هشام نفاع
الحوار المتمدن-العدد: 3295 - 2011 / 3 / 4 - 08:14
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
نتعلّم بشكل مباشر اليوم، من قلب الحدث، كيف أن الثورات تنتج وعيًا تراكميًا من داخل تفاعلاتها. فهي لا تُبقي على نفس مطالبها الأولية، بل ترفعها وتطوّرها وتتطوّر بها بالتالي.
الوعي الذي تنتجه الثورة الليبية يتجلى الآن بتأكيد الشعارات والمقولات والمضامين الرافضة للتدخل العسكري الامبريالي في هذا البلد، الى جانب الإصرار على خلع ومحاكمة القذافي ونظامه الذي كشف عن وجه دمويّ بشع.
هنا، من المهمّ الإشارة بشكل نقديّ واضح الى الدور الذي اختار الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز أن يلعبه في هذا السياق. فالمعلومات المتوفرة تفيد أنه تقدم بخطة "لحلّ الأزمة الليبية" من شأنها الابقاء على سلطة القذافي ونظامه الذي لم يتورع عن قتل شعبه بشتى أنواع السلاح، وحتى بالطائرات الحربية والمدافع. ويبدو أن الجامعة العربية تميل الى قبول المقترح.
والسؤال: أية "مصالحة" هذه التي يقترحها زعيم يحظى عمومًا باحترام الشعوب العربية مثل شافيز، والتي ستقود إلى تكريس حكم مجرم يفتك بحياة ومصالح وثروات شعب ليبيا؟ ألم يسمع القائد الفنزويلي بالمجازر التي اقترفها الدكتاتور الليبي؟ ألم يعلم بالثروات الهائلة التي نهبتها عصابة القذافي من خيرات واملاك الشعب الليبي؟ أيستحقّ نظام كهذا أية محاولة تعني في نهاية المطاف انقاذه وحمايته، بدلا من محاكمته؟
هناك تقارير مصورة (لا تسارع التلفزة الى نشرها) تبيّن أن الشعب الليبي يعي الخطر الامريكي والغربي عمومًا. ومن واجبنا احترام إرادة الشعوب، ووعيها أيضًا. من غير المقبول أبدًا "الرضوخ المعكوس" لتهديدات واشنطن، من خلال السعي لابقاء مهووس السّلطة والدماء القذافي على سدّة الحكم!
من غير المعقول استخدام الخطر الأمريكي بما يتنافى مع كرامة وحريّات وحقوق الشعوب. هناك ما يتعدّى الأبيض والأسود. لا يحق لأحد وضع الشعوب بين نارين كلاهما قاتل. يجب ممارسة شعار الثقة بالشعوب وليس ترديده فقط. لا مكان للوصاية على إرادتها! واحترام إرادة الشعب الليبي وكافة الشعوب العربية يستوجب عدم التدخّل بأي شكل قد يكون من شأنه إبقاء من قمعها وخنق أحلام شبابها واستغلها ونهب ثرواتها، جاثمًا على صدورها. فالدكتاتوريات التي اغتالت حريات وحقوق وكرامة وطموحات الشعوب العربية لا تستحق أية مهادنة ولا أية تسوية معها، حتى لو جاء الاقتراح بذلك من قائد محترم بقامة هوغو شافيز أيضًا.
#هشام_نفاع (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