أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريم المظفر - في العراق .. عجيب أمور .. غريب قضية














المزيد.....

في العراق .. عجيب أمور .. غريب قضية


كريم المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3289 - 2011 / 2 / 26 - 17:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قد يبدو العنوان غريبا بعض الشيء لبعض القارئين .. ولكنه لمعظم العراقيين معروف , كونه مأخوذا من مسرحية عراقية فكاهية ( البستوكة ) عرضت في سبعينيات القرن الماضي , فهذه المقولة تجسد اليوم حقيقة الأمور في العراق وغرابة قضيته .
فعجائب الأمور اليوم في العراق لا تعد ولا تحصى , ولا يمكن تلخصيها بكلمتين أو مقال أو حتى دراسة موسعة , فإن تحدثت بها فالتهمة جاهزة و لا تحتاج لعناء ( أنك من أتباع النظام السابق ) بغض النظر إن كنت فعلا من أركانه أم ضده , وإن سكت عنها فأنك حتما ستكون وكما تعلمناها ( شيطان أخرس ) !! .
لكني وبعد مسيرات ساحة التحرير يوم 25 فبراير / شباط الجاري لا أريد أن أكون ذلك ( الشيطان الأخرس ) ولن أخاف هذه المرة من التهمة ( الجاهزة ) التي لطالما تعرضت لها في نظاميه الحالي والسابق ,, فالمظاهرة هذه كانت تطوف ليس بغداد فحسب بل شملت مدن العراق بشكل عام تحمل طابعا سلميا , ومطالب أصبحت اليوم أكثر مشروعية , لكنها على ما يبدو أثارت الذعر الأمني والإرباك الذي أودى إلى سقوط شهداء وجرحى لا ذنب لهم سوى أنهم تعدو الخط الذي حددته لهم قيادة عمليات بغداد !!! لأن حق التظاهر حق مكفول ( حسب قول السيد رئيس الوزراء ) ولكن ليس يوم ٢٥ ،، فهذا اليوم تحديدا غير مكفول دستوريا !!! أمر حول المظاهرات إلى " حرب مقدسة " لإسكات شعب اعزل إلا من هتافاته من قبل مؤسسات الدولة الحكومية بكافة أشكالها وجبروتها ومصادرتهم عبر كل الوسائل ، وراقبها العالم بصمت خجول .
تفشي الفساد في البلاد وعدم وجود حسيب ولا رقيب في حكومة يدخل فيها احد الوزراء إلى قاعه ألمحكمه متهما بالدليل القاطع بسرقة المليارات واستيراد العلف كدقيق ثم يخرج بريئا وبنفس ألطريقه التي بريء بها آخرون أمثال حازم الشعلان ولوي العرس وأيهم السامرائي وعبد الفلاح السوداني وأكثر من 149 من درجه مدير عام فما فوق ينتظرون دورهم في قائمه نزاهة شبه مشلولة و خائفة وحسب إعتراف رئيس لجنتها أمام الملايين بان هناك ساسه فوق القانون , أمر زاد في ثراء الحكام المفرط ، حيث أن موازنات الرئاسات الثلاث تعادل رواتب 15 مليون عراقي وهو ما يعادل 670 مرة أكثر من رواتب وامتيازات الحكومة الأمريكية !!! هي التي دفعت أبناء الشعب العراقي إلى اللجوء هذه المرة إلى الشارع و إستخدام حقهم الشرعي الذي يكفله لهم الدستور في التعبير .


