|
ثورة الغضب : الى اين ... ؟؟؟
حسن حاتم المذكور
الحوار المتمدن-العدد: 3297 - 2011 / 3 / 6 - 20:43
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قد لايتفق العنوان مع المضمون’ لكنه واحد من عناوين لمقالات كتاب الموجة من مستنسخي دور البرادعي على الواقع العراقي ’ بعد ان عادوا من كهوف الخمسة والثلاثين عاماً من حكم صدام حسين ’ ليشخبطوا على صفحات الألم العراقي معالم انتكاسة جديدة . انصافاً لمعاناة الملايين المقهورة واحتراماً لمطاليبها المشروعة ’ ارغب الأشارة الى موقع انتفاضة الغضب الشباطي من تلك المعاناة ومشروعية المطاليب . كنت من المتابعين لما حدث يوم 25 / شباط ’ شاهدت افلاماً مصورة وما نقلته الفضائيات وكتب عنه بعض المهتمين ’ وهذا جعلني ملزماً لطرح قناعاتي ووجهة نظري ابتداءً من المناطق الشمالية الغربية مروراً ببغداد وانتهاءً في البصرة . 1 ـــ ما حدث في الموصل وكركوك والرمادي وما يحيطها ’ اعمال عدوانية وتصرفات استفزازية عبرت عن اشياء منتظرة لساعة صفر مرعبة ’ لقد تم الأعتداء بوحشية صبيانية على مؤسسات الدولة وحرق بعضها ورمي الأجهزة الأمنية بالحجارة واطلاقات نارية خرجت من بين صفوف المتظاهرين ’ اضافة لرفع صور المقبور صدام حسين والهتاف بأسمه ’ الى جانب رفع العلم البعثي وهتافات بذيئة ضد رئيس الحكومة واخرى مخجلة ضد الشعب الكوردي ’ وهنا كُسرت ساق المشروعية والسلمية لمطاليب الجماهير العراقية في تلك المناطق . 2 ـــ الجماهير البغدادية ’ كانت ملتزمة بسلمية المظاهرة ومشروعية مطاليبها ’ فالأصلاح واليس ـــ الأسقاط ـــ كان هدفها والدعوة الى ضمان حقوق الناس وحرياتها وكرامتها وتوفير الخدمات والأمن لها’ ورفضت اندساس بعض الأطراف مشبوهة الخلفيات وحافظت على علاقة ودية مع الأجهزة الأمنية ’ ورغم هذا التوجه النبيل ’ استطاع بعض المندسون ان يرتكبوا الكثير من التجاوزات واستفزاز الأجهزة الأمنية او محاولة عبور الجسور باتجاه المنطقة الخضراء بغية احتلالها كما هو مخطط له على عموم العراق ’ كذلك استطاعت بعض الأطراف بفرض اجندتها الفئوية والأقليمية فتصدرت شعاراتها وتصريحاتها الثأرية الكيدية اهداف المتظاهرين الى جانب بعض الألفاظ السوقية التي استهدفت رئيس الوزراء شخصياً والدعوة الى اسقاطه وتعويضه بوجوه بائسة من احزابها’ الى جانب بعض الهتافات بطرد المحتلين واطلاق سراح المجرمين متجاهلين حق الضحايا بالقصاص العادل ’ مع كل ذلك لم يستطيعوا تغيير الطابع السلمي للمظاهرة وتعاطف الرأي العام العراقي معها ’ مما دفع بالحكومة العراقية لتفهم وتقبل تلك المطاليب والتعهد بتحقيقها . 3 ـــ في البصرة وبعض محافظات الجنوب والوسط’ ورغم الطابع السلمي للمظاهرات ’ فقد كان للأختراقات تأثيراً كبيراً ’ بعضها غطى على الشعارات المطلبية للمتظاهرين وحاولت بعض الأطراف الثأريـة ان تغسل تاريخها الملوث بجرائم ارتكبتها بحق العراقيين والوطن لازالت طرية ستأخذ عاجلاً طريقها لأحقاق حق الضحايا من الأبرياء ’ واطراف اخرى اشتركت في المظاهرات لأهداف كيديـة استهدفت رئيس الوزراء كونه من وجهة نظرها ’ مسؤولاً عن تحرير محافظات الجنوب والوسط من النفوذ المليشياتي ’ او انه سبب افلاسهم وهزيمتهم في انتخابات مجالس المحافظات والتشريعيـة ويجب معاقبته حتى وان وضعوا ايديهم بيد الجناح السياسي للمؤامرة البعثية الأقليمية . مع كل ذلك تبقى تظاهرات بنات وابناء البصرة ضمن طليعة التظاهرات السلمية التي حققت الكثير من اهدافها . 4 ـــ الجاليات العراقية في الخارج’ ورغم طبول الغضب وهتافات الثأر واناشيده وبياناته ونداءاته ومقالاته التي اشتركت فيها بكثافة وهوس منفلت الكثير من الفضائيات والمواقع وغرف البالتاك ’ فالجاليات العراقية استيقضت فيها تجاربها المريرة وادركت ان هناك اشياء شباطية مريبة’ وانها لم تعد ترغب ان تكون مختبراً للأنتكاسات ولا تريد رؤية البعث متسلقاً على ظهر حسن نواياها او تتعاطا بثقة مزقها الأحباط وخيبات الأمل ’ فعبرت عن خشيتها من ان يرتديها البعث ثم ينزعها في فراغ الندم ’ فأمتنعت عن المشاركة في لعبة غير واثقة من نوايا لاعبيها رغم المظاهر الخادعة . لا اعلم كيف سارت الأمور في دول اخرى من تواجد الجاليات العراقية ’ لكني سأخذ المانيا نموذجاً’ حيث يوجد فيها اكثر من ( 100 ) الف عراقية وعراقي ’ وفي برلين وحدها ( 10 ) الاف تقريباً . في مدينة كولونيا ’ تظاهر التيار الوطني الديموقراطي ( يسار ) في ساحة كنيسة الدوم ’ نقل عنها ان عدد الحضور لم يتجاوز الخمسة عشر متظاهراً ’ وفي برلين