أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أماجود علي - الإنفلات الأمني أوحينما ينتفض جزء من الطبقة الصامتة بالمغرب















المزيد.....


الإنفلات الأمني أوحينما ينتفض جزء من الطبقة الصامتة بالمغرب


أماجود علي

الحوار المتمدن-العدد: 3291 - 2011 / 2 / 28 - 21:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قليلاً ما يتم إستعمال مصطلح "الطبقة الصامتة" في القاموس السياسي، إلا حينما يتم الحديث عن الإنتخابات أو المحطات السياسية التي يطلب فيها رأي الشعب أو إستشارة الناخبين(الإستفتاء على سبيل المثال).
الطبقة الصامتة في أي مجتمع، هي مجموعة، أو مجموعات، من المواطنين الذين يتوفرون على الشرط القانوني لممارسة كل الحقوق المدنية أوالسياسية، هذا الشرط المتمثل في السن( كل دولة/نظام يطبق سناً معينة، بالمغرب إبتداأً18سنة)، والتي ترفض كل أشكال التنطيم و التأطير كيفما كان شكلها أو حجمها(أحزاب، نقابات، جمعيات، هيئات...إلخ). فيصبح فضاء تعبيرهم جد محدود و خارج أي إطار تنظيمي مهيكل.
لقد شكلت الطبقة الصامتة دوماً بالمغرب حزباً رئيسياً غير مهيكل، منذ السنوات الأولى للإستقلال، حيث مارس كل أشكاله الإحتجاجية على هامش التنظيمات الحزبية، النقابية، الجمعوية والدينية(أحداث 56، الستينيات62ـ64، السبعينيات73ـ74ـ75، الثمانينيات 81ـ84ـ86 و1990.....إلخ).
لقد كان أكبر شكل إحتجاجي، في التاريخ السياسي الحديث بالمغرب، والذي شاركت فيه "الطبقة الصامتة" بكثافة في كل ربوع المملكة، كان إحتجاجات حرب الخليج الثانية بداية التسعينيات، حيث خرجت بكل تلقائية للدافع عن الشعب العراقي. و في نفس الوقت لتضمن في إطار إحتجاجاتها اليومية، رسالة غير مباشرة إلى النظام المغربي بقدرتها على إحتلال الميدان العام بمفردها دون الحاجة إلى أي تنظيم أو تأطير يقنن أو يتحكم في طريقة إحتجاجها أو في شعاراتها.
بعد محطة حرب الخليج الثانية، جاءت مرحلة الإنتخابات التشريعية ل2007، لتعبر بكثافة عن رفضها للعبة السياسية بالمغرب، بإمتناعها عن التصويت. ليتم بعد ذلك تمرير مؤسسات دستورية(البرلمان+الحكومة) بنسبة أصوات لم تتجاوز %25 من إجمالي الناخبين، وبالتالي إمتنعت عن إضفاء الشرعية السياسية لهاته المؤسسات.
منذ بداية التسعينيات و ما رافقها من إنشقاقات داخلية داخل الهيئات السياسية و النقابية، أصبح الدورالرئيسي المنوط لهذه التنظيمات، و المتمثل أساساً في "التنظيم و التأطير" أكثر صعوبة، نظراً لفقدانها الشرعية والثقة سواء من طرف مناضليها أو من طرف الشعب. مما حدا بالعديد من المناضلين بالإنسحاب والإلتحاق بصفوف الطبقة الصامتة، حاملين معهم الإستياء والإمتعاض من اللعبة السياسية، و ليؤكدوا في نفس الوقت للجميع، بأن أغلبية المؤسسات والتنظيمات(كيفما كان شكلها أو حجمها) لا تستجيب لمتطلبات المرحلة ولإنتظارات الشعب ، مما خلق فراغا تنظيمياً قاتلاً داخل قواعد هذه التنظيمات بصفة خاصة وفي الحياة السياسية بالمغرب بصفة عامة. وفي محاولة لإنقاذ الوضع، قام القصر بإخراج "مولود جديد" إلى الرقعة السياسية في محاولة لإحياء الحياة السياسية، ولإضفاء مزيد من الشرعية على مؤسساته(أغلبية/معارضة)، وقام أيضاً بالتحكم في أغلب القيادات/الكوادر، داخل الأحزاب و النقابات، بأن تم تحميلها مسؤوليات رسمية وغير رسمية،وأيضا عبر تكوينها عن طريق الخطابات والإستراتيجيات