محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث
الحوار المتمدن-العدد: 3295 - 2011 / 3 / 4 - 18:26
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يبدو أن الحكومة العراقية تحاول اللعب على مختلف الحبال والالتفاف على المطالب الشعبية من خلال إصلاحات شكلية لا تؤدي للتغيير الجذري ،فبعد جمعة الغضب الدامية أقدم رئيس الوزراء العراقي على إصلاحات أقل ما يقال فيها أنها ضحك على الذقون ،فالشعب العراقي ليس بحاجة لفتات الموائد ومكارم القادة وهو قادر على ممارسة حقه القانوني وإجبار السلطة الحاكمة ليس الانحناء للعاصفة وإنما السير إلى آخر الطريق،فقد كانت مطالب الجماهير واضحة وشعاراتهم معقولة فهم يطالبون بإصلاح النظام ومحاسبة المفسدين وتحسين الخدمات وجميع هذه المطالب حق مشروع لا يمكن تسويفه أو التحايل عليه ،وبدلا من قيام السلطة بالإصلاح اتخذت إجراءات باهتة لا ترقى لحجم الخراب الذي يعاني منه العراقيون.
أن أجراء انتخابات مبكرة لمجالس المحافظات في ظل قانون انتخابي عادل وإقصاء المحافظين الفاشلين والإتيان بشخصيات وطنية كفوءة قادرة على القيام بواجباتها ومحاكمة المفسدين واسترداد الأموال المنهوبة وتشكيل حكومة خدمات مصغرة من الكفاءات العلمية والدراية وليس من الحزبيين الفاشلين كفيل بتأخير إشعال شرارة الثورة التي لابد أن تشتعل ذات يوم لتحرق الهشيم الجاثم على أعناق العراقيين.
لقد أثبتت المحاصصة الطائفية العرقية وحكومة النهب الوطني طيلة السنوات الماضية فشلها وآن للساسة العراقيين أصلاح العبث المقصود وإلا فان الشعب قادر على أخراجهم من اللعبة ومعاقبتهم حيث لا تنفعهم أي نجدة مهما كان وزنها وحجمها ،فالعراقي يريد الحياة الحرة الكريمة بعيدا عن الشعارات المرفوعة هذه الأيام والتي ثبت عقمها وعدم قدرتها على الإصلاح المطلوب وبالتالي فأن الكرة الآن في ملعب الحكومة ولن تنفعها محاولات سد الشوارع ومنع التجوال والقوات المدججة بالسلاح فأن صبر الشعب بدأ بالنفاذ والويل لمن يقف بوجه أرادة الشعوب.
أن ما يحدث في الشرق الأوسط رسالة لحكام بغداد على تغيير مسيرتهم والاتجاه لبناء الدولة المدنية الديمقراطية وإلا فان الشعب العراقي قادر على أخراجهم خاسئين مدحورين في القريب العاجل ومهما كانت التضحيات.
#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