أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كوكب البدري - إسماعيل حقّي ؛ عرّابُ الوجعِ البغدادي














المزيد.....

إسماعيل حقّي ؛ عرّابُ الوجعِ البغدادي


كوكب البدري

الحوار المتمدن-العدد: 3297 - 2011 / 3 / 6 - 01:56
المحور: الادب والفن
    


إسماعيل حقّي ؛ عرّابُ الوجعِ البغدادي



إسماعيل حقي شاعر ٌ يخرج من البحر ليسكن دفاتر بلاد ٍ عاشقة ؛ متجذرة في هوى اللغة .
وحين تروم الدخول إلى مغارة أسرار قصائده ومخبأ قاموسه اللغوي ستصادفك ألف حكاية وحكاية ولكل حكاية وجه موزع بين الحضور وبين الغياب ،بين اليأس والأمل بين الصّمت وبين الغضب ، بين النّار وبين الرّيح ، بين الشّتـاء وبين أول تفتح ٍ للياسمين ، بين مرارة الثلج وبين لذة مذاق غَرْفة ٍ من الأمل ، بين صلابة أعذاق النّخيل و بين رقة أهداب المطر ..!!

اهتم به الإعلام أم لم يهتم؛ لا يبالي ؛ فقد فوّض أمر قصائده لبهجة الجرح وبسمة الحرمان في وجوه الثّكالى واليتامى والأيامى ، فينشد في قصيدة " إلى وطني من زمن المحنة ":




ينضّون عن بردة الأوجاع كاهلهم والروح كلمى وهذا الليل ليس إلى
معلقـون علـى حلـم وأمنيـة تهدل الصمت من أحداقهم جمـلا



ثم يعود في قصيدته ذاتها :
.
.



كأن ألف أسى في الأرض بايعهم ملكا عقيما ثقيل الوزر مكتهـلا



.
.
ثم يرتدي ثوب عرّاب الوجع الدّامي :



فيا عراق اليتامى واه يا وطنـا به تكحلت الأحداق يـوم عـلا
ما بال صوتك لن يهدر بنازلـة وأنت سيد هذي الأرض لا الدخلا




كما فوّض لون الندى – قبلا- لعتمة النسيان حين وقَّعَ عازفا على بحر الرّمل :





كنت ِ تأتينَ إلى قلبي كمـا ينقُرُ العصفورُ شبَّاكَ النَّـدى
مثلما الحلمِ كما الأضغاثِ في موسمِ الوردِ انتهاء ً وابتِـدا






الشعر عنده تراتيلَ نسمعها في حقول الشمس تارة أو نفتش عن رموزها في لوح طين ٍسومري ، بل ربما وجدنا جرح نخلة قد مليء بمراثيه في الوطن المحاصر المعاند :
لا تعاندْ ... أيـُّها الوطنُ المسمّرُ
من أقاصي النّور ِ
في السـِّفرِ القديم ْ
من سما كلكامشَ الفـذِّ العظيم ْ
ذلكَ الطـّالعُ مثلَ البرق ِ
مثلَ الرّيح ِ
يعصف ُ بالبغاة ْ
قيل ذاكَ الفذ ُّ مات ْ
ألفُ أنكيدو يموت ُ اليوم َ
آلافُ الأفاعي يسرقونَ العشب
والماءَ الفراتْ
وقد يخبيء نقش ٌ في الشناشيل البغدادية ؛حيث ولد وعاش حكايات الجمرة الأولى تلك التي صهرت حروفه في بوتقة الشّعرِ العربي الأصيل ، وربما يخبيء حكايات الانتظار اليومي لموعد لم يكن في حسبان الهوى ..! :


قطعتُ العمرَ بعد العمرِ وعـدا ً وقلت ُ عسايَ من وصل ٍ ثوابي



ولثورة الجرح في قلب أنثى صادفها ذات مساء ممطر بالكبرياء المجروح في عينيها ؛ وقَّّعَ قلبُه تقاسيمَ على وتر أوجاعها وكأنّه قرأ ماتقول ُ فراح يعاتبُ نفسَهُ على لسانها في قوله :
مازلت َ تكذب

مازلت َ تكذب ُ
وارتعاشك كاذب ُ
كلماتكَ الخجلى
وهمسك ناحب ُ
ويداك َ باردتان
حين تضمَّني
وعيونك التّعبى
ووجهك َ شاحب ُ
مازلت ُ تكذب ُ
إذ تقول تحبّني
ودمي يفور ُ
وأنت َ عنّي
هارب ُ
فمتى أثور عليك َ
كيف َ أصيح ُ بي
وهواك بين أضالعي
يتكالب ُ


وعلى ضفاف المنافي ، وتحت غيمة مسافرة نحو الوطن ؛ يشقى الأنقياء كالمطر . ويشقى معهم حلم صغير لسنبلة ترافقهم ، وتأبى البكاء ، تزاحم الرّيح لترتمي على صدر وطن ٍ أبهى من السّماء وأعظم من التّاريخ :


أولاءِ أهلـي غبارُالحـربِ ظلُّـهـمُ سربُ اليتامى وراهـم أينمـا وفـدوا
يمشي التُّرابُ على آثارِهِـم وَجَِـلاً ًكي يقتفيهم .. هنا مرّوا ، هنا سجدوا
هناكَ عندَ ضِفافِ الغيم تمضَغُهُـم ْ رَحى المنافي فلا عادوا ولا ابتعـدوا






إنّه يأبى على النّخلة أن يُمَزّقَ سعفها المغدور، ويأبى على النّهر أن يحرَّق لو أماط اللثام عن مواعيد الغيم بالوردة . ويأبى أن يباع خاتما كان قد لامسَ كف َّ من يهوى :




ما نفع ُ أن يقفَ الأمامُ معـي ولـه وراءٌ تطعـنُ الظَّـهْـرا
أفرطتُ قلبي من يدي كِسَـرا ًولكي أعيشَ وضعتُ لي صخراً





وهناك
خلف غبار الزّمان
وتحت أمنيات السّماء لو يبللها ملحُ العراق
وحيث النّجمة تلملمُ أهدابها عن كفيّه هادية إياه ألقا يضيء أجنحة قصائده
مازال النّخل لا ينسى مقتله
ولا نيسان يكفّ عن البكاء
هناك بين قصائده
مازال العراق .. وحيدا
مثلما دقَّ على باب الدنيا - وباب دفاتره -
ثائرا ،
عاشقا ،
وعنيدا :




ظمآنُ والدّنيا لديكَ وأنتَ مِنْ دِفقِ المياهِ وكان ظلّكَ منبعَكْ
هاأنتَ وحدكَ والغزاةُ عقاربٌ وأجلُّ ما ألقى لديكَ ترفّعَـكْ



#كوكب_البدري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كوكب البدري - إسماعيل حقّي ؛ عرّابُ الوجعِ البغدادي