ثائر الناشف
كاتب وروائي
(Thaer Alsalmou Alnashef)
الحوار المتمدن-العدد: 3296 - 2011 / 3 / 5 - 11:13
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
واحدٌ وأربعون عاماً ونيف، وخريف الاستبداد والقمع والبطش لا يفارق وجدان الشعب السوري، وقبل ذاك التاريخ، عاش سبع سنوات عجاف ( 1963) من تاريخ الانقلاب العسكري المشئوم، والمسمى زوراً وبهتاناً بثورة الثامن من آذار .
اليوم ومع حلول ربيع الثورات العربية من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر، لا تبدو سورية بنظامها الاستثنائي، صاحب نظرية التوريث الرهيبة، لا تبدو منعزلة عن محيطها العربي، فنظامها أشد قمعاً واستبداداً من غيره، وأكثر نهباً وفساداً لموارد البلاد ومقدراتها إذا ما قيس بفساد النظم المجاورة .
لهذا كله، يبدو أن ربيع الثورة السورية سيبزغ قريباً جداً، كما يبزغ النور من جوف الظلام، ولن تنفع محاولات النظام البائسة من حجبه، مهما أغدق على الشعب من أمواله المنهوبة، ومهما هدد وتوعد وأحيى في الذاكرة وجع الثمانينات وأهوالها، فلن تنفع تهديداته هذه المرة، وإلا لكانت نفعت توأمه نظام القذافي، فسيف العدالة بات حاضراً في مشهد ثورات الشباب ومتربصاً بأعناق الحكام المستبدين إذا ما عبثوا وأزهقوا أرواح شعوبهم .
يتساءل البعض محقاً، لماذا تأخرت ثورة الشعب السوري حتى الآن ؟ الجوب عن هذا السؤال، ليس لأن الخوف وحده من المجهول، هو الذي أحال دون بزوغ فجر الثورة السورية قبل كل الثورات الأخرى، بل لأن الربيع السوري عندما يزهر، فإن زهره يملأ الكون بهجة .
لقد كانت سورية أول دولة عربية عرفت الديمقراطية والتعددية السياسية في أربعينات وخمسينات القرن الماضي، ولن تكون آخر دولة عربية تتنسم عبير الحرية، رغم حواجز الخوف الكثيرة التي برع النظام السوري بتشييدها في نفوس السوريين ، إلا أن إرادة وعزيمة الشباب السوري، نجحت في إزاحتها وشرعت الآن في تحطيمها من خلال الوقفات التضامنية والاحتجاجية، فضلاً عن لصق المنشورات الثورية والكتابة على الجدران والنشر على صفحات الانترنت، تمهيداً لإسقاطها بالكامل في موعد دنا أجله .
الآن ومع حلول الربيع في سورية ، سيكون لثورة الشباب لونها المميز عن الثورات الأخرى ، حيث أنهم سيقولون ما لم يستطيع آباءهم قوله ضد الفساد والاستبداد، وسيفعلون ما لم يستطع آباءهم فعله ضد التوريث والنهب .
ها قد حلَّ الربيع ، وآن الأوان لتحل الثورة ، ويحل معها التغيير السلمي ، وسيعلم الجميع عاجلاً أم آجلاً ، أن لا حرية من دون وطن ، وأن لا وطن من دون حرية .
#ثائر_الناشف (هاشتاغ)
Thaer_Alsalmou_Alnashef#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