أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالحسين الساعدي - المالكي يستعير أدوات وأساليب حزب البعث المقبور















المزيد.....


المالكي يستعير أدوات وأساليب حزب البعث المقبور


عبدالحسين الساعدي

الحوار المتمدن-العدد: 3292 - 2011 / 3 / 1 - 15:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


طلب السيد المالكي مهملة 100 يوماً لتحسين أداء الحكومة ، على أن يجري تقييمها لاحقاً ، ونحن هنا وقبل الخوض في الحديث مع السيد رئيس الوزراء نود أن نؤكد له إننا لسنا ضد حزبه ، ولا ضد قائمته ، ولا ضد شخصه ، إنما نحن ضد الفساد أنى كان مصدره ، وأزعم إنه يشاركنا الرأي بأن الفساد قد بلغ مبلغاً كبيراً حتى باتت رائحته تزكم الأنوف .
هنا أريد أن أقول للسيد المالكي ( مع جُلَّ احترامي وتقديري لشخصه ) إن طلبك هذا يذكرني بقصة وقعت في زمن النظام المقبور ، وبالذات مع المجرم ( حسين كامل ) عندما كان مشرفاً على التصنيع العسكري حينما زار إحدى معامل التصنيع المختصة في صنع مقذوفات الهاون ، وفي أثناء تجواله على الأقسام أخبره مدير المعمل إن أحد العمال وصل إلى رقم قياسي في صناعة المقذوفات من حيث العدد ، فطلب ( حسين كامل ) من مدير المعمل أن يريه هذا الشخص ، وبالفعل وقف أمام ماكينة هذا العامل وهو يعمل ، فبادره ( حسين كامل ) بالسؤال بعد إن أثنى عليه كثيراً ، وقال له ابني هل بمقدورك أن تعمل المزيد من هذه المقذوفات ، فرد عليه العامل على الفور نعم سيدي بمقدوري ذلك ، نظر ( حسين كامل ) بغضب شديد إلى هذا العامل والتفت إلى مدير المعمل وأومأ إلى حرسه الشخصي بإشارة فهمها الحرس وأمر بسجن العامل لشهرين فوراً ، واخذ يعربد عليه ويقول له أمام الجميع إذا كان بمقدورك العمل أكثر من هذا ، فعلام تأخرت عن فعله ؟ إذا أنت لست مخلصاً في أداء عملك ، وقد كنت تدخر جهدا كان المفروض منك أن تبذله للوطن وهو في محنته هذه دون أن نسألك ذلك ، لكنك توانيت لا بل تعمدت أن لا تبذل وسعك ، إذاً أنت كنت مقصراً مع سبق الإصرار والترصد .
وزبدة المخض من هذه القصة ليس لتمجيد الطواغيت بل هو للعبرة من حادثة مرت ، وهنا لا بد لي من أن أتوجه بالسؤال للسيد المالكي مع تقديري واحترامي له كونه موظفاً في الدولة العراقية يضع نفسه في خدمة الشعب ، إذا كانت لديك القدرة على تحسين أداء الحكومة ومكافحة الفساد ومحاربة العابثين بالمال العام خلال 100 يوماً ، ونحن سوف نصدقك بما تقوله ونصدق حسن نواياك ، ولكننا هنا من حقنا أن نسألك أين كنت خلال الثمان سنوات المنصرمة ؟؟، فثلاث سنوات منها كنت شريكا في إدارة الحكومة ، وخمس سنوات أخرى رئيساً للحكومة ولم تفعل شيئاً ، فأنى لك هذه القدرة السحرية على تحسين أداء الحكومة الآن ؟ ، فإن قلت نعم لدي القدرة على ذلك ، قلنا لك إذا أنت كنت مقصراً مع سبق الإصرار والترصد عن الفترة الماضية ، حيث كنت تدخر جهداً كافياً لتحسين أداء الأجهزة الحكومية ، ولكنك كنت تراقب الخراب دون أن تعمل شيئاً ، لأنك كنت تعمل ضمن أجندة خاصة لا يعنيها ما يحدث من خراب وفساد ، وإن قلت لم استطع العمل والإصلاح بسبب التجاذبات والمصالح والتقاطعات والإرهاب وغيرها من المبررات ، قلنا لك أن طلبك اليوم بفترة 100 يوماً للإصلاح في غير محله الآن ، حيث ما زالت الأسباب الآنفة الذكر قائمة حتى هذه اللحظة ، وإن قلت دعوني أجرب ، نقول لك إن آلام وهموم وتاريخ ومصير الشعب ليست في محل تجريب .
سيدي الكريم نحن نرى من باب الحرص على المسيرة الديمقراطية والعملية السياسية في العراق الجديد أن تعترف بوجود منهج خاطئ أدى إلى خراب البلد وخراب العملية التنموية برمتها ، وهو منهج المحاصصة الطائفية والأثنية والحزبية ، وهذا السبب هو من يقف وراء هذا الخراب والفساد ولا بد من مراجعة التجربة من جديد والعمل على إصلاحها ، وما عليك سوى أن تمد يدك إلى جماهير الشعب وقواه الخيرة والشريفة من أجل الإصلاح والبناء ومحاربة الفساد والمفسدين ، فهذا لعمري خير لك من أن تقف بوجه أبناء الشعب ، وهم يخرجون في تظاهرات ( جمعة الغضب ) يطالبون في الإصلاح ومحاربة الفساد وليكونوا ظهيراً لك في عملية الإصلاح ، خير لك من أن تعلن حالة منع التجوال لمنعهم من ممارسة حقهم المكفول دستورياً ، وخير لك من أن تأمر الجيش وقوى الأمن في أن تطلق الرصاص الحي باتجاه صدور أبناء الشعب العزل ، وبدل أن ترهبهم بطائرات الهليكوبتر وهي تحلق بارتفاع منخفض فوق رؤوسهم ما أثارت عاصفة من الأتربة التي أدت إلى حالات إغماء لدى البعض منهم ، وتوجيه خراطيم المياه لترشهم وهم في عز شهر شباط البارد ، وضربهم بالهراوات ، واعتقال البعض منهم وخاصة المثقفين والصحفيين ، ومداهمة القنوات الفضائية التي كانت تغطي الحدث والاعتداء على موظفيها وتهشيم أدواتهم ، وهذه كلها من أدوات قانون الطوارئ السيئ الصيت المستخدم في النظم الشمولية والدكتاتورية ، وتوجيه التهم الجاهزة له ونعتهم بـ ( أيتام حزب البعث المقبور ) والقاعدة وغيرها من الاتهامات ( وطبعاً هذه الاتهامات ستبقى جاهزة برسم الخدمة ، لكل من يتجرأ أن يطالب مستقبلاً برغيف خبز أو تحسين خدمات أو تعيين أو بإصلاح النظام التعليمي والتربوي والصحي حتى ظهور الإمام المهدي عج ) ، وهذا يعني فيما يعنيه إنك تعمل على أثبات صحة مقولة المقبور صدام ( العراقيون بعثيون وإن لم ينتموا ) . وهذا يستلزم أن نضعك أنت وحزبك وقائمتك وحكومتك بموضع المقدس الذي لا يجوز نقده ولا الإشارة إليه حتى يأذن الله بذلك .
سيدي الكريم ما زال الوضع تحت السيطرة ، وبإمكانك الإصلاح ، ويمكنك أن تستعين بالشعب وقواه الخيرة والمخلصة والشريفة لتواصل عملية الإصلاح الحقيقي لا الإصلاح الترقيعي ، فاليوم حكومتك وحزبك وقائمتك كلها على المحك ، ولتكن على ثقة إن من يركب موجة العناد ويصر على نهج العنف والعزة بالإثم لن ينال غير الخسران المبين ، ولكم في تجارب من سبقكم من الحكام المستبدين تجربة وعبرة ، وتذكر إن التاريخ لن يرحم من يقف في الصف المقابل للشعب ، وحينها لن تنفعك مشورة المستشارين من حولك ، سيما الأخيرة منها حيث جعلوك تستعير أدوات حزب البعث المقبور وأساليبه القمعية في مواجهة الشعب وهو يطالب بحقوقه وتطلعاته المشروعة ، وأخيرا أتمنى الإصلاح لبلدنا ، وأودعك على أمل أن التقيك في ( جمعة الكرامة ) ، لنرى ما أنت فاعل وكيف استلمت الرسالة .
الفساد = باطل
تبرير الفساد = باطل
السكوت على الفساد = باطل
تأجيل محاربة الفساد = باطل
منع الشعب من محاربة الفساد = باطل



