أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - يعقوب ابراهامي - الشاعر الذي يتكلم لغة قديمة















المزيد.....

الشاعر الذي يتكلم لغة قديمة


يعقوب ابراهامي

الحوار المتمدن-العدد: 3294 - 2011 / 3 / 3 - 17:39
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


"لم ينسوا شيئاً ولم يتعلموا شيئاً" - (تاليران، وزير خارجية نابليون الأول، الملقب ب"الشيطان الأعرج"، يصف عائلات البوربون الملكية)
"كل الأحداث في العالم العربي اليوم تدار من غرفة عمليات في تل ابيب وبأوامر من البيت الأبيض" - (الرئيس اليمني علي عبد الله صالح يكشف النقاب عن مؤامرة صهيونية عالمية جديدة)

اريد اولاً ان اعزي عزيزتنا مارا الصفار على فقدان والدها.
من الكلمات القليلة التي كتبتها لي عن والدها بين حين وآخر، كنت اعرف انه يتمتع بنفس الخصال (العراقية) الشريفة وبنفس الجرأة (العراقية) الشهيرة، ويحمل نفس القيم الأنسانية، التي اكسبت ابنته مارا مكاناً خاصاً في قلوبنا.
وبدل كلمات تعزية اريد ان اقول لمارا ما يلي: نحن في انتظار رسائلك (كتبت لي مارا مرة تسألني إذا كانت رسائلها تزعجني)، مقالاتك، تعليقاتك، فكاهاتك وانتقاداتك اللاذعة.

من يقرأ المقال الذي نشره سميح القاسم في "الحوار المتمدن" بتاريخ 2011 / 2 / 26 يصل الى النتيجة التالية: ان الشاعر الكبير، في نثره على الأقل، لا زال يعيش في منتصف الستينات من القرن الماضي.
عن "ضياع فلسطين" وعن "من شاطئ الاطلسي الى شاطئ العربي" سنتحدث فيما بعد. أريد الآن ان أسأل: متى سمعتم في الآونة الأخيرة كلمات مثل: "عكاكيز الاستعمار الغربي"، " مقاولي الصهيونية وسماسرتها العرب"، "ركائز سايكس بيكو" بل وحتى "حظائر سايكس بيكو"؟ (رحمة الله عليكما سايكس وبييكو. كيف كان يمكننا ان نعيش بدونكما؟).
كنت استطيع ان افهم لو ان محمد نفاع (الذي لا يعصرن المبادئ) او خالد حدادة (الذي لا يلطم على من قتلهم حزب الله) اوعمار بكداش (الذي يؤمن بمبدأ توارث السلطة) هم الذين يهددوننا بسايكس بيكو. هذه تجارتهم. هذا هو مصدر رزقهم. ولكن سميح القاسم؟ ما لك ولهذا الكلام السخيف الذي أكل الدهر عليه وشرب؟ من اين طلعت علينا بسايكس بيكو؟ هل سمعت الشباب في "ميدان التحرير" او في شوارع تونس او في مدن ليبيا يهتفون بسقوط سايكس بيكو؟ كيف يقولون سايكس بيكو في الفيسبوك؟ ألا تعلم ان ما لا وجود له في الفيسبوك لا وجود له في عالم اليوم؟
سميح القاسم لم يفهم بعد ان عالمنا اليوم هو عالم الفيسبوك والتويتر والأنترنيت لا عالم خطابات جمال عبد الناصر في ستينات القرن الماضي. هذا عالم مفتوح يتغير كل يوم لا عالم محترفي سايكس بيكو. شباب اليوم لا يتكلمون بلغة "عكاكيز الاستعمار الغربي"، "مقاولي الصهيونية وسماسرتها العرب" و"ركائز سايكس بيكو". هذه كلمات عتيقة، مكانها في متاحف الآثار القديمة، ولا معنى لها في النصف الأول من القرن الحادي والعشرين.

ولكن سميح القاسم لا يعيش في القرن الحادي والعشرين. فبعد ان ينتهي من "ركائز سايكس بيكو" و"حظائر سايكس بيكو" (ما هذا؟) ينهال علينا بالضربة القاضية: "خطيئة سايكس بيكو ومشتقاتها وتداعياتها واسقاطاتها". نحن إذن، والعوذ بالله، امام "ركائز" و"حظائر" و"خطيئة"، ولهذه الخطيئة "مشتقات" و"تداعيات" و"اسقاطات". هل يعرف سميح القاسم ان السادة سايكس وبييكو قد انتقلا الى رحمة ربهما منذ امد طويل؟ هل يعرف سميح القاسم ان قرناً كاملاً من الزمن (قامت فيه امبراطوريات وانهارت) يفصلنا عن عام 1916؟

