|
موقف الحكام العرب من أنتفاظات الشعوب
علي الشمري
الحوار المتمدن-العدد: 3295 - 2011 / 3 / 4 - 23:56
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
((موقف الحكام العرب من انتفاظات الشعوب)) التاريخ العربي يحتوي الكثير من عثرات الحكام العرب ضد شعوبهم ,الحكام مهما اختلفوا فيما بينهم وفقا لاختلاف أيديولوجياتهم ونظرياتهم والتي تصل في الكثير من الاحيان الى حد التأمر وتغيير النظم او الصراع العسكري والضحية بكلا الحالتين هو الشعب ,تزهق الارواح وتسال الدماء وتهدر الاموال ,وعلى الشعب تحمل شظف العيش ,والمجاعة والحصار والتقشف وشد الاحزمة على البطون وغيرها من المصطلحات التي تتفق بها عقلية القائد الاوحد او الضرورة والمأساة الكبرى ان الشعوب هي ضحية تصرفاتهم الرعناء و تقتل بأموالها وذلك عندما يشتري الحاكم السلاح بأموالهم بحجة الدفاع عن الكرامة والمقدسات والعدوالوهمي الخارجي المفترض والذي يرسمه الحاكم لشعبه ويجعل منه البعبع المخيف للحد من طلباتهم في العيش برفاهية ,أنهم يقاتلون شعوبهم في صراعات داخلية اكثر مما يقاتلوا اعدائهم الخارجيين المفترضين,واكثرهم يكدس مليارت الدولارات لشراء أسلحة لتتحول بمرور الزمن الى خردة من كثرة الصدا الذي يعتريها دون خروجها من مخازنها, لكنهم متفقون ومتحدون ضد أرادة شعوبهم في الحداثة والتغيير,يتناسون خلافاتهم وصراعاتهم جانبا ويبدأون بتقديم المساعدات بكافة انواعها عندما يبدأ خطر التغيير الجماهيري يداهم أي منهم.ويصبحون أشقاء بين ليلة وضحاها وعدوهم وضيتهم دوما هو الشعب ,وشواهد تاريخنا العربي ملي بالجرائم ضد الانسانية المرتكبة من الحكام ضد الشعوب والتي عندما تنتفض ضد جورهم واستبدادهم فالتهم جاهزة بالعمالة للغرب سابقا ,أما اليوم فالتهم بالانتماء الى القاعدة وابن لادن بعدما كشفت الشعوب أرتباط حكامهم بالغرب وهوسر ديمومتهم وبقائهم لسنوات متسلطين على رقابهم ومغتصبي السلطات منهم. هم من رعوا الارهاب ونموه وساعدوا على انتشاره لكثير من البلدان التي اكتوت بناره ,اليوم أصبحوا يلوحون بمكافحته لمغازلة الغرب لكي تسهل مهمتهم في القضاء على مناوئيهم وقمع شعوبهم امام انظار العالم . فمنذ اكثر من عامين والمجرم علي عبد الله صالح يقتل شعبه بمختلف الاسلحة التي يمتلكها بحجة مقاتلة القاعدة ’عشرات الالاف من المشاركين في التظاهرات يتم قمعهم أمام أنظار القادة العرب,من ساعده في قمع أنتفاظة الحوثيين وأرسل له الجيوش والاسلحة بحجة محاربة من يريد العبث بأمن اليمن ووحدته,فالقمع متواصل في الشمال والجنوب وهو لا زال متمسك في السلطة بحجة انه منتخب؟ عندما حدثت انتفاضتي الشعب التونسي والمصري لم نسمع أي موقف ايجابي من الحكام العرب تجاه أرادة الشعوب في التغيير ,بل يتصلون بالحكام ويعرضون عليهم تقديم المساعدات لتجاوز ازماتهم,لم يطلبوا من الحاكم الخضوع لارادة شعبه ,ولم يقدموا المساعدات الانسانية للشعوب المنتفظة,,وعندما حدثت انتفاضة الشعب البحريني لم يتعامل معها الحكام العرب كقضية حقوق منتقصة لطرف معين ,بل أقدم بعضهم لارسال دباباته للمساعدة على قمع المنتفظين ,والاعلام العربي الرسمي يتكتم على المذابح وأراقة الدماء ,. وعندما حدثت أنتفاظة الشعب العماني ,فالصمت