أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابتسام يوسف الطاهر - الفساد الاداري في الواق واق!














المزيد.....

الفساد الاداري في الواق واق!


ابتسام يوسف الطاهر

الحوار المتمدن-العدد: 3295 - 2011 / 3 / 4 - 18:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مرة أخرى نكتشف عمق القصور في معرفتنا بالشؤون السياسية.. وخطأنا نحن المعذبون في الأرض، الحالمون بالعدالة الاجتماعية، في تقدير الأمور. الخطأ الأول ارتكبناه يوم الصمت الكبير على ما فعله البعث وصدامه في العراق، ومحاولة الكثيرون لإيجاد تبريرات غير منطقية لتمرير القتل والتخريب دون عقاب ولا عتاب.
وأخطأنا يوم اعتقدنا أن العالم كله سيقف معنا لو عرفوا حجم معاناتنا .. لنكتشف انهم يوم فكروا بالوقوف معنا، دمرونا!
ولم نيأس وعاد لنا الأمل يلوح بعلم الديمقراطية مبتهجا; بأن الأوان قد آن وسنتخلص من بؤر القتل والدمار بالانتخابات، كما هو الحال بالدول المتحضرة المتنعمة بخيراتها وخيراتنا! لكن الانتخابات كشفت النقاب عن وجه قبيح آخر كنا نخافه الا وهو المحاصصة! التي استقطبت كل المتخلفين والساعين للمنصب من اجل الملايين يأخذونها ويرحلوا بأقرب فرصة قبل محاسبتهم.
وبقينا على حالنا بمعاناتنا مع الظلام، فالكهرباء المسكينة مازالت بالنفس الأخير تنتظر من يحييها قبل فوات الأوان. وقد خرجت جموع غاضبة مطالبة بإنقاذ الحبيبة المريضة الكهرباء منذ عقود. واستقال الوزير يومها بلا حساب ولا عقاب. لينضم لموكب (الدايني ) الذي خرج مثل الشعرة من العجين بالرغم من خطورة التهم التي أثبتت ضده. وللحين لا نعرف أين هو، وهل مازال يمول للتفجيرات هنا وهناك!؟. واذا بنا نكتشف اننا اضفنا لخطئنا خطأ آخر. فقد استبدل الوزير بآخر يكمل مسيرته بلفلفة المليارات! حيث بقي الظلام حالكا، وبقي دخان المولدات الكهربائية يخنق انفاسنا. وهم يعرفون ان الشركات التي يدعوها للاستثمار داخل العراق لن تغامر وتأتي لبلد يفتقر لابسط امور الحياة واكثرها اهمية (الكهرباء).
ماذا حصل للطيبين من ابناء العراق؟ لماذا كل من يحكم العراق يسعى لافقار اهله وتخريبه ، حتى الذين انتخبهم الشعب وتحمل ما تحمل من اجل وضع نهاية للكوارث التي تعصف بالعراق امنيا واقتصاديا. واذا بهم لا يختلفون كثيرا عن السابقون!!؟
بكيت فرحا حين رأينا ثورة الشعب المصري، وإصراره على مطالبه وتحقيق المستحيل. وتعالى الفرح والتقدير حتى للمسئولين المصريين، الذين سارعوا بالاستقالة والذين استسلموا لحكم الشعب ومُنعوا من السفر وأودعوا السجن لأنهم استغلوا مناصبهم وتلاعبوا بأموال الشعب من اجل مصلحتهم. وزدنا التقدير للإعلاميين الذين اعتذروا عن ترددهم بمناصرة ثورة الشعب بأيامها الأولى! بينما في العراق لليوم لم نسمع عن اعتذار سياسي أيد صدام ولا شاعرا مجده ولا من عسكري نفذ أوامره! بينما اعتذر بعثيون عرب حين رأوا الجثث في المقابر الجماعية، وحين رأوا حجم الخراب في العراق. بينما البعثيون العراقيون لليوم يفخخون هنا ويفجرون هناك لترويع الشعب وقتل الأبرياء لأنهم هللوا وتنفسوا الصعداء للخلاص من عصابة البعث وزعيمهم صدام. ولليوم الذي يستقيل من الوزراء او المتنفذين لتلاعبه بمصائر الناس واموال الشعب يحملنا جميلا! وينسحب بلا عقاب ولا حساب!؟
توقع العراقيون وهم يشاهدون كيف ان قوة الشعب بإمكانها تحقيق المعجزات ولا يقف بوجهها عساكر ولا جيش ولا دبابات. ان المسئولين الكبار سيبادرون ويسارعون لإصلاح ما بنفوسهم ليصلحوا البلد ويعمروه ويعيدون النور متكاملا، ويحاسبون المقصرين ويعاقبون السارقين والمفسدين.
واستبشر البعض خيرا ببادرة رئيس الوزراء بتخفيض راتبه للنصف، ولكن بقيت الأمور على حالها واكتفى قادة الكتل بتشجيع المتظاهرين، بل معظمهم صار يدين الفساد والمفسدين! حتى الذين يشكلون الكفة الأكبر بميزان التحاصص الوزاري! وكذلك رؤساء المحافظات من الذين يطالب الشعب باستقالتهم ومحاسبتهم واسترجاع أموال الشعب منهم، ممثلين عن تلك الكتل التي انتخبها الشعب جهلا وتخلفا!.
وبعد ان خرج الشعب في كل المحافظات واعلن مطالبه عبر اللافتات والشعارات والتصريحات التي انطلقت عبر الفضائيات العراقية. رجع الأمل لكنه بوجل وحذر، يجر أقدامه بتحدي بان هذه المرة لامناص من سماع الشعب والإسراع بالتغيير ووضع حد ونهاية للمآسي التي يعيشها الشعب منذ عقود وزاد في العقد الأخير.
فاذا بمن يدينهم الشعب تنطلق أصواتهم ساخرة منا ومن أملنا، لتثبت أننا مخطئون مرة اخرى، فمنهم من سارع من قم ليطبع استمارات استفتاء كتبت عنها في مقال اخر .. وآخر سارع لدولة الفقيه ليشير عليه ان يطرح فكرة استبدال النواب بآخرين "من اجل الإصلاح" . وثالث يطالب بانتخابات مبكرة لانتخاب مجالس بلديات جدد. ولم يشير الى محاسبة الحاليين على تلاعبهم بأموال الشعب، ولا معاقبة من تثبت ادانتهم! فما الذي يضمن لنا ان تلك المبادرات لن تستبدل حرامي بحرامي اخر يقف بالطابور هامسا لزميله "يا معود كافي خليلنا شوية من الملايين".
فلم تعتذر أي كتلة عن مرشحيها، ولم يبادر أي قائد لتلك الكتل بمحاسبة مرشحيه على سوء اداءهم وسرقاتهم واستغلال المناصب لصالحهم الشخصي، ولم يفكر اي منهم بالانسحاب من السلطة وإعادة ما استولوا عليه من أموال الشعب. كلهم يدينون الفساد، كلهم شرفاء ومخلصين. ولم نكن نعرف حجم خطأنا الا بعد إن عرفنا إن المفسدين والحرامية وسارقي أموال الشعب ونوره وماءه هم في الحقيقة من (جزر الواق واق). ولكن لا نعرف كيف ومتى دخلوا العراق.



