، وصحتهم.

وكذا الأمر بالنسبة "للشايب العايب" الطاعن في السن الفرعون المخلوع، حسني مبارك، الذي تم الكشف عن امتلاكه لسبعين مليار من الدولار لا أحد يعلم بالضبط متى وأين وكيف كان سيصرفها، وما هي حاجته لكل هذه الأموال الطائلة التي تكفي جياع مصر وفقراءها عشرات السنين، وتخرج أولئك الملايين الستة من سكن المقابر نحو سكن صحي وإنساني. ولا يختلف الأمر كثيراً بالنسبة للص الدولي الكبير زين العابدين بن علي الذي كشف أيضاً، وفي "تيوب" مرعب عن تحويله لأحد قصوره لبنك سري فيه مليارات مكدسة من الأموال، وقد بلغ هذا الشقي تقريباً، الخامسة والسبعين من العمر دون أن يستفد، هو وهما، من أي فلس وقرش واحد منها، وكل الحمد والشكر لله.

هل سمعتم عن لص عربي كبير تبرع بقرش واحد لذات الفقراء والجياع الذين أفقرهم وجوّعهم ونهبهم وسرق الفرحة من وجوههم وشفاه أطفالهم؟ وأغنياء الغرب- وأثرياؤهم من "الصليبيين" والكفار كما يسمونهم اللصوص العرب الكبار، والذين أي -أغنياء الغرب- جمعوا أموالهم من عرق جبينهم وعملهم الجاد النظيف، يتبرعون بها على الغالب للمنظمات الإنسانية، ومراكز الأبحاث، وملاجئ الأيتام وعلى مكافحة الإيدز الأوبئة والأمراض ومساعدة الفقراء والجياع لأنهم متيقنون أنهم لن يقدروا على صرفها وإنفاقها في يوم من الأيام، أما لصوص العرب، فيسرقونها ويضعونها في بنوك الغرب، وإذا حصل وأنفقوا منها فعلى الإرهاب والقتل وتمويل العمليات الإرهابية واستيراد أدوات القتل، لكن معظمها يموت ويختفي في البنوك الأجنبية. فمتى تعاد هذه الأموال لأصحابها وأوطانها كي يتنعم بها فقراؤها؟

وما دام هؤلاء اللصوص الكبار يتخذون ألقاباً دينية تسبق أسماءهم "الجليلة" المقدسة من مثل إمام المسلمين وخليفتهم، وأمير المؤمنين، وخادم الحرمين، والرئيس المؤمن ...إلخ، فمن هنا ينبع السؤال الكبير: من هو أفضل عند الله، وأحب وأقرب إليه، هل هؤلاء اللصوص والنهابين وقاطعو الطرق الكبار، أم "الصليبيون واليهود والكفار"؟ ولماذا لا يتشبهون بهم بحبهم للإنسانية وخدمتهم للبشر، بل جلبوا الحروب وجروا الويلات على الشعوب؟ أعتقد أنه حتى رزية وفرية "التشبه بالكفار"، حسب تصورهم، والمذمومة في عرفهم واعتبارها نقيصة لا تطالهم، ومع ذلك فهي شرف كبير وعظيم لن يصله ويرتقي إليه هؤلاء اللصوص والنهـّاب في يوم من الأيام، فهم أحط وأدني وأوضع وأخس من ذلك بكثير.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جنرالات الأمن العرب في قفص الاتهام؟
- بيان عاجل من الشبكة العربية لحقوق الطغاة، وهيئة كبار السفهاء
- جنرالات الإعلام العربي: الجزيرة والعربية أنموذجاً
- إلام يكابر القذافي؟
- لماذا لا يحاكم الطغاة ووزراؤهم، أيضاً، بتهم الإبادة الجماعية ...
- قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق
- خسئتم يا سيادة العقيد
- الراشي والمرتشي في النار
- رشوة الحاكم العربي: لا قانونية ولا أخلاقية الفعل
- الحمير هي الحل
- رأس الأفعى الوهابية: مزبلة الطغاة العرب
- تنازلات الطغاة العرب قي الوقت الضائع
- الطاغية العربي وحيداً ولا يجد من يدافع عنه
- عصابة اللهو الخفي المصرية في قاووش واحد
- سيف الأحلام القذافي: سيف من خشب أتى ليكحلها فعماها
- سقوط الاستراتيجيات الأمنية للأنظمة العربية
- إياكم أن يضحكوا عليكم: لا لرشوة المواطن العربي
- هل جاء دور العقيد الليبي؟
- لن تحميكم أمريكا ولا إسرائيل، ولا ملياراتكم، بل حب شعوبكم
- باي باي: في رثاء معسكر الاعتدال العربي


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - لماذا لا يتشبه لصوص العرب الكبار بالكفار؟