العربي الرسمي هو السائد والتفرج على الضحايا الذين سقطوا برصاص الجيش العماني,وكذلك انتفاضة الشعب الجزائري التي قمعت بالحديد والنار وسط تفرج الرؤساء العرب وتصريحاتهم بان ما يحدث هو شأن داخلي ,أن الشعوب المضطهدة والمطالبة بحقوقها المغتصبة من قبلهم أصبحوا في نظرهم أعداء حقيقيون لكراسيهم ,أنهم يريدون أن يقول لشعوبهم ,هذا مصير من يتمرد على حاكمه فلا ناصر ولا معين له ,وما عليكم ألا الرضوخ لارادتنا ومشيئتنا ,أنهم متفقون على جعل شعوبهم تحت رحمة الجلاد ,أنهم متفقون على أسرهم وأسر تفكيرهم ووضعهم في أقفاص حديدية وتحت مراقبة حاشيتهم المجرمين,متناسين أن النار تسري سريعا في هشيمهم الذي صنعوه ,فعربة بو عزيزي المشتعلة لا زالت مسرعة في تدحرجها وتطال اعتاب بلاطاتهم واحدا تلوا الاخر , اليوم الشعب الليبي بأنتفاضته ضد معتوه ا لعرب الكبير,تواجه جبروت وقسوة الطاغي الارعن الذي يريد أحراق ليبيا وقتل الشعب لاجل الحفاظ على كرسيه,الطائرات تدك حصون المدن الليبية دون رحمة ,المدفعية وراجمات الصواريخ هي الاخرى تنهال على السكان الامنيين في مدنهم,الاسلحة المظادة للطائرلات تستخدم لرشق المنتفضين,اموال الشعب الليبي المحروم منها لسنوات سخرت لاستقدام المرتزقة الافارقة لقتل الشعب الليبي,جرائم قتل الجرحى وسرقة جثث الضحايا من المستشفيات ومشاهد يومية لم يهتز لها الوجدان الرسمي للحكام العرب,المعلومات تشير الى قرب حصول كارثة ؟أنسانية في ليبيا نتيجة لتناقص كميات المواد الغذائية ونقص كميات الادوية لكثرة الاصابات بين المدنيين والحكام العرب غارقين في أحلامهم الوردية غير أبهين لما يحصل من جرائم يندى لها الجبين الانساني التي يقوم بها المجرم القذافي وابناءه وحاشيته ,الامم المتحدة أصدرت عدة قرارات تدين بها الجرائم التي ترتكب بحق الشعب الليبي,قرارات بتعليق عضوية ليبيا في منظمة حقوق الانسان,تجميد أرصدة القذافي وحاشيته من قبل كثير من دول الغرب الكافر,منع سفر القذافي ,وأخيرا المحكمة الجنائية الدولية اصدرت مذكرة أعتقال للقذافي وخمسة عشر اخرين من أعوانه بتهمة ارتكاب جرائم حرب ضد الانسانية ,وهناك مناشدات من مجلس الانتفاظة الليبية يطالب الامم المتحدة باستصدار قرار لفرض حظر جوي على ليبيا لمنع طائرات القذافي من قصف المدن اليبية,كثيرا من الدول الغربية أرسلت مساعدات طبيةوغذائية وسفن لاجلاء النازحين ,فماذا سمعتم من القادة العرب من مساعدات للشعب الليبي غير تجميد عضوية ليبيا في الجامعة العربية الصورية؟؟؟؟؟؟؟؟هل سمعتم بأن هناك دولة عربية طالبت بفرض حظر جوي على ليبيا ؟هل سمعتم وصول مواد غذائية وطبية ؟؟؟هل سمعتم أن الحكام العرب وجامعتهم طلبوا من الدول الافريقية ان تكف من ارسال مرتزقتها الى ليبيا؟؟؟؟هل سمعتم بقيام دولة عربية بتجميد اموال القذافي ؟؟هل أقدم الحكام العرب على منع الجزائر من أرسال طياريها وأستخدام مطاراتها لضرب الشعب الليبي؟؟؟هل سمعتم مناشدة أي حاكم عربي لمجنون ليبيا بالكف عن قتل المزيد من شعبه وأراقة دماء الابرياء جراء القصف الهمجي لقطعانه المسعورة؟؟؟؟هل طلبت الجامعة العربية من المجرم القذافي تسليم السلطة للشعب ومغادرة البلاد حقنا للدماء؟؟؟أين النخوة والشهامة العربية لدى الحكام العرب والقذافي ينحر الالاف من شعبه يوميا ؟؟