عبد الناصر فروانة
الحوار المتمدن-العدد: 3289 - 2011 / 2 / 26 - 09:36
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
لماذا بقى ملحق الأسرى ماركة مسجلة باسم الشعب الجزائرية؟
أينما أثير موضوع الإعلام وأهميته بالنسبة للأسرى في سجون الإحتلال الإسرائيلي وقضاياهم العادلة وفضح ما يتعرضون له من انتهاكات وجرائم متعددة ، تجد صحيفة الشعب الجزائرية حاضرة بقوة ، وإذا حضرت الصحيفة كان للملحق الخاص بـ " الأسرى والقدس " والذي تصدره اسبوعياً مكانة ملفتة ومتميزة .
ولا يمكن الحديث عن الصحيفة الجزائرية أو الملحق دون العودة إلى جذور العلاقة التاريخية ما بين الشعبين الجزائري والفلسطيني بشكل عام ، والذي شكّل أرضية خصبة لإنجاح أي عمل مشترك هناك .
كما لا يمكن الحديث عن ديمومة الملحق وانتظام صدوره ، دون الاشارة إلى الدور المتميز للأستاذ " عز الدين بوكردوس " المدير العام للصحيفة ورئيس تحريرها ، وعن الجهد الكبير الذي تبذله لجنة الحرية لأسرى الحرية ممثلة بالأستاذ " عز الدين خالد " المشرف على الملحق ، ولولا الدور المشترك هذا لما استمر الملحق في الصدور وبانتظام طوال الأسابيع التسعة الماضية بواقع تسعة أعداد متتالية .
ففي الأول من يناير من العام الجاري أصدرت صحيفة الشعب الجزائرية العدد الأول من الملحق ، ومع صدور العدد الثالث قررت الصحيفة منح الملحق مساحة ثابتة على موقعها الألكتروني الرسمي وعلى الصفحة الرئيسية ، مع الإشارة بأن أعداد الملحق في تطور دائم من حيث الشكل والمضمون والإخراج الفني .
ولم تكتفِ الصحيفة باصدار ملحق أسبوعي دائم خاص بـ " الأسرى والقدس " بل أقامت معرضاً دائماً للقدس والأسرى في أروقة مقر الصحيفة في العاصمة الجزائرية يحتوي على العديد من الملاحق والإصدارات واللوحات الفنية والبوسترات ..الخ .
وهذا ما يدعونا دائماً وفي مناسبات عديدة ومواقع مختلفة للإشادة بدور الصحيفة الجزائرية والقائمين عليها ، ومناشدتنا للصحف العربية الأخرى بأن تحذو حذوها ، لما لذلك من أهمية فائقة في دعم ومساندة حق الأسرى والقدس في الحرية والتحرر .
ولكن المؤلم هنا أن مناشداتنا لم تجد طريقاً لها حتى اللحظة في الوصول إلى صحف عربية أخرى ، الأمر الذي أبقى التجربة أسيرة داخل الحدود الجزائرية حتى اللحظة ومقتصرة فقط على صحيفة الشعب ، ويبدو ان استمرار الوضع على حاله ، سيمنح الملاحق صفة ماركة مسجلة حصرياً باسم " الشعب الجزائرية " وهذا ما ( لا ) نرغب به و( لا ) نحبذ استمراره ، بل سنسعى لتعميم التجربة ونقلها لصحف في دول أخرى وفي مقدمتها الصحف الفلسطينية الصادرة في فلسطين ، وهي مناسبة لنجدد دعوتنا لأن تصبح تجربة " الملحق " مسجلة باسم كافة أو غالبية الصحف الفلسطينية والعربية .
ولكن السؤال الذي يقفز للذهن هنا ، لماذا بقيت التجربة مقتصرة على الشعب الجزائرية ولم تنتقل لصحف أخرى في الوطن العربي حتى اللحظة ؟ هل لأسباب ذاتية أم موضوعية ؟
أعتقد أننا كفلسطينيين نتحمل المسؤولية الأكبر في ابقاء التجربة داخل حدود الجزائر حتى اللحظة وعلينا أن نتحرك بشكل فوري .
