محمد حسين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 3297 - 2011 / 3 / 6 - 18:13
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كان الطيران المعادى يلهو بنزق فوق مواقعنا يمطرنا بقذائفه دون رادع ..وعندما تأكدت اننا قد خسرنا المعركه .. تكومت في خندقي أبكي.
تكرر هذا المشهد (أن أتكوم في خندقي أبكي )مرات عديده خلال العقود الاربعه المنصرمه وانا أقرا عن ما حدث للشيوعين والاخوان في معتقلات صلاح نصر ورجاله (أثناء حكم عبد الناصر )أو وانا استمع الي بذائات ذكي بدر وزير داخليه السادات وارهابه – حتي لمن كانوا شركاء في الحكم –بالفضح و التجريس أو ما كشفت عنه الجماهير الغازيه لقلاع امن الدولة .. لقد اصبحت عاجزا- وقومي- علي مواجهه الطواغيت الحاكمه بقواتهم الامنيه الغاشمه ..لا نقاوم الا بالدمع .. دمع الام والاب .. الزوجة والاطفال .. الاخ والصديق والجار.. دمع الضحيه في اقسام البوليس والجلاد يكوى ظهرها بكرباجه لقد اخذوا كل شىء منا ولم نعد نملك الا الدموع نسكبها علي الورق وفي احاديثنا السريه أو تلميحاتنا في مواجهه العدو المتمترس في كل ركن من أركان الوطن يطلق زبانيته مماليك العصر الحديث يسجنون ويعذبون وينهبون كل صاحب راى مخالف .. ويشردون ويذلون ويقطعون عيش كل معارض.
الاضرار التي لحقت بمجمل حياة المصريين وادت الي تكسيحهم بواسطة امن مبارك .. لا تقل تاثيرا عن تلك العاهات السلوكيه التي تسببت هزيمة عبد الناصر فيها .. كسر الارادة ..احساس بالدونيه .. انعدام الامل .. التعصب .. الفساد .. بحيث ستظل أجيال عديدة تالية تعاني من تاثيرها .
ان خوف مبارك علي حياته من الاغتيال الذى طال سلفه .. جعله يسلم زمام الامور امن انعدمت اخلاقهم فحطموا بجشعهم وافقهم الضيق الامكانيات الكامنه في عشرات الاجيال من هذا الشعب الذى كان من الممكن أن يكون فاعلا .
هبة جماهير مصر لكسر حاجز فوبيا الامن والخوف من مواجهه مائة الف من شياطين امن الدولة ومن يحركهم كان حدثا خارقا فاق تصور المجني عليه قبل الجاني .. اقتحام قلاع المرده وابناء ابليس وتمريغ انوفهم في التراب حتي لو قام به الخارجون علي القانون عمل رائع يتسم بالرجوله وعدم قبول الضيم وهو العمل الاكثر شجاعه الذى تم منذ ان قام عبد الناصر بقطع الالسن وهتك الاعراض وترك المصريين يرتعدون خوفا من اى حاكم حتي لو كان بغباء الفاسدون الطغاه رجال مبارك .
كنت أود المشاركه العمليه مع من قاموا بتأديب رجال امن مبارك بحمل حذائي القديم وتنسيله علي رؤوسهم ولكنني للاسف بعد ان تقدم بي السن لا املك الا دموعي ازرفها وانا ارى مقارهم مفتوحه و دوسيهاتهم علي الارض مهانه وكومبيوتراتهم متحفظ عليها .. وهم في قبضة شباب رجال الجيش.
#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