تظاهرت بقايا المغتربين ( بعثيين ) في ساحة الجامعة وقد بلغ عددهم العشرين نصفهم من العرب ’ وقد رفعت الأعلام البعثية والفلسطينية ’ ومظاهرة للبعثيين ايضاً في ساحة ادناور ’ لم يزيد عددهم عن (20) نصفهم عرب تقريباً ’ وفي مركز المدينة تظاهر البعثيين والعرب فكان المجموع خمسة عشر متظاهراً تقريباً ’ ودعى التيار الوطني العراقي ( يسار ) وجهات اخرى الى اعتصام داخل السفارة العراقية وكان العدد ( 12 ) لا اكثر وقفوا في باب السفارة ثم انصرفوا بعد اربعين دقيقة تقريباً من دون ان يسلموا للسفارة اية مذكرة ’ بعدها انخفضت حرارة حمى الغاضبون وكفى للـه الأبرياء شر الغضب . ليس في الأمر شماتة ’ لكنه الواقع ’ وليس من الحكمة واللياقة التنكر له مكابرة ساذجة . بشكل عام ’ ورغم الأنجازات التي حققتها مظاهرات 25 / 02 ’ وما سبقها من مظاهرات في ساحة الفردوس وشارع المتنبي وفي محافظات عراقية اخرى ’ فهناك دلائل بعضها موثقاً ’ تشير الى ان يوم 25 / شباط كان حلقة من مشروع مؤامرة خطيرة خططت لها جهات خارجية وتعهدت في تنفيذها قوى داخلية ’ تبدأ بأشعال فتنة واسعة تعمم الفوضى والأنفلات الأمني على طول العراق وعرضه لتهيئة الظروف لأسقاط حكومة المالكي ترافقها قفزة للدكتور علاوي وبعثييه من داخل ائتلاف العراقية واحتياطييه من داخل المؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية ’ على رأس مجلس انقاذ وطني ’ وبمباركة اقليمية دولية ’ لتختتم المسرحية بجمهورية بعثية دموية ثالثة ’ هذا كان مقدراً له ان يحصل لولا الأجراءات الأستباقية التي اتخذتها الحكومة العراقية وموقف الرأي العام العراقي الرافض لتكرار مآسي الدسائس والمغامرات والأنقلابات المشبوهة دموية كانت ام بيضاء . ليس هنا بصدد وضع ايجابيات وسلبيات تظاهرات يوم الغضب على طرفي ميزان ’ بقدر ما ندعوا الى الحذر من ان يساهم اصحاب النوايا الطيبة بوضع معاناة الملايين وحقوقهم ومشروعية مطاليبهم تحت تصرف المتآمرين والكيديين ’ وعلى القوى الوطنية واطراف المشروع الوطني العراقي ودعاة الأصلاح’ ان تمارس ادوارها ونشاطاتها مستقلة كما كانت عليه في تظاهرات ساحة الفردوس وشارع المتنبي واماكن اخرى في المحافظات العراقية ’ وتجنب خلط اوراقها مع من يريد ان يجعلها في مقدمة من سينكل بها ويكرر جرائم تصفية حساباتـه الدموية معها . اخيراً وصلت رسالة المتظاهرون سلمياً من اجل الخدمات والأمن والحريات والأصلاح الشامل ’ وقد تعهدت الحكومة بتنفيذ تلك المطاليب المشروعة ’ ووضعت اكثر من سقف زمني لتحقيقها ’ اما رسالة الغضب في اسقاط الحكومة القائمة وتصفية بعض المكتسبات والتحولات الديموقراطية التي حصلت وستحصل ’ فقد انحرفت باتجاه المغامرات والتآمر والدسائس الكيدية وسوف لن تصل ’ وندعوا اللـه ان يجنب اصحاب النوايا الحسنة شر المنزلقات ’ فالناس ليس لديها فائض تدفعـه لأنتكاسات اضافية. 06 ، 03 / 2011
#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دروس من مظاهرات الغضب ...
-
الغضب في الأتجاه المعاكس ...
-
وزراء بدون ( وايرات )
-
دار السيد ليست ( مامونه ... )
-
نتمناك : يا زمن شرطة مهاوش ...
-
معكم : مستقلون من اجل العراق ...
-
المرأة في الزمن الذكوري ...
-
معارضون من ذلك الزمان ...
-
لوعة في عيون سومرية ...
-
لن نرتدي الظلام فالنور اجمل ...
-
بعث الجماجم والدم : هل يكفي معه الأجتثاث ... ؟
-
اين الوطنية من تلك المشاركة ... ؟
-
دولة القانون : بين الحزبية والتيارية ...
-
علاوي : وسائل بعثية في زمن غير بعثي ...
-
ذبحوا النجاة في حضن سيدة النجاة ..,.
-
وصلت مبادرة خادم الحرمين ورسائله ...
-
شر الأمور في مبادرة ( .... ) السعودي
-
مفخخة ويكليكس .. والعراق المنصر
-
مجازر بحق المواقف المنصفة ...
-
الأشاعات الناسفة ...
المزيد.....
-
الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي
...
-
-من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة
...
-
اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
-
تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد
...
-
صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية
...
-
الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد
...
-
هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
-
الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
-
إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما
...
-
كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|