نهار حسب الله
الحوار المتمدن-العدد: 3294 - 2011 / 3 / 3 - 20:31
المحور:
الادب والفن
بعد ان هبت بوجهها ريح عاتية، أحكمت الابواب أقفالها تجاهها، وضربت بها امواج البحار بكل قسوة، وتعاون القدر والزمن على تكوين اخطائها.
حُكم عليها بقانون التحول من شابة رصينة متكاملة من اكبر عائلات المدينة، إلى انسانة منحدرة تدور حولها الشبهات.
تاهت ملامحها بين أحضان الرجال وشققهم المفروشة.. انسانة فقدت رأفة وإنسانية المجتمع.. وحولت جسدها المستور المتدفق بالانوثة، الى سلعة رخيصة مستهلكة.. لا يرغب بها إلا المضطر.
امرأة سخرت نفسها لخدمة رغبات متأهبة لتغرق جسدها بامطار استوائية غزيرة متراكمة.
ظلت على هذه الحال على مدى سنين من شبابها المتعثر.. حتى وصلت الى مرحلة الاعتزال.
دَقّ ناقوس العمر ابوابه معلناً عن اجتيازها سن الخمسين.
غيرت مسار حياتها.. حاولت التخفي والهروب من الماضي.. وارتبطت بشبكة علاقات جديدة مع سادات مجتمع وسياسيات وشخصيات نسائية لها وزنها في المجتمع.
وذات يوم.. سُئلت من قِبل إحدى صديقاتها الجدد عما قدمت فيما مضى من حياتها.
أجابت:
-لقد حققت منجزات وطنية صعبة المنال، قطف ثمارها كل سكان البلدة..
هل سبق وان عملتِ في مجال حقوق الانسان ام الطب وانقذت حياة الناس..هل ساهمت بالتصميم المعماري الجديد للمدينة.. أم ماذا؟ (هكذا سألت الصديقة الجديدة)
-لا لا.. لقد عملت على الحد من جرائم الاغتصاب وحالات الشذوذ الجنسي وساهمت بتحرير اجساد قتلها الانتظار.. ومزقها الشوق.
كل هذا جاء من دون تضحيات ولا خسائر سوى نفسي.. فهل يعد عملي منجزاً وطنياً حقيقياً.. ام سيظهر مستقبلاً من يتهمني بالعمالة لصالح دولة اخرى؟
سيلاحقني هذا السؤال مادمت حية!
#نهار_حسب_الله (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