جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3294 - 2011 / 3 / 3 - 15:54
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
يعبر (الله تبارك و تعالى) الذي يتكون من ثلاث كلمات اضافة الى واو العطف عن مدح الله ويشيرفي نفس الوقت الى وفرة و غزارة البركات فيه. هذه العبارة سوية مع عبارات و اسماء متعددة اخرى تكثر في العربية: (بارك لله فيك) و (مبروك) و (مبارك) و (على بركة الله و رسوله) و ترددها العرب يوميا مرارا و تكرارا بعض منها منذ ايام العربية قبل الاسلام و الى يومنا هذا دون ملل في حين ان كلمات التي تشير الى (البركة blessing من الله) قلت استعمالاتها في اللغات المعاصرة الاخرى كالانجليزية بسبب ضعف العامل الديني في الحياة اليومية.
اكتسبت الحروف العربية الثلاثة (برك) معناها الحالي الاضافي تحت تاثير اللغات السامية الشمالية الغربية وكان يشير سابقا فقط الى انحناء الجمل و قعوده (برك على ركبتيه) او (برك للقتال) و عندما ينحني الانسان للاكل قيل (برّك على الطعام). يدل الانحناء عادة على الخضوع و الخشية و النزول و لذلك كانت العرب تقول للشحاذ و الفقير (بورك فيك) و مسألة الانحناء و النزول كانت مهمة بالنسبة للقبائل الصحراوية فالبيت العربي في الخيمة (الذي كان يسمى سابقا - اهل - راجع مقالاتي عن النزول في القرآن و العائلة العربية على هذا الموقع) يسمى بالمنزل.
و اليوم لم تنتهي علية النزول و الانحناء عندما انحنى الرئيس (مبارك) و تنازل تحت ضغط الشعب المصري.
تطورت معنى عملية الانحناء و النزول الى الاستمرار و المثابرة في الانحناء و الى مثابرة و مواظبة تجارية الى ان تطورت الى الدعاء الى الله و اكتسبت معناها الحالي و تكرارها في العربية يعود ايضا الى تمسك العرب بالعادات و التقاليد القديمة اضافة الى العامل الديني.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