|
انفصامات
عهود عدنان
الحوار المتمدن-العدد: 3289 - 2011 / 2 / 26 - 22:29
المحور:
الادب والفن
صدى : انشطر صوتها إلى ورقتي خريف، غير أنَّ الصدى كان لشخصٍ آخر.
وحشة: في يدها طوقُ – ياسمين بالضرورة – قدّمه لها كي تضعه في كتابها، غير أنّها نسيت الكتاب على رصيفٍ مقابلٍ لمحتواه الفلسفيّ.. امتطت عطره العالق بالطوق، وارتقت درجات السلّم إلى غرفتها.. وصلت .. أغلقت الباب في وجه لا أحد.. أوصدت النافذة معترضة طريق الهواء ورائحة الكون الخارجيّة.. وبرفق بعثرت الياسمين على سريرها.. اعتنت بالزوايا.. وكانت دقيقة جدّا في توزيع الياسمينات على وسادتها بإيقاع دقّات قلبها وهي تفكّر كم استغرق كي يحضره لها.. ثمَّ غفت مضمّخةً بكل ذلك... في صبيحة اليوم التالي نظر إلى عنقها، فوجد سلسالاً فضيّاً بلا رائحة.. مضى .. ولم ينظر خلفه...!
أنوثة خاصّة: قال لها: صباحك سكر قالت له: صباحك أنا .. بكل تفصيلات اشتياقي إليك ....
سِجلّ: "انتهت آخر شمعة في المنزل " .............................. فكّر أن ذابت هو التعبير الأصح، ثم خلُص إلى أنّه المتعارف وليس الأصح، وجد كلمة الأصح ثقيلة على لفظه ومسمعه، ثمّ تذكّر أنّها لن تسمعه، أنصت قليلاً .. أنصت أكثر .. ثمّ .. اللعنة .. إنّ البرد القارس لا صوتَ لـــه!! جرّب أن يتواطأ مع الولاعة على البرد، فتواطأت هي معه وخذلته .. رماها من يده فوقعت على السجّادة [ المهترئة ] ولم تصدر صوتاً!! تهكّم من شيء لا يعرفــه، ثمّ سجّل حيث لا يدري: إنّ للسجادات المهترئة وظيفـــة مثالية وغير متوقعة في المحافظة على الهـدوء. ثمّ ترك سطراً فارغاً وأضاف:
الهدوء: قحط طارئ أو مزمن في الكلام.
الكلام: يذوب كالشمع ولا يبقى كما تعتقد فيروز [ ما تاري الكلام بضلّو كلاااام ]. انتقل إلى آخر بياض في الصفحة .. اعتنى بخطّه على غير المعتاد وكتب بثقة لا مبرر لها: ذابت: مستهلكٌ كالغضب .. كالثورة .. كالفعل .. كياء المخاطب ...... الخ
ودق: الودق: المطر وبابه الوعد !! هذا يعني أنّ السيّاب حين قال: "سيعشب العراق بالمطر" أي سيعشب العراق بالودق ثمّ كذلك حين يؤكد: مطر ... مطر ... مطر فهو يعني أيضاً: ودق ... ودق ... ودق غير أنّه استعاض بالمطر عن الودق. ذلك أنّ الودق قد يشي بالرحمة من جهة، وبالقوة من جهة أخرى، إذ إنّ التقاء القافين صوتياً في جملة واحدة يفجر ثورة نفسيّة تجاه الخصب، وعلى صعيد الحقيقة .. نحن لا نستطيع أن نهيّء أنفسنا لهذا كلّه ... فمعادلتنا إحدى هاتين: العشب، العراق، المطر، السخط والضعف العشب، العراق، الودق، الرحمة والقوة أكذبٌ وبهتانٌ وسوءُ حال؟!!!!!! سلمتَ يا سيّابَ الفكر ... مطر .. مطر .. مطر .. رومانسيّة: قال لها: أكره الطَّيف!! قالت له: إذن ... لا تنم في عتمة. اعترض : الطيف لا الظل!! أجابت ببرود: لا طيف لمن لا ظلَّ له ...
كينونة: "تعا ولا تجي .. واكزووب عليي الكزبة مش خطيّة" ...
وتر: حينما أنهى عزفه [ المنفرد بالضرورة ] اكتشف أنّ العود كان بوتر واحد .. وأنّه استخدم مصّاصة عصير عوضاً عن إصبعه .. كان ابنه يغفو على فخذه الأيسر تحديداً، فعرف سرّ الخدر الذي يجتاحها .. ركّز أكثر فاكتشف أنّ الخدر يجتاح أعضاء جسده كلها عدا الفخذ الأيسر .. طبعاً لم يقصد أن يغفو غير أنّ شيئاً آخر غير النعاس غلبه فانكفى على حلم بلا ألوان!
نارنج: أخبرها أنّه يحبها فأزهر حلمها بدفق اشتهائه اللوزي ينبض قلبها به .. أخبرته أنّها تحبّه فغفا على أريكة من ياسمين عينيها .. صمتا معاً .. فكبر النارنج على إيقاع روحهما الهادرة .. نمت الغصون .. ولا زالت تكبر .. والسماء نارنجةٌ كبيرة في أحداقهما ..
رُقْيَة: على أنها كانت وحدها حين أيقظها تسلل الصباح إلى حلمها غير أنّها بقيت طوال النهار تغني: "يا أنا يا أنا أنا ويّاك ........."!!!
ثورة: اختبر قدراته اللغوية حين قالت له: أريد أن أسمع منك أربعة حروف تبني لهذا اللعين في أحشائي وطناً من عبق عشقك الشهي؛ فقال لها: ثورة!! تبسمت دون أن تدري إن كان تبسمها يشي بخيبة أمل أو بالفرح، نظرت في وجهه ـــ ولم تدرك إحساسها بعد ــــ تلمّست بطنها بحركات دافئة لا إرادية وهمست بصدق: ثورة!!
ملل : قال لها: أحبكِ قالت له: هل من جديد؟!!!! قال لها: أحبّها أيضاً قالت له: أحبّك...... أيضاً .
استدراك: لا تنظر إلى الساعة أثناء فعل الانتظار، كيلا تتأخر ذاتك عليك في عدّ ياسمينات موعدك.
عهد قديم: ليليت وحوّاء أمٌّ لآدم .... ليليت وحوّاء حبيبات آدم .... ليليت لا تشبه حوّاء .... آدم لا يكترث للفروقات ((أثناء تواجد الاثنتين)) آدم لا يشبه ليليت ... آدم لا يشبه حوّاء .... آدم لا يستطيع إلا أن يسعى إليهما معاً .... حينئذٍ لا بدّ أنّ قلب كل منهما لم يبقَ في يده..... قلب آدم معلّق بين عرشين النساء ليست دعامة أي منهما !!!
#عهود_عدنان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
-جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
-
-هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
-
عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا
...
-
-أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب
...
-
الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى
...
-
رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
-
-ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
-
مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|