هل جف الدم في عروق عروبتكم ؟؟؟هل هذه عقوبة منكم على الشعب الليبي لتمرده على سجانه ومحاولاته كسر قيوده؟؟؟؟؟؟أم تريدونها عبرة لشعوبكم حتى لا تصل النيران الى مضاجعكم ؟ ان الانتفاضات الشعبية أظهرت وبشكل جلي أصفافكم الغير مقدس ضد تطلعات شعوبكم ,وجاهرتم بالعداء لتطلعاتها المشروعة في الحرية والعيش الكريم ,وهذا سيؤدي الى تلاحم الشعوب فيما بينها للاطاحة بعروشكم الخاوية والمتكئتة على مساند العمالة والخيانة للطواغيت وقوى الاستعمار العالمي .,فهمها طال الزمن أم قصر لا بد ان تنتصر أرادة الشعوب على أرادة الافاكين والقتلة والمجرمين ويعود الحق الى أصحابه الشرعيين,وما ضاع حق وراءه مطالبا
#علي_الشمري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أفرازات أنتفاضة الغضب العراقي
-
لماذا تتخوف أحزاب الاسلام السياسي من التظاهرات
-
لسنا فاشلون,,,بل فقراء مضطهدون,,وغدا قادمون وانتم راحلون
-
ندوة محافظ النجف,,,,,,,جس لنبض الشارع النجفي
-
دور الحرية في تغيير الشعوب والانظمة
-
حكومة العراق بالمقلوب
-
أحذروا ثورة الجياع يا طغاة العراق الجديد
-
بوادر لانتفاضة عراقية
-
خادم الحرمين الشريفين يتبرع ببناء أضخم دار للعجزة
-
سموهم ما شئتم,,,,,أنهم نتاج أنظمتكم المستبدة
-
النغمة الغير مسبوقة في الخطاب الامريكي
-
هدر المال العام والتلاعب بمبالغ الاعمار /الحلقة الثانية
-
هدر المال العام والتلاعب بمبالغ الاعمار/محافظة النجف نموذجا
-
الرحمن والشيطان في الميزان
-
للشعوب البقاءوللديكتاتورية الفناء
-
عمرو موسى في رحاب المرجعية
-
أزدواجية تطبيق القوانين /أمانة بغداد نموذجا
-
ثورة الجياع في تونس ,أنذار لكل الانظمة الديكتاتورية
-
أسلمة المجتمع العراقي ومخاوف الاسلاميين من النهج الديمقراطي
-
أموال الوقف الشيعي,والحج والعمرة بايادي المفسدين
المزيد.....
-
العثور على جثث 4 أطفال في الجزائر عليها آثار حروق
-
-إعصار القنبلة- يعصف بالساحل الشرقي لأمريكا مع فيضانات ورياح
...
-
في خطوة رائدة.. المغرب ينتج أول اختبار لفيروس جدري القردة في
...
-
أذربيجان تتهم الخارجية الأمريكية بالتدخل في شؤونها
-
ماكرون يسابق الزمن لتعيين رئيس للوزراء
-
نائب روسي ينتقد رفض زيلينسكي وقف إطلاق النار خلال أعياد المي
...
-
ماكرون يزور بولندا لبحث الأزمة الأوكرانية مع توسك
-
الحكومة الانتقالية في سوريا تعلن استئناف عمل المدارس والجامع
...
-
رئيس القيادة المركزية الأمريكية يزور لبنان للتفاوض على تنفيذ
...
-
جيم كاري في جزء ثالث من -سونيك القنفذ-.. هل عاد من أجل المال
...
المزيد.....
-
قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند
/ زهير الخويلدي
-
مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م
...
/ دلير زنكنة
-
عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب
...
/ اسحق قومي
-
الديمقراطية الغربية من الداخل
/ دلير زنكنة
-
يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال
...
/ رشيد غويلب
-
من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها
...
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار *
/ رشيد غويلب
المزيد.....
|