البطاقة التموينية التي كانت تعد السند الذي يتكأ عليه المواطن العراقي لتوفير ما يمكن له توفيره من مواد غذائية تعينه على مواجهة الحياة , فلم يعد هذا المواطن يتذكر متى استلم مفرداتها آخرة مرة على شحتها ورداءة نوعيتها ، على الرغم من أن الحكومة أعلنت ومنذ العام الماضي على إيجاد لجنة (لإصلاح البطاقة التموينية ) وكانت من (أروع انجازاتها) تقليص مفرداتها وتكثير حلقات الفساد حتى لم تشهد المرحلة السابقة والتي تزامنت مع استحداث هذه اللجنة أية تحسينات تذكر سواء كانت على مستوى نوعية مواد التموينية او على صعيد انتظام وصولها للمواطنين , لذلك فإن مظاهرات يوم 25 شباط / فبراير جعلت ولأول مرة البطاقة التموينية شبحا يراود البرلمانيون العراقيون ووحدت أصواتهم في حالة نادرة لم تشهدها جلسات البرلمان العراقي من قبل في إنقاذ ما يمكن إنقاذه من أحوال هذه البطاقة المتردية .
أما البطالة , فالحديث عنها يطول ويطول , فالوعود التي قطعتها الأحزاب والتيارات أيام الإنتخابات في توفيرها راحت أدراج الرياح !! وأصبحت اليوم رهينة الأحزاب المشاركة في العملية السياسية وبتقسيم البلاد , ليتحول الشباب والخريجين إلى جيوش من العاطلين بسبب عدم إنتمائهم إلى هذه الفئة أو تلك , أو لم يكونوا أقرباءا لهذا المسئول أو ذاك , في وقت تعادل رواتب الرئيس ونوابه الأربعة 777 مرة معدل دخل المواطن العراقي حيث يتقاضى كل منهما 700 ألف دولار سنويا (راتب زائدا امتيازات ومخصصات) , زائدا 12 مليون دولار منافع اجتماعية لكل منهما !!! في حين أن راتب الموظف في الحالة المتوسطة لا يسد احتياجاته والعائلة !!! بسبب الغلاء الذي بات يعيشه العراق , ما زاد من متاعب المتقاعدين الذين أصبحوا يتذوقوا الألم المر مع هذه الفتاتات التي ترمى لهم !!!
ومن المضحك المبكي أن رواتب وامتيازات السلطة التنفيذية الإجمالية في أمريكا (رئيس, نائب, وزير, مستشار بدرجة وزير) تبلغ حوالي 75 مرة من معدل دخل المواطن الأمريكي , بينما تبلغ إجمالية رواتب وامتيازات ومخصصات والمنافع الاجتماعية للسلطة التنفيذية العراقية (مجلس الرئاسة, مجلس وزراء, مجلس السياسات الإستراتيجية) حوالي 140 ألف مرة معدل دخل المواطن العراقي !!!! ناهيك عن أن رواتب وامتيازات السلطتين التشريعية والتنفيذية في أمريكا وإن بلغت حوالي 1205 مرة معدل من دخل المواطن العراقي فإن رواتب وامتيازات ومخصصات مثيلتيها العراقيتين يبلغ حوالي ربع مليون مرة من معدل الدخل نفسه !!!! .
الطائفية، والتخلف، وسوء أو انعدام الخدمات، وتردي الأوضاع العامة، وغياب الأمن، وانتشار الفقر، والبطالة، وازدياد عدد الأرامل، والأيتام، والمقعدين، والمشوهين، والمعوقين , وتفشي الرشوة، وانتشار السجون السرية، وأوكار التعذيب , ووعود مل الشعب منها ، لأنه تعب من الآمال ، وزهقت أرواحهم من الانتظار , قضايا نظمت أبناء الشعب العراقي، بكل قومياته، وطوائفه، وأديانه، نسائه، ورجاله، شيبه، وشبابه تحت نصب الحرية الخالد , للتعبير عن رفضهم الفساد، والإرهاب، والتمييز، والتهميش، وتقسيم الشعب، وتجزئة الوطن , والتأكيد على أن قضيتهم واحدة يقفون ضد هذه الممارسات صفا واحدا من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب .



#كريم_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد خطاب مبارك .. مصر إلى أين !!


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريم المظفر - في العراق .. عجيب أمور .. غريب قضية