التي يدافع عنها القصر و محيطه، مما جعل جل القواعد الحزبية والنقابية تستهلك نفس الخطابات ونفس الممارسة، مما أفرغ التوجهات الإيديولوجية لهذه التنظيمات(سواء كانت يمينة،يسارية،دينية أو وطنية). و في نفس الوقت قام النظام المغربي، بخلق قطب موازي يتمثل أساساً في التنظيمات الجمعوية، لإستقطاب كل الكفاأت التنظيمية ذاخل الحقل الجمعوي، والتي تم إقصائها دائماً من الحياة العامة أو تم إستغلالها لتكون ورقة ضغط، فتم إطلاق مبادرة ما يسمى" المبادرة الوطنية للتنمية البشرية"، فوفرلها كل الدعم المادي والمعنوي(عبر الزيارات الرسمية/الملكية) وتم تكليف العديد من هذه الأطر بمهمات رسمية وغير رسمية.
فرغم كل العمل الذؤوب الذي قام به النظام مع كل التنظيمات المهيكلة لإضفاء مزيد من الشرعية على هياكله، إلا أنه ومنذ بداية حكم محمد السادس، أصبحت الطبقة الصامتة أكثر ديناميكية بعيداً عن كل محاولة إحتواء أو إستقطاب. وأصبحت هذه الطبقة أكبر فاعل سياسي بالمغرب للدفاع عن مطالب الشعب، رغم أشكالها الإحتجاجية ذات البعد المحلي أو الجهوي، وبمطالب جد محددة(السكن، الشغل، الكهرباء، الماء، التعليم، الرشوة، المؤسسات المحلية/عمالة بوليس،...إلخ)، إلا أنها في الحقيقة تعبر عن كل مطالب الشعب. فهكذا إنطلقت إحتجاجات(صفرو، سيدي إفني، الراشيدية، الريش، تنغير،العيون، الحسيمة، أكفنوا...إلخ)، أغلب المحتجين و المناضلين الذين حملوا شعاراتها و أشكالها الإحتجاجية لم تكن لهم أية إنتماأت سياسية أو نقابية بل خرجوا بكل تلقائية وعفوية، كما خرج نسوة من أعالي جبال الأطلس عدة مرات مشياً على الأقدام ومن عدة مناطق للمطالبة بحقوقهن، نفس الشيء بالنسبة للأسر بالأراضي السلالية أو أسر أحياء الصفيح ...إلخ كل هذه الإحتجاجات لم تحتج لتأطير من طرف الهيئات المؤطرة.
لكن تبقى أكبر وسيلة للتعبير و للإحتجاج و لما لا للفضح، إستعملته،ولاتزال، نخبة محدودة من الطبقة الصامتة بالمغرب، هي وسيلة"النة" أو"الأنترنيت"حيث إستعمل كسلاح مضاد و في نفس الوقت كآلية لتشخيص "الحالة المرضية" للمغرب:الفساد، الرشوة، القمع البوليسي، الفقر، "الحكرة"....إلخ. مما جعل الجميع يشيد بهاته الوسيلة، ويدرجها في خانة"المواطنة الحقة" ورغم شكلها السري إلا أنها أضفت شرعية لمطالب الشعب المغربي. حيث أصبحت كل الأدوات التي تستعملها هذه الطبقة أكثر مردودية مقارنة بالوسائل المستعملة من طرف الهياكل المنظمة، بل أصبحت أقوى منها في إيصال الخطاب لعدد أكبر من المواطنين.
مع كل شكل إحتجاجي أو تعبيري، تخرج هذه الطبقة بشكل علني للتعبير عن آرائها ومطالبها، و في بعض الأحيان تتجاوزنسبة من هذه الطبقة حدود التعبير والإحتجاج العادي"الرسمي":وقفات،مسيرات،شعارات؛ إلى تفجير أساليب تعبير خاصة، عن طريق تجاوز كل القيود أو الحدود "السلمية"، ليصبح التكسير، إشعال النار، الضرب، تدمير الممتلكات العمومية، وأخد كل ماهو مادي عيني(نقود،مجوهرات،ألبسة، ممتلكات عينية...إلخ) من الأخر الذي لا ينتمي لنفس المستوى الإجتماعي(أبناك، محلات تجارية، صائغ...).جزء كبير من هذه النخبة هم شباب دون سن 25سنة، جلهم ليست له حقوق: إجتماعية/إقتصادية(الشغل، السكن، التعليم، المساعدات الإجتماعية...