(من "خطايا سايكس بيكو ومشتقاتها وتداعياتها واسقاطاتها على وطننا العربي الكبير المنكوب بسايكس بيكو": جاء في الأنباء ان الجماهير المنتصرة في القاهرة كانت تسير في الشوارع وهي تهتف: "ارفعوا رؤوسكم! انتم مصريون!" وليس: "ارفعوا رؤوسكم! انتم عرب!" )

للشاعر سميح القاسم اطماح كبيرة. هو يريد "تحرير المحتل من الارض العربية التاريخية، لا في فلسطين فحسب، بل في لواء الاسكندرون وفي شمال افريقيا وفي اقليم أوغادين وفي عربستان والخليج ايضا.".
جميل جداً. ولكن الا يعتقد سميح القاسم انه قبل التورط بتحرير لواء الأسكندرون من الأجدر "تحرير" الشعب السوري من أغلال نظام ظالم لا يحترم الديمقراطية، يخنق حرية الرأي والتفكير ويسجن انصار حقوق الأنسان؟ هل انتبهتم الى ان سميح القاسم، الحريص على الوطن العربي "من شاطئ الاطلسي الى شاطئ العربي"، والذي لم تفلت منه حتى جيبوتي ("اجل جيبوتي")، لم يشر في مقاله الى سوريا من قريب أو بعيد؟ لماذا؟ هل ان كل شيء على ما يرام في سوريا؟ هل انتخب بشار الأسد بأقل من 99.99 بالمائة من الأصوات؟

وعندما يتحدث سميح القاسم عن "تحرير المحتل من الارض العربية التاريخية . . . في فلسطين" ماذا يقصد؟
انا اعرف مواقف سميح القاسم التقدمية الصحيحة في القضية الفلسطينية وفي قضية الصراع الأسرائيلي-العربي. انا اريد ان اعتقد ان سميح القاسم عندما يتكلم عن "تحرير الأرض العربية التاريخية في فلسطين" انما يقصد تحرير اراضي الضفة الغربية من الأحتلال الأسرائيلي، لا تحرير "فلسطين التاريخية" من اسرائيل ومن سكانها اليهود.
انا اعرف ان سميح القاسم يقف الى جانب حل الدولتين. ولكن كم من القراء سيفهم هذه الجملة ("تحرير المحتل من الارض العربية التاريخية في فلسطين") على انها تعني العمل على اقامة دولة فلسطينية الى جانب دولة اسرائيل؟ ألا يعرف سميح القاسم ان "حماس" و"الجهاد الأسلامي" و"القاعدة" يدعون هم ايضاً الى "تحرير فلسطين"؟ ألا يعرف ان الملالي في ايران، واتباعهم في لبنان، يدعون هم ايضاً الى "تحرير فلسطين"؟ الا يعرف سميح القاسم ان هناك في العالم العربي قوى وحركات سياسية، بعضها يطلق على نفسه لقب اليسار، تدعو هي الأخرى الى "تحرير فلسطين"؟ الا يعرف سميح القاسم ان "تحرير فلسطين" بالنسبة لكل هؤلاء يعني امراً واحداً فقط: القضاء على دولة اسرائيل؟ لماذا لا يميز سميح القاسم نفسه عن هذه القوى بوضوح، بجرأة وبصراحة؟ لماذا يطلق عبارات غامضة؟ ولخدمة من هذا الغموض؟

وهنا نصل الى "ضياع فلسطين".
هذا تعبير بائس خاطئ ومضلل. فلسطين لم "تضع". فلسطين قسمت بين شعبين يقول كل منهما انها وطنه. وهذا التقسيم هو ليس "ضياعاً" لفلسطين بل هو حل معقول ومنصف لنزاع بين قومين يتصارعان على قطعة ارضٍ واحدة. هذا الحل تم وفقاً لقواعد العدالة الدولية ووفقاً لحق كل الشعوب، صغيرها وكبيرها، في تقرير مصيرها بنفسها واقامة دولتها المستقلة. وفقاً لقرار التقسيم كل طرف في النزاع كان يجب ان يأخذ "جزأه" من فلسطين وكلا الطرفين ما كانا "يضيعان" فلسطين.
الشعب اليهودي ("اليشوب") مارس حقه في تقرير مصيره واقام دولته المستقلة لأن قيادته الوطنية في اللحظة التاريخية الحاسمة (1948-1947) كانت من الحكمة بحيث اكتفت ب"جزء" من فلسطين ولم تنكر حق الشعب الثاني في اقامة دولته المستقلة على "الجزء" المخصص له من فلسطين.
الشعب العربي الفلسطيني لم يستطع أن يمارس حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة لأن قيادته، في تلك الفترة التاريخية الحاسمة، فهمت حق تقرير المصير بشكل غريب، فهمته على أنه يعني حق الشعب العربي الفلسطيني في الاستيلاء على كل فلسطين، أي إنها أنكرت حق الشعب الثاني (الشعب اليهودي) في الحصول على "جزء" من فلسطين وحقه في تقرير مصيره بالشكل الذي يريده.
لا عن "ضياع فلسطين" يجب ان يكتب سميح القاسم، بل عن "النكبة" التي انزلتها بالشعب العربي الفلسطيني قيادته القومية المتعصبة والدينية الرجعية المتطرفة.