#ابتسام_يوسف_الطاهر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلا صمت
- أواخر أيام الرئيس
- الأكراد..ومأساة كركوك
- الثورة الخضراء
- الوزارات العراقية بين التخصص والأداء
- العراق يصيح (أدير العين ما عندي حبايب)
- فارس يرحل وتبقى الكلمة
- زمننا المترهل وزمانهم..!
- حماية الدين بفصله عن الدولة
- بن لادن وتيري جونز
- ثورة الكهرباء
- على ضفاف المونديال
- البرلمان المعلق!
- من فشل في الانتخابات العراقية؟
- حسافة (الحبر) ما غزّر
- العيب الكبير
- لا يحتمل التأجيل
- الديمقراطية مثل السباحة لا يتعلمها الإنسان إلا بالممارسة
- احذروا غضبة الحليم
- في حضرة الانتخابات


المزيد.....




- مصر.. فيديو صادم لشخصين يجلسان فوق شاحنة يثير تفاعلا
- مصر.. سيارة تلاحق دراجة والنهاية طلقة بالرأس.. تفاصيل جريمة ...
- انتقد حماس بمظاهرة.. تفاصيل مروعة عن مصير شاب في غزة شارك با ...
- أخطاء شائعة تفقد وجبة الفطور فوائدها
- وزير الدفاع الإسرائيلي يعلن توسيع العملية العسكرية في غزة، و ...
- إيطاليا تستهل محاكمة أنطونيلو لوفاتو الذي ترك عاملًا هنديا ل ...
- Oppo تزيح الستار عن هاتفها المتطور
- خسارة وزن أكبر وصحة أفضل بثلاثة أيام صوم فقط!
- دواء جديد قد يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب المفاجئة بنسبة ...
- خطة ترامب السرية


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابتسام يوسف الطاهر - الفساد الاداري في الواق واق!