إلخ)، سياسية(فضاأت التعبير الغير التقليدية أو الغير الرسمية)،شباب له لغة للتحاور وللتعبير مختلفة عما يحاول البعض إرغامه على تعلمها، شباب تم لفظهم من طرف المؤسسات التربوية(تعليمية أو مهنية) في سن جد مبكرة، وما وجدوا غير مؤسسة الشارع كفضاء للدعم. شباب يفقهون جيداً في التحليل السياسي، ويمكن لهم أن يحددوا مكامن الإختلال في بلدهم، يعرفون جيداً حقوقهم وواجباتهم التي لم تعطى لهم الفرصة أبداً لممارستها بكل حرية. أغلبيتهم يصبح ملماً بكل الميكنيزمات المتحكمة في الصراع من أجل الوجود، ويصبح لديه المرورعبر بوابة السجن، سواء من أجل السرقة، الإغتصاب، العنف...شيئاً إعتيادياً بل وضرورياً من أجل البقاء، وبالتالي تصبح علاقته بكل مؤسسات الدولة(البوليس، المحكمة،السجن....إلخ) علاقة صراع فكل واحد منهم يقصي الآخر ويمارس عليه العنف بكل أشكاله، وبما أن المعادلة غير متجانسة وغير متكافئة، فيجب إغتنام الفرصة كل ما سمحت الظروف بذلك لتعديل الضربة، فتصبح سيارة الشرطة، أو بناية الجمارك أو حتى مدرسة أحسن هذف.
لذلك ففي كل إحتجاج، خارج الأعتياد المؤطر، تصبح الطبقة الصامتة بين المطرقة والسندان، بحيث يمكن لها أن توازن بين كل مكوناتها بأقل الخسائر، علماً أن ما حدث قبل وبعد 20فبراير وما سيحدث لاحقاً ما هو إلا بداية، ليس لتشخيص أو حتى لمعرفة الأسباب الكامنة وراء شرارة العنف(الغضب) والتي يتم التعبير عنها بكل أشكال العنف، مما يدفع بالتنظيمات المؤطرة بالتنديد و تحميل المسؤولية للطبقة الصامتة لكونها غيرمؤطرة، وأيضاً بتلقيب المهمشين داخل هذه الطبقة"بالمشاغبين" لتجعلهم في المواجهة الإعتيادية مع نفس المؤسسات(بوليس/درك، المحكمة،السجن).
ولكن بداية للمحليين الإجتماعيين والسياسيين ولما لا لما تبقى من الفلاسفة، لقراءة هذا الصراع بشكل مستقل محاولة تحليل هذه الأشكال التعبيرية، رغم عنفها، لمعرفة كل الرسائل التي تحملها، ولمحاولة الدفع بالمؤسسات التقليدية لتحمل كل مسؤولياتها ليس لإصدار الأحكام.
إن أول يجب البدء به، هو إستيعاب كل مطالب كل الشعب المعربي، بكل طبقاته:مهيكلة أم لا، المؤطرة والغير المؤطرة. عبر إرساء دولة الحق والقانون الفعليين وليس الشكليين، عبر مؤسسات منبثقة عن دستور حقيقي،ديموقراطي إجتماعي، يضعه الشعب ويمارس به سيادته الفعلية.والذي يضمن كل الحقوق المواطنة الحقة(التعليم،السكن،الشغل،الصحة...) وحماية الحريات والحقوق الجماعية والفردية،ويجعل من المساواة عماداً أساسياً في ممارسة المواطنة الكاملة.ويجعل من الفساد ونهب المال العام خيانة/جريمة بحق الشعب يعاقب عليها بأقصى العقوبات.
فمهما كانت العقوبات التي تم إقرارها أو سيتم إقرارها في حق "المشاغبين" أو جزء من الطبقة الصامتة، لن تزيد هذه النخبة، إلا إصراراً على الإستمرارية أو إعطاء المشعل إلى الآخرين في كل المحطات الإحتجاجية القادمة.
لأن العقوبات الحقيقية أغفلت أصل المشكل ألا وهو: "التوزيع الغير العادل للثروات".



#أماجود_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأفق السياسي بالمغرب ما بعد 20 فبراير


المزيد.....




- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...
- محكمة مصرية تؤيد سجن المعارض السياسي أحمد طنطاوي لعام وحظر ت ...
- اشتباكات مسلحة بنابلس وإصابة فلسطيني برصاص الاحتلال قرب رام ...
- المقابر الجماعية في سوريا.. تأكيد أميركي على ضمان المساءلة


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أماجود علي - الإنفلات الأمني أوحينما ينتفض جزء من الطبقة الصامتة بالمغرب