المؤامرةالصهيونية : (عن "نيو يورك تايمز")
سيحتار المؤرخون في المستقبل في تفسير كيف ان انتحار بائع الخضار محمد بوعزيزي في تونس اشعل نار ثورات الغضب في ارجاء العالم العربي-الأسلامي. نحن نعرف ما هي الأسباب الحقيقية لذلك: طغيان، غلاء أسعار، شبان عاطلون عن العمل وشبكات تواصل اجتماعية. ولكنني منذ ان وصلت الى مصر سجلت لنفسي ملاحظات حول ما يمكن وصفه ب"القوى غير المرئية" التي غذت التمرد الجماهيري.
. . . لقناة "الجزيرة" طاقم كبير يغطي اسرائيل. اليكم قائمة لبعض ما اذاعته هذه القناة للعالم العربي:
رئيس الوزراء السابق ايهود اولمرت اضطر ان يقدم استقالته لأنه اتهم باستلام مبالغ مالية من احد مؤيديه الأمريكان اليهود.
محكمة اسرائيلية (ونحن نضيف: برئاسة قاضٍ عربي -ي.أ.) ادانت رئيس الدولة السابق موشي قصاب بجريمة ارتكاب عمليتي اغتصاب جنسي وذلك بالأستناد إلى شهادة موظفتين سابقتين.
وقبل بضعة اسابيع فقط الغي في اللحظة الأخيرة تعيين العميد يوآب جلانط رئيساً لأركان الجيش لأن انصار الحفاظ على البيئة اثاروا ضجة انتهت باجراء تحقيق حكومي كشف النقاب عن ان جلانط استولى بصورة غير شرعية على اراضٍ عمومية بالقرب من بيته.لا شك ان كل هذا اثار موجات من الضحك في مصر التي كانت الأراضي فيها تباع بأسعار بخيسة للأثرياء المتخمين وللمقربين من السلطة فتدرعليهم ارباحاً طائلة وسريعة مما كان مصدر سخط في اوساط واسعة في القاهرة في السنة الأخيرة.
عندما تعيش بجوار دولة لا تتردد في تقديم كبار قادتها للمحاكمة بتهمة الفساد، في حين ان الكثير من قادة دولتك فاسدون، فان ذلك لا يمكن ان يمر دون ان يترك اثره.




#يعقوب_ابراهامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاحظات ليبية
- المقياس الأساسي لدى محمد نفاع
- شعب اسرائيل صديق لشعب مصر
- نريد يساراً جريئاً لا يساراً خائفاً
- تحية لشعب تونس
- اليسار الصهيوني يوك!
- من اجل مصالحة تاريخية كبرى
- أحماقة أم نفاق سياسي؟
- البارع، المطور والذي لا يعتذر
- سلامة كيلة غاضب. من لا يخاف؟
- البيان الختامي الذي لم يصدر
- جنكيز خان ستالين
- اكثر من صحيحة أو الحقيقة المطلقة
- سلامة كيلة يقودنا الى طريق مسدود
- حول الصهيونية والدولة اليهودية الديمقراطية
- من يخاف من دولة يهودية ديمقراطية؟
- محمد نفاع لا يعصرن المبادئ
- من يخاف من تصفية القضية الفلسطينية؟
- انصاف الحقائق في اجتهادات فؤاد النمري
- هل فقدوا البوصلة؟


المزيد.....




- سحب الدخان تغطي الضاحية الجنوبية.. والجيش الإسرائيلي يعلن قص ...
- السفير يوسف العتيبة: مقتل الحاخام كوغان هجوم على الإمارات
- النعمة صارت نقمة.. أمطار بعد أشهر من الجفاف تتسبب في انهيارا ...
- لأول مرة منذ صدور مذكرة الاعتقال.. غالانت يتوجه لواشنطن ويلت ...
- فيتسو: الغرب يريد إضعاف روسيا وهذا لا يمكن تحقيقه
- -حزب الله- وتدمير الدبابات الإسرائيلية.. هل يتكرر سيناريو -م ...
- -الروس يستمرون في الانتصار-.. خبير بريطاني يعلق على الوضع في ...
- -حزب الله- ينفذ أكبر عدد من العمليات ضد إسرائيل في يوم واحد ...
- اندلاع حريق بمحرك طائرة ركاب روسية أثناء هبوطها في مطار أنطا ...
- روسيا للغرب.. ضربة صاروخ -أوريشنيك- ستكون بالغة


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - يعقوب ابراهامي - الشاعر الذي يتكلم لغة قديمة