ومع ذلك نسجل جل احترامنا وتقديرنا لعشرات الصحف والمجلات العربية التي تفرد مساحات عديدة وبدرجات متفاوتة لقضايا الأسرى وهمومهم وهموم عائلاتهم ، لكننا دائمي الطموح والأمل ، ونتطلع إلى دور أكبر لتلك الصحف في دعم ومساندة أسرانا على غرار " الشعب الجزائرية " وهذا أمر ليس بالمستحيل تحقيقه .
ولتكن صحيفة الشعب الجزائرية نموذجاً يُحتذى ، وتجربة يُستفاد منها ويُبنى عليها ، ولنجعل من الجزائر الشقيقة - بلد المليون ونصف المليون شهيد - المحطة الأولى لانطلاق قطار الإعلام العربي الداعم والمساند للأسرى وللقدس أيضاً ، وهذا يتطلب في الوقت ذاته جهود فلسطينية مضاعفة للتأثير على أصحاب القرار والنفوذ في الصحف المختلفة داخل البلدان العربية المتعددة ، مما يستدعي من وجهة نظري تحركاً جاداً من قبل السفارات والدبلوماسيين والجاليات الفلسطينية في الدول العربية الشقيقة .
وهذا يقودني أيضاً إلى إثارة اقتراح قديم جديد سبق وأن قُدم عبر وسائل الإعلام من قبل الأخ / قدورة فارس رئيس نادي الأسير الفلسطيني ، ومنظمة أنصار الأسرى ، والقاضي بتعيين ملحق خاص بالأسرى في السلك الدبلوماسي في كافة سفارات فلسطين في العالم وليس فقط في الدول العربية ، بهدف تفعيل قضية الأسرى في الدولة المختلفة ، وبأساليب ومهمات جديدة بما يخدم تدويل قضية الأسرى .
فتجربة الشعب الجزائرية يجب أن تتطور وتتقدم ونرتقي أكثر فأكثر بمستوى الملحق ، وأن نسعى لتكرارها ونقلها إلى دول أخرى ، فالإعلام مهم في مساندة الأسرى في انتزاع حقوقهم الأساسية وتحسين شروط حياتهم داخل الأسر كمقدمة لتحقيق حلمهم بالحرية ، وربما يُعتبر هو الأهم في معاركهم ضد إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية ، واطلاع العالم على مجمل مناحي الحياة الإعتقالية المأساوية في سجون الاحتلال ، والانتهاكات والجرائم التي تُقترف بداخلها .
فالعالم لم يعرف يوماً قوة ذات تأثير أعظم مما يتمتع به الإعلام في زماننا هذا ، وأن الدول أصبحت تتقوى بإعلامها الموجه خدمة لمصالحها وتوجهاتها ، وأنه ليس هنالك من انتصار لأية قضية مهما كانت درجة عدالتها دون إعلام قوي ، ولقد آن الأوان لأن نغير نمط تعاملنا وتناولنا لقضايا الأسرى في وسائل الإعلام ، وأن نطور من آدائنا وأن نبحث دائما عن مساحات أوسع في وسائل الإعلام المتنوعة لتتسع للمزيد من الموضوعات ذات العلاقة بشؤون الأسرى ، فالأسرى قضية دائمة وليست موسمية ، عميقة وشاملة وليست سطحية و موسمية .
وفي الختام نجدد شكرنا وتقديرنا لإدارة صحيفة الشعب الجزائرية ورئيس تحريرها ومديرها العام الأستاذ " عز الدين بوكردوس ، ( لا ) بل نجدد حبنا وعشقنا للشعب الجزائري العظيم فالجزائر عظيمة بأبنائها ومواقفها التاريخية تجاه فلسطين وشعبها وثورتها ، وصرخة رئيسها السابق" هواري بومدين " نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة " لم تغبْ يوماً عن عقول وقلوب الجزائريين ، فعشقها شعبنا الفلسطيني وعشق ترابها وأحب شعبها العظيم ، داعياً الله أن يحميها ويحمي شعبها وأن ينعمهم بالأمن والاستقرار .
عبد الناصر فروانة
أسير سابق ، وباحث مختص في شؤون الأسرى
مدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين في السلطة الوطنية الفلسطينية
0599361110
[email protected]
الموقع الشخصي / فلسطين خلف القضبان
www.palestinebehindbars.org
#عبد_الناصر_فروانة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