#عبدالحسين_الساعدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤامرة عشق مجنونة
- صهيل
- الباتول
- من اعترافات الصوفي الأخير
- ثلاثية الوجود
- البوح ليس مهنتي
- معبد اللذة
- مقايضة
- وجع سومري
- ستة أعوام على جندلة صنم بغداد
- نوروز أنت
- وطن مقفر
- دورة التكوين ..........سوسن مرة أخرى
- شاخة نبات *
- نبيذ التكوين ( سوسن خامسة )
- عُشقُ زرادشت ( سوسن رابعة )
- سيدة فارس ( الى سوسن ثالثة )
- الغطريف
- الأغلى زهرة السوسن
- المنظمات غير الحكومية في العراق ....نضال سلمي من أجل حياة مد ...


المزيد.....




- العراق يعلن مقتل -أبو خديجة- والي داعش ويعتبره -أحد أخطر الإ ...
- فؤاد حسين: التهديدات الآنية للمجتمع السوري والعراقي مشتركة و ...
- البحرية الملكية البريطانية تضبط مخدرات في بحر العرب
- غوتيريش: خفض واشنطن وعواصم أوروبية المساعدات الإنسانية جريمة ...
- مستوطنون إسرائيليون يخربون ممتلكات سكان قرية فلسطينية في الض ...
- نتنياهو يعلن قبوله خطة المبعوث ويتكوف ويتهم -حماس- برفضها
- الشرطة الألمانية تحقق في احتراق أربع سيارات تسلا في برلين (ص ...
- ترامب: الخبيث جو بايدن أدخلنا في فوضى كبيرة مع روسيا
- إعلام: -الناتو- يخطط لزيادة قدراته العسكرية بنسبة 30%
- تجارب الطفولة المؤلمة قد تزيد من خطر الإصابة بأمراض مزمنة


المزيد.....

- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالحسين الساعدي - المالكي يستعير أدوات وأساليب حزب البعث المقبور