الأصنام الخاوية

مراد سليمان علو
شاعر وكاتب
(Murad Hakrash)

الحوار المتمدن-العدد: 3295 - 2011 / 3 / 4 - 12:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

لا تزال في أرض العروبة ... بعض الحكومات التي تجيد الكذب ... باحتراف حيث تتبجح قائلة : الحكومة جزء من الشعب .
لا تصدقوهم ... فهم يمارسون عملهم الدنيء ... القديم ـ الجديد ... ينصبون الأشراك للجموع الغفيرة الجامحة ... الزاحفة من الشعب ظنا منهم إنهم جرذان ... و شعارهم في ذلك : إن أسرعهم هو أكثرهم جوعا وأسمنهم هو أبطئهم .
بالأمس كان البدوي ينفر من الحكومة لا بل كان يعاديها جهرا ويراها كمسخ بارد يرش الكذب رشا ... والبدوي يكره الكذب وهو أول من أكتشف الزيف في الحكومات ... ربما بفطرته ... منذ نشوء الدولة الأموية وحتى نهاية القرن التاسع عشر الميلادي حيث كانت الحكومات تكذب في كل شيء كل يوم ... كل ما تقوله كذب ولا تمتلك غير الكذب ولا تنتج غير الكذب ولا تعرض غير الكذب ولديها قدرة عجيبة على المساومة ... المساومة على الكذب .
والآن تتباهى هذه الحكومات ... القديمة ـ الجديدة ... بكذبها لان هذه الأكاذيب باتت تجد بعض الآذان الصاغية أحيانا وأسواق مفتوحة لعرضها وقلوب وعقول ضعيفة لاستقبالها .
أحصي تلك الحكومات المغامرة ... فهم لصوص ودخلاء وغرباء وعملاء ولا يجيدون التعامل مع الشعوب ... وليس أعظم من أديب يفضحهم بلهجتهم في كل خطوة وليس أحط من أديب يهز قلمه من أجل فتات موائدهم .
إذن القلب الخاوي يسجد للصنم الخاوي ليحصل على بعض التربيت والتمسيد ثم السحل لدائرة الكذب ثانية للتحضير والاستعداد للكذبة التالية أما القلوب التي لا تزال تنبض بدم نقي ستدفع الأصنام الخاوية من كل شيء إلا الكذب إلى الهاوية السحيقة وسيسمع الجميع صوت تحطمها من الوادي سيسمع الجميع الفرقعة الصادرة من الهيبة الكاذبة لتلك الأصنام .
من حق الشعب أن يزحف على القصور الرئاسية فقد أورثهم الصداع كذب الرؤساء ونواب الرؤساء والوزراء وقد أصابهم الملل لسماع خطبهم الجوفاء وقد تضرروا للانجرار وراء مغامراتهم الحمقاء .
لن يظهر معدن الإنسان العربي الأصيل الملائم لمظهره الجميل والمقبول من العالم الحديث إلا باقتلاع الحكومات النابتة في بداية القرن العشرين والابتعاد عن عبادة الأصنام الخاوية .
أمعن النظر إلى تلال أموال الهاربين من صفعات الحقيقة أموال جمعت بالكذب أموال لم تعد ترفع شؤون أصحابها أموال جامدة وقد غادرها بهجة الحياة ... ألا تبا للمكتنزين .
[email protected]

#مراد_سليمان_علو (هاشتاغ)       Murad_Hakrash#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات